مقالات سياسية

جريمة عندما لا تفصل بين الدولة والنظام بلاخوف

شان ديل دوت

يسود الجهل في الشارع السياسي والاجتماعي بجنوب السودان منذ الاستقلال في يوليو العام ٢٠١١م، وخاصة مع اندلاع الصراع بعد عامين من اعلان الدولة، وذلك واضح من خلال التخبط السياسي باستخدام او زج المجتمعات في الصراع السلطوي، وتصنيف الصراع بانه قبلي، بهدف استقطاب ابناء وبنات يتبعون لمناطق او قبائل تلك القيادات المتصارعة حول السلطة بالبلاد.

والدليل على ذلك هو الانتهاكات التي شهُدت في كل من جوبا، ملكات، بور و بانتيو ابان احداث كل من العام ٢٠١٣ و ٢٠١٦م، حيث قتلت مدنيين ابرياء على اساس اثني في تلك المناطق دون رحمة، و لا نريد وصف الاوضاع او الصورة التي قتلت بها هولا المدنيين، حيث راينا مدى وحشية الفاعلين، وتلك الصور لن تمحوها الايام وسيبقى في ذاكرة التاريخ الاليم للدولة.

والقريب العجيب في كل هذا ، هو امتداد الجهل لمجتمعات السودانيين الجنوبيين في الخارج، وكنا نعتقد فيهم الوعي بحكم مستوى تحضر اماكن اقامتهم، او تواجدهم وبعدهم عن دولتنا التي انتشرت فيها القبلية والجهل والتخبط السياسي لدي القادة واتباعهم من شباب جيلنا، ويبدو ان الجهل مبطن او مركب او ربما مخروس فيهم ولم يتعالجوا من امراض الدولة الجنوبنسودانية حتى و ان اصبحوا في اي بقع على وجع الارض. وما يؤكد جهل بعض انصار المجموعات السياسية في جنوب السودان هو التصرفات الخجلولة والمشينة لسيادة الوطن وخاصة التصرف الأخيرة من قبل انصار يتبعون لمجموعة القائد توماس شريلو سواكا وقيامهم بدس العلم الذي من اجلها ناضل قائدهم مع الاباء والامهات الذين راحت تضحياتهم فدية لهذا العلم الذي يعني الوطن الغالي وتضحيات الاباء والاخوان منهم، ما يعني ان الوطن فوق الجميع وعلى راسهم رئيس الدولة سلفا كير ميارديت.

لكن كما قلت ان الجهل جريمة يجب محاربته ان لم يتم محاكمته بالاعدام ، لانه من المشين ان تقوم مجموعة تجعل من نفسها حركة (الخلاص) باهانة العلم الوطني ،دون تفريق بين الوطن والنظام او بين الحاكم والقبيلة، لانه الوطن ليس الحركة الشعبية التي يحكم هذا البلد، وقبيلة الدينكا ليست هو سلفا كير الذي يحكم الدولة ايضا، فكيف لحركة قبلية تسودها جهل قبلي وسياسي مركب، ان تخلص الشعب من ازمات الدولة التي انتجتها الحزب الحاكم الحركة الشعبية…؟ اذا افترضنا جدلا انها تريد التخلص من الحكومة فكيف ستتخلص من الوطن ( الارض) وما فيها من القبائل كحركة تمرد تسعى لخلاص الشعب او استوائيين اذا كان هذا هو هدفهم…في رايي هذا الهدف لن يحدث ان كان هدف جبهة الخلاص تدمير الدولة وقبيلة الدينكا وتاسيس دولة اسمها الاستوائية، وهذا واضح من خلال الشعارات العنصرية و وضع هولا الجهلاء ارجلهم (دس) على العلم الذي سيبقى اذا متنا جميعا، فاقول انهم واهمون وحركتهم عنصرية لا يجب مساندتها او التعامل معها، لاننا قد نختلف مع الانظمة التي نحن فيها لكن يبقى الوطن فوق الجميع حتى ولو اصبح بلا شعب يملكه، برغم ان الانسان لا يمكن فصله عن الوطن، لانه الاثنين يبقان معا حتى ولو توالت او مرت الانظمة على حكم الدولة على قول الاستاذ الفنان الراحل مصطفى سيد احمد: ( حكومات تجي وحكومات تمر..).

ليبارك الله جنوب السودان.

شان ديل دوت

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..