فاينانشيال تايمز: الشيء الذي لم يتفق عليه طرفا النزاع في جنوب السودان

ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن طرفي الصراع في جنوب السودان لم يوافقوا على مناقشة السبب الذي أشعل العنف في 15 ديسمبر في جوبا، وانتشر في جميع أنحاء العالم، وبحسب الصحيفة فإن الاقتتال الدامي هو حصيلة سنوات من الحرب الأهلية.
تقول الحكومة إن ما حدث محاولة انقلاب من قبل كبار أعضاء حركة تحرير السودان الشعبية الحاكمة، بقيادة نائب الرئيس المقال مشار تيني. الطرف الآخر من الساسة وأتباعهم في الحرب يقاتلون لإسقاط سالفا كير، الذي تم انتخابه في 2010. وتقول المعارضة أنها لن تنهي العنف، وتتهم الحكومة بإراقة الدماء في محاولات لانتزاع حقها الدستوري في التعبير السياسي.
اندلعت الشرارة الأولى لتتحول إلى نيران مشتعلة لنوع من الحرب العرقية بين أكبر الجماعات العرقية في جنوب السودان الدينكا والنوير، واتهم الطرفان بالقتل بدوافع عرقية، حيث قتل 10 آلاف شخص، وتم تشريد نصف مليون مدني.
واستبعدت الصحيفة اقتصار دوافع القتل على الخلافات القبلية، وقالت أن هذه الدولة تشهد تصدعات أكبر من ذلك بكثير، والتي لم تعالج معالجة كافية إما من قبل السياسيين في البلاد، أو الوسطاء الدوليين الذين توسطوا في استقلالها.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن السياسيين وعدوا دولة جنوب السودان عند انفصالها عن الشمال، بإصلاح جروحها التي خلفتها أحداث 22 عاما من الحرب الأهلية الدامية، ولكن عملية الشفاء والمصالحة لم تتمد بعد، وشعر العديد من المواطنين بأن العدل مهضوم، والمعاناة غير معترف بها، ومما جعل الأمور أسوأ فشل الدولة السودانية الجنوبية في إخماد النعرات العرقية أو ارتفاع الجريمة في أماكن الضواحي.
كثير من قوات الأمن يدهم ثقيلة، ومصابين بصدمات نفسية بسبب الحرب الأهلية، وكثير من الأحيان يستلهمون الخوف بدلا من الثقة، إضافة إلى الحرمان الاقتصادي الذي يطارد الدولة الوليدة، نتيجة لفساد المسؤولين وسوء إدارة مواردها الطبيعية الهائلة.
وأشارت الصحيفة إلى الشباب، تشكل نسبتهم 70 في المائة، الذين تقل أعمارهم عن 30، جنحوا بأعداد متزايدة إلى الميليشيات، تحت نشوة سطحية من الاستقلال، مما رسخ بعض الأورام الخبيثة، وفجر الخلاف بين القادة السياسيين الغضب المكبوت، ولاتزال الأخطار الجسيمة محيقة باتفاق وقف إطلاق النار.
وكالات