رؤيتنا في مسألة الدين والدولة

باسمك اللهم نبدأ
رؤيتنا في مسألة الدين والدولة
الطريق الثالث
صديق عبد الجبار أبوفواز
[email][email protected][/email]
1. لقد وضح جلياً لكل الناشطين في مجال الفكر الحداثوي والباحثين في ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان وجميع الذين ساهموا من علماء السياسة والمجتمع السودانيين خاصة، والمسلمين والعرب عامة، أن مفهوم العلمانية قد شابه كثير من الغموض وعدم الوضوح، لذلك فلقد صار يستخدم كمرادف للإلحاد والدعوة للإباحية والحرية غير المنضبطة بخبث وذكاء.
ومن المؤسف حقاً أن ذلك التوصيف للعلمانية لا يأتي فقط من دعاة الدولة الدينية أو الإسلام السياسي، ولكنه أيضاً صار ملازماً في كثير من الأحيان لخطاب بعض المتطرفين من دعاة العلمانية.
لذلك فإن الحكمة السياسية تقتضي على دعاة الاستنارة والحداثوية بأن لا تكون “العلمانية” هي واجهة خطابهم الفكري والسياسي في هذه المرحلة الانتقالية في تاريخ مجتمعنا السوداني المحافظ.
2. إن متلازمة “فصل الدين عن الدولة” للفكر العلماني لهي متلازمةٌ أُقحمت خطأً في الفكر العلماني للوصول لنفس النتائج التي أشرنا إليها في (1) أعلاه، وذلك في تقديرنا بسبب الفهم الخاطئ لتعريف الدولة.
إن (الدولة) تعرّف في الفقه القانوني والسياسي على أنها مفهوم ثلاثي الأبعاد ، فالدولة تتكون من :
أ. الأرض ( البُعد أو الحيز المكاني أو الجغرافي )
ب. المواطنين والمواطنات ( البُعد أو الحيز الإنساني )
ج. الحكومة (البعد أو الحيز السياسي)
ونحن درجنا على إضافة بُعد أو حيز رابع لهذه الأبعاد الثلاثة للدولة وهو البُعد أو الحيز الزماني، والذي سنأتي إليه لاحقاً.
لذلك وفي دولة مثل السودان يدين فيها أكثر من 95 % من المواطنين و المواطنات بالديانات السماوية الرئيسة وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعو عاقل أو حكيم إلى (فصل الدين عن الدولة) لأن ذلك يعني فصل أحد الأضلاع الهامة في تركيبة الدولة وهو الإنسان، عن معتقداته الدينية.
3. توافقت معظم الأحزاب الديمقراطية أو التي تدًّعي الديمقراطية على الدعوة إلى مفهوم “الدولة المدنية” ، وهنا برزت إشكالية الغموض من بعض القوى السياسية حيال تفسيرهم لماهية هذه الدولة المدنية.
فأحزاب الطوائف والدين في السودان والتي تدعو بوضوح أو بطريقة مستترة إلى الدستور الإسلامي، تفهم الدولة )المدنية( أو كما يقولون “دولة المواطنة” على أنها هي: الدولة التي تهيمن عليها الأغلبية المسلمة وتبشر الأقلية غير المسلمة بأنها سترعى فيهم حق المواطنة، وهنا تظهر إشكالية الإستعلاء الاجتماعي بواسطة الغالبية الميكانيكية، وهذا ما أدي وما سوف يؤدي إلى الاحتقانات الاجتماعية وانتفاضات المهمشين و بؤر التوتر وسط الأقليات غير المسلمة.
لذلك فإننا ندعو إلى الطريق الثالث و الواضح وضوح الشمس والذي يندرج تحت عنوان:
(فصل الدين عن السياسة).
فماذا نعني بفصل الدين عن السياسة ؟
إننا بكل بساطة عندما ندعو إلى فصل الدين عن السياسة، فإننا بذلك ندعو إلى فصل الدين عن مكون واحد من مكونات الدولة وهو (الضلع الحكومي) ، أو بمعنى آخر (البعد السياسي)، وسيبقى الدين على الأرض وهي (البعد الجغرافي) للدولة وفي معاملات الناس وقلوبهم، وذلك هو (البعد الإنساني) للدولة.
البُعد الزمكاني للدولة:
إن الدولة مثلها مثل أي مفهوم مادي في الكون لا يمكن أن تنفصل عن بعديها الزماني والمكاني أو كما يطلق عليه إختصاراً البعد (الزمكاني).
