هل أكتب ضد الراكوبة؟!

*(إن كنت اختلف عنك، فأنا بهذا أسمو
بك بدلاً من أن أحط من قدرك..).
– سانت إكزوبيري-
في (رسالة إلى رهينة)
.. أقول لبعض المغرضين: لا تجعلوني مثل الذي أراد أن ينتقم من زوجته فخصا نفسه، إنّ موقع “صحيفة الراكوبة” ليس ملكاً لوالدي كي “أتبحبح”، وأمد خطواتي.
كيفما شئت، لكنّه مساحة للبوح والتحدّث – وحتى الثرثرة-… ألم يقل عنّا أحد المستشرقين بأنّنا ظاهرة صوتية؟.. حسناً، هذا أفضل من أن نكون ظاهرة “صمتيّة”.
جزا الله خيراً من قال لك تكلّم – حتى وإن لم يستمع إليك-، أليس هذا أفضل من قطع اللسان؟

“تمسّك بأضعف الإيمان قبل أن يفعل فيك الشيطان فعله”، عبارة يمكن أن يقولها ناصح لنادم بعد فوات الأوان.
“العرش حيث يجلس نابليون”.. عبارة أقولها – دون غرور- لمن أراد أن يصطاد في المياه النظيفة قبل العكرة، ويسأل لماذا تكتب هنا أوهناك.

موقع “الراكوبة” يتحمّل مسؤولية من يستكتبهم، لأنهم ببساطة يتحمّلون مسؤولية ما يكتبون كبالغين وراشدين ومشاكسين.. كتّاباً كانوا أم قرّاءً.

إن اعتذر منّي منبر إعلامي وطلب منّي الإخلاء الفوري فسآخذ وجهي وقلمي وبعض قرّائي لأستقرّ في موقع آخر غير آسف ولا مأسوف على ما سفحته من حبر وأرق و”عرق”.. لا يندم عاشق على شوقه ولا يحزن حزين على دموعه.
خلقت ألوفاً كما يقول أحمد المتنبي: فلو غادرت شيبي لعدت إلى الصبا دامع القلب باكياً..
أمّا الأهمّ من ذلك فإنّي خلقت طليقاً كطيف النسيم وحرّاً كنور الضحى في سماه، كما يقول أبو القاسم الشابي.

سأكتب ضد “الراكوبة” كي أختبرهم في نشر زاويتي أم لا، وأحاول استفزازهم، إن فشلت المحاولة فسأحاول في الجولة القادمة.
أضعف الإيمان أن تتكلّم وأقواه أن تموت.. أمّا أنا فقد اخترت العيش في سبيل كلّ السبل.. وولديّ.. وشروق الشمس قبل فيروز عند كل صباح.

أقوى الإيمان أن تعيش وفي نفسك كثيرٌ من “حتّى”.. وأفعال الماضي الناقص عقلاً وقلباً ومستقبلاً.
أضعف الإيمان بأن لا تؤمن أنّ غداً لملامسه “زيبق”.. أمّا أقواه فأن يشكّك الآخرون فيه.. لكثرة ما تأمّلت فيه.
لم يكن التهجّم على “الراكوبة” إلاّ ذريعة للتهجّم على نفسي لاختبارها مجدّداً على المقاومة من جديد.. وللاطمئنان على الكارهين قبل الأحبّة.. لأنّ الحياة بلا أعداء مقيتة ومملّة.. مثل من يلاعب حماته على طاولة النرد.

