مقالات وآراء

لا عجب..!! 

كمال الهِدي

تأمُلات
. لم أتعجب حين وصلني على هاتفي النقال مقالاً لكاتب من الثورجية الجدد الذين ظنوا أن تطبيلهم وإشاداتهم بأشد القتلة فتكاً ودموية قد انمحت من ذواكرنا.
. المقال المقصود جاء كمحاولة جادة من أحد (كتبة) المخلوع ورفاقه القتلة مثل أحمد هارون وغيره، لإستمالة أهل وشباب حزب الوسط العريق الكبير (الاتحادى الديمقراطي).
. أكثر صاحبنا من الإطراء على شباب الحزب ودورهم المشهود في ثورة ديسمبر العظيمة، ناسياً أن هؤلاء الشباب الذين يشيد بهم الآن وغيرهم من الأبطال و (رجال الحارة) عندما كانوا يُضربون ويُقتلون في شوارع مدننا ظل هو ومن يشبهونه ضيوفاً دائمين على القنوات الفضائية يُسفِهون المد الثوري، ويشيدون بخطابات ولقاءات سيدهم وكبيرهم الذي علمهم السحر (الساقط) البشير.
. لم أتعجب مما خطه قلم هذا الكاتب لأنه تعود على تضليل وخداع الناس ووجد ضالته دائماً في بعض العاطفيين والسطحيين سواءً في مجال كرة القدم، أو في السياسة التي تحول للكتابة حولها بعد أن أدرك براعته في معرفة من أين تؤكل الكتف.
. لم استغرب كما أسلفت، لكنني أحسست بإستياء بالغ واحباط لا نظير له حين علمت أن بعض شباب الحزب قد احتفوا بالمقال المعني في بعض قروباتهم.
. وحسرتي هنا ليس من أجل حزب الأباء والأجداد، فقد عانى هذا الحزب الكبير على الدوام من بعض (المصلحنجية) الذين تحلقوا حول رئيسه وزينوا له أخطاء التصالح مع حكومة المقاطيع والمشاركة فيها.
. لكن حسرتي الحقيقية على هذه الثورة العظيمة التي نردد كل يوم أنها مستمرة وماضية نحو غاياتها النبيلة، وفي نفس الوقت لم نر شيئاً ملموساً قد تحقق منها سوى الجانب المؤلم.
. والجانب المؤلم أعني به أرواح شهدائنا الأبرار التي أُزهقت، فيما لا يزال الكثير من رفاقهم على ود ووفاق مع من ساهموا بشكل أو بآخر في قتلهم.
. شباب كان لهم القدح المعلى والصوت العالي في أعظم ثورات السودانيين يحتفون بكاتب ناصر القتلة حتى آخر لحظة لمجرد أنه حظي بشعبية ومكانة في مجال الإعلام!!
. يا للعار..!!
. وكيف لنا بالله عليكم أن نقول عنها ” ثورة وعي” ونحن ما زلنا على ذات الحال الذي ساد طوال سنوات حُكم المجرمين من ناحية التسطيح والتجهيل والتخدير والعزف على وتر العاطفة.
. هذا يكتب ما كتب، فيحتفي به المناضلون.
. وهيثم مصطفى يطل عبر قناته ليحدثنا بسطحية ليست غريبة عليه حول الخبز والصفوف فيحتفي به بعضنا أيضاً ناسين أنه في وقت مضى ما كان يشغل باله بمعاناة مواطن أو يتوقف عند ندرة سلعة.
. وتعلوا أصوات البراميل الفارغة لدرجة تصريح عشة الجبل حول رغبتها في الترشح للمجلس التشريعي بتوصية من شخصية مهمة حسبما يشاع.
. كل هذه مؤشرات على أننا ما زلنا نغوص في وحل نظام الطغاة.
. و ما لم نغير ما بأنفسنا سيظل حالنا كما هو، ولن تتحقق أهم شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..