كما أشرنا سابقاً فإن البعد المكاني للدولة هو الأرض أو الحيز الجغرافي التي تمارس فيه “الدولة” وجودها وأنشطتها المختلفة، وهو قد صار يتعارف عليه في العصر الحديث بالحدود السياسية المعترف بها دولياً، والتي تحدد سيادة الدولة على حدود معلومة من يابسة وبحار ومجال جوي.
أما البعد الزماني للدولة فنعني به العصر المعين الذي توجد وتزدهر وتضمحل فيه دولة معينة، لذلك فإن المؤرخين والباحثين يشيرون إلى زمان الدولة الأموية بالعصر الأموي وعلى زمان الدولة العباسية بالعصر العباسي ، وقبل ذلك أطلق على زمان دولة رسول الإسلام محمد (ص) بالعصر النبوي، وعلى زمان دولة الخلفاء الراشدين بعصر الخلافة الراشدة.
ولقد فطن المؤرخين بذكاء لأهمية الزمان كبعد وحيز مادي لتوصيف ودراسة دولة ما، فالشروط الموضوعية/الزمانية التي ازدهرت فيها دولة رسول الإسلام محمد (ص) ليست هي نفس الظروف (الموضوزمانية) التي ازدهرت فيها دولة الخلافة الراشدة أو الدولة الأموية أو الدولة العباسية .. وهكذا !
إن العنصر القائد لإزدهار أي دولة هو المكون السياسي لهذه الدولة أو تلك، والذي هو متغير تابع للمتغيرات الأخرى التي تحدث في عناصر الدولة الأخرى الجغرافية منها والإنسانية عبر الزمان، من هنا يتضح جلياً أن فصل الدين عن السياسة أمر ضروري وهام لإزدهار الدولة ومكونها الإنساني والجغرافي، وذلك لأن الدين في قلوب البشر والحيز المكاني يعتبران من الثوابت النسبية في معادلة الدولة، بينما السياسة هي المتغير الدائم والتابع للمتغير الموضوعي والزماني.
لا فض فوك ايها الصديق اوجزت ووفيت وصورت ووضحت ولو انهم يعلمون واعلم انهم يعلمون ان هذا هو الطريق الصحيح ولكن ما ذا نفعل بالنفوس الطماعه الانانيه الحشعه الاماره بالسوء عزانا الوحيد انه سياتى اليوم وتكون ارض السودان دوله بمعنى الدوله
لو أن ثلاثين مليون آمنوا بشيء غبي فلن يجعله ذكيا ..(وفي دولة مثل السودان يدين فيها أكثر من 95 % من المواطنين و المواطنات بالديانات السماوية الرئيسة وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعو عاقل أو حكيم إلى (فصل الدين عن الدولة) … دافع عما تعتقد بصحته بغض النظر عن عدد من يعارضوك ففي يوم ما كان هناك شخص واحد يعرف الحقيقة .
طيب يا باشا اسا تركيا واندونيسيا وغيرهم فاصلين الدولة عن الدين او فصل السياة عن الدين او الدولة المدنية كلها معنى وااااااااااااحد وهو (دولة المؤسسات والقوانيين )اما الدين فهذا امر سيبقى الى يوم الدين شان يخص الافراد فقط يعنى مافيش اى حااكم سيحاسب على انة تردنى اشرب الخمر او ازنى او اقتل او اساهر للصبح او اساهر فى حفلة ماجنة او محترمة .. الله عز وعلا سيسال الحاك عن (عدلة فى شعبة مسلمية ومسيحية ولا ديينية) فقط العدل ولا غير اما الحددو طيب لماذا لم (يرجمو البلدوزر الاسلامى بتاع بورتسودان ؟؟؟ فاعتمدو على القوانيين العادية التى التى تسرى بين كل الناس اما لو كانت هذة العملية لشخص عااادى لقامو بتطبيق بما يسمى قوانيين الشريعة ؟؟ كدا ورينا دولة من دول الاسلام الحركى طبقت قوانيين الشريعة فى احدى منسوبيهم ؟؟؟ مستحيل يطبقون قوانيين الشريعة او حتى التى يتم تاليفها باعتبارها شريعة مثل جلد البنات او تحديد لبس البنات ؟؟ هل هذة هى الشريعة ؟؟؟ ولماذا عندما يقعو فى الجريمة يطبقو القوانيين العلمانية ؟؟ حاجة تحير ..
بس يا استاذ ورينا الفرق الاخلاقى شنو بين السودان وتركيا واندونسيا والسعودية وامريكا ..
