الماء خدمة أم سلعة؟

الماء خدمة أم سلعة؟

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

لا تستعجل ليس مطلوباً منك إجابة بقدر ما المطلوب منك أن تعرف من سأل هذا السؤال؟ ولماذا سأل هذا السؤال؟
الذي سأل هذا السؤال هو جمعية حماية المستهلك، في ملتقاها الأسبوعي. ولماذا سألت هذا السؤال لأن في إمداد الماء مشكلة في ولاية الخرطوم رغم مقرن النيلين «ويا الخرطوم العندي جمالك جنة رضوااااان» كما يصدح الرائع المغفور له ـ بإذن الله ـ سيد خليفة. وتكرر ذلك تكرارًا غير ممل قناة الخرطوم الجديدة. ولابد أن تسأل وهل في جنة رضوان عطش؟
وفوق هذا لأن ربطاً على نار هادئة بين دفع الكهرباء ورسوم الماء قد فاحت روائحه وتذمر منه بعضهم واستغل التذمر آخرون ليصطادوا في الماء العكر ومنهم من يريد أن يسيسه.
صراحة منذ زمن ليس بالقصير جمع رسوم المياه مشكلة في كل السودان وتحصيل فاتورة الكهرباء مشكلتان، ومن جراء تعسُّر دفع فاتورة الكهرباء بطريقة سهلة وصحيحة عكف رجال على حل المشكلة وكان ذلك بقيادة المهندس مكاوي محمد عوض مدير الهيئة القومية للكهرباء السابق وجاء ببرنامج حديث في غاية اللطافة وتعبت الهيئة وحصرت مشتركيها في قاعدة بيانات «ما تخرش منها الميه كما يقول جيراننا». وندم كل من سمى نظام الدفع المقدم بالجمرة الخبيثة والجميع آمنوا بأنها حميدة خصوصاً بعد تطور نظام الشراء من عدة منافذ وعبر الإنترنت في الآونة الأخيرة. يحيرني الذين يحتجون على نظام الدفع المقدم. كم من الأشياء ندفع له مقدماً؟ أشياء كثيرة جداً حتى الرسوم الدراسية تدفع مقدماً، أنهم يبحثون عن سبب يلوموا به هذا البرنامج ليس إلا.
فكرنا في الاستفادة من هذا البرنامج في تحصيل رسوم الماء وكنت صاحب الفكرة إذ كررتها عدة مرات في هذا العمود، وحجتي حتى لا يدفع ونتعب مرتين في برنامج صمم من المال العام برنامج واحد يكفي. وحجتي أن كل الأساليب التي استخدمت في جمع رسوم الماء فشلت تماما ورغم أنها مكلفة ولكن لم تفِ بالغرض لا المواطن دفع ولا المواطن شرب، وصار كل منهم محمر للتاني «اسقيني بدفع، ادفع بسقيك».
تقدمت بمقترح سداد رسوم المياه عبر برنامج الكهرباء وعندما كانت الخرطوم مشغولة عن هذه الصغائر في نظرها إلى أن بلغت المديونية مديونية هيئة مياه الخرطوم بطرف مؤسسات الحكومة الاتحادية، تجاوزت «17 مليار جنيه»، ومديونيتها التي بطرف مؤسسات الحكومة الولائية ومحلياتها، تجاوزت « 6 مليارات جنيه»، ومديونيتها بطرف المصانع والشركات تجاوزت «4 مليارات جنيه»، أما مديونيتها التي بطرف المواطنين، فهي تقدر بـ«173 مليار جنيه».
في هذا الأثناء توجهت بمقترحي لولايتي، ولاية الجزيرة، وتقدمت بالمقترح للمعتمد ووزير المالية والمستشارين والمجلس التشريعي صراحة كنت مصرًا على فكرتي و«ملحاح» عكفوا عليها ودرسوها دراسة مستفيضة إلى أن صاغوها قانوناً. انكمش منه المواطن قليلاً في بدايته وأقسم لم يعارضه إلا الذين ما كانوا يدفعون.
الآن ولاية الجزيرة تنعم بإمداد مائي مستقر والهيئة تصلها عشرات الأضعاف مما كان يصلها وما بقي أمامها من تحد غير التجويد.
الإجابة عن السؤال أعلاه : الماء سلعة عندما يكون في زجاجة عبوة 600 ملل بجنيه وخدمة عندما يكون اليوم بنصف جنيه لاستهلاك غير محدد.

