أخبار السودان

حوار مع الدبلوماسي ” المركون ” حاج ماجد سوار : أنا موجود في مكتب خاص استغله في القراءة والكتابة .. لم أتقدم باستقالتي ولم تقلني الخارجية

أخيراً خرج حاج ماجد سوار- هكذا نُعرّفه – كونك لا تعرف أن تقول الوزير أم السفير أم القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية أم المجاهد والدباب.. خرج سوار من عزلة الصمت التي دخل فيها منذ عودته من طرابلس ومغادرته منصب السفير هناك إذ أعفي من منصبه عقب صدعه برأي جريء بشأن زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم.. ولعل الأمر لا تبدو فيه غرابه أن يجاهر سوار برأيه وهو الذي تتجسد فيه كلمات جبران خليل جبران الذي قال ( لا تختر نصف حل ، ولا تقف في منتصف الحقيقة ، لا تحلم نصف حلم ، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمت فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية ، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت ) .. وسوار عهدنا به!! (بمعزل عن عملنا الصحفي) لا يستطيع أي شخص مصادرة رأيه وقد قال هذة العبارة في هذا الحوار الذي تناولنا فيه معه كثيراً من القضايا المسكوت عنها!!

ما سبب غيابك عن الساحة منذ عودتك من بطرابلس؟

ـ عدت عقب قرار الوزارة بنقلي إلى رئاسة الوزارة، وذلك في نهاية سبتمبر ووصلت إلى الوزارة في أول أكتوبر، وعلمت من قيادة الوزارة بأنه علي أن أقابل السيد الرئيس أولاً ثم بعدها يكون هناك رأي في وضعي الذي هو مُعلق حتى الآن!!! حيث لا أدري هل مازلت سفيرًا في الخارجية أم غير ذلك.

لكنك غائب عن العمل والساحة كما أعلم، والوزارة خدمة مدنية ووظيفة تقتضي الحضور؟

– بالفعل اعتبر نفسي موظفاً في الخدمة المدنية في وزارة الخارجية.. وظللت بعيداً عن الإعلام في الفترة الماضية واعتقد أن الظهور في الإعلام من غير مبرر لا تسنده حقيقة.. وقوانين الخدمة المدنية تمنع قيادات الخدمة المدنية في الدرجات العليا من ممارسة العمل السياسي، ولذلك لم أظهر في العمل السياسي إلا إذا انقضت مدتي مع الخارجية حينها سيكون لكل حدث حديث.

الموقف الدبلوماسي بشأنك فيه كثير من الضبابية؟

– هذا السؤال يوجه لقيادة وزارة الخارجية، هي صاحبة القرار.

المعادلة تدخل فيها القيادة السياسية فالرئيس هو الذي عينك سفيراً؟

– لكن الترتيبات مع وزارة الخارجية تتم مع رئاسة الجمهورية.

لكن من خلال متابعة الأحداث، ومنذ قرار إعفائك من منصبك بليبيا، وضح أن وزير الخارجية علي كرتي غير راغب فيك؟

– وهذا ما التمسته خلال الفترة الماضية أن وزير الخارجية غير راغب في خدماتي.

كيف توصلت لهذة القناعة؟

– عدد من السفراء الذين عادوا من الخارج عقب انقضاء مهماتهم تم توزيعهم في إدارات مختلفة في الوزارة، عدا شخصي ، كما لم يُطلب مني حتى الحضور للوزارة!! وهذا يؤكد أن الوزارة باتت زاهدة في أن أكون جزءاً منها.

هل ما بينك وكرتي وأسامه عبد الله، وآخرين يأتي في سياق مايشاع حول وجود صراع (أنداد) داخل الوطني؟

– بالعكس لا أرى أي بعد شخصي في هذه القضية، فقضيتي مع وزارة الخارجية معروفة.. صحيح لم تُذكر كلها وقد ذكر منها جزء قليل وهي أنني أبديت رأيي في قضية محددة مرتبطة بالسياسة الخارجية ولديها أبعاد متعددة، وهذا حق يعطيني له قانون السلك الدبلوماسي ويعطيني له انتمائي في المؤسسة في بلورة سياسة الخارجية، وقيادة الوزارة رأت غير موقفي وليس بيني والوزير قضية شخصية ولا بيني ومن ذكرتهم بل بالعكس هناك علاقات ممتدة والأخ أسامه أخ عزيز عملنا سوياً في الجامعة وخارجها وفي مؤسسات الطلاب والشباب وخلفته في أمانة الشباب وليس هنالك أي مسافات وما يثار ليس في مكانة وغير صحيح.