مافى حاجة حتتقال غير انو فى تركيا فى بيوت دعارة مرخصة وحتى اندونيسيا وامريكا .. وفى بارات تانى فى شنو ؟؟؟ طيب فى السوادان فى الحاجات دى كلها (تحت تحت ) وتحت دى الخلت الايدز يحل كم الف ؟؟ غير الحاجات التانية الخطيرة ديك .. طيب نوع البلاوى دى ما عندها حل غير العلمانية يعنى (الشريعة بتبيح ممارسة الفجوور بس تحت تحت مجرد سؤال بس ..؟ وانا عارف تجار الدين المنافقين حيقولو هم يكفيهم رفع لوائ الشريعة بس السؤال قاااااااااائم هل الشريعة بتبيح الممارسات الكعبة دى تحت تحت فاذا كانت انهم غير مسؤلين عن انحلال الناس بس هم مسؤلين من (رفع لواء الشريعة ؟) طيب يا اغبياء اذا انتو جاوبتو بانو الدين (حرية فردية كاملة من الله ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ودى العلمانية زاااااااااااااااتا وعشان كدا اراهن بان الاسلاميين (يبغضون هذة الاية بسبب اشارتها الواضحة للحرية الفردية والتى تعنى العلمانية ,,
أستاذنا أبو فواز، تحية وأحترام.
أعتقد أن فصل الدين عن السياسة هو نفسه المقصود من فصل الدين عن الدولة لمعظم علمانيي العالم الاسلامي، ولن تجد أحداً ينادي بفصل الدين عن حياة الناس، وعليه لا فرق فيما قلته وما قلت أنهم يقولوه!
وحتى بحسب مفهومك (فصل الدين عن السياسة) فأنا شخصياً أعتقد أن الدين بطبيعته لا يمكن أن يكون مصدر للسياسة ولكنه مصدر للتشريع والفرق هو تماماً كالفرق بين السياسة والقانون، أو السياسة والدستور. فالدستور والقانون هو إطار حاكم يحدد الخطوط والحدود الفاصلة والتي لا يجب تجاوزها لحفظ مصالح الدولة والمجتمع والجماعات والافراد…الخ، بينما السياسة هي الممارسة الفعلية التي يقوم بها الساسة في تسيير شؤون الدولة والتعامل مع الاحداث والمعطيات الواقعية على الارض، وهذا التفاعل مع الاحداث والمعطيات داخل الدولة أو في علاقاتها الخارجية لن يقول شخص بأن على السياسي الرجوع الى المصحف الشريف أو السؤال في المسجد عن كيفية عمله!
ومع ملاحظة أن منطقة العفو (المسموح فيها للبشر بالاجتهاد دون اي تدخل من الدين) هي المنطقة الاكبر بالشريعة، فإن المقصود هو أن يستمد الدستور من الشريعة (فيما حددته) ومن الاجتهاد البشري في الباقي كله ونفس الامر بالنسبة للقانون، وبعد ذلك يصبح الدستور والقانون هما المرجع، والسياسة (المنطقة التنفيذية) هي مسؤولية الساسة للتعامل مع الاحداث بأرض الواقع.
وهذا سينقلنا الى النقاط الاخرى عن عدل الشريعة (رئاسة المسيحي ومساواة الرجل والمراءة، وزواج القاصر …الخ) وغيرها من الشبهات التي تردد عن الشريعة والتي رد عليها الكثير من الاخوة المعلقين بمواضيع أخرى بالراكوبة ولكن لا اعتقد انك تقصدها أو معني بها لذا لا يحتاج الامر لذكرها هنا.
كثيراً ما يتحدث الناس عن موضوع الشريعة هذا بتضخيم وتهويل عجيب، وكأن هذه الشريعة تطالب كل سياسي أو مسؤول بأن يمسك بالمصحف والصحيحين وأن لا يفعل أي شئ إلا عندما يجد النص أو يرجع الى المسجد!!
في حين ان الشريعة (كمقاصد وقيم وأحكام وحدود) قد حددت أشياء محدودة جداً (وآخر مقاصدها هو الحدود)، بينما تركت الباقي (منطقة العفو) ليجتهد فيه البشر مراعاة للبعد (الزمكاني) والمتغيرات بكل عصر. ولأن هذه الشريعة هي من عند من جعل هذا الانسان (خليفة) في الارض فلا يمكن أبداً أن تتناقض مع مبداء الخلافة هذا لتحجر على فكر الانسان وإعمال عقله. ولكنها بالمقابل تضع الأطر العامة وتحدد المسارات (كالبوصلة) لأشياء ثابتة ومتعلقة بجوهر الانسان نفسه ولاتتغير بتغير (الزمكان)، وبالتالي فإنها بذلك لاتحفظ هذه الثوابت من أن تعبث بها الاهواء، فتضيع عندها المجتمعات وتتخبط كما حدث كثيراً عبر التاريخ سواء ان للمسلمين أو غير المسلمين عندما تركوا هذه البوصلة!!