الزواج الثاني.. البحث عن طوق هروب من مركب غارق.. تبرير ذكوري

الخرطوم- زهرة عكاشة
استنكرت هدى حديث زوجها الذي طلب منها أن تبحث له عن عروس لصديقه الذي تعلم زواجه السابق ورزقه منه بالبنين والبنات، ويعيش حالة أسرية مستقرة على الأقل في ظاهرها.. سألت (هدى) زوجها والحيرة تكسو محياها، لماذا يريد صديقك الزواج مرة أخرى، تفسير زوج هدى لحالة صديقه التي قال إنه وصل لطريق مسدود مع زوجته واتفقا أن يعيشا تحت سقف واحد حفاظاً على استقرار الأبناء والبنات، لم يكن مقنعاً لها، خاصة وأنها تدعي المعرفة الوثيقة بنفسيات الرجال.
لم تكشف هذا السر لزوجها، لكنها صدت طلبه بأنها لا تعرف امرأة تليق بصديقه، لم تخبُ رغبة صديق زوج هدى في الزواج من أخرى بعد رفضها البحث له عن زوج، بل سارت الأمور على غير ما توقعت وتزوج سريعاً، واصطحب معه عروسته التي لم تتجاوز عمرها سنوات إحدى بناته كثيراً لدولة مجاورة، ولا يزالان يقضيان شهر العسل هنالك.
تغير مفاهيم
مهما يكن، لن يجد الأزواج حرجاً في البحث عن زوجة ثانية أولا ثالثة، مهما طالت أو قلت سنوات الزوجية بينهما، وقطعاً لن تكون ضمن أسباب الزواج المتأخر لديهم، شروط كوفاة الزوجة أو الطلاق أو أي سبب آخر ما دام الأمر يتوافق مع الشرع ويقره القانون ولا يعيبه المجتمع، وفي جميع الحالات يستطيع الزوج تبرير زواجه من أخرى بعلة في زوجته الأولى، ولا يهم إن كان هذا التبرير علناً أو ضمنياً، لأنه في جميع الأحوال، فإن المجتمع متقبلاً لأعذار كهذه دون أن يلقي ذرة اللوم في بركة الرجل التي دائما تظل ساكنة في الوقت الذي تتلاطم فيه أمواج بحيرة الزوجة المقلوب على أمرها اجتماعياً.
فشل بائن
لذا ترى الدكتورة ثريا إبراهيم الباحثة الاجتماعية أن الكثير من الأزواج يفشلون في قيادة دفة زواجهم الأول، فيلجأون للبحث عن نجاح في زواج ثان، دون أن يدروا أن ذات الأسباب التي أفشلت الزواج الأول تلاحق الثاني، بمنطق كيف لمن فشل في بدايته ولم يدرس سبب الفشل الأول يحرز النجاح ثانياً بالقفز على الأسباب السابقة. وأضافت ثريا أن أسباب فشل الزواج الأول في بعض الأحيان لا تتجاوز المشاكل المالية العادية الناتجة عن الوضع الاقتصادي المعروف، بالإضافة لبعض تدخلات الأسر بين الزوجين، وجميعها مشكلات يمكن حلها بالقليل من التريث والدراسة وليس بالزواج مجدداً. وتلفت الدكتورة ثريا إبراهيم النظر إلى أن هنالك أزواجاً يسلكون دروباً معوجة خوفاً من مواجهة المشاكل التي تحدث بينهم وزوجاتهم السابقة، فيفضلون الزواج عليهن سراً دون معرفتهن أو إخطار الأقارب وأمثال هؤلاء الرجال، تقطع ثريا بأنهم لا يرتقون لمستوى المسؤولية بجميع معانيها، وبمثل هذا المسلك لا يدمرون مستقبل زواجهم الثاني، فحسب، بل يتسببون من حيث لا يدرون بتفكك أسرهم الأولى، خاصة إذا كانوا أباء لأبناء وبنات عدة.
عادة مجتمعية رثة
البعض يعد الزواج هو حل للمشاكل الطارئة أو المزمنة التي تخيم على أجواء الأسر، والبعض الآخر بحسب الدكتورة ثريا إبراهيم يمارسه من باب العادات والتقاليد والمفاهيم القديمة، حيث توجد مجتمعات تتمسك بشدة بتعدد الزوجات وتحث أبناءها على الزواج مثنى وثلاث ورباع، والبعض منهم يتبع طرقاً عدة، كأن يقوم أحدهم بترك الزوجة الأولى مع أطفالها ويتزوج بالثانية، وعندما يتقدم العمر بالثانية يذهب للثالثة، وهكذا حتى يبلغ عدد زيجاته العشرات مثلاً، وتؤكد ثريا أن أساليب الزواج المتبعة في مناطق عديدة تمتزج أحياناً بتقاليد ومورثات بالية كالتباهي بعدد الأطفال والأحفاد والزوجات، وهو جانب يكاد يمجد فحولة الرجل بمعناها الذكوري المعروف.
