مقالات وآراء سياسية

(الدخان).. مضر بصحة الأوطان..!!

حديث المدينة

(الدخان).. مضر بصحة الأوطان..!!

عثمان ميرغني

أتخيل المشهد فأتحسر.. رجل أعمال كبير.. وصل بلادنا قبل يومين ويستمتع بالإقامة في فندق السلام روتانا بالخرطوم.. غالبه الشوق لشروق شمس الخرطوم فغادر حجرته في الصباح الباكر يدفعه حب الاستطلاع لرؤية شوارع الخرطوم وتلمس اتجاه الرياح فيها.. قادته رجلاه إلى مكتبات الصحف في أركويت بجوار القسم الشرقي.. من لهفته لمعرفة أخبار البلد التي تستضيفه مدّ لبائع المكتبة بورقة فئة الخمسين جنيهاً.. وطلب جميع الصحف.. حتى الرياضية والاجتماعية.. صحيح هي كثيرة.. لكنها كلها لا تساوي حجم صحيفتين في بلده.. افترشها في سريره الفخم في فندق السلام وراح يطالعها.. الصحفات الأولى كأنما كلها كتبها صحفي واحد.. (معارك طاحنة في منطقة تلودي).. الخبر الثاني بجواره مباشرة (الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة يحذر من توغل كتيبة تابعة لجنوب السودان.. داخل حدود السودان).. حتى الرياضة (الهلال يدمر شباك المريخ بثلاث صواريخ بعيدة المدى).. وفي الصفحة الفنية فنان يغني (قنبلة).. رجل الأعمال الثري.. الذي وصل السودان للمشاركة في الاجتماع السنوي رقم (37) للبنك الإسلامي للتنمية.. ساورته ثلاثة أحاسيس مندفعة.. الأول إحساس بالرعشة والحاجة لإغلاق نافذة الحجرة التي كان فتحها للاستمتاع بما تيسر من مناظر الخرطوم.. والثاني إحساس بالرعب والحاجة للتأكد من إغلاق باب حجرته جيداً.. والثالث إحساس قوي جارف بالحاجة للاتصال بسكرتارية الاجتماع ليسألهم إن كان في الإمكان تعجيل موعد سفره .. (ويا حبذا لو كان غداً).. (مانشيتات) الصحف .. ونشرات الأخبار في إذاعاتنا الحكومية والخاصة تفوح منها رائحة البارود.. في ذات اللحظة التي اكتظت فيها فنادق الخرطوم كلها بأفخم الضيوف الذين وفدوا من غالبية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي للمشاركة في هذ الاجتماع المهم الذي لم يشهد السودان له مثيلاً إلا في مطلع الثمانينات.. أي قبل حوالى (32) عاماً .. ولا يتوقع أن ينعقد مثل هذا الاجتماع في السودان قبل مرور، على الأقل، (40) عاماً قادمة.. في نفس هذه اللحظة النادرة.. أخبارنا يغطيها دخان المدافع وأمطار الدموع والدماء.. المشهد في بلدي أشبه بأوركسترا كل عازف فيها يغني على ليلاه.. يعزف فيها الكمان لحناً شجياً بينما عازف الإيقاع (يخبط) في الطبول أمامه بكل عنف.. وفي الخلفية صوت الناي يغني (وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود).. من الحكمة أن ندرك أن الحاجة للوصول إلى السلام لم يعد مقصوداً منها مجرد إطفاء أصوات المدافع والقنابل.. فقد جربنا ذلك في أكثر من اتفاقية وقعناها في مختلف عواصم العالم.. اتفاقية السلام في نيروبي.. واتفاقية سلام دارفور في أبوجا.. واتفاقية نداء الوطن في جيبوتي، واتفاقية القاهرة .. ثم أخيراً اتفاقية الدوحة.. وغيرها.. وكلها لم لم تصل بنا إلى السلام بمعناه الحقيقي.. السلام الذي يحجب عن مانشيتات الصحف ضجيج المعارك. السلام يجب أن يبدأ من الخرطوم.. معادلة سياسة جديدة تسمح للجميع أن يجد القدرة على التعبير عن نفسه بغير رصاص.. ولا دماء.. حتى ننعم بالاستثمار .. في بلد هو الأغنى في العالم بموارده الطبيعية والبشرية..

