الفاتح النقر في حوار : هدفي اكتشاف جيل جديد للهلال في 18 شهراً

كانت خطوة غير متوقعة من جانب الفاتح النقر الموافقة على تدريب فريق الرديف بنادي الهلال السوداني في ظل النجاحات التي حققها مع الخرطوم الوطني والأهلي شندي.
“” التقى بالفاتح النقر للتعرف على بعض من جوانب تجربته مع فريق الدريف بنادي الهلال.
.. يداية ، ما الذي جعلك تفكر في تدريب فريق رديف بدلاً من الاستمرار في الممتاز؟
أود أن أقول شيئا هو أنني مؤمن برسالتي فمنذ أن جئت من قطر في عام 1987 وكان الدكتور كمال شداد على رأس الإتحاد السوداني ، هاجمت أسلوبه مع الفئات السنية لأن السودان غير مهتم بالناشئين واكتشاف المواهب وقد ظهر أثر ما كنت أتحدث عنه على الكرة السودانية منذ نحو 6 أو 7 سنوات.
لم يكن وارد في بالي تدريب رديف الهلال ولم أتخيل أن مجلس الهلال سيفكر في أمر كهذا وبالتالي تلاقت أفكاري معهم فاللاعب السوداني فقير تكتيكياً وتجربتي تقوم على اكتشاف جيل جديد للهلال خلال 6 أو 7 سنوات قادمة.
كيف تعاني السودان بدون بنية أساسية في كرة القدم؟
السودان الآن يعاني جداً في كرة القدم لأن البنية الأساسية والتحتية منهارة, فنحن للأسف تركنا أطفالنا يلعبون في الشوارع وأصبحنا نأتي باللاعبين الأجانب لنقوم بتجنيسهم, فحينما عدت من قطر عرض علي تدريب الهلال فرفضت وقلت أنني لأول مرة أدرب في السودان وذهبت إلى فريق التاج ثم فريق أم دوم وبعد ذلك عدت لتدريب الهلال.
وحينما عدت من قطر كنت أعتقد أن الوعي الرياضي في السودان يمنحني فرصة التدريب في المراحل السنية لعدة سنوات ثم أذهب للتدريب في المستوى الأول, لكنني لم أجد مراحل سنية, فقط الموجود كان فئة شباب ولا يوجد ناشئين أو براعم.
يجب أن يتوفر بأي نادي فئة لاعبين بعمر 12-15 سنة, وناشئين بسن تحت 15-17 , تحت 17-20 عاماً للشباب هذه الفئات يجب أن تكون متوفرة منذ 20 سنة بمدربين متخصصين , فالسودان إلى الآن لا يملك مدرباً مؤهلاً لتدريب الفئات السنية.
ما تفاصيل الاتفاق الفني الذي أبرمته مع نادي الهلال بشأن الفريق الرديف؟
حينما عرض علي مجلس الهلال المهمة كان يرغب في تطبيق الأفكار الكروية غير الموجودة بالسودان لتكون بداية تطبيقها من نادي الهلال ومن هؤلاء اللاعبين, ومن شدة حرص مجلس الهلال على المشروع فكر في التعاقد مع مدرب أجنبي للمشروع ليخطط له وانا أشجع المجلس على هذا الأمر.. فمشكلتنا حقيقة في السودان هي التخصص في تدريب البنيات الأساسية.. فقد شاهدت تدريبات جميع الناشئين بالسودان في أي مكان, وجدتها كلها طريقة خاطئة وليست علمية.
مجلس الهلال يريد شيئاً واحداً هو تمزيق فاتورة اللاعب الأجنبي كهدف أساسي, لكن من جانبي أنا مهمتي هي أن أحاول تجهيز حوالي عشرة لاعبين من فئتي الشباب والرديف خلال 18 شهراً ليمثلوا الهلال.
ما هي الظروف التي ترى أنه يجب توفرها لكي ما تساعدك على النجاح في مشروع الفريق الرديف ؟
للأسف الشديد رغم أن مجلس الهلال وفر كل المقومات التي تساعد على تدريب لاعبي فرق الفئات مثل المدربين ذوي الكفاءة, إلا أن الأمر الآن بيد الاتحاد السوداني, فالمطلوب من إتحاد الكرة الآن أن تكون لديه منافسات قوية للشباب والرديف, وهذه هي مشكلتي الآن لأن المنافسة لن تكون قوية بسبب أنها تلعب في شكل مجموعات, وبالحساب في السنة 52 أسبوع يجب على اللاعب أن يلعب 40 مباراة أو 35 مباراة , تتخلها فترة تعاقدات وتوقف إجباري وإصابات, ولهذا حينما يضع الاتحاد برنامج لفرق الفئات يجب أن يضع في حسابه ان يخوض اللاعب 35 مباراة خلال دورين.
ما هي بدائلك المطروحة لتجنب مشروعك السلبيات ؟
نحن في نادي الهلال ولأننا نريد إنجاح مشروع الشباب والفريق الرديف, سنقوم بإكمال عدد المباريات التي يوفرها لنا إتحاد الكرة من خلال خوض مباريات خارجية سواء خارج الخرطوم أو السودان مع فرق كبيرة وبهذا من الممكن أن يرتفع مستوى اللاعب والعكس يتراجع مستوى اللاعب حينما يتوقف لمدة شهرين أو ثلاثة.
على أي شئ ترهن نجاح مشروعك مع الهلال ؟
رهاني الوحيد على نجاح المشروع مساعدة إتحاد الكرة السوداني, وحينما يفعل ذلك فإنه يكون قد ساعد السودان كله لأن المشروع سينتج لاعبين على مستوى عالي, ومن الأشياء التي مضطر أن اقولها في هذا الجانب هو أن فئات الناشئين والشباب والرديف تحتاج على ضبط شديد جداً لأعمار اللاعبين والتقيد بالسن المطلوبة, لأن الإتحاد في هذه الحالة سيجني على نفسه لو سمح بتداخل الإعمار, فأنا لا أفهم أن تتم الإستعانة بلاعب من فئة الفريق الأولمبي “الرديف” إلى فريق الشباب, فمثل هذا الأسلوب يهدم التطور, فكلما جاء الإتحاد بلاعبين صغار في السن فإن السودان هو المستفيد.
أي نوع من المشاكل العامة تتوقع أن يواجه المشروع ؟
مشكلتي الوحيدة حول مواعيد وجدول المباريات التي سوف يضعها إتحاد الكرة لبطولتي دوري الرديف والشباب فهذا أمر يجب أن تسبقه دراسة, لأن لاعب هذه الفئة يجب أن يؤدي 35 مباراة, فيجب وضع جدول لعدد هذه المباريات خلال عام.
ما هي درجة التنسيق بينكم كفريق رديف مع الفريق الأول ؟
الأمر الذي يجب أن يفهم أن البلجيكي باتريك أوسيمس هو المسؤول الأول عن جميع فرق كرة القدم بالهلال, ففريقي الشباب والرديف يساعدان الفريق الأول بالهلال, فالتنسيق قائم بين الجانبين, ولدينا الآن لاعبين من الرديف في الفريق الأول والفريق الأول بحاجة إليهم بشدة.
مدرب الفريق الأول هو من جهز لي لاعبين الآن لفريقي الرديف بينهم ثلاثة وقد ظهروا بمظهر جيد خلال معسكر الفريق بأمارة الفجيرة, وربما لن يسمح لهم بالعودة للفرق الرديف.
كووورة