انظر إلى عينيّ أيها الذي أراد أن يتسلّى بكراهيتي.. ألم تر صورتك مصغّرة في عيني..؟ فلما التطاول عندئذ!..
حسناً لا تنظر إلى عيني.. انظر إلى المرآة قبل أن تحلق ذقنك وبعد أن تتوسّل معرفة امرأة افتراضية وعابرة تعرّفت إليها إثر تعليق افتراضي وعابر في موقع الكتروني..
ألا يخجلك الأمر؟! شخصيّاً – ورغم حبي الكبير للنساء-، لم ألمس يوماً امرأة أعجبت بي من خلال أعمالي.. ذلك أنّ في الأمر إهانة لي ولها.. ولقلبي.. ولما أكتب.
عش واقفاً ولا تمت على ركبتيك، لأنّ من سوف يطلق النار صوبك، سوف يضطرّ للانحناء على ركبتيه و يحسّ وكأنّه يقتل أرنباً.

قد يجنح بعضهم لاستفزازك بأسئلة وتساؤلات ذبابيّة “لا أقصد الإخوة القرّاء والمعلّقين طبعاً”.. لكنّ الداء يأتي من زملاء المهنة وبعض الذين يجبرونك على التهجّم على المنبر الذي تكتب فيه كي تشرح لهم بأنّك لست تابعاً..
ألا يشبه ذلك ما فعله حسن الصبّاح، سيد قلعة “ألموت” حين قتل ابنه إثر هفوة كي يثبت لخصومه أنّه لا يؤمن بالولاء العائلي والتوريث التلقائي، بالرغم من أنّ ابنه كان يستحقّ الزعامة..؟!
هل أكرّر ما قاله لينين عن تروتسكي: “إنّه معنا وليس منّا”، هل أذكّر بما قاله علي بن أبي طالب: “هلك في حبي اثنان.. محبّ مغالٍ ومبغض مقالٍ”.
آخر الكلام:
أقولها دون تواضع كاذب.. كتبت مئات المقالات وعشرات الدراسات الأكاديمية كما كتبت للدراما والمسرح والتلفزيون والإذاعة في البلاد العربية والأجنبية التي كنت أعيش في كنفها، وفي جعبتي ثلاثون كتاباً في مختلف ضروب المعرفة.. لكنّني أتحدّى من وجدني يوماً متزلّفاً ومتملّقاً لنظام أو جهة أو شخص.. وموقع “غوغل” على ما أقول شهيد..
________________________
**:هناك جهة ما قامت بخرق وقفل الإيميل
الخاص بكاتب المقال لذا أقتضى التنويه.

تعليق واحد

  1. نعم يا صديقي انت حر بخيالك وبتصوراتك وتطلعاتك، ولكنك مقيد في ما تكتب للقراء. لا تتمرد على ذاتك ولا على الراكوبة وامضي في طريقك ولا تعبأ بتلك الهتافات والمشاكسات على يمينك او على شمالك ولا تلتفت الى الخلف حتى لا تضيع الوقت. لا تغازل من يحرمون الغزل ويعتبرونه انحلال وانحطاط اخلاقي ونزولا الى درك الحيوان. لانك لن تفلح ولن تتمكن من الدخول الى قلوبهم مهم بذلت من جهد، انهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم – تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم-. لماذا أنت مستاء وممتعض ممن يصفونك بالتابعية؟ يا صديقي نحن جميعا تابعين على اعتبار ان التابعية هي قانون كوني، مثل القمر تابع للكوكب والكوكب تابع للنجم والنجم تابع للمجرة…

  2. وهكذا كل شيء تابع لغيره ومحتاج له.اننا نستخدم هذا القانون في حياتنا اليومية للسيرورة والصيرورة لكي نستمر، نعم كن تابعا في هذا الاتجاه وليس في الاتجاه الآخر، ودع من يعتبرك تابعا لمن يستمدون قوتهم من تلك الاشياء ? التملق والمداهنة ومسح الجوخ ? ولا تكن كذلك مدافعا حتى ولو عرفت انك مستهدفا، ولا تكن مهاجما حتى ولو عرفت ان عورة عدوك مكشوفة. بل كن مقداما وامضي دون الالتفات الى كل أولئك يا صديقي. وشكرا للراكوبة على هذا التواضع