التيار

تعليق واحد

  1. …لاسلام فى بلاد السودان, مادام هذا العرق يسيطر ويستأثر على الحكم فى السودان منذ 1955م ..اظنها واضحة..!!

  2. ياهندسه لقد (هرمنا) ونحن ننتظر من يستجيب الى دعواتك وكل يوم تنطط لينا فى موضوع واراك قد حار بيك الدليل000 بدليل مقطع أغنية المطربه اللبنانيه فيروز ويبدو أن مواضعيك تكتبها بطريقه إرتجاليه كما نفعل نحن المعلقين بمعنى كلمه ترد فى خاطرك تلهمك ما بعدها من الكلمات ولا فرق بينناإذا!! والمفروض أنك الشخص المتخصص حسب تصنيف العبيد احمد مروح ومررك من بين ساقيه بنجاح وربما ساعدك قصر قامتك بالمقارنه مع زميلك صلاح عووضه العملاق إسما ورسما رغم تخصصك فى الهندسه المدنيه والدوله لاسباب تعلمها ولا نعلمها هى التى وفرة لك كافة الامكانيات لاصدار صحيفه لتمرير بعض مشاريع الاستهبال التى درج النظام على ممارستها مع الشعب (الغلبان)قضية مؤسسة القطن على سبيل الحصر!!وكان الاجدر بها توفير هذه الامكانيات لتوفير بعض الاحتياجات الضروريه لكانوا بطلوا النقنقه وأكتفوا بالطنطنه!! ياسيدى أقلها كانت الامكانيات التى تصرف عليك وعلى خال الرئيس لاصدار ما تسموها صحافه نظفت أمام قصر الصداقه ووفرة قيمة صحيفتين للزائر الذى وصفته فى مقالتك وبالتالى كان مكث فى الخرطوم وقت أطول مع إن قناعتى تقول بأن الزائر الكريم ليست مشكلته فى الصحف التى قراءها كما زعمت بل هى كامنه قطع شك فى تحلق وتكأكو السماسره من أمثال عبدالله حسن احمد البشير الذين ما أن يروا قطره وشماغ ساكت إلا و تجدهم يستبلسون فما بالك إذا كان من تحت القطره والشماغ مصرفى وكمان إسلامى!!00كسره:بلاغ لهيئة علماء السودان :لقد ثبت بالدليل القاطع أن المدعو عثمان ميرغنى يروج للفسق والفجور والتجديف حيث اورد فى المقاله وأدعى أن (الغناء هو سر الوجود)وإن لم يشير صراحه بالكلمات وكما تعلمون فضيلتكم أن سر الوجود حسب ما جاءنا فى كتاب الانقاذيين أن (الغنى) هو سر الوجود!!وليس (الغناء)متفق عليه0

  3. موارده الطبيعية دي معاك فيها لكن البشرية دي بالغت فيها .عن أي بشر تتحدث أذا كان السودانيون ومنذ الاستقلال لم يستطيعوا تحديد هويتهم بعد ولم يستطيعوا أن يحققوا نجاحا واحدا ملموسا سواء علي المستوى العلمي أو الاجتماعي أو السياسي وحتى الاخلاق التي كانوا يدعون تمتعهم بها قد ولت بغير رجعة في ظل هذا النظام بعد ان اصبح النفاق مدرسة تتعلم فيها الاجيال

  4. لا سلام …. شعار الثلة الحاكمة هو ان” ترق منا دماء او ترق كل الدماء” صوت الرصاص و رائحة البارود و اشلاء البشر و الجثث لم تتوقف و لو لحظة واحدة منذ اول يوم ” انقاذ” و حتى هذه اللحظة، ليس ذلك فحسب بل ان رقعة الحريق تتسع … كان الجنوب ، ثم اتسع الى الشرق ثم توسع كثيرا ليشمل كل دارفور ثم زاد جنوب كردفان و جنوب النيل الازرق ثم عاد الجنوب مرة اخرى دون ان تتوقف الحرائق الاخرى… و عادت ساحات الفداء و تم نشر عظام بواقي الدفاع الشعبي و التصريحات النارية المتعجلة التي تفتقر الى العقل و الحكمة تسمعها كل لحظة من كبار و صغار المسعورين، و منبر الخال الرئاسي كون قوات خاصة به و نسمع عن معسكرات مجاهدين لا هم قوات نظامية و لا جزء من رفات الدفاع الشعبي و يحدثنا احد علماء السلطان عن ” طلبات” لاسلاميين للحضور الى السودان لممارسة ” الجهاد”

