مقالات سياسية

المتسربون إلى العسكرية

للسيدة نعيمة حكاية مع تسرب أبنائها من المدارس في دارفور جعلتها ترحل بهم إلى الخرطوم لتنقذ البقية، فقد ترك إثنان منهم المدرسة من الصف الثامن والتحقا بالعسكرية رغم اعتراض أسرتهما، وبعد عامين استشهد الأكبر واستمر الثاني يعمل بها حتى لحقه الثالث بعد أربع سنوات، ولكن بعد أن امتحن الشهادة السودانية بإصرار من أمه، ورغم إنه أحرز نسبة تدخله الجامعة إلا أن بريق العسكرية جذبه ففضلها على الجامعة، ولم تجد الأسرة بداً من تركه يلتحق بها مثلما فعل أخواه، بعد خمس سنوات تم تسريحهما بسبب مشاكل حدثت لكل بمفرده، ولكن اختلف الإثنان في إدارة حياتهما بعد ذلك ففي الوقت الذي نجح صاحب الشهادة السودانية في أن يعمل ويلتحق بالجامعة فشل الآخر وأصبح يتنقل من مهنة هامشية إلى أخرى دون فائدة، مما يثبت أن الشاب كلما تقدم في التعليم تعلم كيف يدير حياته بشكل أفضل، مجيء نعيمة وأبنائها إلى الخرطوم ساعد في أن يلتحق البقية بالجامعات مما هون عليها كثيراً، حتى إن أحدهم قبل بكلية الشرطة وتخرج فيها ضابطاً.

نعيمة هي مثال لعشرات الأمهات في دارفور اللائي تسرب أبناؤهن من المدراس إلى العسكرية قبل يكملوا الأساس أو الثانوي بسبب بريقها الذي أصبح طاغيا على الحياة هناك مما سبب لهن القلق والإحباط، ليس رفضاً للعسكرية في حد ذاتها وإنما حباً في أن ينالها أبناؤهن بالعلم، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن معتمد كبكابية شكا من تسرب عدد من طلاب الأساس والثانوي وانضمامهم لقوات الدعم السريع وناشد القيادة العليا لتفريغ هؤلاء الطلاب للالتحاق بمدارسهم من أجل دفع مسيرة التنمية والتقدم بالبلاد مبيناً أن المحلية حريصة على معالجة قضايا التعليم في إطار أولوليات الدولة.

العسكرية واحدة من المهن التي تجذب الشباب قبل إكمال تعليمهم فهي لا تشترط غير أن يكون المتقدم سوداني الجنسية ويجيد القراءة والكتابة وحسن السير والسلوك وأن لا يقل عمره عن 18 عاماً، وهي شروط ليست كافية للتجنيد في الوقت الراهن، ولا بد من شروط أخرى تضمن لهؤلاء الشباب مستقبلهم إذا تركوا العسكرية لأي سبب، وعليه يستحسن أن تكون الشروط أكثر صرامة، وأن يكون المستوى التعليمي أقله شهادة سودانية أو ما يعادلها، أو أن تكون هناك معاهد تأهيل مدتها سنتان أو ثلاثٍ لكل الذين لا يحملون شهادة سودانية فهذا أفضل لهم وللدولة ومستقبلها.

السيد معتمد كبكابية تحدث عن مشكلة ملحة مسكوت عنها ولكن آن الأون لتطرح للمناقشة وإيجاد الحلول، فكثير من الشباب في دارفور ضاعوا بسبب دخولهم العسكرية في زمن مبكر وقبل إكمال تعليمهم، مما يشكل خطراً على مستقبلهم ومستقبل الدولة نفسها، خاصة أن أمامهم مراحل طويلة من العمر ستكون عصيبة على غير المتعلم خاصة وأن الحياة في تطور مستمر وتحتاج إلى المواكبة لأسباب كثيرة ليس هنا بمجالها، ولكن من الضروري أن تهيء لها الدولة كل مواطن، فالدولة يحفظها ويحميها العلم والعقول وليس الجهلاء والسلاح.
التيار

تعليق واحد

  1. والله يا بنت جمعة دي مشكلة كبيرة فعلاً.

