مقالات سياسية

حكومتنا وحكومتهم

عصب الشارع

صفاء الفحل

لم يكن انقلاباً كامل الأركان، كما فعل البرهان أو البشير أو نميري أو غيرهم من المغامرين من العسكر، بل مجرد (اقتراح) صغير قدمه رئيس الوزراء لتعديل بعض بنود القانون، وإدخال فقرات تعزز من سطوة وقوة (رئيس الحكومة)، الأمر الذي اعتبره الناس بداية لدكتاتورية قادمة، ليخرج كل الشعب إلى الشارع، وتتوقف البنوك والمطارات والميناء، أو تتوقف بصورة عامة الحياة في اسرائيل في شبه عصيان مدني غير مخطط له، بل نابع من الوعي الجماعي.

ورغم تراجع رئيس الحكومة الاسرائيلية (نتنياهو) عن اقتراحه، والاعلان عن ندمه ولم يتبقى له إلا أن (يبوس) أرجل الشعب فرداً فرداً إلا أن الشارع لا يزال يغلي، والمطالبة بإسقاط كل الحكومة مازال شعاراً مرفوعاً من القوى السياسية المعارضة، ورغم كل ذلك لم يتم اطلاق رصاصة واحدة، أو اطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، بل يتم تفريق المتظاهرين بالماء النظيف، وليس مياه الصرف الصحي، وهذا هو الفرق بين اللجنة الأمنية الكيزانية ورفقاءهم من الحركات المتمردة والكيزان والجنجويد وبين حكومة (العدو) الاسرائيلي، التي قالوا لنا أنها بلا رحمة ولا أخلاق وشحنوا رؤوسنا بقبح ذلك البعبع لسنوات.

الديموقراطية يؤمن بها الشارع المتعلم الواعي الناضج، وتتبناها الحكومة التي تخاف سطوة ذلك الشارع، ويحميها الجيش الذي يعيش على أموال ذلك الشعب بقوة القانون، الذي يمثله وليس كما نعيش نحن (البؤساء) حيث يتغول الجيش على السياسة، ويدوس على القانون ويتعدى الأعراف والأخلاق، ويقتل الشباب والأطفال من أجل أن يحكم ويبتلع أموال الدولة عبر مؤسسات وهمية، تتغذى على اعفاءات الجمارك والتهرّب من الضرائب وكأنما جيشهم مؤسسة تعرف ماذا تريد وجيشنا (عصابة) تريد التغول لتحكم بالحديد.

الديموقراطيات الراسخة في العالم تعرف شعوبها، ماذا تريد ويعرف حكامها بأن السلطة هي سلطة الشعب، وإسرائيل التي بدأت كدولة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تعلّم شعبها المقاومة والصمود والمحافظة على الديموقراطية، رغم أنها شعب ظل مشرداً حول العالم منذ بدء الخليقة ونظل نحن الذين نتغنى بالأمجاد والتأريخ، ويقول التاريخ بأننا أول الخليقة واحفاد الفراعنة لا نعرف حتى الآن الحفاظ على الديموقراطية ولم ننعم بها طوال تأريخنا.

الطريق أمامنا مازال طويلاً حتى نؤسس لديموقراطية راسخة لا تتزعزع، حيث لا تزال الأطماع تتنازعنا ولا تعرف مؤسساتنا مهامها، حيث يحكمنا العسكر ويشرع لنا رجال الدين والدجالون، ويفصل بيننا الجودية لا القانون.. نحن شعب يحتاج لسنوات طويلة لترسيخ الديموقراطية وعلينا أن نكسب الزمن ونبدأ، من هذا الاتفاق الاطاري حتى ولو كان معيوباً، فطريق الإصلاح يبدأ بخطوة.

الثورة مستمرة

والرحمة والخلود للشهداء

الجريدة

 

‫9 تعليقات

  1. عرفي الديمقراطية من وجهة نظر الحزب الشيوعي؟؟
    لازم تعرفي انو:
    الديمقراطية سلعة رأسمالية
    بينما في الشيوعية لا توجد ديمقراطية بل ديكتاتورية البروليتاريا
    وكون الشيوعية تستعير الديمقراطية من النظام الرأسمالي..دا ضحك على الدقون
    زي ما تركب لستك بتاع برادو محل لستك الركشة

    الشيوعيين في اول سنين حكومة مايو هل طبقوا الديمقراطية؟
    لا
    كان مجلس قيادة الثورة هو الحاكم
    ما تحاولوا تغشونا بكلمة ديمقراطية
    واكرر واتحداكي اكتبي مقال عن الديمقراطية من وجهة نظر الحزب الشيوعي السوداني
    ما تضحكوا علينا بكلمة ديمقراطية وتخمونا وتسوقونا بالخلاء

  2. ديمقراطية ايه استاذه
    نحن شعب عقولنا أسطورية ملايين من البشر يومنون انو (ابو القنفوت)…القنفذ بجيب مليار جنبه نقدا …
    هههه هه حكي صديق وهو مسافر الخرطوم قال لي في التفتيش جبل أولياء ليت كميه من الكراتين منزلنها من الباصات السفرية مليانه قنافيت .. الصديق قال لي خشت في مناقشة واحد من الجماعه أصحاب الكراتين قلت ليهو الزول البستلم القنافيت منو … قال ما عارفو .
    ما ننسي المكوة ام ديكه القديمة بتاعت الفحم مره برضو طلعت هذه المكوة في الكفر وقامت حملات تفتيش مجنونة من أجلها برضو قالو بتجيب مليار
    والغريب جادين في التفتيش ..
    يا بلد السمر قولي لي ايه الجاكي
    بقيتي تهوي البزلك وتكرهي البهواكي.

