التيجاني سيسي في عرسه.. ومن شَرّ مُنتفعٍ اذا انتفَع

على طريقة جنوب افريقيا، في الوقت الذي يضرب الافارقة المثل بدولة جنوب افريقيا كمثال للتقدم والرقيّ وسيادة القانون والعدالة، وفي الوقت الذي نفتخر نحن جميعاً بالأب نيلسون مانديلا كنموذج لرجل اسس دولة المواطنة والمحاسبة والشفافية؛ في هذا الوقت تحديداً وقبل ان تجف رمال قبره؛ يطل على العالم الرئيس جاكوب زوما بفساد مالي ضخم وكأنه لم يكن ضمن الذي تربّوا على يد وتعاليم نيلسون مانديلا. الكل يستغرب كيف لرئيس في دولة مانديلا العفيف ان يكون مفسداً بعد كل البناء القيمي الذي بناه الرجل قبل وفاته مؤخراً. والايام ستخبره شرور نفسه بحكم سيادة القانون واستقلاله في دولة جنوب افريقيا.
وهكذا دائما المنتفعون على اشكالهم يقعون بعد الانتفاع وان طالت آجالهم.والدكتور التيجاني سيسى رئيس حركة التحرير والعدالة يمثل النموذج الجليّ حالياً في السودان باعتباره احد ابناء الهامش والضالعين في التهميش حتى أقمص قدميه.وهو المهمش ابن المهمش بن المهمش وان ادعى انه من ابناء السلاطين كمثلنا جميعاً.
فحركة التحرير والعدالة هي حركة تكونت داخل فندق شيراتون بالدوحة ايام مفاوضات الحكومة مع الحركات المسلحة هناك.والسيسي كواحد من الاشخاص الذين تم تقديمه من مبدأ ووزن القبيلة، وتلك ليست صدفة ان يأتي السيسي الى مفاوضات الدوحة عبر اديس ابابا باسم حركة بلا منتمين سوى اسمه، وقتها كانت بداية تغيير افكاره من كونه موظف لدي منظمات الامم المتحدة الى ميدان الانتفاع. وبغض النظر عن الجهات التي غيرت رايه واقنعته بسوق الاتفاقيات واختارت اسم التحرير والعدالة لحركته؛ بغض النظر عن كل هذا، يبقى السيسى اسوأ المنتفعين بمشكلات الاقليم بعد ان كان ابرزهم في بيع ضميره واهله.
وهذه قاعدة كونية ثابته؛ بان يظهر على السطح عدد من المنتفعين بمأساة الناس وضيقهم. لذلك ومن هذه القاعدة ظهر السيسى وابدع ايّما ابداع في توقيع اسمه ضمن اسوأ المنتفعين والمتاجرين بقضايا ومصائر شعبه. ويختلف السيسى بامتياز بانه لم يكتفى بالتجارة باسم شعب دارفور وانما تخطى ذلك بامتصاص دماء الناس والمشي فوق جماجمهم. والتاريخ يدون كل شيء وبدقة كلما استمتع السيسى وامثاله بدماء شعبهم.
فعلاً شيء يتخطى حدود الألم، ان يقوم شخص مثل الدكتور التيجاني سيسى بلعب دور الذراع الاكبر في ضرب شعب دارفور. وهو الذي كنا نظنه ارتقت به العلوم الغربية بعد ان نال منها درجاته العلمية. وحسبناه سيقوم بلعب دور الرجل المؤثر في سياسات الامم المتحدة بحكم شغله لصالح التعابه في دارفور.لكنه وبحكم القاعدة التي ذكرناها اصبح المستفيد الاكبر من تقتيل الناس في دارفور، ليس لشيء وانما فقط ليحافظ على سلطته الانتفاعية التي اوجدها بموجب تراضى ثنائي لا يرتقي حتى ليكون اتفاقاً فسُمي بوثيقة الدوحة.