  3. يا دكتور انت اديب .لقد قرأت لك فلم ار غير مبدع مؤدب يحترم نفسه و ما يكتب كما يحترم قرآءه فلا تلق بالا للصغار . و اذكرك بمثلنا الشعبي ( تنبح الكلاب و الجمل ماشي)

  4. الحكاية شنو يا دكتور مالك زعلان كدي!!!! ياخي أنا شخصيا معجب بكتاباتك في الراكوبة – شاهدت مرة عملا دراميا لفرقة ود حبوبة في التلفزيون وتحكي القصة عن رجل يخاف من زوجته لذا لا يجلس مع زملاء لعب الورقت أو يساهر معهم لوقت طويل وشلة الأصحاب يضحكون عليه أو بكلامنا السمح داك (يقرقون) عليه وهو يريد أن يستمثر الوقت الذي يجلسه معهم قبل المغادرة المربوطة بزمن معين لا يتخطاه . صاحبنا كلما كثر (قريق) الجماعة يتجاهلهم ويقول لهم : وزع وزع . وبالتالي نقول لك وزع وزع

  5. الدكتور نائل اليعقوبابي رجل يثير الجدل دائما ويجعل من الحبة قبة لكننا نحترم قبتك دائما يا نائل وجرأتك عن جد انت كاتب حر لا تخذلنا

  6. دكتورنا نائل يسلم قلمك مقالتك رائعة وأعرف من قصدت لله في خلقه شؤون وكل المنابر تليق بقلمك.

  7. يا عزيزي تربت يداك وعقلك وقبلك لا يهمك طالما كنت لوطنك واهلك وهذا يكفي …ما احرانا ان نترك عذابنا هذا ولكنه يهون مقابل عذابات الوطن الممتده دون نهاية ويمنعوننا حتي بمجرد النظر لنهاية قادمة وراءها امل اخضر لاجيال قادمة فالنضحي من الجلهم هذا يسعدنا ويجدد الحيوية فينا رغم اطنان الاحباط التي تسورنا وتمنع حتي الاكسجين الثقافي والمعرفي حق الحيا لابن ادم المكرم بغير لون او جنس او لغة او دين هذه سعة دين لا يفهمها الادعياء !!!طوبي للغرباء

  8. دكتور نايل ، كن كما عهدناك طودا” شامخا” أمام رياح الحسد و منارا” سامقا” يبدد ظلمات الحقد والجهل ، أنا لم أعرفك الا من خلال الراكوبة وأتوق دوما” لقراءتك والنهل من فيضك الثر ،، لا تتركنا يا رجل فنحن نحبك .

  9. دكتور نائل كن أنت و لا تأبه للحرب النفسية لمحاولة لي قلمك سواء بالمشاكسات الالكترونية أو تهكير الايميل كما حدث من قبل لبرقاوي و آخرين .. فدع الكلاب في نبيحها و كن تابعآ لشرفاء الوطن .

  10. على رسلك يا دكتور نايل فأنت لست ملكا لنفسك

    ولا لأهلك ولا للراكوبة ولا لأي جهة إعلامية فأنت

    ملك لكل السودان والكل عنده فيك نصيب، أي بمعنى

    أنك أصبحت على الشيوع وهذأ قدرك.

    الذين يترصدون بصيحفة الراكوبة والحاقدين عليها

    في تفوقها وإنتشارها الواسع والذين يحاولون وقف

    هذا المارد يستعملون لذلك أسلحة خبيثة ويستهدفون

    الأقلام الرصينة والشخصيات العالمية كحالتك أنت يادكتور

    ويفتعلون الأشياء ويختارون العبارات الشاذة والناشزة

    ليبعدوكم من ظل الراكوبة هنالك من لم يحتمل هذه السخافات

    ويختار البعاد ويمسك على قلمه ونفسه وهو بهذا القرار يكون

    قد قدم خدمة لهؤلاء الأوقاد بدون أن يشعر .ويكون هؤلاء المدسوسين

    قد نفذوا مراد أسيادهم. ولا أظن الدكتور يفوت عليه ذلك.

