مخرجات الحوار الوطني, بين الحكومة الانتقالية أو الثورة الشعبية

د.سعاد إبراهيم عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
المقال رقم 28
تعرف المعارضة بكل العالم بأنها الحزب أو الأحزاب التي خسرت الانتخابات بمفهومها الصحيح, ومن ثم تأمل وتعمل من أجل كسبها في جولة قادمة وفى ظل تداول سلمى للسلطة. أما في السودان, فقد أصبح للمعارضة أكثر من صفة, فهي تلك الأحزاب التي تقف بمعزل عن السلطة متفقة جميعها حول ضرورة إسقاطها, ولكنها تختلف تماما في كيفية تحقيق ذلك الهدف, حيث يرى بعض الأحزاب أن يتم الوصول إليه بالتي هي أحسن, كحزب الأمة القومي مثلا, بينما يرى آخرون ان يتم ذلك ولو بالتي هي اخشن, كحملة السلاح ومن يوالونهم. هذا بجانب بعض الأحزاب التي تطلق على نفسها صفة المعارضة, وفى ذات الوقت الذى تشارك فيه في السلطة, وعلى رأسهم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل, وبعض من فروعه المنشقة عنه وغيرها من فروع أحزاب أخرى.
أما القطاع الأهم من المعارضة الحالية, تمثله جماهير الشعب السوداني التي لا تنضوي تحت لواء اى من الأحزاب القائمة, صندلها وطرورها, وبالطبع لا ناقة لها ولا جمل في السلطة. ورغم كل ذلك فهي الأقدر على المعارضة الحقة والفاعلة والتي بلورتها بمقاطعتها للانتخابات الأخيرة, والتي فعلتها دون دعوة من أي جهة كانت, بل استجابة لما أملته عليهم ضمائرهم وحسهم الوطني الصادق. ولذلك حققت تلك المقاطعة كل أهدافها وبأعلى درجة من التميز.
لكن يبدو ان الأحزاب المختلفة ولثقتها في مقدرة هذه الجماهير على صنع المعجزات, أصبحت تعول وبصورة كاملة في الوصول إلى تحقيق حلمها الوحيد, إسقاط النظام, على هذه الجماهير التي لا تمت إليها بأى صلة. والذي يدهش جدا هو الثقة التي تتحدث بها هذه الأحزاب عن مقدرتها على تحريك هذه الجماهير متى أرادت وفى الوقت الذى تريد, وكأنما هذه الجماهير مخبأة داخل جيوبهم, أو داخل مخازنهم يمكنهم إخراجها وفق مشيئتهم ومتى يرغبون. ولكم في كل التصريحات التي يرسل بها البعض من قيادات تلك الأحزاب أكثر من دليل على ذلك.
حزب المؤتمر الشعبي يعلن وعلى لسان السيد كمال عمر, بأنه قد تخلى عن مبدأ إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية, امتثالا لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس, وهم يرون ان الحوار الوطني يمثل خارطة طريق بديلة لاى قوى وطنية راغبة في الاستقرار والتسوية السياسية, وإنهم يعولون على مبادرة الحوار في تأسيس وضع انتقالي حقيقي يتم التوافق فيه على وثيقة الدستور الدائم.
هذا التصريح يدل على ان المؤتمر الشعبي كان واثقا كل الثقة من مقدرته على إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية, لكنه تخلى عن ذلك لأجل الحوار الذى يرى بأنه قد يوصله لذات الهدف عبر الانتقال الحقيقي, وعبر حكومة انتقالية, وبالطبع فان قيام حكومة انتقالية تعنى الانتقال من حالة حكومة الحزب الواحد إلى حكومة قومية تنهى ما كان عليه الوضع في ظل حكومة المؤتمر الوطني, وفى عدم الوصول إلى تلك الصيغة من الحكم, يصبح الحديث عن اى خطوة لاحقة لاى صورة من صور الإصلاح بلا جدوى.