    1. كمان الايام دى طالعين فى تقليعة جديدة وحكاية ( بدء الخليقة ) ! يعنى سيدنا آدم وامنا حواء نزلوا من السماء فى ابوحمد ، والصينيين هاجروا من قاعة الصداقة الى الصين .. وكمان فراعنة ! ياخى نحنا حبش عدييل كده ومن ولدونا عرفنا ان السودان كان اسمه ارض الحبشة والكلام ده درسناه فى الابتدائية

  3. إلى زهرة الروض النتنة الزابلة بإذن الله.
    ما عارفك لو ضكر أو انتاية ح اخاطبك كمذكر لأن الكوز دايما خايس و (لوغارزم) (بحذف الحروف الخمسة الاخيرة) وإضافة حرف + ياء النسب. يا كوز مالك بالشيوعية؟ ليس دفاعا عنها لانها فكر ثبت فشله في العالم. خلينا في الحاضر أيها الجثة المتحركة. ماذا جنينا من السراق الكاذبين الانجاس القتلة باسم الدين. ثلاثون عاما يديرنا ماخور الترابي وصحبه الأفاعي وشيخ الكاذبين البشير اللتخ قاتله الله وفريقه السجم. من أنتم حتى تحدثوننا عن الاسلام الصحيح والحكم الرشيد والعدل يا حرامية يا أبناء الحرام يا قوم لو#. الوم الثورة التي لم تفعل الشرعية الثورية (اي كوز ندوسه دوس) في أوج انتصارها وأنها ان شاء الله لمنتصرة والمرة دي سيتم سكبكم أول باول يا اردأ الخلق ومعكم النكرات الوصوليين من اراذلة حرامية واسماء يصعب نطقها مثل ميطي اركبوا إيه كدة ما عارف. واحد دهاقنة الكيزان الذي تولى في غفلة من الزمان أمانة الخزينة. وأخطر من الكيزان الصوفية جرسونات ماخور الترابي حرق الله صوف قنان##م. أولئك المشعوذين من أمثال الجثة النتنة الكاهن صاحب مبادرة الجد هم من اطال عمر الانقاذ. هذه الصوفية هي أصل البلاء أسأل الله هلاكها.
    يا كيزان وجع الهناية حااااار! ما في ليكم حل الله لايرحمكم يا سفلة. الشعب سعيد بهزيمتكم والتخلص منكم للأبد يا مقطعين.

  4. [… وهذا هو الفرق بين اللجنة الأمنية الكيزانية ورفقاءهم من الحركات المتمردة والكيزان والجنجويد وبين حكومة (العدو) الاسرائيلي، التي قالوا لنا أنها بلا رحمة ولا أخلاق وشحنوا رؤوسنا بقبح ذلك البعبع لسنوات].
    في هذه الفقرة لا أريد المقارنة بين حكومة الكيزان وحكومة “العدو الإسرائيلي” لكن ما يهمني أنهم قالوا لك إن حكومة العدو الاسرائيلي بلا رحمة ولا أخلاق وشحنوا رأسك بقبح بعبعها ولكن تبين لك من خلال التظاهرة ضد تعديل القانون وعدم تصدي حكومة العدو لشعبها على الطريقة السودانية أن الحكومة الاسرائيلية كلها رحمة وأخلاق!!! أنت تتحدثين كما لو كانت إسرائيل دولة شرعية غير محتلة استلبت أرض غيرها عنوة واقتدارا وأذاقت الشعب الفلسطيني الأمرين بقسوة وعنف وتقتيل وتشريد لم يشهدها التاريخ إلا في عهد التتار. والأمر الآخر أن إسرائيل تحترم مواطنها منذ البداية وتعمل لتوطينه وراحته وخدمته ولا تحتمل بتك قلامة ظفر منه تماماً كما تفعل ربيبتها وحاضنتها الإمبريالية، الولايات المتحدة، إزاء شعبها.. ولكن هل تجعلنا سياسة الرحمة التي تمارسها كلتا الدولتين المستعمرتين المصنوعتين المتغطرستين حيال شعبيهما أن نحكم عليهما بكمال الأخلاق والإنسانية عندما يتصرفان خارج حدودهما بالعنف والقسوة التي يجيدانها حصرياً؟

  5. مقال غير موفق تتفاخرين بدبمقراطية اسوء قطاع طرق ومجرمين في التاريخ في اساس دينهم التميز العنصري وكراهية الغير علما ان من يسكن في اسرائيل اليوم هو لا يعرف هل هو يهودي ام لا هم يطرحون هذا السؤال ولا يجيدون الاجابة عليه . حتى نبيهم موسى قتل المصري دون ذنب . اهل السودان شعوب واتنيات اصيلة عندهم قيم واخلاق وطيبة ومن المعيب مقارنتهم بسفلة وشذاذ افاق صحيح ان السودان يعيش محنة لكن الافضل له الاستعانة بالشيطان وليس بدروس تجلبينها من اسرائيل . لا تكتبي عن امور ليس لديك اطلاع كاف واعلمي ان يعض مشاكل سودان ناتجة عن وجود ه>ا السم اليهودي في المنطقة

    1. موسى نبينا كلنا.. قتل وتاب الله عليه … انت عمايلك دي تدسها وين ولا تمشي بيها وين ؟

  6. الصهاينه ما دقو المظاهره عشان كان فيها شخصيات مهمه عندهم فيها
    اتخيلي معي مظاهره يطلع فيها ضباط من الجيش والجهاز … “نتخيل بس طبعا”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..