تعديل المسار
يبدو أن عملية تكرار الزواج بالطُرق التي يتم بها في الوقت الحالي تحتاج لبعض الإصلاحات، ليس من الجوانب الشرعية أو القانونية، إنما الجوانب والطرق الاجتماعية الموروثة، فإن يتم زواج ثان وفقاً لحاجة الزوج الحقيقية لزوجه ثانية، فهذا أمر لا طعن فيه، ولكن أن يتخذه البعض منفذاً للهروب من قضايا أسرية أو للتباهي بعدد الزوجات أو البنين، فهذا ما لا يصلح حال مجتمع ولا يحقق فائدة للزوج، ولكي يصبح الزواج مستقراً بمعناه الشرعي لابد من إزالة الشوائب التي علقت به، على حد وصف الدكتورة صفاء عبدالمنعم عرديب (اختصاصية نفسية). فهى ترى أن لابد من إزالة الرواسب الاجتماعية القديمة من أمور الزواج، ليتم وفقا لقناعة الزوجين وحاجتهما لتكوين أسرة مستقرة وفاعلة في المجتمع. ورداً على البحث عن حلول للمشاكل الأسرية في الزواج الثاني، قالت: صفاء عبدالمنعم لم يكن الزواج الثاني حلا لمشكلة حدثت في الزواج الأول مطلقاً. ووصفت الذين يبحثون عن تبرير لإخفاقاتهم الأولى في الزواج الثاني بالضعف وعدم المبالاة لا أقل ولا أكثر، وإن الحل الوحيد يكمن في تقويم الطرق المتبعة في الزواج وتنقيتها، كما سبق من الرواسب المجتمعية القديمة
اليوم التالي
كلام الطير
( لم يكن الزواج الثاني حلا لمشكلة حدثت في الزواج الاول مطلقا ) يعني الاولى وفقط في رأي هذه الباحثة وفاتها كما الكثيرات ان يكون هناك استحالة في استمرارية الزواج الاول فهل هذا يعني عدم الزواج مرة أخرى عجيب والله امرك
الاصل فى الزواج اربعة نساء والاستثناء واحدة
(فإن لم نعدلوا فواحدة)
لذلك يجب على كل رجل مقتدر الزواج باربعة نساء
لانه احياء للسنة وحل لمشاكل عديدة منها العنوسة
وسوف تقل المشاكل وبالتالى تقل حلات الطلاق ويزداد
رزق الرجل والاسرةككل ويحصل الاستقرار والسكينة ويعم الخير.
حث الإسلام على تعدد الزوجات ورغب فيه وأباحه، دون شرط ? إلا شرط العدل ? وقد فهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ذلك جيداً وطبقوه في حياتهم تطبيقاً عملياً، لم يشذ منهم أحد.. فقد ثبت في كتب السيرة أن أبا بكر الصديق رضي الله قد تزوج في حياته بأربع نساء وهن:
1- قتيلة بنت عبد العزى
2- أم رومان بنت عامر بن عويمر
3- أسماء بنت عميس
4- حبيبة بنت خارجة بن زيد ..
وذكرت بعض الروايات أنه تزوج زوجة خامسة وهي أم بكر وأنه طلقها عندما هاجر إلى المدينة.
أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله منهن ثلاثة عشر ولدًا ، أما نسائه فهن:-
قبل الإسلام
1- قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم
2- أم كلثوم أو ?مليكة? بنت جرول الخزاعية
3- زينب بنت مظعون بن حبيب
وبعد الإسلام تزوج رضي الله عنه من:-
4- جميلة بنت ثابت الأنصارية كان اسمها عاصية
5- عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
6- أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم:
7- أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
أما عثمان بن عفان فقد أجمعت كتب السيرة على أنه تزوج في حياته بثمان زوجات ? لم يجمع بين أكثر من أربع منهن في وقت واحد ? وهن:
1- رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
3- فاختة بنت غزوان
4- أم عمرو بنت جندب الدوسية
5- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية
6- أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية
7- رملة بنت شيبة بن ربيعة
8- نائلة بنت الفرافصة الكلبية
أما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقد تزوج في حياته بتسع نساء، وولد منهن 14 ابناً و17 بنتاً .. وهن:
1- فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- أم البنين بنت حزام
3- ليلى بنت مسعود اليتيمة
4- أسماء بنت عميس (تزوجها بعد وفاة زوجها أبو بكر الصديق)
5- أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية، الملقبة بالصهباء
6- أمامة بنت العاص بن الربيع، وأمها هي زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
7- الحنفية خولة بنت جعفر
8- أم سعيد بنت عروة الثقفية
9- محياة بنت امرئ القيس الكلبية
ونضيف إلى ما سبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يسأل أبا بكر أو عمراً أو علي بن أبي طالب: لماذا تزوّجت على زوجتك ، أو ما هي الضرورة التي دعتك إلى التعدد؟ وهذا يكفي للرد على المتأثرين بالغرب وفكره، القائلين بوجوب وجود سبب أو ضرورة أو حاجة ماسة كمرض الزوجة مثلاً أو عدم قدرتها على الإنجاب.