فإذا علم بان قيادات المؤتمر الوطني وأكثر من مرة, قد أعلنتها صراحة بأنه من الاستحالة بمكان ان يسمح بقيام اى حكومة انتقالية, بل وصفوا من يتحدثون عن ذلك بأنهم واهمون, وإذا أضيف لذلك الإعلان ما صرح به شقيق السيد الرئيس من ان الذين يعتقدون بان مخرجات الحوار الوطني قد تقود إلى إبعاد الرئيس فهم حالمون. وبمختصر الحديث أو كما ذكرت من قبل, فليعلم المتحاورون بان الحزب الحاكم ورئيسه هم من ثوابت مخرجات الحوار ولا باس من إضافة اى متغيرات أخرى. فهل وبعد هذه الخطوط الحمراء التي أحاطت بالحوار, هل سيعود المؤتمر الشعبي إلى خياره الأول, إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية, أم يستمر في الحوار بعد ان أغلقت كل الأبواب التي تقود إلى تحقيق هدفه بلا ثورة شعبية؟
قوى التحالف التي أنهت اجتماعاتها أخيرا وخرجت بتوصياتها وقراراتها التي أوضحت عبرها بأنها قد أكملت إعداد وثيقة دستورهم للمرحلة الانتقالية التي قدروها بأربع سنوات, ودون ان ندرى أين سيتم تنفيذ كل ذلك, أعلن السيد رئيس الحزب الشيوعي بأنهم سيلجأ ون إلى العصيان المدني والثورة الشعبية لإسقاط النظام. وهم أيضا على ثقة تامة بان استخدامهم لتلك الوسائل, من عصيان مدني أو ثورة شعبية سيتم بكل سهولة ويسر. وبمعنى آخر فان كل الأحزاب المعارضة جعلت من جماهير الشعب السوداني مجرد رصيد جماهيري ملك يديها لاستخدامه في تحقيق هدفها الرئيس إسقاط النظام, وفى الوقت الذى تريد.
الشعب السوداني المغلوب على أمره والصابر على جمره, لم يجد من هذه المعارضة ما يعينه على التغلب على ما يعانى ويكابد من ضنك في العيش ومن بؤس وشقاء تتفنن السلطة في كيفية مضاعفته بكل ما هو جديد من المشاكل وفى كل يوم جديد, ويبدو ان المعارضة والسلطة معها, قد حسبتا ان هذا الصبر الذى يصبر عليه المواطن هو دليل ضعف أو استسلام للأمر الواقع, وكأنهما لم يطلعا على تاريخه الذى سجل عبره كل المفاجآت التي ظل يدهش بها العالم عند كل منعطف خطير, فيتمكن بموجبها من استرداد كل حقوقه التي سلبت وبأقصر الطرق, إزالة من كان السبب. ولكم في ثورتي أكتوبر وابريل خير مثال, ولعل المعارضة في انتظار ان يعيد التاريخ نفسه بذات الطرق والوسائل السابقة
قلنا أكثر من مرة بان حكومة الإنقاذ قد وصلت إلى السلطة عبر انقلاب عسكري ليست كالانقلابات التي سبقته. إذ هو انقلاب عسكري ولكن بإيعاز من حزب محدد وبأيدلوجية محددة مرجعها الجبهة الإسلامية التي كانت وراءه. ولا شك ان الجبهة استطاعت ان تستفيد من كل تجارب الحكم السابقة العسكرية منها والمدنية والطرق التي أبعدتها عن السلطة. لذلك جاءت الإنقاذ وبين يديها خطة متكاملة تمكنها من إغلاق كل المداخل التي هبت وتهب عبرها رياح تغيير الأنظمة الحاكمة.
فالعصيان المدني الذى يعول عليه كل المعارضين من الأحزاب,يعتبر قوامه وضمانة نجاحه عبر الخدمة المدنية والنقابات العمالية. لذلك كان قرار الإنقاذ الأول هو غربلة كل هذه المؤسسات من كل من يشتم منه رائحة عدم الولاء لها, وكانت مذبحة التمكين التي أفرغت الخدمة المدنية من كل قياداتها ذات التأهيل والخبرة التي تم استبدالها بكوادر الإنقاذ وبأصحاب الولاء لها حتى ان افتقروا للتأهيل والخبرة.الأمر الذى اقعد بالخدمة المدنية حتى اليوم.
أما النقابات العمالية والتي كانت تلعب دورا عظيما في الهبات الشعبية, فان الإنقاذ ومن بعد ان غربلتها من كل من لا يواليها عملت على تفتيت وحدتها التي هي مصدر قوتها. حيث ابتدعت ما أسمتها نقابة المنشاة التي تجمع بين المدير والغفير في نقابة واحدة.عوضا عن نقابة العاملين بالمهنة الواحدة التي كانت تجمعهم جميعا في نقابة واحدة هي الأقدر على معالجة مختلف قضاياهم عكس نقابة المنشاة.
