العطش؟!

مُواطنو جبرة، يتظاهرون للمطالبة بتوفير مياه الشرب، مُواطنو الصالحة يتظاهرون احتجاجاً على انقطاع الإمداد المائي لأيامٍ، مُواطنو بُرِّي يسدون الشوارع احتجاجاً على انقطاع الإمداد المائي، مُواطنو حلفا يتظاهرون بسبب عدم توفُّر المياه.. الشرطة تفض مظاهرات في الفتيحاب مُطالبة بتوفير المياه?إلخ.

على نحوٍ لافتٍ، خلال الأشهر الأخيرة، أو السنوات القليلة الماضية، زادت رقعة الاحتجاجات للمُطالبة بمياه شرب، فقط مياه شرب.. تنتهي هذه الاحتجاجات بحلول تخديرية أو قَد لا يَصل بعضها إلى مرحلة الحُلول التخديرية، فيتكيّف المُواطنون على الوضع، وتُرهق ميزانيتهم المُرهقة أصلاً في شراء المياه بـ (البراميل).

أن ينعدم الإمداد المائي لدرجة أن يصل الأمر إلى احتجاجات وشرطة وعمليّات شغب، هذا وحده كافٍ لاستقالة الحكومة، السلطة التنفيذية التي تفشل حتى في توفير مياه أو تجديد شبكة مياه، هي ليست مُؤهّلة للبقاء يوماً واحداً.

العطش الذي تَعيشه عدة أحياء بالخرطوم الواقعة في مُلتقى النيلين، تقود مُباشرةً إلى الفشل في إدارة الموارد للدرجة التي لا يُمكن تصديقها، وهذه ليست أول مرة ولا أظنها الأخيرة، الآن عَدَدٌ مُقدّرٌ من مُدن السودان تشهد أزمة مياه حادة.. والتي تنعم بإمداد مائي، فهو إمدادٌ غير آمنٍ وربما غير صَالحٍ للاستخدام الآدمي في مناطق كثيرة.

.. ومن جانب شُح الإمداد أو انعدام الإمداد، فالعديد من المناطق الوَاقعة في قلب العاصمة الحَضارية يشتري مُواطنوها المياه من عربات الكارو في أغلى لوحة بؤس يُمكن أن تُشاهدها في عاصمة، والمَناطق والأحياء التي تَحصل على نَعمة المياه من مواسيرها، فالإمداد في الغَالب الأعَمّ يأتي ليلاً مُتأخِّراً، والأحياء السكنية التي يَنعم سَاكنوها بإمدادٍ على طول اليوم هي أحياءٌ مَعدودةٌ في أصابع اليد، وهي ذاتها ليست بعيدة عن الشُح في القريب العاجل طالما الوضع يسير هكذا.

وفوق ذلك، فإنّ المُواطن يَتَحَمّل فاتورة مياه شَهرية، يَدفعها مُجبراً لأنُها مُرتبطة بفاتورة الكهرباء، بمَعنى تدفع رسوم خدمة هي لم تصلك أصلاً..!

عندما انقطع الإمداد المائي في أحياء بُرِّي، قبل سنوات، وثار المُواطنون وتظاهروا مُطالبين بحقهم في الماء، وقتها، مدير هيئة المياه اتّهم المُعارضة بإغلاق البلوفة، حتى تتفجّر الاحتجاجات ومن ثَمّ تمتلئ الشوارع بالمُحتجين ثم يسقط النظام.. هكذا يُفكِّر المسؤولون بدلاً عن المُسارعة بمعرفة الخلل وعلاجه.

توضيح

ورد في عمود الأمس، أن رئيس حزب الأمة الصادق المهدي تقدّم بمُبادرة لحل الأزمة حملت اسم (جنتل مان)، خلال حفل الإفطار الذي أقامته الرئاسة.. مكتب رئيس حزب الأمة نفى ما ورد هنا وما أوردته صحيفة (خرطوم بوست).

شمائل النور
التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..