    عموما يا دكتور نايل الذهب هو الذهب لايبلى ولا يصدأ ولو تعلقت

    به كل الشوائب .دوس على كل الحشرات والصراصير والعواليف والحاقدين

    والحاسدين والمأجورين فهذه كلها كائنات طفيلية لاتساوي نقطة حبر من

    قلمك السامق. ولاتنسى أن هنالك من يصوم ويفطر على رؤية كتاياتك ومنهم

    من أدمن ومنهم من ينتظرك في الموعد فلا تجرمهم وأرفق بهم.

    [email protected]

  11. أكتب يا دكتور نائل ولا تعبأ بما يقال، لأن كل حرف تخطه يعني إضافة لكل من أراد أن يعبّ من معينك الحافل بفرائد اللغة وسعة الثقافة ورجاحة الرأي دون شطط أو جنوح، فليس كل من يقلّب صفحات الراكوبة يطرب لنمط معين واحد من الكتابة. وإذا لم يطب لك المقام هنا نرجو التنويه باسم المرفأ الجديد حتى نحط رحالنا فيه وننهل من أسلوبك المميز مع خالص التحية.

  12. يا جبل ما يهزك ريح …كلمات قليلة جدا ولكنها توضح ما أعني … ودي وتحياتي ونحن في انتظار كتاباتك

  13. في تعليقي السابق دكتور نائل: قلنا لك لا تسخر من من رفاقك الشيوعيون، لأنك كنت رئيس الجهة الديمقراطية في الجامعات المصرية عندما كنت طالباً، ورفيقنا وصديقك ياسر عرمان كان رئيس الجبهة الديمقراطية في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، ونعرف سر العلاقة الحميمية التي تجمعك بعرمان، ولقد أحببنا مقالاتك بجريدة أجراس الحرية،خالدة الذكر، نحن نحب ما يخطه قلمك.. ولكن هذا لا يدعي لك أن تخرج علينا بمقال طويل عريض تقلب الطاولة فوق رؤوسنا/ براحة علينا.. يا رفيق، وأكتب كما تريد.
    مايميز السيد نايل هو أنه متمكن باللغة العربية فعندما يمسك القلم تبدأ مفرداته تتطاير كالشرار المنبعث من فحم الحداد.”طبعاً هذا ماأفتقده شخصياً”.لكن من خلال قراأتي للسيد نايل أشعر بأنه من الماركسيين الفرنسيين/جورج مارشيه وأتباعه/ ومن ناحية أخرى أجده من أنصار الANARCHISMUS. ربما قد أخطئت،فمنك المعذرة أستاذ نايل.وشكراً للجميع وليكن حوارنا بناء؛حتى لو إختلفنا بالرأي على مبدأ:الوحدة وصراع الأضداد.

  14. يا ادكتور هون على نفسك.. وانت سيد العارفين بأن الناس لا يزالون مختلفين..لكن كما ذكرت فإن الخلاف يفترض ان يسموا بالناس ولا يجرهم للانزلاق في العبث…فلا تنجر معهم واعرض عن الجاهلين
    والصقور التي تحلق عاليا لا تلهي نفسها مع الدجاج

  15. أشعلت فينا الحنين يا نايل، وتلك الأيام الخوالي بحماسها الذي افتقدناه،واشتقنا اليه بس ماعاد ينفع لا شوق ولا حسرة يلي بينفعنا أكتر هو نتمتع بكتاباتك الجميلة والمعبرة.. وأنت يا نايل من أفضل مبدعي بلادي وأكاديمي بارع تشهد لك الجامعات العربية قبل السودانية أمضي في طريقك ولا تأبه لصغار القوم وهذه التعليقات بمثابة استفتاء لك ولما تكتب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..