التيجاني سيسي كان من الذين يُفترض بهم الاستفادة من قدراته وخبراته قبل وثيقته.وهو من ابناء زالنجي غرب السودان درس الاساس بها ومن ثم التحق بثانوية الفاشر ونال درجتي الماجستير والدكتوراة في المملكة المتحدة مروراً بمدرسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة الخرطوم. والده من رجالات الادارة الاهلية البارّين. ولا اعتقد انه سيرضى عن ابنه السيسى ان كان حياً بيننا.
تخيل معي بعد توقيعه وثيقة الدوحة اضحى هو المسؤول الاول عن شعب دارفور. وشهدنا جميعا كيف انتهك الجنجويد بشكلهم الحديث قرى شرق وجنوب دارفور في الاسبوعين الماضيين. كان شيئاً مؤلماً جداً ارتكبته قوات الجنجويد او قوات الدعم السريع- الاسم الرسمى لهذه المليشيا- والمسؤول الاول هو التيجاني سيسى نفسه قبل مليشيا الجنجويد باعتباره حامي شعب دارفور عن هجماتهم وانتهاكات حكومة الخرطوم الذي يشارك فيها اليوم.
وفي هذه الاثناء وتحديداً لحظة كتابتي هذا المقال ينعم السيسى وزوجته في افخم الاجنحة بفندق روتانا سلام وسط الخرطوم. وسيدفع السيسى مما ارتزقه نقداً بموجب وثيقة الدوحة، ومما اكتسبه من المانحين باسم النازحين، سيدفع للفندق خلال شهر واحد مايعادل كفالة خمسة الآف اسرة منكوبة في دارفور جراء اعصار الجنجويد الاخير. كما وقد بلغ اجمالي سعر الكروت والدعوات التي وزعها السيسي بمناسبة زواجه حوالي نصف مليار جنيه بالقديم. هذا بالإضافة الى تكاليف اسطول الفنانين الذين غنوا في الحفل فقد بلغ أثنين مليار جنيه ؛ فضلاً عن مأدبة العشاء الفاخر وتجهيزات الصالة السياحية للحفل.
هذه الأُسر التي اجتاحتها المليشيات كانت تتوقع على الاقل تأجيل (شهرعسله) الى حين الوقوف على حال المواطنيين المتضررين وتحديد موقف ايجابي لصالح الضحايا.
او ضغط حكومة الخرطوم لحماية المدنيين. نعلم ان الحكومة لايمكن ان تحميهم لكن كموقف كان من الممكن ان يسجله في صفحات تاريخه الاسود. لم يحدث هذا ولا ذاك وانما ذهب مبتهجاً لقضاء شهر العسل وتركنا نتفرج على انفسنا في عجاب.
اخيراً؛ لم تكن ظاهرة انتهازية السيسى وبيع ضميره ظاهرة جديدة؛ فقد كان من قبل قيادياً في حزب الامة قبل ان يشترى نفسه بثمن بخس، وانما هناك اخرون يلعبون ذات اللعبات القذرة في صف التحرير والعدالة او المكونات المصطنعة الاخرى. فدارفور عانت مايكفي من وجع وألم. لذلك لانقبل مجددا باستمرار المنتفعين في انتهازيتهم واستمرارالنظام في انتهاكاته.وهنا نتساءل لماذا لم يُتهم حركة التحرير والعدالة كجناح عسكري لحزب الامة مثلما يُتهم الاخرون.؟؟