وبناء على كل تلك التغييرات التي أحدثتها الإنقاذ بمؤسسات الخدمة المدنية ونقابات العمال فجعلت من كل العاملين بها إما من كوادرها الإسلامية أو من الموالين لها رغبة كانت أو رهبة, يصبح السؤال للذين يأملون في عصيان مدني يقوم به كوادر الإنقاذ بمختلف المؤسسات الحكومية ضد حكومتهم, وكذا الأمر بالنسبة للعمال الذين لن يستطيعوا حزم أمرهم لاتخاذ مثل ذلك القرار الكبير والخطير في ظل تشرذمهم عبر نقابات المنشات المختلفة؟
ولم تغفل حكومة الإنقاذ احتمالات الانقلابات العسكرية فعملت على تنظيف القوات النظامية هي الأخرى وفى مقدمتها الجيش, تنظيفها من كل المعارضين للنظام أو ممن لا يوالونه, بل وضربت المثل لما يمكن ان تصل إليه عقابها لمن يقدم على الانقلاب عليها. وهكذا فان الإنقاذ قد أبطلت مفعول اى من الممارسات السابقة التي مكنت من القضاء على الحكومات العسكرية, وخاصة العصيان المدني المكمل للثورة الشعبية.
.وبموجب كلما سلف ذكره يصبح من واجب الأحزاب المعارضة ان تبحث عن أساليب أخرى وجديدة تمكنها من إسقاط النظام وألا تعتمد وبصورة كاملة على الوسائل والطرق القديمة التي من الاستحالة بمكان تطبيقها اليوم . أما الثورة الشعبية فنؤكد بان الشعب لن يفعلها استجابة لاى حزب خاصة ولم يجد من هذه الأحزاب اى مساندة أو مؤازرة عندما انتفض في سبتمبر 2013م ولأسباب غاية في الوجاهة والمعقولية مثلها رفع الدعم عن المحروقات الذى ارتفع بمستوى التضييق على المواطنين وفى مختلف مطلوبات حياتهم لأعلى درجاته.وكان ردة فعل السلطة القمع الذى افقد المئات من الشباب أرواحهم من اجل ان يجد الشعب السوداني بعضا من حقه في حياة حرة وكريمة. فأين كانت هذه الأحزاب التي تأمل في ان تنتفض ذات جماهير الشعب السوداني مرة أخرى ليحقق حلمها في إسقاط النظام, وأين كانت جماهيرها في ذلك اليوم التاريخي المشهود, ومن بينها من منع جماهيره من الخروج للمشاركة فيه؟,
وسؤال أخير للأحزاب المشاركة في الحواران كان أي منها قد أشرك جماهير حزبه في اتخاذ قرار المشاركة أو عدمها, بينما كل الذى نقرا ونسمع يشير إلى الرفض القاطع لتلك المشاركة من جانب تلك الجماهير, يقابله من الجانب الآخر الرفض القاطع لرأيها من جانب أحزابها التي شاركت؟
خلاصة القول فان ثقتنا في الشعب السوداني وقدرته على التصرف الصحيح في وقته الصحيح, بلا حدود, ومن قبلها ثقتنا في الله الذى يعطى الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء, ونشوف.
دكتوره سعاد تحليلك منطقي واعي مدرك خاصة في الجزء الذي يخص ما فعلته الانقاذ م في الخدمه المدنيه ولنقابات للتمكين
ان كانت هناك ثورة فحتماً … سوف تقودها النساء …. الشباب الذي يعول عليه في اشعال فتيل الثورة غادر وترك البلد …. الثورة القادمة سوف تكون شرارة ستات الشاي الحرائر
فهن المكويات بغلاء المعيشة وارتفاع الجبايات وهن الارامل وقد توفي ازواجهن في الحروب … وهن المسؤولات عن تربية الايتام وهن المحروقات بنيران الشاي وغلاء المعاش والعلاج وهن يدفعن مرتبات الوزراء وأعضاء البرلمان
لاحظوا فقد افتتحت عنابر حوادث امدرمان ست شاي … ومن حرقت محلية اركويت ست شاي أيضا…. فثورة النساء قادمة لا محالة … الكنداكة ومهيرة
دكتورة سعاد بارك الله فيك لهذه الورقة التى يجب ان تحفظ فى دار الوثائق
مخريات الحوار الوطنى…الاسم الصحيح…بلا مخرجات بلا هلاوييس
احترامنا د. سعاد
في اعتقادي أن الجماهير التي تتكلمين عنها غالبيتها من الأحزاب ربما غير نشطين .