هناك دبلوماسيون اعتبروا رأيك في زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم خروجاً عن العرف الدبلوماسي؟

– احترم وجهة نظرهم واحترم الدبلوماسيين الذين سبقوني والذين زاملتهم في الخارجية، ولكن لا اعتقد أنني سفير عادي أنا سفير سياسي جئت إلى الخارجية من الحقل السياسي وذهبت إلى دولة طبيعة العمل فيها سياسي.. والدبلوماسية ليست مجرد علاقات وبروتوكولات و«استقبالات» وإنما هي خوض في غمار السياسة وبحث عميق في مجال المصالح وهنالك نقاش مستمر هل الدبلوماسية فقط هي مصالح، أم مبادئ ومصالح.. وأنا حاولت أن أجمع بين الاثنين، هنالك مبادئ، ويجب أن نراعي مصالحنا بما لا يتعارض مع مبادئنا في علاقاتنا الخارجية.. ولم أنشر رأيي في وسائل الإعلام ولا في الشبكة العنكبوتية بدليل أن الناس حتى الآن لا يعلمون فحوى الرسالة التي بعثتها، وهي رسالة كتبتها بصفتي الشخصية وبذات الصفة للوزير، والطبيعي أن تناقش ذلك الرأي وتقارع الحجة بالحجة، ومؤكد أنني ملتزم بالسياسة الخارجية للبلاد ولكن هذا لا يمنعني من إبداء الرأي في القضية أو غيرها.

ماذا كتبت لكرتي بالضبط؟

– مازلت امتنع عن كشف فحوى الرسالة كونها خاصة ومرتبطة بسياسة البلاد، واعتقد ليست هذه السابقة الأولى حسب معلوماتي، وفي هذه القضية تحديداً لم أكن السفير الوحيد وأعرف أربعة سفراء أبدوا رأيهم في هذه القضية بعضهم شفاهة ولا أدري هل بعضهم كتبه.

أربعة سفراء احتجوا على زيارة الوزير المصري للخرطوم؟

أنا لا أقول احتجاج، ولكن أبدوا رأيهم في هذا الموضوع.

ولماذا تم التصعيد معك شخصياً حتى وصل الأمر قمته باعفائك؟

– تفاجأت بقرار نقلي من الصحف والذي نشر في ثماني صحف، وقرار النقل كتب في 4 سبتمبر ونشر يوم «8» ووصلتني برقية النقل مساء يوم «9»، والمتبع في هذا استدعاء السفير إلى رئاسة الوزارة أو يبلغ من الوزير وهذا لم يتبع، وحتى هذه اللحظة لم أبلغ لا من الوزير ولا من قيادة الوزارة.

ألم تشعر أن المسألة انطوت على كيد سياسي؟

– لا اعتقد ذلك، ولكن فيها شيء من التعسف وربما محاولة إلحاق بعض الإهانة بشخصي بهذه الطريقة.

هل يمكن أن يكون وراء ذلك الموقف جهات خارج أسوار الوزارة؟

– المبادرة جاءت من قيادة الوزارة بأن يتم نقلي أو إعفائي أو كذا.

قد تعتبر محاصرة لك وكانت بداية ذلك السيناريو بإبعادك ليس من الساحة بل من السودان؟

– لا يستطيع أي شخص أن يحاصر رأيي أو حريتي في إبداء الرأي، وفي كثير من القضايا والموضوعات ظللت اتمتع بالاستقلالية.. ولا اعتقد أن ذهابي لليبيا كان نفياً أو إبعاداً، ولكن كان تقديراً من قيادة الدولة أن هناك عملاً إستراتيجياً كان يجب أن يتم وقدرت إمكانية قيامي بذلك العمل ولذلك تم إبلاغي من الرئيس شخصياً وليس وزارة الخارجية.

لكن قبلها خرجت من الوزارة والحزب مما خلف ذلك علامات استفهام؟

– اعتقد أن أي شخص له فترة زمنية محددة وأنا لم أبحث عن التكليف في أي موقع من المواقع التي ذكرتها، و كان تكليفاً من قيادة الحزب والدولة، والتي ربما جاءت وقدرت أنني لا أصلح في الوزارة وقيادة الحزب.. وهذا لا ينقص في حقي شيئاً ولا يجعلني ابتعد عن الحزب وانتمائي له، وساظل وفياً له وحيث كلفت سأعمل.