تعليق واحد

  1. من الذي سيشتري الكهرباء مقدما ثم الماء مقدما ثم الايجار مقدما وبعد ذلك يفكر في الاكل . لقد استمرأ المسئولون الاخذ من المواطن حتى اعتبروا ذلك حقا . وهذا خطأ جسيم ارجو ان لا يصبح عادة للادارات في بلادنا . فاتورة الكهرباء يجب ان تمنح الساكن فترة لا تقل عن شهرين لسدادها أما الماء فلايجب حجبه عن اي انسان أو حيوان خاصة في البلاد ذات الجو الحار. فان كانت الدولة عاجزة عن توفير هاتين الخدمتين الضروريتين في عاصمة البلد فعليها ان تعترف بفشلها .

  2. ما فى مشكلة اذا كان تدفع مقدما وهنالك ضمان بان تاتيك السلعة ولكن ان تدفع مقدما ولا تتحصل شىء او نحصل على شىء ردىء فهذا لعمرى سرقة ونهب

  3. الأخ محمد المصطفى كان عليك أن تقول على الحكومة إعفاء المواطن من رسوم الماء إلا للأغراض التجارية لأن المسلمون شركاء في الماء والكلأ والنار .

  4. وكمان فرحان انها فكرتك
    حقو تكون امين مع نفسك في انو التجربة نجحت ام فشلت ؟
    واعمل استفتاء في ولاية الجزيره مع موظفين المويه خليك من المواطنين قوليهم بعد التحصيل زاد بالفكرة الجديدة التغير شنو في المويه
    مرتباتكم زادت؟
    هل تم تطوير المحطات والشبكات ؟
    هل الامداد المائي تحسن ؟
    هل تم تطوير مباني الهيئة بقري ومدن الولايه ؟
    حقو تخجل وما تصرح انها فكرتك.539845

  5. أها دي من اختراعاتك … وبتفتش على الوزارة .. بفكرتك دي خلاص نسبتك بتدخلك الوزارة …

    والمواطن بيشكر وزير الأفكار الحضارية على زيادة معاناته …

    والله أحسن تكون وزير وعلى رأي المثل … التركي ولا المتورك ….

  6. الماء نفسه سلعة سواء اكان فى زجاجة او فى كوز او برميل لآن سعره يعتمد على كمية الماء.. اما الخدمة ليست المياه فى حد ذاتها وانما هى خدمة امداد المياه .. يعنى قروش الموية هى للخدمة وتطوير وتحسين وصيانة الشبكة وما عندها علاقة بكمية المياه المستهلكة .. والله اعلم ..
    لكن مازالت نظرتنا متخلفة لموضوع الدفع المقدم لأنو فى بعض الدول المتقدمة يتم استثمار القروش وادخالها فى عجلة الأقتصاد..

  7. الدفع المقدم فكرة كويسة بس الاستغلال الذي تمارسه الهيئة هو المشكلة، الدفع " كاش " له ميزات تفضيلية في كل الاسواق، يعني اقله تحصل على السلعة بسعر اقل من الدفع المؤجل فما بالك بالدفع المقدم؟ المشكلة في ارتفاع تعرفة الكهرباء و التي لا يوجد لها مثيل الا ربما في الدول الاسكندنافية و الدول ذات الدخول المرتفعة جدا حيث النسبة محفوظة بين اسعار الخدمة و مستوى دخل الفرد اذ لا يعقل لا دينا و لا عقلا ان تدفع معظم راتبك مقابل خدمات الكهرباء فقط، الاسوأ هو الاستغلال الذي يمارس على المواطن الذي يدفع بضع ملايين ل " شراء " العداد ثم يوقع على عقد مجحف يجعل العداد الذي دفع ثمنه المواطن ملكا للهيئة ثم زيادة على ذلك يدفع المواطن ايجار شهري على العداد الذي اشتراه مرغما و تنازل عنه مرغما! حتى حكم اب تكو ارحم من ممارسات دولة شريعة قدقدو و مؤسساتها!
    اما الماء فهو اساس الحياة سواء كان سلعة او خدمة، و توفر المياه الصالحة هو احد المكونات الاساسية للرعاية الصحية الاولية لارتباطه الوثيق مع الصحة الشخصية و الصحة العامة، الدولة الجابية في السودان تريد ان تحلبخ البقرة دون ان تطعمها، لذلك لم تستثمر في المياه تطويرا و توفيرا و تحسينا بل تريد من المواطن ان يدفع حتى للبنيات الاساسية و التطوير و ليس فقط مقابل الخدمة او السلعة، لذلك فشلت في تكوير انتاج المياه و توفيرها بصورة دائمة و جيدة رغم النيلين الذان يشقان السودان من اقصاه لادناه و الاف الكيلومترات من قنوات الري – في الجزيرة – و مخزون هائل من المياه الجوفية… الحكومة التي لا تفكر سوى في سلب المواطن لتضمن امتيازات جيوش الوزراء و الدستوريين و المتنفذين و امن النظام لا تريد ان ترد قليل مما تاخذه للمواطن بل تريد حليبا بلا علف.

