فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
محمد عبد المجيد أمين ( عمر براق )
[email protected]
سامح الله من أطلق اسم ” السودان ” علي هذا البلد ، فقد كان فعلا من فصيلة الـ….. ولم يكن بالطبع ابن بلد ، لأنه لو كان كذلك ، لما أطلقه أبدا ، فالاسم نفسه يحمل دلالات عنصرية بغيضة ومثيرة للاحباط ، ومع ذلك ذكر الاسم ” السودان” في المصادر والمراجع الحديثة خاصة وثبت في وثيقة الاستقلال وقبل به أهلنا من الرواد وعرفنا العالم به ولم يعد لنا من مناص إلا أن نقبل ونرضي به أيضا طالما أنه يحقق وجودنا علي الأرض . بل أننا إفتخرنا بهذا الاسم ردحا من الدهر عندما عقدت الآمال علي الانطلاق نحو البناء والرقي والتركيز علي حساب ارتفاع معدلات النمو السنوية ولكنا بدلا من ذلك وجدنا أنفسنا نحصي أعداد القتلي والفطائس ونحصر الأميال المستقطعة من أرضنا ، ونودع أهلنا علي مضض بعدما نبذونا وذهبوا الي حال سبيلهم جنوبا ونعد في خسائر البني التحتية والمصانع والمشاريع والأرض والأموال التي ذهبت سدي في منحني بياني متواصل الهبوط .
لقد خيب آمالنا الساسة وأحبطوا عزائمنا ، وجعلونا نندم أحياننا علي أننا جزء من هذا البلد فهم طوال حياتهم السياسية منذ الاستقلال وحتي الساعة لم يتعاملوا معنا كشعب له كرامته وحريته وعزته وانما جعلونا نشعر وكأننا مجرد خدم أو عبيد عندهم ، نقضي لهم حاجتهم ونأتمر بأمرهم ثم يجمعوا عرقنا وشقاء عمرنا ويلقوا الينا بالفتات في شكل خدمات بائسة ومشاريع ” مضروبة” واذا عارضناهم ، فنحن الأعداء .
لم يتفق ساستنا قط علي ما فيه صالح البلاد والعباد ولا حتي علي الحد الأدني من الثوابت التي يمكن أن تسير بها دولة تخدم بها الناس ، ولا علي طريقة تداول السلطة وتوزيع الثروة وعاشوا في نزاع وتناحر وشقاق طوال حياتهم السياسية والي يومنا هذا، كل ذلك بسبب الحماقة والبغضاء والانانية المفرطة في التعامل مع الآخر ولم يضيعنا الا مقولة ” أنا خير منه”. أليس هذا من مسببات النزاع والشقاق ؟.
في أدبياتهم : السادة سادة والعبيد عبيد . فالسادة ” الحمر” من الأشراف ذوي الأعراق النقية يعتبروا أنفسهم أنهم أحق بها وأهلها ، ليس في العرق فقط وانما في الدين أيضا فهذه الأرض ? من وجهة نظرهم ? عربية – بموجب صك الفتح العربي ، وهم الذين جاءوا بالاسلام وأن السلطة والثروة هي حق خالص. هم الرؤساء وهم والوزراء وهم المسئولين والقادة ، حتي الدين ، لابد أن يأتي عبر قنواتهم ، وكأنهم يضيفون ركنا سادسا ” العروبة” لاركان الاسلام الخمسة المعروفة ويفرضونه علي المسلمين من غير العرب في هذا البلد.!!. أليس هذا من مسببات النزاع والشقاق ؟.
والسادة ” الأشراف” أيضا من أصحاب الطوائف الدينية يدعون حقهم ونصيبهم في هذا الأرث فأحدهما يدين له السودان بأن طائفته من أوائل الطوائف التي أدخلت الصوفية الي البلاد ، والآخر يركن الي مآثر جهاد الأجداد في محاربة الغزاة ، وهذا لا باس به ، ولكنه يجتهد أيضا في السياسة للمساعدة في الوصول بالنفس الي أعلي مستوياتها من الصفاء الروحي ،فلا تجد الا الصد ، لأن الأمور ليست بمستقيمة أصلا.
ليس هذا بالمهم ولكن الأهم أن دعوات وكرامات أولياء كل الطوائف الدينية في البلاد أقتصرت علي مصالح الأتباع والمريدين خاصة وليس علي البلاد عامة وبالتالي ، لم تفلح في وضع هذا البلد في طريقه الصحيح ، بل ولم تنقذه من عثراته ، ان لم تزد من كبواته ، لأن صلب الموضوع كله ” مصالح” والدعوات تأتي دائما عبر ” الوسطاء” والوسطاء في دعوة التوحيد الخالص “يمتنعون”. أليس هذا من مسببات النزاع والشقاق ؟.
