واحد كوز لو سمحت

بشفافية

واحد كوز لو سمحت

حيدر المكاشفي

حتى لا تختلط عليكم «الكيزان» فيذهب ظن بعضكم الى أن الكوز المقصود هو أحد منسوبي جماعة الاسلام السياسي وليس الإناء أو الكوب الذي يستخدم في شرب المياه وربما أغراض أخرى، يجدر بي التأكيد أولاً بأن المقصود هو هذا الأخير، الكوز بمعناه الحقيقي والأساسي وليس الكوز الاصطلاحي والكودي الذي انقسم المفسرون والشرّاح حول سبب إلصاقه بهذه الجماعة إلى فريقين يتفقان حول النص ويختلفان على الناص ـ أي القائل ـ فمن قائل هو الامام حسن البنا رحمه الله أمير الجماعة في مصر، ومن قائل بل هو الترابي شيخ الجماعة في السودان أطال الله عمره في ندوة له خلال سني السبعينيات، أما النص الثابت عند كلا الفريقين فهو «الدين بحر ونحن كيزان نغرف منه» وان كنت شخصياً أرجح أنه مصطلح سودانوي خالص إذ لم يعرف هذا المصطلح عند جماعات مصر أو أي بلد آخر..
أخشى ما بات يخشاه الناس بعد أن شرعت هيئة المياه فعلياً في تركيب عدادات الدفع المقدم بالاحياء السكنية بادئة بمن اسمتهم مواطني الدرجة الأولى أن يصل بنا الحال بعد حين الى الدرجة التي يتدنى فيها نصيب الفرد من الماء الى بضعة كيزان لشرابه واستحمامه وغسيله وأية استخدامات أخرى، مع اننا الأغنى في مجال الموارد المائية، ولا شك ان اكثر من ستعاني من ذلك هي الشرائح والقطاعات الضعيفة وما أوسعها وما أكثرها، وستدخل الماء ضمن القائمة المعروفة «بصلاية وشوية سكر وحبة زيت»، فعندها لن يكون غريباً أو شاذاً إذا سُمعت جارة وهي تخاطب جارتها من فوق الحائط «يا فلانة عليك الله أديني كوز موية لو سمحتي، مويتنا قطعت وأبو الأولاد لحدي هسي ما صرف»، وما يزيد من قتامة المأساة، أن الفاتورة ستضحى مدمجة، كهرباء وماء في آنٍ معاً، تدفعهما سوياً أو أن يغدو بيتك مثل عش الصقور لا موية ولا نور كما يقال عن الحي الذي يفتقر لهذه الخدمات الاساسية المهمة «حي الصقور لا موية لا نور»، ولا ننكر هنا أن مثل هذا الاجراء معمول به في بعض البلدان، ولا ننكر أيضاً انه الاجراء الأكثر ناجزية وفعالية في تحصيل فاتورة الماء التي فشلت كل الطرائق والوسائل السابقة في تحسين مستوى التحصيل والارتفاع به الى السقوفات التي تنال رضاء المسؤولين، ولكن بلدنا ليس مثل بلادهم التي تفوقنا في الكثير، كما يبقى من العسير جداً الجمع بين خدمتين لم يجمع الله بينهما، فحين يقول عزّ من قائل «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، فان الماء بهذا المعنى يبقى سبب أساسي للحياة والبقاء وليست بأية حال سلعة للشراء تحصل عليها بقدر ما تملك من فلوس «مويتك على قدر فلوسك»، هب مثلاً أن حاجتك اليومية من الماء تقدر بحوالى ألف لتر ولكن ما معك من فلوس لا يمكنك إلا من الحصول على نصف هذه الكمية فلك بعد ذلك أن تتصور ما يمكن أن يسببه هذا النقص بالصحة العامة والبيئة وصحة الفرد، علماً أن الفرد السوداني لم يحدث أصلاً أن نال نصيبه المفترض من المياه بالقياسات العالمية فما بالك به بعد هذا التضييق الذي ان احتمله الناس في الكهرباء أو أية خدمة أخرى فلن يكون بمقدورهم إحتماله في الماء، ولهذا الأفضل للحكومة أن توسع عليهم ولا تضيق قبل أن يزداد ضيقهم بها وذلك بايجاد المعالجة والمعادلة التي لا تحرم مواطناً من الحصول على كفايته من الماء بسبب ضيق ذات اليد..

