أخبار السودان

في اليوم العالمي لها .. للمرأة حقوق في المقاومة ولا سلام بلا عدالة للنساء

 

تقرير – القسم السياسي

على مر تاريخ السودان، لا شك أن المرأة السودانية ظلت شريكاً أساسياً في طلائع المقاومة والصمود منذ وقت مبكر في جميع ثورات البلاد التي كانت قد اندلعت مؤخراً، وحتى ثورة ديسمبر المجيدة التي بلغت ذروتها في ديسمبر من العام 2018م، فأطاحت بنظام المخلوع في ابريل من العام 2019م.
ربما ما كان لثورة ديسمبر أن تحدث وتنجح دون الدور الذي لعبته المرأة السودانية، مما يعد واحداً من أهم المرتكزات الرئيسية التي ساعدت على تنامي الحركات الديمقراطية والحقوقية تاريخياً، وفي ظل حراك السودانيين الذي ما زال مستمراً. حيث باتت المرأة فاعلاً أساسياً داخل العديد من الأجسام الثورية التي من بينها لجان المقاومة السودانية، المحرك الرئيسي لحركة الاحتجاجات في الشارع السوداني الآن.
في يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، والذي يقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، تفرد (الديمقراطي) هذه المساحة للفتيات اللاتي خضن تجربة في العمل داخل لجان المقاومة، لسماعهن وقراءة أفكارهن من أجل تضخيم أصواتهن، خصوصاً أنهن مازلن قائدات التغيير في مجتمعاتهن.
العنود الباقر، إحدى الفتيات اللاتي شغلن العديد من الأدوار القيادية داخل لجان مقاومة الحي الذي تقطن فيه والواقع في مدينة بحري شمالي العاصمة السودانية الخرطوم. وبحسب تجربتها السابقة، فهي تنظر إلى أن عملية اتخاذ القرار داخل اللجان ليس لديه ارتباط بالنوع الاجتماعي، بل يرجع ذلك لآلية الديمقراطية التي تستخدمها المقاومة في صناعة قراراتها قاعدياً.

كنداكة

تقول العنود في حديثها لـ (الديمقراطي)، إن تأثير الفتيات داخل اللجان ضعيف مقارنة بالأولاد، على الرغم من أن الفتيات فاعلات أساسيات داخل اللجان بنفس مقدار الشباب، مشيرة إلى أن ذلك يرجع لأسباب كثيرة لكنها باتت غير مؤثرة، خصوصاً أنهن في الفترات الأخيرة أصبح لديهن إقبالاً شديداً للانخراط في عمل المقاومة بكل التفاصيل، وهو ما قد يساعد في وصولهن إلى مراحل قيادية حقيقية ذات أدوار مؤثرة داخل اللجان.
أما يسرى النيل، التي رشحت بجانب رفيقتها إلى منصب مقرر اللجان برفقة (5) أعضاء آخرين من الأولاد في لجنة الحي الذي تقطن، في إحدى المدن خارج العاصمة الخرطوم، ظلت تلتزم دائماً بما تقره لجنتها، فتقول إن عملية الحس الجماعي جعلها تحرص على المشاركة وتقدم الصفوف إلى جانب رفيقاتها داخل اللجان.
تشير يسرى في حديثها لـ (الديمقراطي)، إلى أن العمل السياسي بالنسبة لهن كفتيات يتمثل في المقاومة من أجل إسقاط الأنظمة الديكتاتورية، وترى أنهن يجدن أنفسهن يتعاملن مع عقليات ذات فكر ديكتاتوري مشوّه وبه الكثير من المخاطر. وتضيف أن عملية الممارسة السياسية المشوهة أدى إلى عزوف الكثير من الفتيات عن الاستمرارية في الفعل الثوري، وترى أنه واحد من المبررات التي تجعلهن يقبلن بأدوار هامشية مفروضة عليهن نتيجة لضعف تواجد العنصر  النسائي داخل اللجان مقارنة مع الشباب، مما يجعل صوت الأغلبية يطغى على صوتهن.
بينما تؤكد عضو لجان المقاومة بالولايات، مواهب عبدالمنعم، أنهن كنّ قد وصلن فعلياً إلى شغل المناصب القيادية داخل لجان المقاومة في المنطقة التي تقطن فيها، ولكن أدوارهن لم تكن حقيقية ذات تأثير مباشر على عملية صناعة القرار، وقالت لـ (الديمقراطي) إن هذا يرجع لقلة عدد تمثيلهن داخل اللجان على الرغم من محاولتهن المتكررة لضرورة مراعاة وجودهن.

وفي ذات السياق، تتفق معها نسيبة عبدالله، وهي عضو لجان مقاومة بالولايات أيضاً، قالت إنه من خلال تجربتها داخل اللجان إلى جانب رفيقاتها، لم يستطعن توظيف وجودهن القيادي في خدمة قضايا تأثيرهن كفتيات داخل اللجان بالصورة المطلوبة، وتُرجِع ذلك لقوة تأثير رفاقهم من الأولاد.
أما الناشطة النسوية اعتزاز بكري، والتي من خلال تجربتها الطويلة وانخراطها في العمل داخل لجان المقاومة، تنظر إليها على أنها ليست خاضعة للنوع الاجتماعي، وتقول إن اللجان ليست لديها آلية محاسبة لجرائم العنف اللفظي والجسدي الذي تتعرض له الفتيات، وتضيف أن هذا نتاج لثقافة ذكورية للشباب الذين يفترض عليهم وضع آلية محددة لوقف مثل هذه الممارسات.

وتوضح لـ(الديمقراطي)، أن عملية مراعاة لجان المقاومة للنوع الاجتماعي يمكن أن تفتح عيون الفاعلين والفاعلات داخل اللجان، وذلك من خلال الزمن الذي يتم تحديده للاجتماعات وأماكنها حتى تستطيع أن تضمن مشاركة الفتيات بصورة ممتازة.
وتمضي اعتزاز قائلة، إن الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب حتى بعد إصدار نسخته المحدثة والنهائية، لم يتناول المشاركة السياسية للنساء، ولم يتحدث عن نسبة محددة للمشاركة السياسية لهن، إلى جانب عدم التطرق لآليات أخرى لضمان مشاركة النساء كفئة ما زالت تعاني من التميز على أساس النوع الاجتماعي، وهذا يدل على أن الفتيات ما زلن بعيدات عن مواقع اتخاذ القرار الحقيقية.

ما زالت المرأة السودانية حاضرة ومساهمة وصامدة، وهي الأم والأخت والزوجة للمقاومين من الرجال، يجمعهم جميعاً هدف تحقيق شعارات الثورة. لكن لها حقوق ماتزال محرومة منها، ولا سلام بلا عدالة للنساء.

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..