الأصولية والقيود..

عدم اتفاقنا مع ذوي التوجهات الأصولية هو سبب عدم إيمانهم بالرأي والرأي الآخر.. وعدم إيمانهم بالحريات الفردية والشخصية التي أتت بها شرعات حقوق الإنسان والدساتير والقوانين، وعلى رأس هذه الحريات حرية العقيدة.. فحرية العقيدة لديهم تتمحور فقط حول ما يؤمنون به من عقائد وأفكار ضيقة بضيق المنتمين إلى تلك العقائد، أمام مليارات البشر غير المنضوين إلى تلك العقائد.. ولا يقتصر الضيق بالرأي الآخر والأفكار والتوجهات الحديثة على فصيل أصولي من دون آخر، فكلهم في الهم غم! يتساوى في ذلك السلفي التكفيري والأصولي الاخواني، والأصولي الشيعي! خصوصاً إذا ما تسلم هؤلاء زمام أنظمة الحكم في بلدانهم المنكوبة بقياداتها.. رأينا تردي الأحوال وتقهقرها في السودان عندما تولى الأصوليون من جماعة الإنقاذ – الحكم في ذلك البلد، وكيف انقلبت أحوال شعب مثقف متحضر إلى شعب تحكمه عقائد الكتب الصفراء والجلد وقطع اليد.. رأينا طالبان وهي تحكم أفغانستان لتعود بذلك البلد إلى العصر الحجري!
رأينا كذلك الجارة إيران عندما تولت الأصولية حكمها،حيث أدخلت هذا البلد في حروب وكوارث وأزمات وتقهقرت الأحوال فيه بعد الثورة الإسلامية.. جمهورية إيران الإسلامية يحكمها رئيس منتخب (في انتخابات تم التشكيك في نزاهتها من ملايين المعارضة)، ويحكمها مبدأ «ولاية الفقيه».. وهو مبدأ فقهي لا يؤمن به كل الشيعة الإمامية.. طبعاً بعد الثورة في ايران تدخلت الدولة في ملبس الناس ومظهرهم وتصرفاتهم الشخصية في السر والعلن، وتدخلت في كل صغيرة وكبيرة بحجة عدم مواءمة تلك المظاهر للأفكار الإسلامية.. والدولة في إيران انتبهت أخيراً وبعد 31 عاماً على الثورة إلى أن المناهج في إيران غير إسلامية المصدر والفكر!
مسؤول كبير في وزارة التعليم الايرانية (عبدالحافظ حساني) صرح للإذاعة الإيرانية بأن 12 منهجاً جمعتها قائمة تشمل مناهج القانون والفلسفة والإدارة وعلم النفس وعلوم المرأة وحقوق الإنسان يجب أن تفرض عليها القيود، لأنها لا تتماشى مع المبادئ الإسلامية وتعتمد على المدارس الغربية في التفكير! وأضاف أن الوزارة ستمنع الجامعات من فتح أقسام جديدة في هذه المواد، وستتم مراجعتها بهدف جعلها متسقة مع التعاليم الإسلامية (جريدة «الشرق الأوسط» 2010/10/25).. ما يحدث في إيران في الجانب التعليمي أمر محزن، فمتى تعارضت الأفكار ذات المصدر الغربي، خصوصاً المتعلقة بإنسانية الإنسان وحرياته وحقوقه الشخصية مع مبادئ الإسلام الحقيقي المعتدل المتسامح.. ولكنه الضيق الأصولي بالرأي المنفتح الحر بحجة أصوله الغربية.. مع أن إيران بنيت على الانفتاح على الغرب والعالم كله قبل الثورة، ولم يؤثر ذلك في عقيدة شعبها الذي قاد بدمائه وشهدائه الثورة الإسلامية ليطيح بحكم الشاه.. فالأصولية لا تملك ولا تستطيع أن تعيش من دون فرض قيود تمليها بموجب معتقداتها الخاصة، لأن كثيراً من هذه المعتقدات لا تصمد أمام واقع عصرنا الحالي..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
هامش:
النائب خالد طاحوس صرح عند اعتصام 300 موظف من مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، «بأن الحكومة وللأسف لا تعرف سوى لغة الاعتصامات والإضرابات»، إذا كان هذا منطق نوابنا المنتخبين، فكيف نلوم رجل الشارع العادي على استخدام العنف المفرط مع الآخرين للتعبير عن وجهة نظره؟!
