لماذا يجب خروج الجيش والحركات المسلحة من المنازل والأحياء السكنية في الفاشر؟!

علي أحمد

لا يُخفى على أحد أن منصة (دارفور 24) تعبّر عن وجهة نظر الداعمين لخط النظام السابق والمؤيدين لاستمرار الحرب (البلابسة)، أو قل -للدقة- انها تعمل ضد قوات الدعم السريع في المنشط والمكره.

أن تورد هذه المنصة التي بهذه الميول خبراً (فادحاً) وفاضحاً أمس، بأن الجيش وما تسمى بالقوات المشتركة من قوات الحركات المسلحة المتحالفة مع قيادة الجيش، ينتشران بكثافة في الأحياء السكنية بمدينة الفاشر ويقيمون الثكنات العسكرية داخل الأحياء، وأن تورد شكاوٍ لمواطني المدينة يطالبون خلالها هاتين الجهتين بالخروج من وسط المدنيين، فإن ذلك يعني الأمر جلل والمصيبة عظيمة!

أكثر من ذلك، ذكرت المنصة نفسها، أن أجزاء حي (الدرجة) بالمدينة التي أقام فيها الجيش ومرتزقة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم ثكنات ومعسكرات، وأصبحت منصات لقصف قوات الدعم السريع، أصبحت تتعرض لاستهداف من قبل القوات المتمركزة شرقي المدينة، وأن مواطني الفاشر أعربوا عن سخطهم من أتخاذ الجيش السوداني والقوات المشتركة بعض المنازل والمرافق الخدمية داخل الأحياء السكنية مقرات عسكرية لهم يشنون منها الحرب ضد قوات الدعم السريع.

منذ بداية الحرب ظللت أتشكك في رواية الجيش التي تنسب استخدام المنازل لقوات الدعم السريع وتبرئ نفسها من ذلك، وقد استمعت إلى العديد من الروايات خصوصاً في أم درمان، وبعض أحياء جنوب الخرطوم من أن أفراد وقناصين تابعين للجيش والمليشيات الإخوانية الإرهابية يستخدمون منازل المواطنين والمرافق العامة مقرات وارتكازات لهم، ويحاربون من داخلها.

الآن حصص الحق وشهد شاهد منهم (دافور 24) بأن هؤلاء المجرمين الجبناء الذين لن ينجوا من حصتهم في الهزيمة الساحقة بمدينة الفاشر، يستخدمون المواطنين دروعاً بشرياً بنصب ارتكازاتهم وإقامة ثكناتهم العسكرية داخل الأحياء السكنية يحتمون بالمواطنين العزّل ويختبئون خلفهم كجرذان مرعوبة خائفة، عوضاً عن مهاجمة قوات الدعم السريع والخروج إليها وهي تحاصر المدينة من ثلاثة محاور وإدارة المعركة معها كالرجال خارج الفاشر.
مواطنو الفاشر، قالوها بالصوت العالي، إن وجود الثكنات العسكرية بينهم أضر بهم، وأن اتخاذ الكيزان والحركات والمرتزقة المنازل والمرافق العامة مقرات لهم يعتبر مهدداً أمنياً كبيراً وخطيراً ، ونددوا بانتشار الارتكازات وسط الأحياء السكنية، وقالوا إنها تسببت في سيولة أمنية تمثلت في إطلاق النار العشوائي والاعتداء علي المواطنين والسرقات.

بالله عليكم، كيف يكتب الله النصر للظالمين والمعتدين؟!
كيف يكتبه للكذابين الأفاكين من فلول الكيزان الإرهابيين وشذاذ الأفاق مرتزقة الحركات، الذي يقيمون ارتكازاتهم بمراكز أيواء النازحين (كما يحدث في مدرسة الإتحاد الثانوية للبنات) بانتظار الدعم السريع – وسيهربون في أول مواجهة – كما عودونا دائماً.
هل هناك جُبن أكثر من ذلك؟

ليست قوات الحركات والمرتزقة وحدها من تفعل ذلك، بل حتى قيادة الفرقة السادسة مشاة، تختبئ مذعورة داخل الاحياء السكنية في انتظار أول هجوم للدعم السريع، حتى تغادر هاربة مولية الأدبار، بعد أن تنهب ممتلكاتهم وتصورها مدعية أن (الدعم) من فعلت ذلك، كما حدث في سنجة والسوكي وغيرها من المدن.

إن نسبة هذه الأعمال المشينة للدعم السريع محض أكذوبة تطلقها الاستخبارات العسكرية ويرددها الفلول ومن شايعهم، لكن الأيام والوقت سيظهران الحقيقة، ومن أفواههم ستتم أدانتهم، ومن أبواقهم ستأتي الأخبار، وها هي بدأت بـ(دارفور 24)، ولن تتوقف.

واضح جداً، أن القوات المرتجفة الخائفة، المكونة من هجين المرتزقة والإرهابيين تتحسب للهروب من الفاشر، لكن بعد توريط قوات الدعم السريع في اتهامات بقتل المدنيين وقصف الأعيان المدنية، فخرجت من معسكراتها واختبأت في الأحياء السكنية وخدور النساء ومراتع الأطفال، لكن لأن الله عادل لا يظلم عنده أحد، تحول وثيقة الاتهام التي تعد لها الاستخبارات العسكرية إلى وثيقة إدانة (مُبكرة) قبل نشوب المعركة الفاصلة والأخيرة في فاشر السلطان.

ومن هنا، نطالب هؤلاء بالخروج من منازل المواطنين وإخلاء المرافق العامة، ومواجهة الدعم السريع كالرجال في خطوط النار، في محيط المدينة المحاصرة، والتي لولا وجود هؤلاء الجبناء بين السكان لكانت منذ اللحظات الأولى في خبر كان، وسيحدث ذلك قريباً إن شاء الله.