التحية والتقدير موصولة لزعيمي أكبر طائفتين في البلاد وندعوهما الي التآخي في الله والتصافي والتخلي عن النزاع والشقاق والنظر بكل موضوعية وتجرد الي ما وصلت اليه حال البلاد والعباد ، هذا اذا كان فيض علمهما يأتي حقيقة من مشكاة واحدة ومعتصمان بحبل الله المتين.
لم يكن السودان يوما ملكا للشمال وحده وما كان أيضا ملكا للجنوب وحده ولم يكن أبدا ملكا للعرب وحدهم ، فقد استلم الرواد صك استقلاله ممهورا بدم الشهداء من كل الأعراق والملل ، وقد كان من المفترض أن تكون انطلاقة ما بعد الاستقلال بداية لسودان حديث يفرض نفسه وبكل مقوماته علي المنطقة ، بل وعلي العالم ، ولكن تنازع وتناحر الساسة علي كراسي الحكم والسباق علي المناصب البرلمانية حال دون الاستفادة من مرتكزات البناء القومي . ولم تكن تلك الانطلاقة لتكلفهم كثيرا ، فقد تكفل الاستعمارين التركي والثنائي بوضع أسس النهضة العمرانية والادارية والتعليمية والكثير من البني التحتية من قبل ورسمت الخطوة الأولي لمعالم السودان الحديث ولم يكن علي الوطنيين في هذا البلد الا الاتفاق علي صياغة الهوية الجامعة وتحديد باقي الأهداف ثم الانطلاق نحو العمل. ولكن الفرقة والشقاق أبتا الا تقوضا ما بناه الآخرون من حضارة تليدة وبني تحتية راسخة وأصبح السودان والي يومنا هذا مجرد بلد “جعجاع” يبحث عن هوية ضيعها أهله.
ليس التنازع والشقاق بأمر جديد علي هذا البلد ، فجذوره تمتد الي قرون بعيدة فبسبب موقعه المتميز وخيراته العظيمة صار قبلة للغزاة والطامعين بداء من الحقبة الفرعونية ثم الي محاولات الهكسوس ومرورا بصد الرومان في زمن الكوشيين (نيرون) وحتي بداية التوسع العربي الاسلامي وانتشار القبائل وتحركات الجماعات والبطون العربية نحو هذه البلاد بعيدا عن موطنهم ومضاربهم الأصلية في شبه الجزيرة العربية .*1
وقد بلغت دول النوبة السفلي( نوباتيا) والمقرة وعلوة المسيحية قوة مجدها حتي القرن العاشر الميلادي ولم تدخل الاسلام رسميا الا في عام 1323م أي بعد معاهدة ” البقط” التي أبرمها عبد الله بن أبي السرح في القرن السابع الميلادي مع ملوك النوبة أنذاك ، علي الرغم من أن شواهد القبور العربية التي عثر عليها في أنحاء مختلفة من بلاد النوبة أكدت اعتناق النوبيين للاسلام من قبل ومثال ذلك شواهد القبور التي عثر عليها هناك والتي كانت مؤرخة منذ عام 823م. أي في فترات سبقت سقوط الممالك المسيحية علي يد الفتح العربي *2 . فهنيئا لأهلنا النوبيين فقد فاز أجدادنا بأجر كتابين ، المسيحة ثم الاسلام.
لابد أن نأتي علي ذكر تحالف العرب بقيادة عبد الله جماع مع سلطان الفونج عمارة دونقس عام 1504م. لاستكمال الفتح الاسلامي في كل الاتجاهات ومع إنتشار الاسلام واللغة العربية انصهرت العديد من البطون العربية الحامية مع البطون الزنجية وإتٌفق علي أن السلطان لابد وأن يكون زنجيا ( عمارة دونقس) ووزيره عربيا ( عبد الله جماع) ووفق هذا المبدأ حدث اندماج وتصاهر عرقي وحضاري تولدت عنه تركيبة اجتماعية وثقافية جديدة ، فبالاضافة الي مكسبي انتشار الدين الاسلامي واللغة العربية نجد أن الاسلام قد أدي دورا بارزا في جمع وربط تلك الكيانات النوبية والبيجاوية والعربية والزنجية في بوتقة واحدة منسجمة الا أن هذا الانسجام كما يبدو- لم يدم طويلا اذ تحولت الصراعات بين البطون العربية وبعضها البعض علي السلطة والنفوذ وموارد الكلاء والماء والذهب ، فنري الشيخ بشير ود عقيد ( من قرية أم الطيور قرب عطبرة يستعين بمحمد علي باشا عام 1816 علي خصمه ملك الجعليين الذي أقصاه من مشيخته *3. وقد كان الاستعانة بالاجنبي لحل المشاكل الداخلية مجرد لفت الانظار للاطماع الخارجية وايذانا بغزو محمد علي للسودان عام 1820.