ميمونة عبدالله فطر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اختى ميمونة شكرا للمقال والله العظيم اكثر شىء محزن هو حرق قرى العودة الطوعية مرة اخرى فى شمال وجنوب ووسط دارفور وتشريد اهلها مرة اخرى اذا كل مانفعله لن يفيد مالم تصمت اصوت البنادق فى كل دارفور اماالسلطة الاقليمية فهى ضعيفة جدا فى هذا الجانب والله المستعان والمركز يتعامل فى الامر بمكيالين( تحارب ناس وتدلع ناس ) وكده حل مشاكل دارفور لازالت صعبة جدا لان فى النفوس مرارات كبيرة جدا وما تشوفوا اللقاءات الكثيرة البعملوها ده معظمها نفاق لذلك ربما ناس سيسى وغيره قالوا احسن نعرس وبلاش هم .

  2. لماذا يا اخت مني تصفي الدكتور السييس بالانتهازي … اعتقد انها من باب أولي وصف عبد الواحد م نور بانه اكبر انتهازي مستغل لمشاكل أهله … فيكف تثتكترين علي السيسي الزول في فندق في الخرطوم و لا تسنكري سكن عبد الواحد في باريس و كمبالا …..

  3. ابنتى ميمونة جميل ان تحلمى بولى امر يتقى الله فى من يتولى امرهم.ولك ايضا ان توجهى النقض اليه ان قصر فى واجبه تجاه من ولى امرهم وقد جاء فى الاثر ان سيدة وقف عندها الفاروق (رضى الله عنه)وهى تدعو الله بقولها:يارب عمر خذ عمر.فسألها الفاروق ولم يا امة الله؟فقالت له ،لقد انشغل عنا وهى لاتدرى اته عمر وانه فى جولة يتفقد خلالها شأن الرعية فلم يغضب بل قال معها :يارب عمر خذ عمر وعندها انتبهت السيدة الى ان محدثها هو عمر يتفقد امز الرعية ولكن بعيدا عن الاضواء.ابنتى العزيزة هل تعلمى ان التجانى سيسى قد اعد له اصدقاءه برنامجا لزواجه بعد ان حاصروه بضرورة الزواج ولكنه قام بالقاء ذلك البرنامج اثر تدهور الاوضاع الامنية فى دارفور وقد ادخلت دعوة عشاءه(الكرامة) برنامج رئيس الجمهورية .؟؟وهل تعلمى ان الجانى سيسى قد ارسل مجموعة من معاونيه الى مناطق الاحداث وهم يحملون اول دعم انسانى للمتضررين واسناد للولايات.؟؟وهل تعلمين ان الحفل الذى اقامته اسرة العروس هو حق انسانى لا يستطيع التجانى سيسى ان يحول بينهم وبينه.وهل تعلمين ان التجانى سيسى عندما كانت حسناوات دارفور نازحات ومقيمات يشاركن اهل العروس فرحتهم بابنتهم ولسان حالهن يردد امثال دارفورالمتسامحة (الفرح والكره متباريات)لطمئنتهم وتقديرهن لضرورة ممارسة حقهم الانسانى،كان غارقا فى اجتماع مع مجموغة من قيادات دارفوريتفاكرون حول ما ينبغى فعله؟؟وهل تعلمين ياميمونة ان التجانى سيسى كان يوم الصبحية مداوم فى مكتبه منذ السابعة والنصف صباحا.ثم هل تعلمى ان السيسى يقضى اسبوعه الاول من شهر عسله المزعوم مع وفود الازحين اثر الاحداث الاخيرةومعه زوجه.فيارب السيسى احفظ السيسى وهنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدنا.الا ترين فى ولى امرنا قدر من التقى ومخافة الله فينا.؟ارجو ان يكون بعضا من حلمك قد تحقق والعافية درجات.

  4. الرجل تزوج ولا غضاضة فى ذلك ان كانت صغيرة او كبيرة فهذا موضوع لا يخصنا فى دارفور هذا شئ والشئ الاهم اختى ميمونة كنت اتمني ان تتناولى اشياء نستطيع ان نناقشك فيها مثل مسيرة وثيقة الدوحة ومسار تنفيذ هذة الوثيقة وكيف للوثيقة ان تخرج بدارفور من النفق المظلم لكن كنت اعتقد ومازلت اجزم باننا فى دارفور نركز دئما فى سفاسف الامور ونخلق من الحبة قبة ونحن احوج الى ان نتفق جميعا لنعرف الى التعافى طريق لكن هذا هو الحال نتحدث عن زواج السيسى ووهندام السيسى وسيارات السيسي ولا اعتقد ان تاريخ الزوجتم تحديدة صبيحة الهجوم على المناطق الشرقية وكنت اتمنى ان يقراء الجميع بعين فاحصة تاريخ الرجل المادي والعلمى والسياسيى فرجل كان فى يوم من الايام يحكم مقاليد الحكم فى اقليم دارفور ولة من الشهادات المعترف بها عالميا واقليميا ليس بحاجة الى ملاين قطر او الانقاذ وان اخذ هذة الاموال فيبقى بالعقل والمنطق انها حقة مقابل عملة فى السلطة الاقليمية لدارفور وهذا حق شرعي رضيتم ام ابيتم ..ارجوكم دعونا تنحدث بمنطق ولو بدانا نقارن بين الصالح والطالح فسيخرج كل انسان فى دارفور شريك فى حريق دارفور لاننا ببساطة الان نقتل بعضنا بعضا ولا احد جاء من الخارج وقتل وهجر واحرق وشرد غير ابناء دارفور نفسهم ويااختى ميمونة انا اطالبك بان تكتبى مقال فى المرة القادمة عن المعارضة بعد 10 اعوام على قيامها ماذا انجزت لانسان دارفور وماذا استفاد المواطن من فصائل التمرد وهل بالفعل حققت التنمية التى حرجت من اجلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..