أهم الأخبار والمقالات

واشنطن بوست: منشأ البؤس الحقيقي في السودان سببه الصرف المتفاقم على الجيش وأجهزة الأمن

الفساد المؤسسي الذي مارسه نظام البشير أدى الى خراب البلاد

ترجمة: الراكوبة
الغضب المتعاظم في شوارع السودان يرسل رسالة لا يمكن تجاهلها للرئيس عمر حسن البشير الذي مكث في الحكم لما يقارب الثلاثين عاما ، وهو يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور مما أدى الى تصدر المحكمة الجنائية الدولية امرا بالقبض عليه ، اضافة الى سؤ الإدارة والفساد المبين ، لهذا يجب عليه ان يجنب بلاده أي مآسي إضافية وذلك بالتنحي عن الحكم.
سلسلة الاحتجاجات الأخيرة ابتدأت في ١٩ ديسمبر في مدينة عطبرة التي تقع علي بعد ٢٠٠ ميل من العاصمة الخرطوم والتي اشتعلت بعد رفع الدعم عن الخبز مما أدى الى تضاعف أسعاره لثلاث مرات ، بعدها امتدت المظاهرات الى اكثر من عشرين مدينة من بينها الخرطوم وأمدرمان مركز الثقل الاقتصادي في البلاد ، تواصل الاحتجاجات كان نتيجة للغضب العام من تدهور الأحوال المعيشية بالإضافة الى ممارسات النظام.
خلال الأسابيع الخمس الماضية أطلقت قوات الأمن النار على الحشود واعلنت منظمة العفو الدولية عن قتل ٣٧ متظاهرا كما أعلنت المنظمة الدولية لفض النزاعات ان قوات الأمن لم تتمادى للدرجة التي وصلتها في عام ٢٠١٣ عندما اغتالت المليشيات حوالي ٢٠٠ متظاهرا ، كما قام النظام الذي هزته الانتفاضة بمصادرة الصحف التي تنشر تفاصيل الأحداث وحاول إيقاف الإنترنت واعتقل الصحفيين .
الفساد المؤسسي الذي مارسه نظام البشير أدي الي خراب البلاد ، كما ان بعض أسباب الصعوبات الاقتصادية تعود الى فقدان مداخيل البترول الكبيرة نتيجة لاستقلال جنوب السودان في سنة ٢٠١١ ، لكن منشأ البؤس الحقيقي يعود للصرف المتفاقم على الجيش واجهزة الأمن ، وتعمقت الأزمة عندما تم الرفع الجزئي عن دعم دقيق القمح دون الاهتمام بالفئات الضعيفة وفي نفس تم تخفيض قيمة العملة السودانية وارتفعت نسبة التضخم الي اكثر من ٦٠٪؜ .
رغم  ان البشير  قد نجح في تجاوز  صعوبات سابقة الا ان الوضع الان  يبدو سيئا جدا  ، مما جعله يصف المحتجين بالخونة والعملاء والكفرة !! رغم انه طلب من الشرطة عدم استخدام القوة المفرطة !
في اكتوبر ٢٠١٧ قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيض العقوبات المفروضة على السودان  مصرحة بانه يتعاون في في معالجة قضايا الإرهاب، وتجاهلة تجاوزات حقوق الإنسان في دارفور كما ان دولا اخرى قد ناقشت مؤخرا إمكانية رفع العقوبات، لكن بعد الذي يحدث الآن  لا يمكن رفعها !  كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان تحسن العلاقات مع السودان مرتبط بإجراء إصلاحات حقيقة  سياسية جادة  وتحسن واضح ومستدام في احترام حقوق الإنسان،  ونتمنى ان تتبنى الدول الاخرى هذا الشرط لدول الحرب الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.

وتشير المجموعة الدولية لفض النزعات الى ان البشير يواجه خيارات مخيفة من بينها اتهامات المحكمة الدولية بجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم حرب ، وإذا استمر في استخدام العنف في مواجهة الاحتجاجات فهذا سيؤدي لتزايد عزلة السودان ، وفي هذا الوقت يبدو احتمال انقلاب عسكري ضعيفا وفي حالة حدوثه سيؤدي الى مزيد من العزلة والاضطراب وعدم الاستقرار لهذا يبدو ان الخيار الأفضل للسيد البشير هو تسليم السلطة لحكومة جديدة تحظي بالمساعدات الدولية.

الأمور أصبحت واضحة وعلي السيد البشير القبول بها..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..