الناس إما معرضة وإما موالية .
حتي المستقلين فهم حزب بلا قيادة.
الشعب السوداني اليوم تغير ولم يعد الشعب الذي فجر أكتوبر وأبريل !
مهما طال الزمن فالشعب السوداني المعارض حتما سيزيل هذا النظام ولكن بطريقة جديدة نراهن عليها .
هذه الطريقة ستأتي دون تخطيط وستكون مفاجأة للكل .
تذكروا هذا الكلام ولا تتجاهلوه .
فالشعب السوداني المعارض حتما سيزيل هذا النظام ولكن بطريقة جديدة نراهن عليها
فالشعب السوداني المعارض حتما سيزيل هذا النظام ولكن بطريقة جديدة نراهن عليها
فالشعب السوداني المعارض حتما سيزيل هذا النظام ولكن بطريقة جديدة نراهن عليها
د. سعاد مع التحية
الذي انكسر ما بصلح
والماعندو قديم ما عندو جديد
والاوله غلط اخره غلط
والخشب عمره ما بيصبح ذهب
ما ذكرتيه هو الحاصل فعلا ولا يمكن ان يتم تغيير هذه الحكومة بثورة شعبية او بعصيان مدني او بواسطة الجيش ( القوات المسلحة ) وهي التي قام النظام فورا تقلده السلطة بتنفيظها تماما وطرد كل من لا ينتميي الى الجبهة الاسلامية وزرع كل عناصر تنظيمه في القوات المسلحة وقلدها المناصب العليا فى القوات المسلحة وبذلك ضمن الجانب العسكري وبعد ذلك قام النظام بغربلة الخدمة المدنية وتشريد مئات الألاف من الخمة بما عرف بالصالح العام ولكنه صالح خاص بهم وزرعوا ايضا كل كوادرهم في الخدمة المدنية وبقية الموالين والمتنطعين والمصلحجية والمؤلفة قلوبهم من الاحزاب الاخرى وبعد ذلك قامت بغربلة العسكر والقوات الامنية وفعلت فيهم ما يفعله النجار في الخشب وبذلك ضمنت بقاءها ووجودها على سدة الحكم آمنة مطمئنة . لذلك تغيير النظام لا يتم الا بطريقتين فقط الاولى دعم القوات والحركات الثورية وتطوير اسلحتها لمجابهة هؤلاء الفاسدين او يجعل الله كيدهم فى نحرهم ويتشطر حزبهم ويسود اللغط والخلاف بينهم وتقع الطامة وهنا يتدخل الشعب وتكون ثورة شعبية يتغلب فيها من يملك السلاح الاقوى فقط .