كأنك تغازل حزبك؟

– في الوقت الراهن أحبذ أن أكون بعيداً عن المواقع، وقررت أن اعتذر عن أي تكليف وأن أكون موجوداً ونشطاً في كل الساحات إن شاء الله وهذا ربما يعطيني مساحة أكثر في إبداء الرأي وفي تقديم ما يفيد وما يصلح.

كثيرون يتهامسون أنه كانت لك مواقف في مواجهة د.نافع مما اعتبرها البعض بداية النهاية لمستقبلك السياسي؟

– لا اعتقد أن د.نافع أو غيره في القيادة يضيقون بالرأي كما يثار.

لكن كانت هناك حادثة شهيرة..

– مقاطعاً .. وهذة آراء شخصية قديمة طرحتها في المؤتمر العام السابق وكانت في قضية محددة في الرؤية السياسية للواقع، ولا اعتقد انها سبب فيما أشرت إليه.. واعتقد أن الأصل أن أي شخص يسهم في الشأن العام بما يتيح له الموقع الذي يشغله.. وأنا أقدم رأيي وأدافع عنه وأسانده بكل الحجج المنطقية في كل قضية اقتنع بها.

كسبك في الحركة الإسلامية والوطني وطوافك كل الولايات إبان الانتخابات وفي نهاية المطاف سفارة وأعفيت منها؟

– في التاريخ الإسلامي خالد بن الوليد رضي الله عنه خاض معارك كثيره ولكنه عزل وهو على أعتاب معركة، وذلك لم ينقص من قدره واعتقد ماتحقق ليس كسباً شخصياً وإنما كسب مؤسسة أعمل فيها – قيادة الحزب – ونشاطي الذي قمت به إبان الانتخابات لم أكن أانتظر من ورائه مقابلاً.

هل حدثتك نفسك أن آراءك وحديثك المبكر عن الإصلاح جر عليك مشاكل؟

– المؤتمر الوطني منذ نشأته يبحث عن الإصلاح وهو ليس وظيفة مؤقته أو برنامج يطرح في مرحلة ويترك. الإصلاح وظيفة مستمرة وهو وظيفة الأنبياء الذين نزلت الآيات على لسانهم «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت»، والحركات الإسلامية هي امتداد لرسالة المصلحين وإذا كان المؤتمر الوطني يتبني فكراً ومنهجاً إسلامياً فهو من هذا الباب يدعو للإصلاح، وهذا ما رأيناه في مراحل كثيرة وأنا لم أكن أسوق حديثاً بعيداً من الحزب وأطروحاته وبرامجه في جانب الإصلاح وغيره، وفخور بأنني كنت من دعاة التغيير وإتاحة الفرصة للشباب ليتسنموا مواقع قيادية على مستوى مؤسسات الدولة والحزب حتى أنني خشيت في مرحلة من المراحل أن يفهم أنني أعني نفسي بهذا، ولذلك أنا الآن سعيد جداً، أرى مجموعة من الشباب زاملتهم في عدد من المؤسسات أو عملوا معي تحت إمرتي على مستوى قيادة مؤسسات الدولة والحزب.

ربما كان ذلك رسالة موجهة لك بتقديم من عملوا تحت إمرتك وعرقلة تقدمك؟

– القضية عندي ليست قضية تقديم أو تأخير، بالعكس كل الذين يعرفون قناعاتي يعلمون أن لدي نظرية خاصة اعتقد عندما يتجاوز المرء سن الشباب- وأنا تجاوزتها- ونظريتي أثبتها علم الإدارة الحديثة، أن الشخص عندما يتجاوز الأربعين يصبح أكثر ميلاً إلى المحافظة ولذلك وجود الشباب من هم دون الأربعين يمكن أن يصنعوا تغييراً جذرياً نحو الأفضل وأنا على قناعة بأنني يمكن أن أكون مفيداً في فضاء الحرية بعيداً عن المواقع.

