فساد يمشي على الأقدام .. !!

* الواجب الأول والأخير لأي حكومة هو تقديم الخدمات للمواطن وتوفير سبل الحياة الكريمة ، وﻻ شكر هنا على واجب ، فالرئيس والوﻻة و الوزراء والمعتمدون هم مجرد عاملين يؤدون عملهم ويأخذون عليه الأجر ، وفي حالة عجزهم القيام بهذه الواجبات يفسحون المجال لغيرهم ، ولكن في حالة الإنقاذ ﻻ نرى الا العجب العجاب ، ياخذون الأجر بالزيادة وﻻ يقومون بواجباتهم ، ويتمسكون بمناصبهم بالقوة وﻻ يعترفون بالفشل ، وبعد كل هذا يتفضلون على المواطن من مال المواطن وحتى هذا الفضل يشترطون عليه الوﻻء والطاعة .. !!

* لكم ان تتخيلوا آنساتي سادتي ، حكومة تفشل في توفير ابسط مقومات الحياة من مياة وكهرباء وصحة وتعليم ، لدرجة ان المواطن اصبح لايجدها حتى بالمال دعك من توفيرها مجاناً كما تفعل اي دولة محترمة ، ثم تصر هذه الحكومة الفاشلة على عدم الإستقالة وتستمر في الحكم بحمرة العين والقوة ، بالله عليكم هل رأيتم او سمعتهم بحكومة لها ( جلد تخين ) لهذه الدرجة .. !!

* في الأيام الفائتة اعتصم مواطنو ( الفاو ) بسبب تردي الخدمات الصحية واستمر الإعتصام والاحتجاج دون فائدة ، واعتصم مواطنو منطقة ( لقاوة ) لذات الأسباب بعد ان فقدوا الأعزاء بسبب عدم توفر ابسط الخدمات الطبية ، وبعد ان رفعت الحكومة يدها عن دعم هذه الخدمات ، ولكن حتى بعد ان يصرخ المواطن ويحتج ويعتصم مطالباً بحقوقه البسيطة ، تعاقبه السلطات وكانه مخالف للقانون والعرف والدين ، وتطالبه بعد كل هذا التجاهل بالوﻻء والطاعة كما فعل احد المعتمدين وهدد اهل قرية بعدم تقديم الخدمات الأساسية لهم مالم يقدموا فروض الوﻻء والطاعة للمؤتمر الوطني وتغيير رئيس لجنتهم الشعبية المنتخب بآخر ينتمي لحزبه ، هذا بالضبط هو ما يفعله النظام الحاكم اليوم بالمواطن ، وهذا السلوك هو ابشع واقذر انواع الفساد ، وﻻ يحتاج لمستندات او شهود عيان او جلسات امام المحاكم ، وبدﻻ من ان يتوارى الحزب الحاكم خجﻻ عندما يخرج المواطنون احتجاجا بسبب إنعدام الخدمات او بسبب الغﻻء او بسبب التعدي على حقوقهم – يتصدى لهم بالسﻻح والغاز المسيل للدموع والاعتقالات ويصفهم بالعمالة والارتزاق والحشرات ، ثم يتحدث عن احرازه المرتبة الأولى في الإنتخابات وانه الحزب الذي جاء بخيار الشعب ليطبق شرع الله في الأرض وانه صاحب الحق الحصري في كتابة الدستور وإجازته وفق مزاجه.. ( بالله شوف ) .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]