هذا الخوار الذي يملا الدنيا ضجيجا هو مجرد طق حنك لا فائدة ترجى منه، و ذلك الحزب الذي جاء بالانقلابيين و ظل جماعته في السلطة في اسوا ايام بيوت الاشباح و القتل و التعذيب و ” الجهاد” هو ايضا جزء من النظام … و جماعة المؤتمر الوطني الفاشست يريدون ان يخلدوا في السلطة حماية لمصالحهم و ما نهبوه من السودان .. الحقيقة الازلية انهم الى زوال و لن تحميهم مليشيات الجنجويد و مرتزقة الامن .. و سيصبح مصيرهم مصير فرعون و جنوده .. لكن الطغاة دوما يتوهمون انهم باقين الى الابد …
التحيه للرائعه الدكنوره سعاد ابراهيم عيسى وكلما كتبت ووصفت اجادت وتفوقت
نعم حقيقة وضع الحكم في السودان هة حالة عقوق تام من الابناء حتى اصبح الوطن ارخص مالديهم
المؤتمر الوطني طبق سياسة المستعمر .. فرق تسد..بحذافيرها ضد الشعب السوداني والاحزاب والركات المسلحة ولناخذ كل حاله على حده لمعرفة ابعاد هذه الجريمه في حق الوطن كالاتي:
ماذا فعل المؤتمر بالشعب السوداني؟
منذ اول يوم بعد الاستيلاء على السلطه والانقلاب على حكومه منتخبه ديمقراطيا مارس الاخوان المسلمون سياسة التمكين البغيضه فشرد الكثيرين للصالح العام وتوفير الوظائف واتى بافسد خلق الله حيث شهدت منظمة الشفافيه العالميه بذلك ثم خاض الحروب الاهليه بالجنوب تحت شعار الجهاد مما سهل عملية انفصال الجنوب واندلاع ثلاثه حروب اهليه مكانها بجانب تردي الاقتصاد حتى وصل سعر صرف الدولار 000ر11 من 12 جنيه وكان الفساد هو السبب الرئيس بجانب الاسباب انفة الذكر
ماذا فعل المؤتمر ضد الاحزاب؟
قام المؤتمر الوطني بمجزره بشعه في حق الحزبين الكبيرين الامه والاتحادي وفرقهم باستمالة ضعاف النفوس منهم باغراء المال والمناصب حتى ابناء رؤساء الحزبين واستمر في التفريق والتشتيت حتى بلغت الاحزاب قرابة ال100 حزب لا تجتمع على كلمه واحده ولا مبدا واصبحت لا تساوي شيئا يذكر لولا تسليط الاعلام من قبل المؤتمر الوطني نفسه عليها ليوهمهم بانهم مازالوا باقين في مغالطه واضحه
ماذا فعل المؤتمر الوطني ضد الحركات المسلحه ؟
فعل بها كما فعل بالاحزاب فرقها وشتتها حتى انها اصبحت تنشطر كالاميبيا ولكن كلما يستقطب فصيل باغراء المال والمنصب تظهر في الافق فصائل جديده حتى اكتظت الوزارة والولايات بهم وترهلت الحكومة واقتصر الوطن على المؤتمر الوطني بطاقمه الردئ الذي يضر ولا ينفع ابدا
الشعب
الشعب السوداني هو المعارضه ضد المؤتمر الوطني حيث يمارس معه سياسة الترهيب والقتل والتجويع وشتى صنوف التعذيب ولكن يظل الشعب يحتمل ولكنه كالجمل كلما يتلقى ضربه يضمرها حتى يوم الوقت المعلوم حيث سيشرق ذلك الصباح ويكون السقوط المفاجئ والمريع للمؤتمر الوطني ولاتفه الاسباب التي لا يحسب لها حساب وحينها اين المفر واين المهرب من ارادة الشعب والحساب والعقاب .. وصبر جميل ..
يا جماعة المحيرنا نحن السواد الأعظم من هذا الشعب المغلوب على أمره هو مثل ما قاله: من قبل أديبنا عليه رحمة الله / الطيب صالح …طيب الله ثراه (من أين جاء هؤلاء ) والله ديل أحسن منهم الإنجليز والأتراك وحتى اليهود ربما خيرا من هؤلاء ……حتى هذه اللحظة لا يمكنني تصديق بأن هؤلاء الفسقة قد أتوا من صلب إنسان السودان النبيل الشهم الزاهد ……..هذه عصابة لا ندري ربما هم مسخ من بعض الجن وأولاد الحرام والعياذ بالله لأن كل أنصار الإنقاذ وقواعدهم ليست لديهم أخلاق ولا تربية ولا حتى ذرة من الحياء …. ولا زالوا يصرون بأنهم هم خليفة الله في الأرض وأنهم جاءوا لإنقاذ الشعب السوداني ومن ثم تطبيق شرع الله ……الدين منهم برئ براءة الذئب من دم إبن يعقوب …..اللهم شتت شملهم ….اللهم ثكل أمهاتهم ويتم أبنائهم ورمل نسائهم وأقتلهم بددا إنك سميع مجيب الدعاء……….آميـــــــــــــــــــن.
