?سلفا في الخرطوم? ترحيب واستعداد في الخرطوم لزيارة رئيس جنوب السودان المنتظرة بالجمعة، ولكن هل تضع دولتا السودان في مسارات التعاون الصحيحة؟

الخرطوم ? الزين عثمان
من المؤمل أن يهبط رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، في الخرطوم يوم الجمعة المقبل، وبحسب مصادر كشفت لـ(اليوم التالي) عن ترحيب رئيس الجمهورية المشير البشير بزيارة سلفا واستعداد حكومته لمعالجة كل القضايا العالقة بين الدولتين، ومن ثم السعي للمساهمة في وضع نهاية للحرب المشتعلة في الجنوب منذ سنوات، مع دعم أواصر التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان، سعياً لتحقيق مصالح الشعبين.
سلفاكير في الخرطوم، يبدو السؤال متجاوزاً لما يحمله الرجل في حقيبته من أجندة نحو سؤال آخر يتعلق بـ إلى أي مدى يمكن للخرطوم أن تستعيد دورها المؤثر في عملية تحقيق الاستقرار في الدولة التي كانت جزءاً من السودان الكبير؟ البلاد التي باتت مرتبطة في الإعلام بأنها أرض الموت الذي لا ينتهي، حيث ذكر تقرير صادر عن وكالة الدفاع الأمريكية أن حوالى مليون جنوبي قتلوا في العام 2016 في فترة لا تتجاوز المائة يوم، وهو الرقم الذي يرسم صورة قاتمة وبالغة السوء للأوضاع في جنوب السودان، وفي الوقت نفسه يظل سبباً رئيساً في حراك دولي كبير من أجل وضع نهاية للأزمة التي يدفع فاتورتها المدنيون ممن ما زالوا يقيمون في جنوب السودان تحت ظلال المعارك المشتعلة بين الجيش الرسمي وقوات نائب الرئيس السابق رياك مشار، ومجموعات مسلحة أخرى تنشط ضد حكومة ميارديت.
ربما يبدو السؤال هنا بأي آلية يمكن من خلالها للسودان أن يستعيد دوره ويلعب إيجابياً لصالح تحقيق الاستقرار في الجنوب، في ظل التأكيد على أن ثمة علاقة ترابط بين الاستقرار في السودان والسلام في جنوب السودان، علاقة كانت قد أكدت عليها الحكومة في جوبا قبل يومين وعبر تصريح تم تداوله، قال إنه لا يمكن للجنوب أن يظل على الدوام في معارك مع السودان، وأن الطريق نحو المستقبل يمر عبر الخرطوم وعبر علاقات إيجابية معها يشير الكثيرون إلى أن الحراك المحموم لوزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، يصب في هذا الاتجاه، ولعل اللقاء الذي جمعه بقائد المعارضة، رياك مشار، في جنوب أفريقيا يأتي في هذا السياق، رغم تأكيد الأخير على أن المنصة التي ينطلق منها هي منصة منظمة (إيقاد)، وليس الموقف الخاص بدولته، مع تأكيده على أن ثمة اتفاق عام بين مكونات المنطقة على ضرورة وضع نهاية للأزمة في جوبا وأهمية إحلال السلام بين الفرقاء هناك.
يبدو التباين على أشده في جنوب السودان، تباين يباعد شقة الوصول إلى غاية السلام في ظل تعنت المواقف بما فيها الموقف الرسمي لحكومة سلفاكير، حيث ترتفع نبرات رفض عودة النائب السابق رياك مشار وهو الركن الرئيس في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في أديس ووضع اشتراطات تحقيق السلام، كما أن الحكومة في دولة الجنوب أعلنت عن رفضها فتح اتفاقية إيقاد الأخيرة لانضمام المجموعات المتمردة. وطالب وزير الإعلام في حكومة سلفاكير، مايكل مكوي، الحركات المتمردة بالتوحد في جسم واحد للدخول في حوار يفضي إلى سلام نهائي في البلاد، وهو الاقتراح الذي تقدمت به حكومة جوبا لـ(الإيقاد).
