البحر الأحمر تشكو من استفحال الظاهرتين زواج القاصرات وختان الإناث.. هاجس الدولة والمجتمع

البحر الأحمر: إنعام الطيب
ظلت ظاهرتا زواج القاصرات وختان الإناث تشكلان هاجساً كبيراً للدولة والمجتمع وفي ولاية البحر الأحمر تبرز الظاهرتان بصورة أكثر وضوحاً، الأمر الذي يشكل تحدياً للولاية والحكومة المركزية وهماً عاماً لمواطني الولاية وتمثل معدلات الطفولة في محليات ولاية البحر الأحمر بمحلياتها العشر نسبة 47% من السكان، وتمثل نسبة الإعاقة بأنواعها (بصري ? سمعي ? حركي) نسبة 1.9 من مجموع الأطفال، ويعتبر ختان الإناث وزواج الأطفال من أنماط السلوك ومن الإعاقات الخفية لأنها تعتبر من الثقافات المتجذرة في عمق المجتمع ولها تاريخ موصول بالحراك الاجتماعي في محليات الولاية.
ما هي مؤشرات وجود ختان الإناث والزواج المبكر بالولاية والواقع الاجتماعي الذي يشكل الأنماط الثقافية لانتشار ختان الإناث والزواج المبكر. الدكتورة اعتماد جعفر الفاضل من المفوضية العليا للتنمية بولاية البحر الأحمر، قالت في دراسة قدمتها بأن الولاية في مجريات التشريعات القانونية للظواهر المختلفة؛ تستند على القوانين المركزية والسياسات الوطنية، فقد أدرج الختان في عدد من السياسات والقوانين مثل السياسة القومية للسكان وقرارات المجلس الطبي رقم 366 الذي حظر على الأطباء ممارسة أي شكل من أشكال ختان الإناث والإستراتيجية القومية للتخلي عن الممارسة خلال جيل واحد إلا أن حكومة البحر الأحمر تمكنت من مباشرة الاستقلال والعمل بسن التشريعات الولائية في المجالات المتعددة وكان موقف الولاية واضحاً تجاه ظاهرة ختان الإناث من قانون الطفل بالولاية لسنة 2011م حيث وردت مادة منع ختان الإناث على أن تقدم وزارة الصحة متمثلة في وزيرها بإصدار القرارات وإجراءات المنع والتنفيذ.
من دراسة أجرتها د. اعتماد حول موقف الممارسة في الولاية من حيث انتشار بممارسة ختان الإناث في مجتمع ولاية البحر الأحمر مستندة على دراسة مجلس رعاية الطفولة في هذا المجال لسنة 2013م.
وجاءت نتائج الدراسة بأن هناك مجتمعات في بعض المحليات كانت نسبة الممارسة فيها 100% مثل هيا وحلايب وكانت دوافع الممارسة اعتقاداً وعادة أو ضغوطاً اجتماعية وأسباب أخرى. مما يذكر أن ممارسة ختان الإناث تعتبر جذورها ضاربة في الفهم الثقافي وتشير إحصاءات الدراسات السابقة إلى أن ولاية البحر الأحمر حسب المسح الصحي الخاص بصحة الأسرة 2006م فإن ولاية البحر الأحمر من ضمن الولايات التي تقع بين 90% – 80% بالرغم من أن هناك الكثير من الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية ومجلس الطفولة وشبكات منظمات المجتمع المدني ووزارة الصحة متمثلة في الرعاية الصحية الأولية والصحة الإنجابية النتائج غير مرضية والمجهودات تتواصل.
الأستاذة عفاف محمد حسن؛ الأمين العام للمجلس القومي للطفولة بولاية البحر الأحمر، قالت هناك حملات مجتمعية رسائل صحية وخطاب جماهيري مرئي من أجل التخلى عن ختان الإناث للمخاطر الصحية والطبية وتتواصل الجهود بالرغم من أن الأرقام غير مرضية إلا أن الجهود ما زالت تتواصل بتطبيق عدد من السياسات الوطنية العامة وتطور أسلوب النقاش والطرح المؤسسي المنتظمة عبر الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وأدرج قانون المجتمع بعبارات صريحة من قانون الطفل الخاص بولاية البحر الأحمر وابتداع برامج متخصصة ومواكبة تخاطب عمق الثقافة المجتمعية مثل برنامج سليمة باعتباره برنامجاً للتحول الاجتماعي الإيجابي؛ أدى كل ذلك إلى انخفاض مؤشرات ختان الإناث من 90% إلى 80% إلى 70% إلا أن نسبة الانتشار في بعض المحليات مازالت 100%.
التغيير