انتو مصدقين انو فى مخرجات حوار؟ ده مسلسل تركى من ثلاثة اجزاء.ضحكنى واحد صحفى كاتب مقال بعنوان هل هذه لمة حوار ام حفلة زار ؟ ياريتها لو حفلة زار،على الأقل حفلة الظار مافيها قدر الكلام الفارغ البيصرفوا فيهو ناس الحوار ولا فيها فطور من “لذيذ” ولا نثريات ولا بدل سكن القالوا حيصرفوه لناس الحركات المسلحة.الشعب السودانى بقى يحنن ما عندو دليل، وحالتو تصعب على الكافر، يعلم الله راينا كمل، ملينا من الشكوى والتذمر وكرهنا الاستهبال والاونطةالبيمارسوا فيها اولاد الأبالسةالكيزان، ياريت لو نظموا لينا حفلة زار قومية مجتمعيةـ على وزن الحوارالمجتمعى ـ كان كلو اتلبش وبدأ يتشنج ويصرخ ويطلع الشارع، وكلو زول حيبدأ يقول نفسو فى شنو، وبيحلم بى شنو، ناس أرحل براهم، وناس سير سير براهم، فى واحدين دايرين يبقوا وزراء ، فى الداير الشريعة وفى الداير العلمانية فى الدير الانفصال وفى الداير تقرير المصير فى الداير ليهو بيت والداير عربية وفى الداير كارو فى الداير ثلاجة وفى البيحلم بى تلفزيون فى واحدين دايرين يطفشوا من البلد وفى جماعة نفسم يجو راجعين، فى الدايرين شغل ومالاقين،وفى الدايرين عرس وما لامين ، حفلة الزار بتريحنا كلنا وكل زول بيقدر يعبر عن الجواهو وممكن تحررنا من كبت وقهر أكثر من 26 سنة. لكن نرجع نقول وما نيل المطالب بالتمنى.
اقول لكل الاحزاب السودانية (رغم انها كلها مستوردة او طائفية) من ينسى تاريخه سيعيشه مرة واثنان وثلاث على الاكثر لانه فى الرابعة سيتدخل التاريخ للتصحيح لكن تدخله سيكون بشكل كارثى
فاتت عليكم الوطنى و الكيزان هم التدخل الكارثى للتاريخ سيدمرو كل شي ليعاد بنائه من جديد باناس غيركم (لن تكونوا انتم شركاء فى البناء) والدليل تقاعسكم فى سبتمبر الشباب ومازلتم فى غيكم تعمهون . اماالتغيرعندما ينتهى التاريخ من فعلته سيتدمر الوطنى والكيزان بانفسهم
انه الواقع المرير ، ولابد من إيجاد وسائل بديلة للوسائل القديمة التي احرقها نظام الإنقاذ ، حيث لم تعد هناك نقابات يمكن لها ان تقوم بتنفيذ العصيان المدني في ظل ذبح الخدمة المدنية وافراغها من محتواها الوطني ، ولا توجد مؤسسة عسكرية وطنية يمكن لها ان تنحاز للجماهير اذا ما انتفضت كما انتفضت الجماهير وثارت في أكتوبر 194م وابريل 1985م ، وبرغم هذا الواقع المرير فإنّ ثورة الشعب قادمة لا محالة قادمة ما في ذلك من شك ومتى اكتملت حلقات ظروفها ستصبح حدثاً ثورياً هائلاً ، وطالما انّ الوسائل القديمة قد احترقت فحتماً ستبرز وسائل جديدة ، وللشعب السوداني تاريخ في الابداع واتساع في الآفاق من اجل ما يدهش العالم كما حدث من قبل وان تغيرت الظروف واحترقت الوسائل القديمة ، ….. الثورة قادمة لا محالة وعلى الذين يديرون ما سمي بالحوار الوطني ان ينتقلوا من حالة الخوار الحزبي الضيق الى حوار وطني حقيقي لإنقاذ ما تبقى من ارض الوطن وشعبه قبل ان يحدث انقسام يقضي على ما تبقى من وطن ( ارضاً وشعباً ) ، وفي ذلك مخرج واحد لا ثاني له ، ألا فهو التواضع على حكومة انتقالية لانجاز مرحلة الانتقال من نظام قبضة الحزب الواحد الى رحاب نظام ديمقراطي حقيقي يمكّن الشعب من ممارسة حقه في اختيار من يحكم ولا خيار غير ذلك لا خيار ……. أما آن لصوت الوطنية ان يعلو فوق صوت الازرقية والانتهازية حتى تنتهى حالة الفساد والاستبداد التي طال امدها والشعب السوداني لم يزل في انتظار ، وقديماً قيل ( كل اول ليه آخر …)
.
علي احمد جارالنبي المحامي والمستشار القانوني