هناك اتهام بأن مجموعات متنفذة بالوطني تعرقل مسيرة الإصلاح؟

– هناك خطوات جيدة في جانب الإصلاح، وأنا كنت جزءاً من لجنة عملت لفترة طويلة في هذا الملف وانقطعت عنها بعد ذهابي للخدمة المدنية، وستخرج في الأيام المقبلة وثيقة متكاملة في هذا الشأن و ستخضع لنقاش داخل مؤسسات الحزب ومع القوى السياسية، وأقول هناك بطء ولكن قيادة الحزب تمتلك إرادة الإصلاح ونتمني أن تسير المسألة بوتيرة أسرع مما هو موجود الآن، رغم أن التغيير الذي تم بخروج رموز على مستوى قيادات الدولة والمؤتمر الوطني لصالح الشباب هو واحدة من خطوات التوجه نحو الإصلاح.

ü لكن التغيير قد يفسر بإزاحة للغطاء الإسلامي عن الحكومة وعسكرة الدولة خاصة بذهاب علي عثمان؟

– مشروعية الإنقاذ إسلامية بما طرحته من برنامج ورؤية وبما قدمته من مشروعات طوال السنوات الماضية وفي هذا الجميع شركاء ولا ينفرد برؤية شخص بعينه إذا كان شيخ علي أو د.نافع، إنما الجميع الذين يعملون في منظومة الحزب هم يحملون هذا المشروع، واعتقد أن أعضاء المؤتمر الوطني يسعى بذمتهم أدناهم، وأي شخص يكلف هذه الرؤية ليست غائبة عنه فلذلك ماحدث ليس إزاحة للغطاء الإسلامي أو عسكرة للدولة لأن هؤلاء هم جزء من كل.

ü هل تعتقد أن ما كان يدور همساً حول وجود صراع خفي بين تيار يقوده علي عثمان وآخر يتزعمه د.نافع أدى لإبعادهما سوياً وفي توقيت واحد؟

– لا أؤمن بوجود مثل هذا المجموعات داخل المؤتمر الوطني فهو حزب متماسك ولديه برنامج، صحيح هو شهد خروج مجموعة منه باسم الإصلاح لكن الحزب له رؤية فكرية مركزية الجميع يخدمها بمواقعه المختلفة، وطيلة وجودي في القيادة لم أشعر يوماً بوجود هذا الصراع واعتقد أن الأمر مجرد تحليل.

ü لكن نائب رئيس الحزب غندور أقر بوجود «شلليات» بالحزب بل أعلن محاربتها؟

– هذا الحديث يخص الأخ غندور، و شخصياً لا اعتقد بوجود شلليات داخل المؤتمر الوطني، ربما توجد مجوعات متقاربة من خلال السن أو الدراسة أو فكرياً أو عملت سوياً لفترات طويلة داخل الحزب، إذا كانت هذه تسمى شلليات، فالشلليات موجودة في أي مكان.

ü هل توقف قطارك السياسي أو أوقف في محطة مكتب خاص بك؟

– صحيح أنا موجود في مكتب خاص استغله في القراءة والكتابة ولدي كثير من الكتابات ستظهر في الفترة المقبلة، ولدي عدد من المشروعات من أهمها مشروع يلامس قضية جنوب كردفان وربما أطرح في الفترة المقبلة مبادرة شخصية لتسوية النزاع هناك، أعكف على التشاور مع عدد من الرموز والقيادات في جنوب كردفان وهي مبادرة شخصية ربما تعزز من فرص الوصول للسلام، وتربطني بعض العلاقات بمجموعة من أبناء الولاية الذين هم الآن في صف التمرد، وجودي هنا لا ينقص من أي دور سياسي يمكن أن أقوم به، ومساهماتي لن تنقطع.. وفي فترتي في ليبيا (خمسة عشر شهراً) كتبت عدة أوراق وبعثت بها إلى القيادة في عدد من القضايا.

ü طالما كتبت مذكرات حتى للقيادة هل يمكن أن تكون أُعفيت بسببها؟

– لا اعتقد ذلك والأمر واضح إنني أبعدت برغبة الوزير وربما الخارجية كلها.

ü ولماذا في تقديرك؟

– يسأل هو..

ü ربما لرواسب قديمة بينكما منذ فترة العمليات؟

– بالعكس العلاقة الشخصية بيننا علاقة ممتازة، واعتقد أنها تقديراته كوزير.. هو رأى أن في ذلك مصلحة.

