ثلاثية الماضي والحاضر والمستقبل..مهدأة لشباب الإنتفاضة

حيدر ابراهيم علي

* أهرب يا إبني فإن الماضي يلاحقك!

* أنصحك بقتل الأب الروحي والفكري قبل أن تخط أي حرف في كتاب الحياة الجديد

*سوف تغمرك (الديناصورات) في بيانات التأييد أو الشجب والإدانة؛ ثم يدوخونك في كرنفالات توقيع المواثيق.يمارسون هواية ميثاق جديد لكل صباح جديد دون أن يكلفوا أنفسهم بالإجابة علي السؤال: ماذا فعلوا بميثاق الأمس؟
* لا يحق لجيلنا الذي أضاع الاستقلال والوطن الواحد وانتفاضتين شعبيتين: أكتوبر 1964 وابريل1985،أن ينظّر لثورة أو انتفاضة الشباب الحالية؛بسبب الشيخوخة والفشل المتكرر والنرجسية.بينما هؤلاء الشباب يقدمون دماءهم وحريتهم قرابين تضحية.

المتن

من أهم قوانين الثورة:لا حركة ثورية بلا نظرية ثورية ،ولكن تكتمل الفرضية بالقول: ولا نظرية ثورية بلا نقد ثوري جذري. لذلك، ظللت أرد علي أي دعوة للمشاركة في الكيانات والتنظيمات الجديدة،بضرورة أن تكون البداية الصحيحة الممهدة للتأسيس عقد مؤتمر يخصص تماما للنقد والنقد الذاتي.

ويدور كله حول سؤال:لماذا فشلت التجارب السابقة؟ وماهي ضمانات وآليات عدم تكرار الاخطاء؟ ولأن العقل السوداني -عموما- ممانعا ومقاوما للنقد،وبوجه أخص العقل النخبوي؛ يتم تجاهل مثل هذه الدعوات. فهي تعطل سرعة إشهار التنظيم، وتؤخر اصحابه من قيادة الثورة التي تنتظرهم علي منحني التاريخ. ولذلك،كل الذي يدور الآن محاولات لاجترار الزمن وتكرار التجارب أو بالأصح تجريب المجرّب وبالتأكيد ستحل عليه الندامة.

تقع مهام الثورات أو التغيير في المجتمعات والدول النامية علي عاتق النخب.ويعود ذلك إلي غياب طبقات اجتماعية قوية وإلي مستوي وعي الجماهير. ويقدم (نهرو) وصفا دقيقا لحال بلاده وحالنا ايضا، في رد لسؤال من (محمد حسنين هيكل): كيف تقوم الهند من أحوالها التي كنا نعرفها الي المستقبل الذي يحلم به شعبها؟ وكان رده:- ” أمامنا خيار واحد. الهند اربعمائة مليون انسان(تضاعفوا الآن 3 مرات)-….. وفي هذه الكتلة الكبيرة 10% من القادرين علي المستقبل أي 40 مليونا من المواطنين, ومن الضروري أن تتحول هذه الاقلية في المستقبل الي رافعة تحمل الكتلة الكبيرة غير الجاهزة الي أعلي.”ثم يؤكد قائلا:-“…أن مصير الهند معلق بالمعجزة، إما أن تستطيع القلة أن تكون رافعة للكتلة وإما أن تهوي الكتلة علي رأس القلة وتسحقها، وتكون مأساة الهند”.(الاهرام21/5/2012). أي الخيارين حدث في السودان؟ أما في الهند،فيدل تطورها علي أن القلة أو النخبة قد تحملت دور الرافعة بنجاح وشجاعة.