  5. ما كلو منكم انتو يا متلونين ويا انصاف المثقففين ويا اصحاب الشركات البتسرقو فينا وتفسدو ليل نهار حتمشو وين من رب العالمين

  6. ماياهو حال البد نسوى ليهم شنو ,موت فى موت ودمار فى دمار لا سلام ولا يحزنون , وهم اصلا كذبوا عليهم بانو البد آمنه بس كويس عشان هم جوا وشافو بعينهم وعرفو الحقيقة ,
    تخريمه :
    فريق بلاتينيوم عندو مباراه مع المريخ يوم السبت المقبل رفع خطاب بنقل المباراه الى دوله ثانيه بحجة السودان دوله فيها حرب ومافى أمن وطمأنينا

  7. اشيد بهذا المقال الجيد يا باشمهندس عثمان ، واتمنى من الصحف مرعاة الصيغة المناسبة في كتابة المانشيت ، خاصة وان الناس تستفتح يومها على الجرائد ،فمن الافضل ان تحمل عبارات جميلة في الصدر ، اتمنى ان تكون هذه استراتيجية صحيفة بأن تكتب المانشيت الرئيسي بخبر يدخل البهجة والسرور للقارئ ، وبقية الاخبار تكون بالداخل ،فاتبتعد قليلا من حسابات الربح والخسارة الى حسابات الرؤيةوالمنهج .