كان لمحمد علي سببا آخر لغزو السودان ،غير الطمع في خيراته ، فقد هرب المماليك منه واتخذوا شمال السودان موطنا لهم بالقرب من مضارب مملكة الشايقية ولا ندري ما حل بهؤلاء القوم بعد ذلك( من المرجح أنهم انصهروا في النسيج العام آنذاك) . وهكذا… استمرت حملات محمد علي باجتياح سنار عام 1821 ثم حملته علي كردفان ودارفور حتي وقع السودان في قبضة الحكم العثماني.
مؤكد أن الغزو التركي للسودان وما تبعه من نظام حكم ثنائي قد لعب دورا كبيرا في خلخلة هذا الانسجام ، وساهم في ضعضعة التركيبة الاجتماعية ، فقد انحازت بعض القبائل العربية “المولدة ” مع الاتراك أثناء الغزو وانحازت مجموعات أخري طائفية مع المصريين وحتي الادارة الانجليزية ، فازت بانصار لها من المواطنين السودانيين علي حساب اللحمة الوطنية.
علي الجانب الآخر ، كانت حركة الثوار الوطنية تقوم بواجبها، فهاهو المك نمر ملك الجعليين يقتل اسماعيل باشا في شندي وهاهم العبدلاب يتمردون علي الحكم التركي في الجزيرة بقيادة حسن ود رجب وأرباب دفع الله ، وهاهو الإمام محمد أحمد المهدي يلحق الهزيمة بالقوات المصرية في جبل قدير وهاهو عثمان دقنة يكسب عدة جولات علي القوات المصرية وتقع سنكات في يده. أما الانجليز ، فقد نالوا حظهم بهزيمة ساحقة الحقت بهم في شيكان جنوب الأبيض وفي 26يناير عام 1884 حاصر الأنصار الخرطوم وقتل غردون وإنقضي بذلك والي غير رجعة حكم الأتراك في السودان.*4
لم نقرأ في تاريخ وسير هؤلاء الابطال أن أحدهم قد تشدق بعروبته وقسم الناس الي طبقات عرقية وانما كان ديدنهم وازعا الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض . وبفعل هذا النضال الشرس اضطر الجيش التركي الي تعقب الثوار فقتل كثيرا من الأهالي وأحرق كثيرا من القري وبوجه خاص المتمة والحلفايا وتوتي والعيلفون* 4.
رغم كل هذا التسلط علي أرض السودان لم يفطن القادة والزعماء الوطنيين أنذاك أن هذه الأرض لها رهبة خاصة في قلوب المستعمر، أيا كان ، فهاهو محمد علي باشا يصدر فرمانه الذي يرتب فيه لحكم مصر وراثيا ومدي الحياة دون أن يذكر اسم السودان ، وهاهو قنصل النمسا ” هوبر” يبعث ببرقية لبلاده في يناير 1852 يؤكد فيها أن حكومة السودان ليست حقا وراثيا من حقوق أسرة محمد علي .* 5 ، وهاهو مجلس العموم البريطاني يجهض محاولة تنصيب الملك فاروق ملكا علي مصر والسودان وذلك بإعتراضه علي الغاء معاهدة سنة 1936 واتفاقية 1899 الخاصة بالسودان من جانب واحد *6.
ولنفس سبب الرهبة هذا نري الحكومة البريطانية أيضا تضع المسألة السودانية في أجندتها ضمن مهام وزراة الخارجية وليس ضمن وزارة المستعمرات ، بل تنحاز بكل ثقلها نحو استقلال السودان وابعاد تبعيته عن مصر قدر الامكان . * 6
لابد أن يعي أحفاد العرب الأوائل أنهم لم يعودوا عربا قحا ، كما كان أجدادهم من قبل، بل عليهم أن يتقبلوا واقع أن دمائهم قد امتزجت بالدماء الزنجية الحارة وتشبهوا بالسكان المحليين وتشبه هؤلاء بهم وانتج هذا التمازج الحامي الزنجي قوة جديدة جعلت المستعمرين والطامعين يخشونها بشكل أو بآخر. هذه هي الطاقة الوطنية الحقيقية التي لم ينتبه اليها احد ولم يستفد منها أحد وبالتالي ظلت مكبوتة الي يومنا هذا ، أو لعلها تستخدم في غير وجهتها الصحيحة.