وهذه هي البداية الصحيحة، لذلك نستهل بالسؤال المحوري:- ماهي الكتلة الاجتماعية الرافعة في الحالة السودانية؟ لم يكن السودان استثناءا فقد عرف نخبة أو طليعة تحملت المسؤولية الوطنية وشكلت مشروع ضمير لشعبها.وانفردت بصفة: القوى الحديثة أو الجديدة تمييزا للقوى التقليدية ذات الغلبة العددية شعبيا في مجتمع متخلف وراكد اجتماعيا. وكانت جمعية (اللواء الأبيض) ثم(حركة اللواء الأبيض) هي البداية الرائدة.والأخيرة ضمت المتعلمين والمهنيين وصغار الموظفين والتجار، وادخلت لأول مرة في تاريخ البلاد أسلوب المظاهرات السلمية التي نشهدها الآن. واستغل زعماء الحركة: علي عبداللطيف وعبيد حاج الأمين، موكب جنازة اليوزباشي عبدالخالق حسن،مأمور أم درمان، وحولوه لأول مظاهرة في 19 يونيو1924. وردد المتظاهرون هتافات: تحيا مصر!نكاية في البريطانيين. ورغم قرار الحكومة منع التجمهر والتظاهر، إلا أن المظاهرات عمت كل مدن السودان الكبرى خلال العام.بل،في 27 نوفمبر 1924حدث الصدام المسلح ضد البريطانيين الذي قاده عبدالفضيل الماظ ورفاقه من الضباط.

احست القوى التقليدية بخطر ظهور قوى جديدة تهدد مصالحها،فتصدت مبكرا لمحاربتها قبل المستعمرين أنفسهم.ففي 10يونيو1924،اجتمع في منزل السيد عبدالرحمن المهدي،الزعماء الدينين التقليديين،وبعض كبار الموظفين العموميين،وكبار التجار والأعيان،وزعماء القبائل والشيوخ المعروفين.ووقعت هذه المجموعة علي رسالة موجهة للحاكم العام عرفت باسم(سفٌرالولاء).أعلنوا فيها ولاءهم باعتبار “أنهم هم الشخصيات البارزة للحركة الوطنية السودانية،المستنيرون والمؤهلون لابداء الرأي.”والأخطر ما في السفر قرارهم:” اختيار انجلترا لكي تكون وصية علي السودان…لتعمل علي تطويره حتي يصل الي مرتبة الحكم الذاتي”.ووصل بهم الأمر الي حد مطالبة بريطانيا بتمثيل السودانيين في مفاوضتها حول السودان مع حكومة الوفد المصرية.

وحين اندلعت المظاهرات أدانها الموالون للإنجليز،وكلفوا حسين شريف، صاحب صحيفة (الحضارة) المعبرة عن فكرهم وخطهم السياسي بافحامهم.وكتب في عدد يوم25 يونيو1924 يقول بأنه كان يتعين علي جمعية اللواء الابيض أن تعلم بأن البلاد قد اهينت لما تظاهر أصغر وأوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع بأنهم المتصدرون والمعبرون عن رأي الأمة.وإن الزوبعة التي أثارها الدهماء قد أزعجت التجار ورجال الاعمال.وواصل داعيا” جميع المناضلين الحقيقيين بأن يستأصلوا شافة أولاد الشوارع(شذاذ الآفاق؟!) الموالين لمصر للقضاء علي تطلعاتهم الكاذبة حتي لا يصبحوا أبطالا وطنيين.”ويسقط(شريف) في عنصرية بغيضة،حين يكتب:”إنها لأمة وضيعة تلك التي يقودها أمثال علي عبداللطيف(…)وذلك أن الشعب ينقسم إلي قبائل وبطون وعشائر،ولكل منها رئيس أو زعيم أو شيخ،وهؤلاء هم أصحاب الحق في الحديث عن البلاد(…)من هو علي عبداللطيف الذي أصبح مشهورا حديثا،وإلي أيّ قبيلة ينتسب؟”(للتفاصيل راجع:جعفر محمد علي بخيت:الإدارة البريطانية والحركة الوطنية في السودان،الطبعة الثانية،1987،ص60-65).وردّ عليهم الشاعر صالح عبدالقادر بقصيدة ساخطة،تقول:-