علي أحمد البغلي
[email protected]
قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله )
انقلبت أحوال شعب مثقف متحضر إلى شعب تحكمه عقائد الكتب الصفراء والجلد وقطع اليد السارق يقطع يده بنص القران الكريم والزاني يجلد ان كان غير محصن والا يرجم وشارب الخمر يجلد وشاهد الزور لا يقبل منه شهادة والمفسدون في الارض يصلبوا او يقتلوا او ينفون في الارض هذه كلها نصوص قرانيه نؤمن بها ليست هذه عقائد كتب صفراء وليس معنى هذا ان لا نراي من يخالفنا في الدينوالعقيدة فلنا من الايات المحكمات الدالة على التعامل مع الغير بالتي هي احسن طالما لم يبغي ولم يعتدي علينا قولا او فعلا لنا ديننا ولهم دينهم(قل يا ايها الكافرون السورة ) اما اذا اتخذ بعضهم هذا الدين وسيلة لتحقيق غاية دنيوية وسلب عقول البسطاء فهذا شأن اخر فقط علينا الانصاف في الطرح حتى لا يفهم المقصود بابطال حق او اعلاء باطل واله يعلم ما تخفي الصدور
كل التجارب التي ذكرها الكاتب ..من الواضح انها نفذت أو تنفذ من قبل حهات أصولية وكأنها خدمة للذين يسعون الي تصوير الأسلام كدين تناقض مبادؤه الحريات العامة والشخصية وتناهض حقوق الانسان بصورة مطلقة..و تجربة كالتي مرت بافغانستان كانت تمثل نموذجا سيئا لجهل الأصوليةوكذلك تجربة ايران التي غمست الدين في نزاعاتها السياسية ونزعتها التوسعية.. اما النموذج السوداني فحدث ولا حرج لكونه وكما ذكرت بسط تجربته المركبة الفشل في شعب واع يستغرب الأنسان كيف يستسلم لهذه النوعية من الحكم طيلة هذه المدة وهو الذي هزم نظاميين عسكريين من قبل..ولكن يظل الوتر الحساس هنا طبعا لعب النظام علي وتر الدين..وحتي حينما يتجه الأصوليون الي تبني الديمقراطية والدخول في انتخابات كالتي جرت في الجزائر ووئدت في مهدها كمثيلتها الحماسية او الكويتية فان ذلك كلله من قبيل ركوب الذرائع وليس فناعات اصيلة بالديمقراطية في حد ذاتها ..فالأنتخابات بالنسبة اليهم ..وسيلة وليست غاية ..هي كالسلم الذي يصعدون به الي سدة الحكم ومن ثم يرمونه في وجه من انتخبوهم وينقلبون علي الشرعية من داخل برلمانهم ببدعوى بسط حكم الشوري لضمان ديمومة حكمهم بويدعون انهم مفوضون لذلك الامر من السماء عبر صناديق ادت دورها ويجب تحطيمها كما تحطم الأصنام ..هكذا هم ..وهم من جلب لنا من يسمونهم بالكفار الذين عاثوا في بلادنا دمارا بحثا عن اولئك المهوسين الذي غرروا بالانتخاريين بيينما هم مختفين في الكهوف والجبال هروبا من الشهادة التي يبشرون بها الاخرين ليستعجلوا اليها بينما هم علي اأقل من مهلهم لان مقاعدهم في الجنة محفوظة لهم..قاتلهم الله ..اينما كالوا.. ان سميع مجيب..