لقد كان النزاع والخلاف من السمات البارزة في مسيرة تاريخ السودان السياسي الحديث ، ربما كان بعضه مبررا في حينه الا أنه ازداد حدة وأخذ طابعا سياسيا محضا ابان الاستعمار الثنائي وتحددت ملامح القوي الرئيسة التي ستتصارع علي السلطة ، من قبل الاستقلال ( الأشقاء ، الانصار ، الاتحاديين ، الجمهوري الاشتراكي والمثقفين ) ثم ظهرت أحزاب أخري وأشباه أحزاب وعلي وطنيتها وحرصها علي مصلحة البلاد لم يكن لها الا جهد التنظير العقيم ، الأمر الذي يستلزم ممن صمد منها حتي الآن ، أعادة النظر في مسيرتها النضالية برمتها ، وفقا للمعطيات المتجددة.
ختم كل ذلك استيلاء الحركة الاسلامية علي مقاليد الحكم وما تلي ذلك من شقاق ونزاع أدي الي انقسامات داخلية . وملخص القول ، أن النزاع والشقاق الدائمين من كل الأطراف خلف آثارا سلبية ماحقة علي البلاد وأدخلها في غيبوبة لم تفق منها حتي اللحظة ، ذلك لأن كل المخرجات التي نراها الآن هي حقا مخالفة للحكمة والعقل والمنطق نهايك عن مخالفتها للكتاب والسنة وكل المبادئ والقيم المعروفة في هذا البلد . لقد أصبح السودان الآن بفضل النزاع والشقاق ….في شبه خبر كان.
ذكر سير جيمس روبرتسون في مذكراته ( نفس المرجع السابق 6) ما يلي حرفيا:
علمنا التاريخ أن اسماء الأبطال تحفظ بمآثرهم الوطنية والقومية أما أسماء عتاة المجرمين فهي تحفظ في أرشيف الصحائف الجنائية وعليه ، فعلينا أن نستبشر من الآن ، فقد قضي عندنا كل الأبطال ولم تعد حواء كما كانت ، فهي ماضية في انجاب اللصوص والقتلة والافاقين …. حتي اشعار آخر.
ما هو الحل ؟
هناك حل واحد اربما ذا نفذناه نحل كل مشاكلنا ومن ثم ننجوا من هذه المحنة وهو قول الله تعالي “وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ “الأنفال46.
الم يأن لكل الساسة في بلادنا أن يتقوا الله ويجلسوا جميعا ليتدبرا أمرنا من خلال هذه الآية؟
الدمازين في : 2010/12/30م.
محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
[email protected]
المراجع :
1- السودان..دراسة جغرافية لدكتور صلاح الدين علي الشامي/كلية الآداب ?جامعة القاهر بالخرطوم .
2- حملة اليونيسكو واضواء علي تاريخ النوبة- دكتور محمد غيطاس.
3- تاريخ السودان-الموسوعة الحرة .
4- تاريخ الحركة الوطنية في السودان ? يروفيسورمحمد عمر بشير- ص21 .
5- مصر والسيادة علي السودان-الوضع التاريخي للمسألة- دكتور محمد فؤاد شكري- ص 38.
6- السودان من الحكم البريطاني المباشر الي فجر الاستقلال- سير جيمس روبرتسون- قاضي مقيم ثم سكرتير إدارة ثم نائب الحاكم العام بالسودان (1922-1956).
قال الإمام علي:{ فاعقد بيدك و أحفظ ما أقوله لك
إذا أمات الناس الصلاة
و أضاعوا الأمانات
و كان الحكم ضعفا
و الظلم فخرا
و أمرائهم فجرة
و وزرائهم خونة
و أعوانهم ظلمة
وقرائهم فسقة
و ظهر الجور
و فشا الزنا
و ظهر الربا
و قطعت الأرحام
و اتخذت القينات
و شربت الخمور
و نقضت العهود
و ضيعت العتمات
و توانى الناس في صلاة الجماعات
و زخرفوا المساجد
و طولوا المنابر
و حلو المصاحف
و أخذوا الرشا
و أكلوا الربا
و استعملوا السفهاء
و استخفوا بالدماء
و باعوا الدين بالدنيا
و اتجرت المرأة مع زوجها حرصا على الدنيا
و ركب النساء على المياسر (السيارات)
و تشبهن بالرجال (الجنس الرابع)
و تشبه الرجال بالنساء (الجنس الثالث)
و كان السلام بينهم على المعرفة
و شهد شاهد من غير أن يستشهد (الزور)
و حلف من قبل أن يستحلف
و لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب
و كانت قلوبهم أمر من الصبر
و ألسنتهم أحلى من العسل
و سرائرهم أنتن من الجيف
و ألتمس الفقه لغير الدين
و أنكر المعروف
و عرف المنكر
إذا حصل هذا فالنجاة النجاة, و الوحى الوحى والثبات الثبات}
علامات ظهور المسيح الدجال