زواج مزدحم

بسم الله الرحمن الرحيم

ويأتي الاذدحام هنا من عدد الاشخاص الذين يحشرون انوفهم ويتواجدون في تفاصيل وخصوصيات هذا الزواج ،وهم اشخاص حولنا يتدخلون احيانا بأيعاز منا ويشكلون دائرة العلاقات الاجتماعية التي تدور حول زواجنا تماما مثل الكواكب حول النجوم دون ان تغير مدارها او تخرج عن نطاق غلافنا الزوجي.
والشاهد ان الكثير من الزيجات في السودان تمر بمنعطفات ومراحل حرجة يصعب معها احيانا السيطرة علي مستوي الامان فيها ، وسواء اكانت تلك المنعطفات بسبب مشاكل اصيلة في عدم تفهم الآخر او كانت بسبب عوامل خارجية فهي في كل الاحوال تمتد الي مسارات زلقة بفعل تدخلات لزجة من الآخرين..
واذا كانت او لم تكن الخلافات بين الزوجين علي حافة الهاوية فأن تدخلات الآخرين تشبه تماما صخرة عظيمة تدحرج وتتكاثف مثل كرة الثلج وتسرع بتلك الخلافات حتي تقذف بها في هوة سحيقة لاغرار لها.
والزوجة التي تبادر الي اشراك اهلها في تفاصيل خلافاتها واسرار حياتها الزوجية ابتداء من رؤيتها حول تقصيره في قفة الخضار وروشتة الدواء وعداد الكهرباء وغرفة النوم وانتهاء بممارسته التسلط والنزعة الذكورية وحب الامتلاك والرغبة في الاقصاء .و….و..
هذه الزوجة التي تنشر غسيل زوجها انما تكون قد بدأت بضربة اول معول في هدم بنيان الاستقرار لحياة زوجية كان يمكن ان تكون هادئة .
والمؤسف ان شكوتها هذه عادة ماترجع بالوبال عليها حيث تنشط وترتفع الكثير من الاصوات داخل اسرتها مطالبة اياها بالرجوع والعودة والاستسلام للأمر الواقع وبث عبارات انهزامية علي شاكلة ( استحملي اصلا انتي عاوزة راجل من غير عيوب ،ده مستحيل ) و(استري حالك وربي عيالك ) و(اوعك تمرقي تخلي ليهو البيت بكرة دي بعرس فوقك )و(حايجيب ليك ضرة تكب ليك الشطة في عيونك )، والكثير غيرها من عبارات الاستسلام واليأس.
بمعني انها تصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار ،هذا طبعا اذا لم يرتفع صوت احدهم متضامنا معها بوجوب الطلاق وعبارات اخري علي شاكلة (ياخي ريحي رأسك وراسنا من الراجل ده) و(اصلا من يوم دخل عليك ماشفنا منو غير وجع القلب) .
وهكذا تصبح مابين المطرقة والسندان لم تعالج ازمة ولم ترتق فتقا ولم تخيط جرحا ولم تسد شرخا انما وسعت الهوة بينها وزوجها في نفس الوقت الذي اصبحت فيه ايضا الكثير من علامات الاستفهام والاستهجان تطارد سلوكه وتصرفاته وعوضا عن النظر اليه من قبل اسرتها بأعتباره ابن البيت والقبيلة وفارس الحوبة الداخرنو للتقيلة يصبح شخصا مثار جدل وغير مرغوب فيه .
وهذا الحديث ينطبق كذلك علي الزوج الذي وبمجرد افشاءه لتفاصيل حياته الخاصة مع زوجته لمن حوله من اهل وخلافه يكون قد انتقص الكثير من درجات الرجولة والمقدرة علي ادارة الازمات وفتح آفاق للحوار مع شريكة الحياة ، واستعمال الحنك في استرجاع لحظات جميلة من الماضي كان يمكن ان تهدئ الخواطر.
كما ان مخيلته تصبح ارضا خصبا للقيل والقال وتبادل الوشايات والاتهامات وسوء الظن والتسرع في اصدار الاحكام و تصبح ايضا مرتعا خصبا لأفكار شيطانية لن يزيدها اهله الا بؤسا علي بؤس وتعاسة تلو تعاسة .
اما اصدقاء الزوج فهؤلاء يحتاجون الي قعدة طويلة في مقال قادم .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا يخيل لي ان العامل الاقتصادي هو اس البلاوي كلها. الآن زاد عدد المطلقات الى حد مزعج جداً. زمان الكلام دا ما كان بهذه الكثرة البنت تتزوج لا يفرقها عن زوجها إلا الموت وان تزوج عليها. انتي طرحت المشكلة اختي سهير لكن الحل شنو عشان ما يصل المتزوجين بعلاقتهم الى نقطة اللاعودة في ظل ظروف باتت غاية في التعقيد.

  2. شنو يا الاخت مقبلا علينا كده..انا وبصفتي المعتبرة شرعا كـ(رجل) ساكون إتحاد الرجال وايضا إتحاد الرجل العامل وكذلك نقابة خاصة بناء حفظا لحقوقنا المكتسبة ولن نتهاون في سبيل ذلك ولن نالو جهدا في الدفاع عن منسوبينا في كافة المنابر وسنتحدث للسيد الاول في العالم ليضم صوته لنا … خليك في الخط ده واخربي عليهم …
    المراة في السودان مميزة وما تكتري المحلبية وتخربي الرصة يا ست البنات

  3. زحم يزحم مزاحمة وزحاما وازدحام وزحمة من الأخطاء اللغوية وليس الإملائية تجعل القاريء يشك في أهلية الكاتب مهما كان موضوع مقاله.