  8. الاخ عثمان ميرغني
    التحية والتقدير
    بالإشارة لمقالكم اليوم !!
    والله هذا مبتغانا ولكن كيف السبيل لذلك !! الا تعتقد ان نبدا بحرية الصحافة لتجد كل صحيفة ما تكتبه دون املاءات !! او استقاء الاخبار من جهة واحدة !! الا تعتقد فى حال حرية الصحافة ان هذه الأصوات النشاز سوف تقف !! الاتعتقد فى حرية الصحافة وقفا كاملا لهذه الحرب اللعينة التي فرضت علينا !! الا يكون اجدي ان يحارب ما يسمي بالمتمردين عن حقوقهم ان جاز التعبير عن طريق الكلمة بدلا من السلاح !على اقل تقدير ان صدي الكلمة اقوي من صدي السلاح !! ان الكلمة لهي سلاح اقوي من الكلاش لو صادفت قارئ حصيف يحلل ويستجيب وبهذا نكون قد أوقفنا صوت البندقية وأوقفنا الدخان الذي هو ضار بكل اشكاله !! قمتي تستجيب الدولة لهذا السلاح السلمي وتفتح الخرطوم لكل متمرد ولكل صاحب قضية وتعطيهم الأمان حتي يفاوضوا الدولة من داخل دولة الطرفين !!
    وحتما الحل سوف يكون نهائيا وعن قناعة لان الحل سوداني 100٪ وليس لديه نكهة خليجية ولا صهيونية ولا أمريكية !! فهلا أصغت الحكومة لصوت العقل بدلا من صوت البندقية ! ان ردة فعل حرية الصحافة هي المفاوضات !! هي جلوس كل الأطراف على طاولة واحدة !! كل يدلو بدلوه ! كل يعرض مشكلته ! هذه البلاد ملك لكل اهل السودان ! انها ليست ملك لفئة دون اخري !
    هناك فهم باننا بهذه الحروب المصطنعة من الجانبين ندفع عن تراب ارضنا فقط !! نحن لا نرضي بان تحتل ارضنا من اي كان ما كان !! ولكن فى تقديري ان الحرب الدائرة الان فى هجلجيج او تلودي !! هي عدائيات سودانيين مع سودانيين !! ربما لحكومة الجنوب ضلع فيها !! ولكن هل جيش حكومة الجنوب وجنود حكومة الجنوب هم الذين يعتدون على هجلجيج او تلودي !! لا احسب ذلك !! ان حكومة الجنوب لها ما يكفيها من مشاكل داخلية !! ولها ما يكفيها من مشاكل اقتصادية نتيجة توقف ضخ بترولها وفقدان 98٪ من ثروتها القومية !! بالرغم من علمي اليقين ان حكومة الجنوب لها ما لها من ثروات اخري ولكن لم تنضج بع هذه الحكومة امنيا واقتصاديا لاستغلالها !! على اقل تقدير فى الوقت الراهن !! واذا اردنا ان نتحدث عن هذه الثروة نحتاج لمقال اخر وان شاء الله نستعرضها المرة القادمة !!
    لماذا لا تبدا الحكومة بالاعتراف بحزب الحركة الشعبية قطاع الشمال ! حتي يكون بداية لخلق أرضية صلبة تبدا من خلالها التفاوض مع ما يسمي بالجبهة الثورية المتمردة على الحكومة !! اهل هذا صعب المنال لحكومة الخرطوم !! هل من الصعب ان تاتى حكومة الخرطوم بجميع هؤلاء الى الخرطوم بدلا من قطر او اديس او القاهرة !! لماذا لا تكون حلولنا داخلية وسودانية 100٪ حتي نضمن لها الديمومة !
    ان الخرطوم تسع الجميع ! فقط ان يحفظ الجميع عهودهم وكلمتهم وحروف اتفاقياتهم ان قدر الله لها ان تكتب فى الخرطوم !! جربت الخرطوم الحرب ! والحرب لا تلد الا حربا !! والقتال لا يلد الا قتالا !!
    والأزمات لا تولد الا ازمات !!
    فيما يتعلق بمشكلة دولة جنوب السودان احس ان لا حل لهذا الأشكال الا التفاوض !! والتفاوض فى السودان !! وليس فى اديس وليس فى قطر !! وبعد ان يتاكد للجهات الأمنية تامين سلامة الرئيس ليس
    هناك ما يمنع من سفر الرئيس لجوبا !! واذا لم يطمئن مسئولينا فى الجهات المختصة من جوبا !! لماذا لا تعقد المفاوضات فى بورتسودان !!
    لماذا لا نجعل من بورتسودان مدينة سلام لنجمع فيها كل من له قضية او رفع السلاح على الدولة !! ويعلم الجميع ان بورتسودان جاهزة لهذا الهدف !!
    نسال الله ان تراجع الحكومة المركزية ما صغناه اعلاه وتفتي لنا فيه حقنا لدماء شعبنا وشعب جنوب السودان !! حتي تختفى صور الحروب من صحافتنا ومن اجهزة أعلامنا ومن ثم يأتي المستثمر والضيوف ليطالعوا وجه السودان المشرق عبر إعلامه المقرؤ والمسموع والمرئي !!
     

  9. يازول هووووي سيب الكضب…
    متين الهلال دمر المريخ..؟؟وكمان بي تلاتة صواريخ..؟؟
    بعدين الصحف تكتب ليك شنو يعني عشان ترضيك…؟؟؟يعني زي المانشيتات دي مثلا:
    تخريج الدفعة الاولي لاطفال روضة(براعم الايمان)..
    افتتاح معرض الزهور الدولي بالخرطوم….
    رئيس الجمهورية فلان العلاني يوصي بصرف راتب6 شهور لكل العاملين في الدولة…
    رئيس الجمهورية فلان الفلاني في زيارته لحلايب يفتتح محطة لتوليد الكهرباءو3 مستشفيات واستاد رياضي..
    ريس الجمهورية فلان الفرتكاني يمثل امام القضاء علي خلفية اتهامه بايداع مبلغ 3000 ج سوداني في رصيده الخاص…
    وزير الصحة الاتحادي يقدم استقالته علي خلفية بتر اصبع مواطن نتيجة خطا طبي….
    وزير الدفاع:تسريح الف ضابط واحالتهم للمعاش وصرف مستحقاتهم لعدم الحوجة لهم في ظل السلام الذي يشهده البلد….
    المريخ بعد تخطيه لعقبة الميلان يواجه برشلونة في نهائي بطولة الاندية ابطال العالم في اليابان..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..