ألا ياهند قولي أو أجيزي رجال الشرع أضحوا كالمعيز
ألا ليت اللّحى كانت حشيشا فتعلفها خيول الإنكليز

اخمدت أول حركة قوى حديثة بتعاون الإستعمار والقوى الرجعية.وصارت هذه مهمة القوى التقليدية بعد خروج الاستعمارالتي كررتها خاصة بعد ثورة21 أكتوبر1964 حين دخلت ميليشيات القوى الرجعية واسقطت حكومة جبهة الهيئات بأسنة الرماح.وكانت المأساة الحقيقية كانت قدرة الطائفية الدينية والقبلية علي تدجين القوى وإدخالها في قفاطينها الا من رحم ربك.وبدأت النخبة أو الطليعة المثقفة أو أصحاب المثل العليا-كما يسميهم(المحجوب).والذي يؤرخ لمحاولات المثقفين الذين اتجهوا نحو الأدب ،فتكونت جماعة الفجر وجماعة اصدقاء مدني. فالاولي اوجدت مدرسة في الادب لها طابعها الخاص ونفخت في بوق الحركة الوطنية مرات ودوت صيحتها موفقة في كثير من ميادين الحياة.اما الثانية فقد تمخضت في احدي جلساتها عن فكرة مؤتمرنا العتيد وفكرة المهرجان الادبي.وعاونتها مجلة الفجر ونادي خريجين ام درمان.(كتاب:الحركة الفكرية في السودان الي اين تتجه؟الخرطوم،1941،ص46).

أن الفترة من ثورة 1924 حتي سنة 1938هي بداية التحرر والإنطلاق نحو الحرية الفكرية والسياسية،والتجديد في الأدب .ويفصّل(المحجوب) “…وأخذنا نكافح الحزبية الدينية وندعو الخريجين ليتحرروا من قيودها ويكونوا جبهة وطنية تعمل لمصلحة البلاد وتحقيق الآمال،وأخذت تلك النواة التي تركتها في مدني وكنت تتوقع أن تحدث حدثا جليلا في البلاد تنمو وتترعرع،وشقت طريقها إلي نادي وادمدني في ثوب جماعة أدبية،إلي ان استفحل أمرها فخرجت علي الناس في إحدي محاضراتها بفكرة:مؤتمر الخريجين العام”.(موت دنيا،الطبعة الثانية،ص136).

أما من (مدني)فقد جاء الصوت قويا وواضحا ليحدد موقف النخبة من الطائفية مبينا طبيعتها ووسائل مقاومتها.يكتب(أحمد خير)عن الدور المتوقع للنخبة أو أصحاب المثل العليا من الجيل الحديث،معتبرا تأسيس أول نادي للخريجين(وليس مؤتمرا)في صيف1918 بام درمان.ويري في هذا الحدث بداية المعركة بين القيادة الشعبية المتعلمة مقابل الزعماء الدينين أو الحركة الصوفية-كما أسماها في البداية.واستهل الفصل الخاص بتاريخ هذا الصراع ببيت الشعر القائل:

وما ضرت العلياء الا عمائم تساوم فينا وهي فينا سوائم

وقد كان(أحمد خير) يعلق آمالا عراضا علي هذه الحركة،رغم أنه بعد أكثر من ربع قرن من الزمان،بدا متشككا.فقد كانت ملئية بالوعود والطموحات لدرجة مقارنتها بارهاصات عصر النهضة في أوربا.ويكتب عن الظاهرة :-“…يلحظ في ثناياها أغراض دعوة الطليعة من أحرار الفكر الذين انبثوا في أرجاء أوربا وأحدثوا تلك الثورة الفكرية التي مهدت السبيل لحركة الإصلاح الديني؛وما تلاها من انقلابات وحروب وثورات قفزت بالمجتمع الأوربي من ظلمات القرون الوسطي الي نور الحضارة الحديثة”.(كفاح جيل، الطبعة الثالثة،1991،ص21).ويثبّت نجاحات الخريجين في البداية حين يقول:-“ولقد خاض الجيل معركة حامية لتحرير الفكر من أوهام الخرافة وقطع شوطا ملحوظا في هذا السبيل وقضي علي نفوذ الارستقراطية الدينية،أو كاد”.(ص185). ولعله يقصد أن هذا الانتصار قد تم في اوساط اجزاء واسعة من الجيل الحديث وليس المجتمع السوداني ككل.

وفي نفس أجواء تصاعد المعركة ضد الطائفية والرجعية،يصدر(عرفات محمد عبدالله)مجلة(الفجر)في 2يونيو1934.ويكتب من البداية بأن صحيفته تقوم (بنشر نور المعرفة وقشع سحب الجهالة) ويضيف بانها (تستمد مبدأها وصفتها من اسمها الذي اسميناها به، وآمالنا وطيدة في أنها ستكون فجراً صادقاً يتلوه صبح وضاح، ونهار مشرق. تتشر لسعة شمسه الشافية فتقضي على جراثيم الجهل والحقد والعصبية والتأخر والجمود. وتبعث فينا وفي ابنائنا واحفادنا روحاً جديدة).ولعبت (الفجر) دورا تنويريا هاما ولكنها توقفت عام1935 بوفاة صاحبها ولم تفلح محاولة احيائها.

من تناقضات التاريخ السوداني تزامن قيام مؤتمر الخريجين1938 وهم الذين آلوا علي انفسهم هزيمة الطائفية والرجعية الدينية،مع تحالف الطائفية والخريجين.ويصف(سامي سالم)ببراعة هذا التحول:-“…كانت لحظة الهروب من مؤتمر الخريجين الي أحضان الطائفية هي اللحظة التي وقّع فيها المثقف السوداني ضك إنهياره،وقد تكلل مشروع الهرب بالخيبة التي لا زالت مستمرة الآثار،إنها اللحظة التي قطعت الطريق علي المشروع العلماني في الحياة السودانية وفتحت الباب أمام النفوذ الديني الذي تسترت به الطائفية”.(مجلة الدستور اللندنية،25/9/1989ص47).

******
نتوقف هنا هذه المرة وسنواصل،ولكن بعد هذا المقطع من رباعيات
الشاعر(صلاح جاهين):-

ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح
ما تخفش من جني ولا من شبح
وان هب فيك عفريت قتيل إساله
ما دافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح
عجبي!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الابيات الاربعة فى صلب المقال ,هى الحقيقة وتغنى عن كل المقال.
    فرحت من اعماقى فى احدى لقاءات السيد الصادق المهدى بنا بالنيل الابيض حيث كان حشدا كبيرا وعظيما
    فاجأ (الامام)نفسه ,ومن شدة التزاحم والمدافرة,علم(الامام)ان هذا الجمع قد نفذ صبره ويريد تبشيره بالخلاص من هذا الضنك الذى يعايشه كل دقيقة من عمره.
    شق (الامام)طريقه عبر المنصة بصعوبه,وكانت اول كلماته”اتحزموا واتلزموا” ويا ليته قد نزل من منصته بعد
    تلك الكلمتين ,فكنت ارى بانه لا ضروره للتحدث بعد ذلك (فقد أوفى وكفى)ولو فعلها حينها لكان أقوى الرجال الآن فى النضال من اجل الحق ,ولتغير النظام.