يقول بعض الناس إنه لا يليق بالرجل أن يتزوّج على زوجته بعد سنوات طويلة من العشرة الطيبة (على الحلوة والمرة). وهذا أيضا خطأ فإنّ أبا بكر رضي الله عنه قد تزوّج أسماء بنت عميس وعنده أم رومان التي عاش معها قرابة ربع قرن من الزمان أو يزيد، وهذا لا يتعارض مع الوفاء لها، ويكفي للدلالة على ذلك أنّه قد فعل ذلك بوجود النبي صلى الله عليه وسلم وإقرار منه.
أما العدل الذي يتحجج به أغلب الناس ويرفعونه سلاحاً في وجه التعدد فهو ليس صعباً ولا مستحيلاً لأنه العدل الذي يطلبه الشرع في النفقة والمسكن والملبس والمأكل والمشرب.. أما العدل في الميل القلبي فلم يأمر به الله سبحانه وتعالى عباده أبداً لأنه يعلم أنه فوق طاقتهم مهما حاولوا وحرصوا: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) وأضافت الآية: (فلا تميلوا كل الميل) أي لا تميلوا في كل شيء بما في ذلك العدل المستطاع الخاص بالنفقة.
هناك زعم وشبهة أخرى يرددها بعض الناس بقولهم أن التعدد لا يكون إلا في المجتمعات المتخلفة ثقافيا وعلمياً، وهذا القول لا يصح مطلقا ، فإنّ الصحابة كانوا أكثر الناس علما وثقافة وأرقاهم فكرا وسلوكاً ، كما لم تكن نساؤهن جاهلات أو متخلفات ، بل كن مثقفات وواعيات ومن رواة الحديث وقبلن بالتعدد امتثالاً لأمره تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) وطاعة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم (تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)
أما إحجام البعض من التعدد خشية تفكك الأسرة الأولى بسبب المشاكل فهو خوف طبيعي إذ لم يخلُ حتى بيت النبوة من المشاكل بين زوجاته صلى الله عليه وسلم وهي مشاكل كانت تمليها الفطرة الإنسانية والغيرة الطبيعية لدى النساء وتتطلب المعالجة بالحزم والحكمة والأناة.
ومما يذكر يتبين أن التعدد في الزواج هو الأصل، وفي يومنا هذا أصبحت الحاجة إليه ضرورة اجتماعية تمليها مصلحة المجتمع ، وأي حديث غير هذا هو محاولة للي عنق حقائق الدين والتاريخ والفطرة البشرية، والإحصائيات تشير إلى ازدياد واضح في أعداد الفتيات الراغبات في الزواج وعزوف الشباب الذكور عن الزواج. ولحماية المجتمع من الجرائم الأخلاقية التي تسجلها محاضر الشرطة والمحاكم بشكل يومي من زنا وحمل وإجهاض ومواليد خارج إطار الزوجية، ويقع في أغلبها للأسف الشديد فتيات لم يتزوجن مع رجال لم تتح لهم فرصة التعدد والزواج بثانية وثالثة..
عشان كده بقولوا ان الرجال ما يملأ عينهم إلا التراب عشان النوعية دي منهم اللي بفتشوا للزواج الثاني بدون أي أسباب مقنعة و الواحد منهم بكون مستقر مع زوجته و أولاده و فجأة بيفتش للعرس
الاخ monidodi ماجاء فى الشرع هو الشىء الصحيح
حتى ان لم يعجبك فالمشكلة فيك انت وليس فى الشرع
لانه هو الطريق القويم الصحيح ونتائجة مضمونة واكيده
فالرزق لا يوزعة شخص ولا يتحصل بالعقل انما الرازق هو الله
فلذلك يجب علينا العمل به وليس الاختفاء خلفه.