    هذه الشريحة، وبهذه المؤهلات، وفي زمن الفوضى الذي نحن فيه، فلا نستبعد أن يتدرج هؤلاء في الرتب العسكرية رأسياً وينط أحدهم على ظهر دبابة في المستقبل مغامراً وتنجح مغامرته ويصبح رئيساً مثله ومثل الرؤساء الذين جاءوا بغتة على حين غرة، مثل هذا العلق البشير ومن سبقوه ويتحكم في مصير الملايين ومصير البلد.

  2. الأستاذة تحتاج أن تعي الكثير عن العسكرية قبل الكلام عنها بسطحية وربطها بالجهل.

    ليكن في علمك يا أستاذة أن أول دفعة تم إختيارها لتدرس خارج القطر وتكون النواة الأولى للقوات البحرية السودانية ، كانت من ضباط صف بسلاح المدفعية ، ومع تواضع حصيلتهم الأكاديمية في ذاك الوقت لكنهم نجحوا بعزيمتهم في فهم اللغة الأجنبية ونجحوا في التحصيل الأكاديمي في تلك الدولة.

    وكم وكم من شاب دخل العسكرية وهو لا يفقه شيء ، ثم رقته العسكرية سلوكاً ، وإنضباطا ومعرفة.

    لا ترتبط العسكرية بالجهل ، فهناك الصحافي الجاهل ، والمهندس الجاهل ، والطبيب الجاهل والأمثلة لا حصر لها ولا يسع المقام لذكرها

    يا أستاذة تنقصك المعرفة بتاريخ عسكريو بلادك ، فهم قامة ، ولمعت أسماؤهم في لوحات الشرف خارج القطر وداخله ، وقد كانوا قبل عسكرتهم لا يجيدون الكتابة والقراءة

    عليك الله الدمر السودان شنو غير دكتور فلان والمهندس علتكان…؟؟

  3. والله يا بنت جمعة دي مشكلة كبيرة فعلاً.

    هذه الشريحة، وبهذه المؤهلات، وفي زمن الفوضى الذي نحن فيه، فلا نستبعد أن يتدرج هؤلاء في الرتب العسكرية رأسياً وينط أحدهم على ظهر دبابة في المستقبل مغامراً وتنجح مغامرته ويصبح رئيساً مثله ومثل الرؤساء الذين جاءوا بغتة على حين غرة، مثل هذا العلق البشير ومن سبقوه ويتحكم في مصير الملايين ومصير البلد.

  4. الأستاذة تحتاج أن تعي الكثير عن العسكرية قبل الكلام عنها بسطحية وربطها بالجهل.

    ليكن في علمك يا أستاذة أن أول دفعة تم إختيارها لتدرس خارج القطر وتكون النواة الأولى للقوات البحرية السودانية ، كانت من ضباط صف بسلاح المدفعية ، ومع تواضع حصيلتهم الأكاديمية في ذاك الوقت لكنهم نجحوا بعزيمتهم في فهم اللغة الأجنبية ونجحوا في التحصيل الأكاديمي في تلك الدولة.

    وكم وكم من شاب دخل العسكرية وهو لا يفقه شيء ، ثم رقته العسكرية سلوكاً ، وإنضباطا ومعرفة.

    لا ترتبط العسكرية بالجهل ، فهناك الصحافي الجاهل ، والمهندس الجاهل ، والطبيب الجاهل والأمثلة لا حصر لها ولا يسع المقام لذكرها

    يا أستاذة تنقصك المعرفة بتاريخ عسكريو بلادك ، فهم قامة ، ولمعت أسماؤهم في لوحات الشرف خارج القطر وداخله ، وقد كانوا قبل عسكرتهم لا يجيدون الكتابة والقراءة

    عليك الله الدمر السودان شنو غير دكتور فلان والمهندس علتكان…؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..