
الأستاذ عبد الواحد محمد نور قائد حركة جيش تحرير السودان حاول اختراق المشهد السياسي السوداني بجرأة.. أحرز الهدف الأول من ركلة من منتصف الميدان بخطابه عبر “الاسكايب” إلى جماهير الثورة عشية الاحتفال بقاعة الصداقة يوم 25 ديسمبر 2019..
ثم أحرز الهدف الذهبي من تسديدة قوية عندما طالب بنقل المفاوضات إلى داخل السودان.. وأكمل الصورة الأستاذ محمد عبد الرحمن الناير الناطق الرسمي باسم الحركة الذي قال (نحن لم نحدد الخرطوم أو أية منطقة سودانية أخرى لتكون مقراً للمفاوضات، ويمكن أن تعقد في أكثر من منطقة بالسودان لا سيما المناطق المتأثرة بالحرب، وقرية الشيخ الياقوت تثميناً وعرفاناً للدور الوطني والإنساني الذي لعبه الشيخ الياقوت بإيوائه للطلاب السودانيين من إقليم دارفور بجامعة بخت الرضا الذين منعهم نظام البشير من دخول عاصمة بلادهم..)
رد الفعل الأول جاء من الأستاذ مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، وصف الأمر بأنه (مجرد مزايدة رخيصة، يلعبها من يسعى لإجهاض عملية السلام المنعقدة جوبا).
ولم يحدد مناوي كيف يكون (إجهاض عملية السلام) إذا نقل مقر المفاوضات إلى داخل السودان!!
في تقديري الكرة الآن في ملعب حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، الأمر لا يحتمل مزيداً من هدر الوقت بينما الشعب السوداني كله ينظر إلى عقارب الساعة يحصي ما تبقى من وقت لصبره النافد تجاه عملية السلام التي تمتطي ظهر سلحفاة عرجاء..
لا بد من تغيير منهج وعقلية المفاوضات، بل وحتى تعريف كلمة (السلام) نفسها.. فالأمر لا يتعلق بوقف إطلاق النار فحسب، بل بضخ الحياة الطبيعية في كل مكان في السودان خاصة الأقاليم المتأثرة بالحروب.. و (ضخ الحياة) يعني أن يعيش المواطن هناك نفس الحياة التي يحياها أخيه المواطن في الخرطوم.. أن يستيقظ صباحاً ليرى أبناءه يذهبون إلى المدرسة وينتظر عودتهم بعد الظهر، ويجلس مساءً في ضوء الكهرباء بمنزله ليشاهد التلفزيون، ويتمتع بخدمات الماء النظيف وغيرها.. هذا هو السلام الحقيقي، وأي وضع دون ذلك هو مجرد حياة مجردة من حقوق المواطنة والكرامة..
ما الذي يمنع نقل المفاوضات إلى داخل السودان؟ أدرك تماماً أن السؤال له إجابتان واحدة معلنة والأخرى مستترة خلف ضمير يخشى أن لا تشمل فاتورة السلام (القسمة والنصيب) في السلطة أو الجاه أو الثروة أو كلها معاً.
في تقديري على حكومة الثورة أن تراجع منهج عملية السلام وتعيد هيكلتها بما يخدم قضايا المواطن السوداني حيثما كان، وأن تكون مباشرة في صميم ما تتطلبه إعادة هيكلة البلاد كلها وليس الأقاليم المتأثرة بالحروب..
هيكلة تعيد ترسيم السودان على أسس تلائم مطلوبات بناء دولة السودان الحديثة.
عثمان ميرغني
التيار
لأول مرة يقول عبد الواحد كلام عقل ..المفاوضات يجب أن تكون داخل السودان و ان يشارك مواطني المناطق المتأثرة بالحرب و علي كل الأطراف وضع مصلحة الوطن و أهلنا في دارفور في المقام الأول. و تقديم التنازلات الضرورية من أجل تحقيق السلام و الذي لا يعني فقط وقف الحرب و إنما عودة الحياة الطبيعية للناس كما ذكر عثمان ميرغني
هسع يا عصمان شن جاب هيكلة واعادة ترسيم السودان على أسس تلائم مطلوبات بناء دولة السودان الحديثة لموضوع نقل المفاوضات لداخل السودان! لقد فندت موقف مساعد الحلة الذي يطلق تصريحات هو نفسه ما فاهمها! إنه منبهت من فكرة قبول ومشاركة عبد الواحد في المفاوضات، ولو قال عبد الواحد بأنه سيأتي إلى جوبا لقال الزغاويان (جبريل ومناوي) إنه آت لتخريب المفاوضات الجارية هناك ولاختلفا معه في من الاحق بتمثيل دارفور واختلافهم هذا سيستمر سواء نقلت المفاوضات للداخل أم تركت في جوبا.
أما اعادة الهيكلة التي تقصدها فهي نتاج للمفاوضات وليس مقدمة لها.!
رد الفعل الأول جاء من الأستاذ مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان ……
………………………………………………….
ياخوانا “أستاذ” دي عندها قدسيتها
سموه أي حاجة .. رئيس .. قائد .. مناضل .. مكافح .. منافح
بس عليكم الله “أستاذ” دي جلوها
نقلُ المفاوضات إلى داخل البلاد أمر مقبول دون التقليل من الدور الكبير الذى لعبته حكومة جنوب السودان في التوقيع بالأحرف الأولى على بروتكول السلام في هذه المرحلة .. لقد ملّ أهل السودان جميعا الحروب ومُخرجاتها وآن للسودانيين الإلتفاف إلى هموم معاجة إفرازات الحروب والمسائل الأخرى المتشعّبة التي تنتظر الحلول العاجلة .. من أراد السلام بعقل مفتوح وإرادة صادقة وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الذاتية‘ فكل السودان مرحب به. ومن أضاع الفرصة المواتية سيتخطّاه الزّمن لا محالة.