لمياء متوكل ..اغتيال الكناري

د.صبوح بشير

ظللت اتابع عن كثب كل ما يقال ويكتب عن ايقاف المذيعة المتألقة عبر اثير اذاعة البيت السوداني المبدعة” لمياء متوكل” ذات الصوت الشجي ذو النبرة المميزة والحس الإذاعي المتمكن ،ومن خلال متابعتي هذه وصلت الي ان كل ماحدث في معركة لمياء مع اذاعة البيت السوداني هو اغتيال للكناري الذي ظل يغرد بأروع الابداعات ويفاجئ مستمعيه بمبادرات يعجز انصاف المبدعين في “حوش الاذاعة الام وبناتها من الاذاعات التي خرجت من رحمها” ان يأتي بمثلها ،ومما لاشك فيه فإن معركة لمياء لم تكن بدايتها بالايقاف من تقديم برنامج “صباح البيوت ” بعد حلقتها المثيرة للجدل عن “الفساد” بل هي معركة بدأت منذ ان بدأت هي في الخروج من عنق الزجاجة والتوهج في فضاء ام درمان الاثيري عبر حزمة من البرامج ذات القيمة الجمالية والابداعية ويكفي خريجة “ام درمان الاهلية” فخراً انها وثقت من خلال برنامج حلو الكلام لــ”250″ مبدعاً ومثقفاً سودانياً اثروا الحياة السودانية بروائع الاعمال التي تخلد في سفر الوطن العزيز،كما ان لمياء استطاعت ان تستنطق عدد من المبدعين والمثقفين العرب في شتي المجالات عبر اثير الاذاعة .
وحقيقة ما دعاني للكتابة عن قضية الزميلة المهنية “لمياء” ما ورد في حوار”اجري في اوج ازمة الاعلامية لمياء” مع مديرة إذاعة البيت السوداني لصحيفة “اليوم التالي” حول عدد من النقاط التي جعلتني اتمني ان الإذاعية المخضرمة “ليلي عوض” لم تخرج من صمتها وتتحدث عن اسباب ايقاف إدارتها لــ “لمياء” ،في هذا الحوار قدمت ليلي دفوعات عن الاذاعة اضعفتها اكثر مما قوت موقفها حين علقت علي الايقاف الاول ان جهات رسمية او عليا في الدولة اتصلت عليها وطالبتها بالإيقاف(أي ان الايقاف تم بموجب توجيهات من جهات ليس لها علاقة بالإعلام ومهنيته أصلا ولكن رغماً عن ذلك أوقفتها ليلي بقرار إداري رغم انها تعي تماماً دور لمياء في طاقمها الإذاعي ) ،اما ردها علي الايقاف الثاني للمياء بعد تقديمها لحلقة (العنف المجتمعي)فقالت: “لم تتصل جهة، وأنا أوقفتها مرة أخرى، واضافت “هل أنتظر حتى تصدر إليّ التعليمات.. أنا المديرة، ولي تقديراتي الخاصة، ولن أنتظر حتى تحتج الشرطة ثم أوقفها”، ثم عادت إلى سياسات الإذاعة وتبعيتها وتخطي لمياء لها، الشئ المضحك المبكي في الامر ان مستوي الايقاف عن تقديم البرامج بإذاعة “البيت السوداني” وصل الي مرحلة خطرة جداً ليس علي لمياء فقط بل علي كل الإذاعيين بما فيهم “ليلي عوض ” ذات نفسها فربما تتصل ذات الجهات التي طالبت بإيقاف “لمياء” الي المطالبة بإيقاف “ليلي عوض ” عن تقديم البرامج الإذاعية ،وكذا إيقاف أي مبدع في الوسائط الإعلامية غرد خارج السرب وتخطي الخطوط الحمراء التي لايعرف لها الإعلام وجود .
نعم يظل الاعلامي صوتاً يصدح بالحق اينما وجد وتظل لمياء صاحبة مبادرات كبيرة وقوية ومؤثرة في الوسط الإعلامي تضج لها دهاليز الإذاعة ويتوجس منها “إنصاف المواهب ” وتهز “كراسي إعلاميين ليس لهم علاقة بالإعلام سوي الوظيفة “،ونظل ننادي بضرورة إنصاف المبدعة لمياء وتكريمها بعودة الي معانقة المايكرفون بدلاً من ايقافها ولابد من زملائها ليس في إذاعة البيت السوداني فقط بل كل الوسائل الاعلامية السودانية ان يقفوا صفاً واحداً خلف “مبادرة عودة لمياء” ولكن في ظل ادارات إذاعية ضعيفة ولا تملك زمام امرها ستمضي الاجهزة الاعلامية في طريقها الي المزيد من كبت الاصوات وتحجيم المبدعين والسير خلف اهواء البعض .

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. حسب تقديرى فان حالة الفوضى التى تضرب الساحة الثقافية والاعلامية لا تحتمل امثال الاستازة ليمياء فوجود امثالها يشكل حرجا لمن وضع امامها دون استحقاق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..