  2. تقع مهام الثورات أو التغيير في المجتمعات والدول النامية علي عاتق النخب.ويعود ذلك إلي غياب طبقات اجتماعية قوية وإلي مستوي وعي الجماهير ده لب الموضوع والنخب الموجودةفي السودان تحتاج لثورات داخلية حتى ينجح فعلها الثوري

  3. نعم انها الطائفيه التى وقفت سدا منيعا أمام التطور الطبيعى ومن ثم استطاعت أن تحتوى حتى الفئه المثقفه والواعيه التى تصور لها أن لا نجاح وتحقيق طموح الا من خلالها…واخيرا كانت الحركه الاسلاميه التى استبشر الناس بها خيرا فأولوها ثقتهم فى الديمقراطيه الثالثه ولكنها ذبحت الديمقراطيه وأثبتت أن لا فرق بينها وبين الطائفيه ،وخيبت أمل من ظنوا فيها الحداثه.
    الآن الفرصه أمام الشباب والرؤيه أصبحت واضحه…لابد من تأسيس نظام ديمقراطى مدنى يقف على مسافه واحده من الدين أساسه المواطنه لا مجال فيه للون أو عرق الناس فيه سواسيه…وهذا من السهوله بما كان تأسيسه بعد أن فشل الكل فى امتحان الدين .

  4. Qoute
    “* أهرب يا إبني فإن الماضي يلاحقك!

    * أنصحك بقتل الأب الروحي والفكري قبل أن تخط أي حرف في كتاب الحياة الجديد

    *سوف تغمرك (الديناصورات) في بيانات التأييد أو الشجب والإدانة؛ ثم يدوخونك في كرنفالات توقيع المواثيق.يمارسون هواية ميثاق جديد لكل صباح جديد دون أن يكلفوا أنفسهم بالإجابة علي السؤال: ماذا فعلوا بميثاق الأمس؟
    * لا يحق لجيلنا الذي أضاع الاستقلال والوطن الواحد وانتفاضتين شعبيتين: أكتوبر 1964 وابريل1985،أن ينظّر لثورة أو انتفاضة الشباب الحالية؛بسبب الشيخوخة والفشل المتكرر والنرجسية.بينما هؤلاء الشباب يقدمون دماءهم وحريتهم قرابين تضحية.”

    هذه هى الوصية، و اتمنى أن يستبين هؤلاء الشباب النصح اليوم و ليس ضحى الغد.

  5. كالعادة .. مقال يعتبر واحة في صحراءنا القاحلة……….. فشكرا

    حتي لو نجح الشباب باقصاء المؤتمر الوطني عن السلطة, فأنهم سيكونون قد قطعوا نصف المسافة فقط, حيث سيكون الساده في الانتظار لحصد هذا الانتصار لفائدتهم….
    اذن لا مخرج غير مواصلة ما انقطع من عمل لمؤتمر الخريجين الان وهي مهمة التنوير و نشر الافكار والبداية تكون بتجهيز (الرافعة) السودانية من النخبة (3 مليون)وتسليحها بمعرفة العدو القديم الجديد و الياته(رجال دين و سلطة) و معرفة اين اخفق مؤتمر الخريجين, ومن الطبيعي ان تكوين اليات جديدة هو رأس الرمح في هذه المهمة.
    من تلك الاليات هو التؤده في عمل جرد شامل لكل مواطن الاخفاق وكل مواطن النجاح لمسيرة التنوير السودانية, وقراءة الواقع بقلب مفتوح و ايضا نحتاج (لابطال) من السودانيين الشرفاء يمثلون المثال لتسهيل المقارنة في اعين الشعب بين امثلتنا و الساده, و هي معركة تحتاج الي شعراء و مفكرين وينبغي تجنب التعالي والفذلكة النظرية.
    والحشاش يملا شبكتو

  6. هنالك صورة لااظنها ستبارح خيالي قريبا وهي صورة مرشح الاتحادي الديموقراطي لرئاسة الجمهورية وهو راكع يقبل يد المرغني وهو ينظر اليه من علٍ مبتسما، وكان ذلك كافيا ووافيا بالنسبة لي .

