الشعب تلتو ولا كتلتو ..!!‎

· كان محدثي يخاطبني بصيغة الاستفهام ، وكان شديد القلق على مصير البلد ، وبدأ يسألني ، هل هناك إمكانية لتغيير الوضع الحالي ، وهل هناك بوادر أمل في إنصلاح حال الإقتصاد ، وهل من الممكن حدوث إستقرار سياسي ، ووفاق وطني يتجاوز كل مرارات الماضي ، وهل بإمكان السودان اللحاق بركب الأمم ، وختم حديثه مؤكداً أن ماحدث من غازي ومجموعته ، ليست مسرحية ، وإنما هو صراع حقيقي ، وأضاف لكن في تقديري ماحدث هو عبء إضافي على الشعب ، فوجود حزب إسلامي جديد في الساحة ، سيعمق المشكلة أكثر ، وكثرة الأحزاب التي ترفع شعارات الإسلام ، يصعب عملية التعامل معها ، فهذه الأحزاب كالحرباء تغير لونها على حسب الوضع ، وهنا تكمن أس المشكلة ..!!

· ولصاحبي أقول ، ان إمكانية حدوث تغيير في البلد وارد وبقوة ، فهي بالنسبة لي حتمية وإيمان وقر في قلبي ، اما حكاية الإقتصاد وإنصلاح حاله ، فهذه مسائل ثانوية مرتبطة بثقافة النظام ذات نفسه ، فليس من المنطق ، حدوث إنصلاح إقتصادي تحت ظل هذه الحكومة ، ومن سابع المستحيلات حدوث إستقرار سياسي ، في ظل العقلية التي تحكم البلاد ، وتضع نفسها الواحد الصحيح ، أما مسألة الوفاق الوطني وهلم جرا ، فلا نحلم بحدوثه ، فالمسألة مرتبطة بمصالح الأحزاب الطائفية التي تبيع المبادئ على الرصيف ، وكثر هم تجار وسماسرة المبادئ ، فالوفاق يحدث فقط عند خط المصالح ، أما حكاية دكتور غازي ومجموعة الإصلاح ، فهي كانت متوقعة واتفق انها ليست مسرحية ، فالصراع الداخلي يصعب إدارته داخل الإسلام السياسي ، فأسهل الأشياء بالنسبة لهم هي المذكرات التي تعتبر مقدمة طبيعية للإنشقاق ، وكان فعلياً بإمكان مجموعة غازي إدارة هذا الصراع داخلياً ، ولكنهم آثروا الضجيج لنيتهم المسبقة في الإنشقاق ، فالمسألة لن تتعدى صراع مراكز القوى من أجل مصالح ذاتية ، ولكن الخطورة تكمن في الإستهلاك الذي سيتم للشعارات البراقة التي تستهوى الجماهير ، وفعلاً كثرة الأحزاب الإسلامية يثبت رواج سوقها بين الجماهير وسهولة إستغلال الخطاب الديني سياسياً هو السبب ، ونسيت ان أقول لمحدثي بخصوص إمكانية التغيير ، أنه سيكون مكلف جداً جداً ولكن يا صديقي ، الشعب تلتو ولا كتلتو ..!!

ولكم ودي ..

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. زكرتونى واحد من المطبلاتية للانقاذ كان بقول ايام ظهور الدهب عقب فترة انفصال الجنوب
    باللله شوف ناس الانقاذ ديل مروع منهم الحجاب كيف ؟
    فات البترول في الجنوب ظهر الدهب في الشمال
    وعلي فكرة لي اسي طبعا بيعتقد في اهل الانقاذ لي درجة بيعبدم عبادة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..