يقول مراقبون إن العلاقات الجنوب سودانية تمضي في اتجاه جديد تحاول الخرطوم من خلاله العمل الجاد لوضع نهاية لأزمة عدم الاستقرار السياسي في الجنوب، وهي الأزمة التي يبدو أنها متجاوزة البعد الجغرافي له، للتأثير السلبي على مجمل المنطقة، وفي البال أن واحداً من اشتراطات تحسين العلاقات السودانية الأمريكية هو ضرورة لعب الخرطوم دورا إيجابيا في حلحلة المشكلات بجنوب السودان، في ظل اتهامات باتت تلاحق الخرطوم بأنها تدعم الحركات المتمردة وكأنها ترد فعل جوبا في دعم نشاط المعارضة السودانية التي تواجه الحكومة في الخرطوم. هذه العوامل وربما عوامل أخرى تؤكد على أن ثمة تحولات جديدة في المشهد ينتظر الجميع أن تصب في صالح إنجاز سلام يتجاوز بالجنوب السقوط أكثر مما حدث.
تنقل المصادر أن ثمة ترتيبات على مستوى عالٍ بين الرئيس السوداني المشير البشير ورئيس الجنوب الفريق سلفاكير، حيث إن الرئيسين كانا على صلة مباشرة ويتابعان من كثب ترتيبات هذه الزيارة من حيث تحديد موعدها وترتيبات تنفيذها.. مما يؤكد أنها قائمة في موعدها المضروب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرفع من توقعات تحقيق القمة أهدافها بإعادة السلام إلى أحراش وغابات الجنوب، حيث يضع الكثير من الجنوب سودانيين أملهم في تحقيق حراك (إيقاد) الذي جاب معظم العواصم الأفريقية هدفه في السعي من أجل إنهاء الحرب هناك، وإعادة بناء جسر جديد من جسور الثقة يساهم في انتقال الشعب من مربع القاطنين في دولة يحاصرها الفشل والموت إلى دولة تحاول إعادة تحقيق تطلعاتهم في التنمية والاستقرار.
تحديد مواقيت وجود سلفاكير بالخرطوم يوم الجمعة، كان قد سبقه تصريح منسوب لوزير الخارجية إبراهيم غندور، الذي أكد فيه زيارة مرتقبة لرئيس حكومة الجنوب للخرطوم عقب لقاء جمعه بوزير الخارجية الجنوب سوداني، دينق ألور، أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وهي الزيارة التي كان قد سبقتها زيارة تمهيدية لعدد من المسؤولين في دولة الجنوب وانتهت بتوقيع عدد من الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون، قبل أن يشارك السودان في منتدى النفط الجنوبي في جوبا بداية أكتوبر.
في كل الأحوال، فإن السؤال الحاضر هو: هل ستساهم الزيارة الجديدة لسلفاكير في وضع نهاية للأزمة بين الخرطوم وجوبا، وتحسم كل القضايا العالقة في ما يأتي سؤال آخر يتجاوز هذه المرة الخرطوم لجوبا نفسها، فهل تكون هذه الزيارة هي أولى خطوات السعي نحو التسوية الجنوبية الجنوبية أم أن الأمر لن يتجاوز كونه إعادة لذات السيناريوهات القديمة؟ وهل يفلح سوء الأوضاع في الجنوب والضغوط الممارسة على حكومته وعدم استقرار الأوضاع في الخرطوم، في وضع الأمور في نصابها أم أنه من الصعوبة بمكان أن يتحول المستحيل إلى ممكن؟.
اليوم التالي.

تعليق واحد

  1. صدقوني ياهل بلادى ان التوجة نحو الخرطوم لبحث عن ما يسمى الحلول هى اكبر خطاء تاريخي ترتكبه قياددتنأ . السياسية فى حق الوطن وشعبه النظام فى الخرطوم اسؤ فى المامعورة زعزتأ اللاستقرار والسلام . كيف يكون الخرطوم قبلتك يارئيس كير قيادات التمرد ومعارضة جميعهم مقرات هناك بما فيها الاسلحتهم ان الخرطوم يا سلفاكير لايريد الاستقرار والسلام فى جوبا الاستقرار وسلام فى جنوب السودان يعنى سقوط النظام فى الخرطوم . يارئيس سلفاء المخابرات السودانية تعمل ليلا ونهار لتقويض الاستقرار عبر عملاءئيها المنتشيرين فى كل ركن فى جوبا هل حلت الخرطوم مشاكلها فى دارفور الابادة الجماعية وجبال التطهير العرقي . بمافيها التهجير القسري حتى يتحولوا الى وسطاء بيناوالتمرد على جوبا جلب كل من – الحلو- عبد واحد- جبريل ابراهيم- اركو- التفاوض معهم حمل مطالبهم لخرطوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..