  7. نحن في حاجة لمراجعة ونقد بعض مصطلحات الخمسينات والستينات ومنها مصطلح (الرجعية) !!!!

    ( نحتاج لنقد “رجعية” بعض العلمانيين والمثقفين واللبراليين – أيضاً) !!!!!

    نخاع عظم كتابات الدكتور حيدر ابراهيم هو “نقدانيتها” ..أي ممارسته الفكر النقدي على الواقع السوداني منذ كتاباته الأولى مطلع تسعينات القرن الفائت … لكن ثمة اشكالات أيضاً ظلت تقعد باسهامات فكره النقدي المهم جداً في تطوير الواقع السوداني .. ربما تحتاج مقالاً خاصاً .. لكن هنا ومن باب هذه “النقدانية” نفسها نطرح هذه الأسئلة:

    شاعت مصطلحات كثيرة ابان فترة الخمسينات والستينات وحتى السبعغينات ومنها كلمة “الرجعية” و”القوى الرجعية” :

    ما المقصود (بالرجعي) وما (الرجعية)؟؟– كان المصطلح يستخدم- في كثير من الأحيان- جزافاً ولادانة الخصوم واقصائهم أكثر منه لتوصيف فكري أو سياسيى أو اجتماعي محدد- بل يستخدم المصطلح للتغطية على أفكار في جوهرها غاية في الرجعية !!!!!!؟؟؟

    هل معيار الرجعية هو (العمر) .. جماعة الأخوان المسلمين كانوا شباباً وكان يشملهم المصطلح أيضاً ؟؟؟
    الآن المتطرفون في شمال مالي الذين يدمرون الأثار الصوفية النادرة هم شباب في ريعان الشباب– وطالبان أنشأها قادة شباب – الملا عمر(وهو قروسطي في تفكيره) كان شباباً عندما تسنم التنظيم (المتخلف) والذين ضربوا البرجين في أمريكا شباب في العشرينات وبدء الثلاثينات !!!!!

    هل الرجعية تنطبق على الفكرة فقط غض النظر عن عمر الشخص (ثمة عجائز يحملون افكارا متقدمة جداً فبخصوص المرأة والشباب والديمقراطية والاصلاح الديني- مثلاً) في حين يحمل شباب في العشرينات أفكاراً قروسطية حول المواضيع نفسها ؟؟؟

    ما هو بالضبط مدلول مصطلح (الرجعية)؟؟؟؟ هل (الرجعية) توصيف فكري أم اجتماعي أم سياسي ام اقتصادي أم عمري؟؟ ألا يوجد (شباب) (وعلمانيون) و(لبراليون) رجعيون بامتياز ؟؟ أليس الذي يحمل فكراً (اقصائياً) انطلاقاً من ايدولوجيا معينة-أياً كانت- يعتبر رجعياً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    هل المجتمع بهذه البساطة التوصيفية؟؟؟؟؟؟ هل احتياج شباب قرفنا المتكرر للاحتماء بمسجد الأنصار مجرد مزاج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  8. تحياتي أستاذ حيدر
    هناك العشرات من التنظيمات التي تدعي تمثيل الشباب والمراة والقوي الصاعدة في المجتمع ولكن وللأسف أن معظمها لاوجود ولاحراك له في الشارع ولا في المظاهرات ! بينما الحقيقة الملموسة تقول مثلا أن شباب ونساء وكوادر الحزب الشيوعي وقرفنا والمؤتمر السوداني فاعلة نسبيا في المظاهرات وموجودة خلف الزنازين والقضبان في الوقت الذي تغيب فيه تنظيمات تزعم تمثيل القوي
    الصاعدة عن المشهد لافي نفير المظاهرات ولا في عير المعتقلات ! ومع هذا يزايدون علي الآخرين !!
    حاشية>-
    حتي لا أظلم الناس هناك وجود ما لحركة حق وشباب التغير وحركة التغيير الان- وشباب الإتحاديين الرافضين للمشاركة وبعض عناصر حزب الامةالمتذمرة من مواقف قيادتها ! بإختصار – نعم لنقد وتجاوز القوي التقليدية -عبر أشكال وأنشطة فاعلة وعبر الوجود في الشارع – الحي- لا مجرد طق الحنك في النت وكف القلم ولوحة الكي بورد عن الصراع مع الحكومة والإكتفاء بشتم وتنشنيف الاخرين! أشكرك يا دكتور حيدر علي كتاباتك ومواقفك القوية
    ……