ü هل تستطيع إقناع كثيرين أن حاج ماجد المجاهد الثائر نهاية حياته السياسية مكتب وكتابة؟

– المساهمة بالرأي والكتابة سمة ظلت تلازمني منذ فترتي في الجامعة ولا اعتقد أن أي شخص لديه فكرة ورؤية يمكن أن تحجمه المواقع التي يجلس فيها، وسأظل موجوداً ومساهماً بالرأي والحضور السياسي والفكري في مختلف الجوانب، ولا أربط بين أي موقع على مستوى الحزب والدولة وبين هذه المساهمات، وسأظل بالسمات التي تميزني لن أغير أو أبدل ما مقتنع به، وأيضاً لن اتقوقع وسأظل منفتحاً على كل الساحات.

ü هل استجد لك رأي حول موقف السودان من القضية المصرية؟

– أعبر عن رأيي الشخصي، السودان ينبغي أن يلتزم بقرار الاتحاد الأفريقي وهو عدم التعامل مع أي أنظمة انقلابية تنقلب على نظام منتخب، والسودان ملتزم بهذا وأنا شخصياً ليس لدي علم بتفاصيل ما يجري في هذا الاتجاه .. والسودان ينظر من ناحية إستراتيجية لعلاقته مع مصر عكس ما يدعو له الكثير من الجانب المصري، هناك كثيرون يشنون حملات شرسة على السودان عبر مواقع إعلامية ومنابر معروفة، بل إن بعض الإعلاميين والصحفيين الذين يكثرون من الحضور إلى السودان وينالون بعض الحظوة في السودان هولاء الآن هم في مقدمة الهجوم على السودان.. والأمر في مجمله يحتاج إلى مراجعة وتقييم في إطار الالتزام بقرار الاتحاد الأفريقي وفي إطار مراعاة مصالح السودان والبعد الإستراتيجي في علاقته مع مصر التي تشهد تحولات ولا يعرف متى تستقر أمورها على وضع واحد لأن مصر تموج بالصراع السياسي هذا يقتضي من السودان أن يكون مراقباً بعين فاحصة وبنظرة ثاقبة لما يجري في مصر ويعيد التقييم بصورة مستمرة ويتخذ القرارات المناسبة التي يجب أن لا تخرج عن الإجماع الأفريقي وفي نفس الوقت تراعي مصالح السودان.

ü إلى حد كبير لا تميل لأنصاف الحلول.. لا أُقلت من الخارجية ولا استقلت؟

– أنا شخصياً ليست لدي إجابة بشأن وضعي في الوزارة، صحيح أنني لم أتقدم باستقالتي ولم تقلني الخارجية.. وعلى كل أنا في لحظة انتظار لأرى ماذا ستقرر الخارجية، وربما في الأيام القليلة المقبلة سيحسم الأمر إما من جانب الخارجية أو من جانبي.

ü ما تقييمك لفكرة الإصلاح من خارج الحزب التي لجأ أليها د.غازي العتباني وآخرون؟

– احترم وجهة نظرهم ولهم تقديراتهم ولكن الأجدى والأفضل أن نصبر على بعضنا وأن تصل مؤسسات الحزب لقناعة بضرورة الإصلاح والتي تم الوصول إليها مؤخراً، وهناك إجراءات تمت وستتم تؤكد توجه الحزب إلى الإصلاح.. والإصلاح عملية مستمرة إلى أن يمضي فيك قدر الله.. والطرق على قضية الإصلاح أثمر الخطوات التي نراها الآن و ربما نراها أكثر في مقبل الأيام.

احترم وجهة نظر د.غازي والمجموعة التي ذهبت معه، واعتقد أنهم أيضاً مخلصون ومازالوا ملتزمين بمبادئهم وأفكارهم الإسلامية، ولا يحق لنا أن ننال منهم بأي طريقة من الطرق فهذا تفكيرهم واجتهادهم، وأنا أرى من الأفضل أن نعمل من داخل الحزب.

ü باعتبارك كنت سفيراً في إحدى دول الربيع العربي ما هو تقييمك؟

– رغم محاولات البعض للنيل من ثورات الربيع العربي ورغم الهجمة المضادة في دول الربيع، إلا أن ما حدث في هذه الدول هو ثورات حقيقية قامت بها الشعوب ضد أنظمة فاشلة فاسدة ظلت تمارس القهر والقمع على شعوبها لعدة عقود.. ولكن هذه الثورات تتعرض الآن لهجمة مضادة يقوم بها المستفيدون من الأنظمة السابقة وآليات الدولة العميقة وتآمر خارجي بقيادة التحالف الصهيو أمريكي وبعض مؤيديه ومسانديه في المنطقة العربية.. ولكن في النهاية ستنتصر إرادة الشعوب وستستقيم الأوضاع في هذه الدول وستترسخ الديمقراطية والحرية وتعم العدالة إن شاء الله، ولعل حجم التضحيات التي نراها في هذه الدول كلها تبشر بذلك.