الصحافة

تعليق واحد

  1. بعد الانثراكس المائية اتوقع الوضع حيكون كالتالي :
    * خالتي مريم ترسل ولدها ابراهيم وبكوز الالمونيوم الصغير (الذي قدر حق ناس الموية في المحطة الوسطى )
    لناس عمتي فطين بصدد تسليفها فت كوز واحد لزوم …………. وترد فطين من وين يا حسرة ؟
    * كل ازيار السبيل في العاصمة حتشكو لطوب الارض من اليباس الحاصل
    * في المقابر وقبل الصلاة على الميت التيمم واجب لعدم وجود الماء للوضوء
    * في المكاتب الحكومية كل موظف حيجي الشغل ومعاهو كيس صغير زي بتاع الدندرمة لزوم اطفاء العطش وما فيش جغم سلف بين الزملاء .
    * في المدارس (مدرسات ومدرسين وطلاب وطالبات ) اي واحد يقضي حاجته في بيتهم واي حالة طارئة المدرسة غير مسؤلة منها وعلى المتضرردفع حقت الموية المستخدمة (مع العلم بان كل الطلاب دفعوا الرسوم الجديدة ومن بداية العام للمدير بصدد الحالات الطارئة لاستخدام المياة ) والما مصدق يتأكد بنفسه عندما يسجل ابنه او ابنائه بعد ايام …. وحاسب من الان لا يرجع ابنك البيت وهو مطرود من المدرسة بسبب عدم دفعه لحق الموية
    * الناس اللي تشرب مع القهوه موية حيبطلوا شراب الموية قبل القهوة وبعد شوية حيبطلوا القهوة ذاتها
    * سيد سليم وحمد والديبة ومازدا وعمو بابكر وكل المدربين اعلنوا اعتزالهم للتدريب وذلك للنقص الحاد في امدادات المياه (تصوروا حتى الموية ابو الديدان بقت عزيزة خلاص )
    * في الفنادق الكبيرة اوعك تطلب ليك قارورة موية !!!!! ممكن قزازة صودا ارخص بكتيييييييييييير او بنت عمها
    * مع قدوم مشروع جونقلي وسد الالفية والجمرة الخبيثة المائية كل واحد حيخزن ليهو جردل جردلين كدة لزوم غلسله بعد موته واوعك تدقس تنسى الموضوع عشان ما تدفن فطيس

  2. والله يا استاذ الجماعة ديل اللاوطنيين بكرة حيعملو تربيزات جنب النهر وايصالات للشخص اللي عاوز يستحما فيهو
    والله شعبنا بقي جبان يا جماعة اطردو الكيزان ديل وما تقولو اين البديل حواء السودان والدة 40 مليون ولله الحمد

  3. غايتو زمن الثانوى فى اوائل الستينيات الصافى جعفر و ناس زمراوى كانو الكيزان بتاعينا !!!!! و الترابى شفنا بعد داك بيرفع جثمان الشهيد القرشى للـلورى لنقله لمثواه الاخير فى قريتو بعد الصلاة عليه فى ميدان عبد المنعم يالخرطوم 3 و اصحابنا قالو لينا اهو دا زعيم الكيزان !!!! فالتعبير كوز كان موجود قبل الندوة الذكرتها ……

    للموضوع ارجع اقول حقو لو فى أى مسئوليه فى البلد دا يراجعوا القرار دا و يخضعوهو لدراسة عميقة و يشوفو الايجابيات و السلبيات التى ستصحب تنفيذ هذا الامر !!!!!!!! المسألة ليست ايرادات فقط و لكن حيلازم دا صرف أفتكر تقيل !!!!!!!!! بس ما يحكمو بنظرية المأفون الوزير العبقرى بتاع الصناعه الاسبق….. قال ما شايف مصنع سكر الجنيد بحقق ارباح زى مصنع دقيق سيقا !!!!!!! عشان كده يقترح غلقو !!!!!! لانو نظرتو ضيقه جدا و ما شايف الاثار البيئية و الاجتماعية و الحضارية ووووو لمصننع الجنيد ……… او زولنا بتاع البكوره الـ لـلــيوم ما فى زول قال لينا الغرض او الفايدة كانت شنو !!!!!!!! لكن لو مدير هيئة مياه الخرطوم المكنكش فى الوظيفه زى القراده و ما حيستقيل لانو الاستقاله زى تولى الادبار نتوقع شنو غير حنركب الجمره عشان الايرادات تزيد و الما عندوش ما يلزموش ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    و يــااااا الميكاشفى تنجدنا!!!!!!

  4. اتمني ان يزرعوا في بدن اي مواطنه ومواطنه كبير وصغير عدادين في السبيلين
    واحد للتغوط والاخر للبول لكسب رضاءالسلطه واقترح ضمه للجمارك او تاسيس مفوضيه ما يخرج من السبيلين تسمي بهذا الاسم

  5. مقالك موجه الي شعب ولاية الخرطوم و ليس الي الشعب السوداني الفضل في الغزالة جاوزت او اوسيف او بارا .

  6. تستاهلوا يعملوا فيكم أكثر من كده عشان إنتو ساكتين ومابتحتجوا
    ياخى أطلعوا الشارع القاعدين ليها شنو ؟ لامن يكتلكم العطش ..
    أكرم تموتوا بالرصاص ولابالعطش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..