  9. كشفت تقارير صحفية عن حكومة سرية في السودان أدت اليمين الدستورية بديلا لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير في حدوث أي طارئ أو رحيل البشير مقتولا خاصة بعد التقارير التي كشفت عن وجود مخطط يستهدف حياة الرئيس البشير. وقالت إن الحكومة السرية ستسد الفراغ الذي يحدثه غياب البشير في حال اغتياله أو حدوث أي طارئ في الحال تفاديا لأي فراغ. وبحسب صحيفة ?الانتباهة? السودانية التي يترأس مجلس إدارتها خال الرئيس السودان وأحد أركان حزبه السابقين ووزير الدولة الأسبق للإعلام إن مخطط اغتيال البشير قد بدأ وإن مجموعات عدة ومتناثرة تقوده، وأن هذه الجماعات لا تعلم بوجود بعضها. وأضافت أن خطوة محاولة تنفيذ العملية اقتربت. وقالت «وما لا يعلمه أحد.. ونتحدث عن بعضه هنا هو أن الحكومة التي تعمل الآن بعد أداء القسم هي حكومة تحتها حكومة قد أدت القسم بالفعل سراً وكل مسؤول فيها يعرف موقعه ولا يعرفها أحد.
    وأن الفلسفة الفقهية والسياسية تجد أن هدف العدو هو هدم السودان عن طريق ضربة مفاجئة تصنع الفوضى. وتحت الفوضى يأتي التدخل قبل أن يجد الناس قيادة.
    والفلسفة هذه تصنع قادة ــ جاهزين الآن ــ وحكومة كاملة الآن سوى الحكومة التي يعرفها الناس، ولا ينقصها إلا شيء واحد.. وتحت حماية كاملة من أجهزة الأمن كلها.. حتى إذا حدث شيء مفاجئ للرئيس والآخرين تقدمت قيادات الجيش والشرطة والأمن والبرلمان للناس تقدم القيادة الجديدة بعد دقيقة من اختفاء البشير والآخرين» إلى ذلك أكد مسؤول حكومي وقيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير لـ «الشرق» وجود حكومة بديلة في حال غياب حكومة الرئيس البشير لأي حال من الأحوال.

  10. تحياتي يا استاذ
    حقيقة مشكلة السودان هي الجهل والطائفية والمتاجرة باسم الدين حتي تعيش مجموعة بسيطة علي سذاجة غالبية الشعب وتغيبهم
    واكبر مشكلة عندما يتم تغييب المتعلمين والمثقفين وهذا مايحدث في السودان من قبل المؤتمر الوطني والتنظيمات الطائفية

    متي سوف نتحرر من كل هذا
    حقيقة حلقة جميلة كشفت لنا نحن الجيل الجديد ان المؤامرات كان تحاك منذ عهد الانجليز وماتقوم به الانقاذ في الوقت الحالي ماهو الا نتائج تلك السياسات وان احفاد التجار وابناء الطرق الصوفية هم من يوفرون لهذا النظام الحماية وهم من يوقعون المواثيق مع الحكومة لمصالحهم الذاتية

    اذا فلتكن ثورة شبابية
    ثورة علي المفاهيم القديمة
    ثورة تستوعب دروسها من التاريخ وتعلم لماذا فشلنا في ابريل واكتوبر
    حتي لانفشل مرة اخري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..