ü هل أنت راضٍ عن فترة عملك في ليبيا؟

– أنا راضٍ تماماً عن فترة عملي، ومنبع هذا الرضا يعود للتطور الذي شهدته العلاقات بين البلدين عبر زيارات متبادلة واتفاقيات عديدة وتطابق وجهات النظر في كثير من القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق المستمر بين البلدين في هذه القضايا.. وأيضاً من أسباب هذا الرضا وجود إرادة سياسية لدى قيادة البلدين وعمل مشترك لتطوير مشروع التكامل السوداني الليبي والذي قطع أشواطاً بمراجعة الميثاق والبرامج والمشروعات.. وأيضاً من مظاهر ومنبع هذا الرضا الحراك الكبير الذي تم على مستوى الوجود السوداني في ليبيا والتفاعل والتناغم الكبير الذي حدث بين البعثة والجالية السودانية. يضاف إلى ذلك ما قمت به وزملائي من تطوير لبيئة العمل، وقمت بزيارات عديدة لأهم مراكز الوجود السوداني بـ«سبها، مصراته، بنغازي» وتحديث وسائل العمل في السفارة والانفتاح على البعثات الدبلوماسية المختلفة.

ü بعد الفترة التي أمضيتها ما هي رؤيتك وتقييمك للدبلوماسية السودانية؟

– من خلال وجودي في الخارجية في هذه الفترة أهم ما لاحظته أن الدبلوماسية السودانية محافظة وربما تميل للتقليدية في حين أن أنماط الدبلوماسية العالمية تطورت، لعل آخر نمط بدبلوماسية (التدخل المباشر) الذي تمارسه الولايات المتحدة، وهي أن تحشر أنفها مباشرة في شأن الدول التي تعتقد أن مصالحها فيها قد تتضرر.

ü هل تدعو لأن نحذو حذو واشنطن؟

– أنا لا أدع لدبلوماسيتنا أن تحذو هذا الحذو المتغطرس، لكن أدعو لتطوير وسائل العمل الدبلوماسي وإيجاد معادلة مهمة تحكم عملنا الدبلوماسي، وهي أن المبادئ تعلو على المصالح.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. إنت يا كلب الأسلامويين عاوز تعمل فيها دجال أكثر من الأجرام العليك؟ قال “قاعد في مكتب خاص أقرأ و أكتب” و الله إلا إذا شغال سفلي و بتكتب عمل و حجابات. شين عرفك على القراءة و الكتابة و أنت من صفعت أستاذك؟؟ و الله زمن أي عاطل و باطل داير يعمل فيها ألف بقرش. هانت

  2. اذا كان صحيح انه قد قتل زميله فى الجامعة و صفع استاذه فهو اذاَ مجرد بلطجى متهور ليس الا و لا يصلح أن يكون دبلوماسى و لا سياسى و مكانه الطبيعى هو السجن و ليس سواه.

  3. **** قاتل زميله بالجامعة ******* دباب الامس ******* دبلوماسي اليوم ***** هذا زمانك يا مهازل فامرحي *****

  4. شغل نضييييييف ياخدوا ضرايب منك ياشعب يا مغلوب على امرة ومن ست الشاى والمغترب وانت تجلس على مكتبك وتشرب الهارى وتقرا الجرايد وتصرف مرتبك
    من اخذ الاجر حاسبة اللة بالعمل يعنى مرتبك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظظ
    شعب جعان لكنوا جبااااااااااااااااان

  5. فلتو الكتر غلتو
    دوبلماسيه قاااااااااااال
    فى زول ضرب معلمه فى الجامعة يبقى دبلماسى
    هناك اخطاء تصعد التافهين يرتكبها الشعب السودانى
    بصمته ولكن ارى ان هناك امر جلل سيحدث وسكاكين كتيره
    شغالين فيه مُبرد وتطريق

  6. سبحان الله الطالب الذي قتل زميله بالجامعة والطالب الوحيد في تاريخ التعليم العالي في السودان وربما في العالم والذي مد يده على استاذه وضربه هو حاج ماجد سوار…ماذا انت قائل ايها الجبان

  7. أعبر عن رأيي الشخصي، السودان ينبغي أن يلتزم بقرار الاتحاد الأفريقي وهو عدم التعامل مع أي أنظمة انقلابية تنقلب على نظام منتخب
    يعنى عمر البشىر خلف المشير الصادق المهدي الذي استولى على الحكم اثر محاولة انقلابية عام 1985 و ذلك بعد انتخاب البشير في عملية ديموقراطية عام 1989 والله الكيزان ديل ما بخجلوا.

