عيون حول الرئيس ..

حينما يضعف ساعد الرجل الأول تجاه الإمساك بدفة قيادة الدولة على حدٍ سواء في الأنظمة الشمولية المُختطفة أو الموروثة .. جراء المرض أو كبر السن مع تطاول فترة حكمه .. نجد دائماً ان الصراع على خلافته أو وراثة حكمة يحتدم في الكواليس ومن وراء الأضواء في نظاق الدائرة الضيقة التي تحيط به كاحاطة السوار بالمعصم لعزله عن محيطه الأوسع خارج القصر في محاولة الهائه عما يدور في الحياة العامة و خداعه بالتقارير المزيفة عن الأوضاع وعكس الصورة على غير حقيقتها هادفين الى كسب رضائه وبالتالي سد أبوابه عن الطامحين في التقرب اليه من الناصحين بالحق أو الطامعين بالباطل .
هذه الدائرة قد تتشكل في أغلب الحالات من قيادات نافذة أو زوجة متسلطة أو أبناء حالمون .
السيد رئيس جمهورية السودان المشير عمرحسن أحمد البشير يمرالان بهذه المرحلة بكل تفاصيلها والتي هي تماما مثل تطور المرض في الجسد .. حيث تصبح النهاية حتمية لا مفر منها وإن طال الرقاد على سرير الإعياء أو اجتهد الأطباء في الإبقاء على صاحب الحالة حيا ولو بأجهزة التنفس الصناعي . وتبقى طبعا الأعمار بيد الله الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء .
فالرجل أصبح محاصرا بثلاثية النفوذ داخل القصر التي يمثلها الفريق طه عثمان مدير مكتبه الذي استحوذ على ثقة رئيسه باسلوبه الخاص وبات هو المتصرف في كل ممرات وردهات وبوابات قلعة الحكم ..ومن ثم يليه الفريق محمد عطا الممسك بزمام أمن الرئيس والمتحكم في كل مفاصله من حيث سطوة المال و السلاح و حشد الرجال من عناصر الجهاز و مرتزقة المليشيات .
أما اللواء طبيب عبد الله حسن أحمد البشير فهو من يمثل الحاشية الأسرية في الحلقة الثلاثية وأصبح الرقيب القريب حرصاً على أخيه لإعتبارات ليست خافية فيما يلي ضمان سلامته الشخصية واستمرارية تدفق المصالح الذاتية !
وهؤلاء الثلاثة ليسوا معنيين بأية صورة بما يدور في الساحة السياسية من الدوران في فراغها ..بل و يهمهم ومن مصلحتهم أن يلتهي بقية المغفلين بالركض خلف سراب الحوار الوطني ومخرجاته التي تشبه سحابة الصيف .
الفريق بكري حسن صالح ليس ببعيد عن مراقبة الموقف وهو رغم أنه داخل إطار صورة القصر المعلقة على جدار المرحلة فإنه يتظاهر بانشغاله بأن يجعل نظرات عينيه مقسمتين بين السلطة التنفيذية وهو الذي يُشكل ضمناً سلطة رئيس الوزراء التنفيذي عبر المهام المباشرة الموكلة اليه وبين الجيش بحسبانه نائب القائد الأعلى له ..ولكنه معروف بكرهه الشديد للفريق طه بصفة خاصة ولايهتم بالحزب في كثير شي كما انه يبغض جماعة الحركة الإسلامية ويرصد جقلبتهم المشبوهة رغم أنهم قد حاولوا تجنب شروره نحوهم بأن أقحموه في زريبة مؤتمر شوراهم المزعومة الأخير ونصبوه نائبا صوريا لرئيس الحركة بعد إزاحة علي عثمان عن أمانتها و فشل غازي العتباني في الوصول اليها !
أما الفريق عبد الرحيم ..رجل محدود الطموح وهو كمساعد السائق الذي لا يمد عنقه الى عجلة القيادة في حد ذاتها .. بل كل همه أن يُرضي السائق ويظل بقربه خادما له إن كان متهورا في القيادة أو متريثا فالأمر عنده سيان ..المهم أن تسير العربة وهو معلق في إحدى زواياها ويهتف بعبط ..حديد حديد السائق شديد !
ويبقى السؤال أين دور الشعب الراكب والنائم طويلا على متن هذه الشاحنة المتهالكة وهي تندفع نحو الهاوية السحيقة ولطالما عفرت الجو العام بتراب السكة غير المعبدة وسممت بيئة الحياة بسخام ماكينتها التي انتهت صلاحيتها .. يا أهل الله !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يانعمة يا حبيبتى شعبا نائم فى سرير تحيط به الكوارث والمصائب من كل جانب ..الله يفوقه ويصحيه..

    بالتّمـادي

    يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا

    مُديراً للنـوادي .

    وبأمريكـا

    زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .

    و بإ و طا نـي التي

    مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي

    يُصبِـحُ اللّصُّ

    .. رئيساً للبـلادِ

    شكرا للشاعر أحمد مطر

  2. يانعمة يا حبيبتى شعبا نائم فى سرير تحيط به الكوارث والمصائب من كل جانب ..الله يفوقه ويصحيه..

    بالتّمـادي

    يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا

    مُديراً للنـوادي .

    وبأمريكـا

    زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .

    و بإ و طا نـي التي

    مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي

    يُصبِـحُ اللّصُّ

    .. رئيساً للبـلادِ

    شكرا للشاعر أحمد مطر

  3. والله ما شاء الله كتابة تحسس الواحد بعد قراءتها انه شرب من نهر عسل صافي وتجشأ وخلف رجله طالما البلد فيها نوع القلم ده عوجة تب مافي
    الله يديك العافية

  4. والله ما شاء الله كتابة تحسس الواحد بعد قراءتها انه شرب من نهر عسل صافي وتجشأ وخلف رجله طالما البلد فيها نوع القلم ده عوجة تب مافي
    الله يديك العافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..