مقالات سياسية

بيان الانتخابات المبكرة!!

ظلت قيادات المكون العسكري في الآونة الأخيرة تلمح إلى أن الأوضاع قد تسوقها للاعلان عن إنتخابات مبكرة ، ودائماً ما يرد هذا المقترح عند مخاطبات أمام حشود من الجنود ، تبدأ بالحديث عن فشل الحكومة ثم تدلف إلى أن القوى السياسية التي تمثل الائتلاف الحاكم عاجزة عن تحقيق أي انجاز وفشلت في ادارة الحكم وبالتالي الحل في الانتخابات المبكرة.

هذا الخطاب يأتي في هذه المرحلة بعد فشل كل المحاولات الخاصة بتفويض المكون العسكري رغم حديث قياداته المستمر بأنهم لا يرغبون في السلطة والاستمرار في الحكم ، لكن تفضح ذلك كثير من خطوات التحشيد التي بدأت بمؤتمر الادارة الأهلية الذي نصب صديق ودعة رئيساً له وما أدراك ما صديق ودعة.

في المقابل تراخ القوى المدنية ووقوعها في الخلافات ذات المحصلات الانقسامية هي دائماً ما تحفز المكون العسكري مواصلة رغباته في السيطرة على السلطة خاصة وأن هناك كثير من الملفات ما زالت ترفع عقيرتها وتشكل خطراً عليه ولعل في مقدمتها ملف مجزرة فض الاعتصام الذي يكفيه دليلاً على الادانة (حدس ما حدس).

من الواضح أن فشل خطة السيطرة عبر مجلس الشركاء أربكت المشهد وما عاد من الممكن طي المكون المدني تحت إبط العسكري ، وزاد الطين بلة أيضاً القرارات التي إتخذتها الولايات المتحدة مؤخراً بشأن الضغط على مؤسسات الجيش.

التحولات التي حدثت في منطقة الخليج والتي بدأت بالتسوية بين السعودية وقطر وستمتد لتشمل مصر وقطر و الامارات وقطر كلها دلائل على أن إدارة بايدن قادمة بقوة لدعم مؤسسات الحكم المدني وتعزير الديمقراطية والسودان سيكون أحد أهدافها ، صحيح أن أمريكا لن تعادي القوات المسلحة النظامية إذا ظلت حامية للديمقراطية بعيدة عن أي تفكير انقلابي ولكنها إيضاً لن تسمح بفوضى المليشيات.

من المؤكد أن دعوات الانتخابات المبكرة ستعجب كل الموالين للحكومة البائدة وسيقومون بنفض الغبار عن (بدلهم) فما زالت تراودهم الأوهام بالعودة مجددا عبر بوابة الجماهير ، ولكن ليس هذا هو الخطر وإنما الخطر هو أن المقصود من اعلان الانتخابات المبكرة الإيذان بالتحالف القديم لاكمال التفويض ولا ننسى أن كل الانتخابات المزورة في عهد البائد كان الترجيح فيها يكون وفقاً لقوائم النظاميين.

على قوى الحرية والتغيير النأي من الانقسامات وأن تقف عند هذه الدعوى للانتخابات المبكرة التي تكرر كل يوم ، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات أمنية واقتصادية تكفي بأن تساق كمبررات بأن ما يحدث فوضى والحل في الانتخابات المبكرة ، وإذا ظلت قحت سادرة في غيها تتناكف حول المحاصصات فقريباً سنسمع بيان ….(الانتخابات المبكرة) ومؤيدوه في تمام الجاهزية.

الجريدة

تعليق واحد

  1. انتخابات ليه،،الشخص المناسب اذا موجود يتسلم الوزارة المحددة فورا ،،والناس جربت الحكاية دي،،نقة وكلام وجوطة وفلان كعب ما نافع ،،،يتم تغيير فلان،،تاني يبدا الصراخ والعويل وفشل وما نافع،،واصلا من الاخر،،لا توجد ميزانية لقيام الإحصاء والانتخابات وتكلفة تامينها،،ولن تجد الانتخابات اي داعم ،،لأن الجميع يفضل دعم حمدوك والانتقالية،،والحكم المدني وتقويته وتعزيزه وأحكام سيطرته وحل مشاكل الحروب والحريات وتعزيز مشاركة المراة، ،،ودعم سيادة القانون ومحاكمة المجرمين…لأن الانتخابات قبل تحقيق أهداف الثورة،،غير وارد بالنسبة لثوار ديسمبر أطلاقا وتحت اي ظرف وبأي مبرر،،أطلاقا بتاتا ..منتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..