  8. فاتح مكتب عليو ضرائب ونفايات وخدمات سؤالي هل لسع بتصرف ماهيتك ولا موقوفه. لو بتصرف حاننسي انك دباب وهباب واسلامي لانو في الحاله دي بتكون حرامي عديل كده. لو ما بتصرف القروش بتاعه المكتب بتجيبها من وييييين؟؟؟لا لا لا الكلام دا مابركب الراس

  9. أنت لا تحمل صفة دبلوماسي وعليك أنت تلزم الصمت وتبحث عن عمل أخر , فأنت ليس الأول والأخير ممن أبعدوا من الخارجية بعد نفاد دورهم الصغير, هل صلاح كرار دبلوماسي يا ود سوار؟

  10. شوفوا الكلب بعد ازلاله واهانته برضو داير يتملق اولياء نعمته واسياده .. انت كان ما المؤتمر العفني ده تكون سفير .. كلكم حرامية دجالين ..الله لاعادكم انت ورئيسك

  11. الحقيقة أنو معظم سالسياسين في البلد مجرمين و ينظرون لمصالحهم الشخصية او الاسرية واحسنهم من ينظر لمصلحة قبيلتو .. اما البلد مافي زول شغال بيها وهذه هي ازمتنا الحقيقة.

  12. أعتقد أن قرار إعفاء حاج ماجد سوار من منصبه كسفير في ليبيا صحيح 100%
    الإنضباط الوظيفي كان يحتم عليه أن لا يقوم بالتعليق على زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم ، فهي زيارة كانت خارج المسئولية الوظيفية له ، ولو كان هناك سفير واحد يملك حق التعليق على تلك الزيارة فهو سفير السودان في القاهرة ، ولكن هذه هي مشكلة الذين يتم تعيينهم للولاء السياسي لا للخبرة المهنية ، وفي هذه المقابلة احتج حاج ماجد سوار بقوانين الخدمة المدنية ، فهل قوانين الخدمة المدنية ولوائح العمل في وزارة الخارجية كانت تبيح له تصرفه ؟ لم يكن له حق التعليق حى لو كان تأييدا لزيارة وزير الخارجية المصري ، فإذ كانت كل زيارة لمسئول خارجي للسودان يملك حق التعليق عليها سفير السودان في اليابان وسفير السودان في الكونغو وسفير السودان وغيرها ، لصرنا مضحكة وملطشة.

  13. الناس ديل عاوزينك براك تستقيل يا دني . ولو ما عملت كدا استقالتك بتجيك بعد شويه . انت شخص متطرف وقاتل وما عندك قيمه سياسيه ولن تصعد ولن تصبح رئيس جمهوريه ولا حتى وزير خاجية . يا اخي خلاص القروش والمال الجمعتو دا . في ناس حاربوا الجنوبيين باسم الجهاد والله والدين وقسمتم الدوشكا النص وماتوا وشبعوا موت وانت الله نجاك واداك العمر البتلعب بيهو دا واداك نسوان شماليات ونوباويات تاني عاوز شنو والله إلا يعرسوا ليك واحد خول

  14. الامنجية المتسلقون على اكتافنا المتملقون تجار الدين عندما يسند الامر لغير اهلة ما هى مؤهلاتك ومؤهلات تاجر السيخ كرتى .. عندما جاء كرتى للزواج فى الجريف غرب جاء راكب موتر ما عندة اى حاجة والان اكبر تاجر سيخ واراضى .. الاسلام برى منكم ومن افعالكم …

  15. انتو الحاصل شنو اليومين دى بجيبوا لينا حاج ماجد دا بيكثرة كأنهم بلمعوا فيه لمرحلة قادمة ؟؟؟ الله يكضب الشينة …

  16. * المصيبه الكبرى فى اعلامنا، و الصحف الوضيعه و الفاشله التى تجرى مثل هذه “المقابلات” مع من كانوا سببا مباشرا فى محنة هذا الوطن.
    * كم من الشرفاء تم طردهم من الخدمه، بل و إعتقالهم شهورا و سنينا عددا، فغادروا الى منازلهم او المهاجر فى صمت؟ و هذا الصفيق المجرم يخصص له مكتب و مرتب و امتيازات بعد ان تم اعفاءه. إنها دولة الظلم و الإستبداد، و المؤسسات الإعلاميه الفاشله.