  4. ليس في السودان فقط تمر الزيجات بمنعطفات حرجة بل في غيره من البلدان, والأفضل إستخدام تحديات كبيرة بدلا عن منعطفات حرجة أي بالإمكان تجاوزها وتخطيها بالمزيد من الصبر والمرونة.
    الإزدحام لا يأتي فقط من أشخاص من لحم ودم بل هنالك ( آفات عصرية ) كثيرة تقوم بدور فاعل في إفساد الحياة الزوجية ليس أقلها الموبايل والتلفزيون وأخواتهما من أدوات التصدع الإجتماعي.
    تدخل الشركاء ( عند الأزمات) شيئ مطلوب بشرط ان يكونوا أناس علي درجة من الوعي ومنزهين عن الغرض ومن أصحاب الضمير ( إذا وجدوا ) ويجب أن تجمع (جلسة الصلح ) الطرفين والوسطاء وأن تتسم بجو ودي مع المزيد من المكاشفة والوضوح والاعتراف بالأخطاء والاستعداد لتقديم التنازلات بدلا عن المناكفة والعناد واستعراض العضلات ( عضلات اللسان او العضد ) ولبعض النسوة عضلات في ألسنتهن أشد فتكا من عضلات أشد الرجال.
    الموضوع مهم جدا ويستحق من الجميع حشر انوفهم فيه دون تحرج, اما صديقات الزوجة فأؤلئك يحتجن لجلسات طويلة قبل تهيئتهن ليقمن بدور الوسيط في إصلاح الخلافات الزوجية!!

  5. اما اصدقاء whatsup and facebook فهؤلاء خربواالبيوت.
    My advice to all protect your family from whatsup and facebook in order to protect your relation ship with your wife ,take it serious .take care about your family, take it serious,everything is matter…..

  6. لحدى السطر الثامن (تدحرج) كان نمط واسلوب معين وشيق جدا جدا ويشد الانتباه والتركيز ولكن بعد داك اصبح كلام راعى الضان فى الخلاء عارفو
    عموما الموضوع بالجد هادف كان ممكن ان يلفت انتباه الازواج لخطورة تدخلات الاخرين لو استمر بالاسلوب الاول
    اتمنى ان تعيدى سياقته

  7. الحمد الله أنا ضبحوا لي
    الكديسه من زمان ومرتاح
    لا،،،زوجه تانيه ولا،،،يحزنون.

  8. مقال عقلاني جدا” لكن للاسف لايقرأه الا المثقفون ونحن نريد ان تصل الرسالة لفئة معينة من الناس .فياريت مثل هدا الكلام ان يقال كندوات عامة وبلغة بسيطة ومفهومة

    وللامام يااستادة

  9. فقدنا منى ابوزيد .. لغه رفيعة وسرد بديع خصوصا في هذا النوع من المواضيع الاجتماعية وبالخطأ ما تترك غلطة املائية او نحوية سبحان الله

  10. أين الكاتبة المبدعة منى سلمان ؟؟ والله كلما أقرأ لسهير عبدالرحيم أتحسر وأتأسف لغياب الصحفية المدهشة منى سلمان .. أتمناها بخير .

  11. لا يوجد زواج بلا مشاكل وخلافات بين الزوجين , مهما تقاربت الطباع .
    ولكن بالصبر والعمل وتلمس العذر , وتوفر الثقة , وحسن الظن بالشريك , يمكن أن تزول أغلب الخلافات ويتم التواؤم بين الزوجين .

  12. والله كلام (محمد) عن لدخل الناس الواعين ذوي الضماير ونية الاصلاح الصادقة يناسبنا تماما رغم ان العالم اجاوز تلك المرحلة اضيف الحكمة ففد بهرتني عجوز خاطبت زوجة غاضبة ابت الرجوع للبيت : زعلك وجردك دا والله فوق راسنا لو كان قبل 10 سنين دلوقت جارة ليك 5 شفع ! دحين تفتكري المشكلة حقتك براك ؟ ثم بحنان الحبوبات همست : يا بتي الجنا قيد الهوان ! والجاي زمنهم ما حقك ! كدي لملمي الشفع وارجعي ! وقد كان . مارسوا حياتهم ونجحوا جميعا ! (Think Tank) فردي ! بارك الله لك وفي ميزان حسناتك يا رحمك الله (ست العيلة) بل ست الحكماء

  13. مقال رائع كما عودتنا الأستاذة سهير, ويبدو أن البعض يحتاج لقراءته مرتين أو أكثر وأمثال هؤلاء تجدهم يستعجلون القراءة فلا هم أفادوا ولا إستفادوا، وتصبح تعليقاتهم عقيمة بلا معنى ولا رؤية، فالشكر كل الشكر للأستاذة سهير على هذه التوعية الإجتماعية والتى أجد أن الجنسين فى حاجة ماسة لها، وكان الأجدى بقنواتنا التلفزيونية وإعلامنا أن يولى إهتماما بهذه المواضيع التى تحفظ لنا أمن الأسر وبالتالى أمن المجتمع العريض..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..