  8. ويا سيد ليه يربطوها بالكهرباء ؟
    يمكن انا وسخان ماداير استحما و يمكن ما عندى قروش و محتاج سلعة واحدة بس
    و يمكن انا ما عندى اجهزة كهربائية ولكن داير موية
    شايف ليك فترة كرهتنا بحكاية ان الفكرة فكرتك,يعنى فرحان شديد يا عبقرينو
    حسى انحنا بندفع مقدم ومافى موية…اها.. قولك شنو؟,وبعدين انت مش صحفى ؟ ما لك ساكى الوزارات والادارات؟, خلى الشوبار وشوف شغلك
    كرهتونا البلد ذاتو

  9. يا أستاذ أحمد المصطفى ………..صح النوم …….خلاص الوزاره تشكلت !!!!!

    مشكلتك إنك مسلّم بالوضع خاصة أسعار المويه ……هل تدرى إنو سعر المياه فى السودان من أغلى الأسعار فى العالم؟؟؟و المليارات مديونيات البتقول فيها دى حقت مويه و الا حقت وسكى و العياذ بالله ؟؟؟ مع إنو بلادنا تعتبر من أكثر البلدان التى حباها الله بالماء و بدون مشاكل تذكر و الدليل كل إتفاقيات تقاسم مياه النيل نحن نقبل بالجزء الأقل لتنوع و وفرة المياه عندنا …. و هل تعلم بأن سعر قارورة المويه المعدنيه زادت خلال الاسابيع الماضيه بنسبة 25 % ( من 8 ألف إلى 10 ألف بالقديم ) كأنو توفر المياه ذات علاقه بالدولار أو كأنو المويه بتاعتها دى مستورده من منابع كاليفورنيا !!!

    وبعدين الناس رغم هذا السعر الفاحش للمياه تشكو من سوء تقديم خدمة المياه ……..فالإمداد متعسر فى معظم الأوقات و ونوعية المياه رديئة للغاية ( دايما تحتوى على ترسيبات مجهولة و ديدان !!!) و بالنسبة للمقترح بتاعك و الإنت تفاخر به فحق أريد به باطل !! فلماذا يربط تحصيل الماء بتحصيل الكهرباء ؟؟ و ليه ناس الموي ما يعملوا تحصيلهم كذلك براهم مثل ناس المويه ؟؟؟ تعرف ليه ؟؟؟ لأنو لو عملوا تحصيلهم براهم حيحاسبوا المستهلك على كل عداد منفرد و طبعا كل مسكن هنا عندو عداد واحد و لكن فى مساكن خاصة متعددة الشقق كل شقه فيها عداد كهرباء يعنى المبنى كلو عندو عداد مويه واحده و عدد من عدادات الكهرباء و لما يتحصلوا ناس الكهرباء حيحاسبو للمويه برضو كل شقه بحساب عداد ……. شفت الفهلوة و الإستكراد فى فكرتك الغبيانه ديك يا أستاذ ؟؟؟ و برضو تحلم تكون وزير ؟؟؟؟

  10. ياخى انا عاوز اشرب مويه من الزير ومقاطع الكهرباء عديل مش من حقى -بعدين المشكله شنو تدفع مويه وكهرباء وتاشيره خروج وجواز سفر فى حته واحده -وما لازم فى ورقه واحده- شويه
    تقول تربطوها مع تامين وتجديد الرخصه -مش انت احمد المصطفى الداير تضم شمال الجزيره للخرطوم بحجه القرب طيب مابورسودان اقرب لمكه من الخرطوم عله تعلك-

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..