  17. ودا وش خارجية لو لا أنها بلد فوضى . معليش الأمن لأنه أصلا هذا النوع من العمل لامثالك من الكلاب والحثالات .

  18. والله كلام لكن !!!!!!!!!
    شوف الود داقي سمت الصلاة في جبهته في سوق ليبيا بخمسة جنية وبقارن بينه وبين خالد بن الوليدِِ

  19. كادر عنف ..دي كل المؤهلات+شهادة جامعية ومن غبر امتحانات زي خلق الله لأنو في العمليات…والله لو ما كنت كوز كان فكي ما تشتغل..كان من هو احق منك بالخارجية ممن تخرجوا في العلوم السياسية..ودا كلو حصل أيام الخريجين يقدموا في طلبات الالتحاق بينما قائمة المرشحين جاهزة بأمثاله.

  20. ( المحجوب … زروق … منصور خالد … جمال محمد احمد … ) ….. ( كرتي … حاج ماجد … عفاف محمد عبد الرحمن … سناء العوض) … ليك العوض ومنك العوض يا الدبلوماسية السودانية !!!! سبحان الله … كل عام وانتم ترزلون …!!!

  21. موظف في الخدمة المدنية كيف؟ هل قدمت لوظيفة تم الإعلان عنها؟..وهل خضت منافسة عبر إمتحانات وفقاً لقوانين الخدمة المدنية عادلة وشفافة؟..وهل تدرجت في سلم الخدمةالمدنية بالخارجية من وظيفة السكرتير ..فالوزير المفوض.. والمستشار إلي السفير…بصورة طبيعية؟..إن لم يكن ذلك قد حدث وهو بالطبع لم يحدث كيف تكون موظف بالخدمة المدنية…,إن لم يكن لك شغل ولا مشغلة الآن..؟ كيف تصرف مرتباتك ومخصصاتك؟..إين هيئة علماء السلطان..ولجان تزكية المجتمع وأأمة مساجد المؤتمر الوطني المتوردة خدودهم من الدعة النعيم..أين “وكلو كلو لله” شريعة شريعة ولا نموت” الإسلام قبل القوت..!!؟؟

  22. تقرأ شنو يا جهلول
    لو كنت بتقرا ما كان ده حالك
    مؤهلك الوحيد انك رئيس الهتيفة …. يا جهلول
    مهارات الوحيدة في حلقك الكبير
    وما بتعرف تستعمله صاح
    لو ما الانقاذ كنت بتبيع ليمون في السوق

  23. حاج ماجد عقلية دونكشوتية بامتياز وعندما كان طالبا بالجامعة فجر احداث عنف شهيرة عرفت باسمه وقد اعتلي هدا الموتور المتشنج المنبر وهو يهتف( وضع السوط وارفع السيف حتي لاتري فوق ظهرها شيوعيا لاتري فوق ظهرها بعثيا ….الخ واخد يتلو اسماء التنظيمات المناوئة حتي قال الراوي ليته سكت

  24. إقتباس ( أعبر عن رأيي الشخصي، السودان ينبغي أن يلتزم بقرار الاتحاد الأفريقي وهو عدم التعامل مع أي أنظمة انقلابية تنقلب على نظام منتخب، والسودان ملتزم بهذا وأنا شخصياً ليس لدي علم بتفاصيل ما يجري في هذا الاتجاه . )
    لو أنت أصلا تؤمن برأيك الشخصي ما كنت في الأصل عضو في حزب تعرف جيدا كيف جاء إلي سدة الحكم ؟؟؟؟للأسف الشديد سيرتك النتنة قد سبقتك إلي الآفاق

  25. لا زال الاعلام يخلط بين الدباب المجاهد / محمد احمد حاج ماجد والاستاذ السياسى / حاج ماجد سوار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..