مقالات سياسية

المحس.. ظلم وإظلام..!

* اقترب السد المنحوس منهم فظلوا ــ كما هم ــ بلا كهرباء..! حين انطلقت الهتافات الرعناء في الإحتفال بسد مروي كان الكثيرون يظنون بالفعل أنها بداية نهاية الظلام وتعميم الضوء بكافة أرجاء السودان.. لم (ينستر) السد بإضاءة الرقعة الجغرافية غير البعيدة من حجارته؛ ناهيك عن سترة السودان العريض..! ففي ماذا تفلح هذه الحكومة وهي العاجزة عن تحقيق الممكن؛ حتى لو جاء هذا (الممكن) برجليه وقال خذوني..!! أوضح دليل على عجزها معاناة أهلنا النوبيين في شمال السودان؛ فماتزال ظروف عدم الاستقرار ماثلة أمامهم نتيجة للغفلة عن مناطقهم وحرمانها من التنمية.. وليت الأمر توقف على التنمية والخدمات التي يستطيع الأهالي الإسهام فيها؛ إنما تبدي الحكومة نفساً عدوانياً مرصوداً حيال تلك المناطق (يتضح هذا بالوقائع منذ أن ظهرت الأصوات المنددة بقيام السدود؛ كما يتضح بالمظالم والإعتصامات المُسبّبة)! أليس تحويل الشمال إلى بؤر طاردة بالإهمال (والمعاكسات) أمر مقصود؟! أظن ذلك، فلا يعقل أن يكون حلم الكثير من ساكنيه بالكهرباء المدفوعة من جيب المواطن مازال قائماً..!

* اقترب السد من مناطق شمال السودان؛ وابتعد عنهم بريق كهرباء هم أحق بنورها.. لم يحصدوا غير وعود بشأن معانقة النور لبيوتهم، وحين لم يجدوا وفياً بالوعد بلغ بهم الحال حد الاعتصام.. فقد قرأنا

بصحيفة (الجريدة) تلك الدعوة التي وجهتها لجنة اعتصام منطقة دلقو لمجلس مشايخ المحس واتحادهم بالخرطوم وأهالى القرى لإحتشاد عام ــ أمس السبت ــ بخيمة الإعتصام بدلقو (تنديداً بعدم توقيع وزارة المالية الولائية مع شركة سمنار على مشروع توصيل كهرباء الضغط المنخفض). كما جاء في الخبر.

* وبخصوص اعتصام المحس قرأنا أيضاً: (حسب متابعات الجريدة، فقد شهد مقر الاعتصام الذي دخل يومه السابع؛ توافداً من قبل أهالى القرى المعنية، واتحاد والكيان النوبي الجامع، وقيادات شياخات المحس التي تبلغ 48 شياخة، ويرفع الأهالي داخل مقر الاعتصام لافتات وشعارات تندد بتنصل وزارة المالية من دفع حصتها في تمويل المشروع، وأخرى تحمل عبارات ــ كهرباء المحس مطلب شعبي ــ لا للتمويل عبر البنك ــ أين دور الدولة ــ لا لتفتيت المحس ــ لا لصراع المصالح). انتهى.

* بلا شك أن كل هؤلاء الكرام من المحس وغيرهم لم يعتصموا سبعة أيام على لا شيء.. بل الحكومة بتقصيرها المعتاد وأكاذيبها أجبرت موطني المحس على الاعتصامات (والإعتصام أقل تعبير عن ظلمهم وظلمة ديارهم).. ففي مناطق أخرى أجبرت الحكومة الناس على حمل السلاح بعداوتها لهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم..!

* هذه الحكومة لا تستحي حين يخرج الناس ــ في الشمال تحديداً ــ مطالبين بخدمة مثل الكهرباء.. وعلى ماذا تستحي وقد ملأت الأصقاع كافة بالمظالم والغبن؟!

* أن تجتمع الظلمة بالظلم على ديار المحس وغيرهم من الجوار؛ فذلك مدعاة لإشارة مستحقة ناحية المسؤولين بالدولة وسوء نواياهم إزاء المنطقة أو على الأقل عدم وضعها في جدول الأهمية.. أما وزير المالية الولائي المتسبب في الأزمة؛ فلو كانت لدينا حكومة (طبيعية) محترمة لتمت إقالته من منصبه.. فالوزير الذي تعتصم الأفواج ضده ولا يُقال؛ يعزز القول بأن هنالك (إرتياحاً رسمياً) لتصرفاته..!

أعوذ بالله

الجريدة الالكترونية

تعليق واحد

  1. نكرر ان الشمال كله مستدهف بالتهجير …الظلم و التهميش و الاهمال و انعدام التنمية و حرق النخيل و دفن او اشاعة دفن النفايات النووية و غيره كلها اساليب لتهجير اهل الشمال … السؤال : لماذا؟ هل بيعت الارض لمصر و لحقت حلايب ام هل تم بيعها للصين ام لدول الخليج ام خصصت لاسرائيل … كل الاحتمالات واردة في ومن يتولى الامر فيه المجرمون و القتلة و بائعي الوطن

  2. نكرر ان الشمال كله مستدهف بالتهجير …الظلم و التهميش و الاهمال و انعدام التنمية و حرق النخيل و دفن او اشاعة دفن النفايات النووية و غيره كلها اساليب لتهجير اهل الشمال … السؤال : لماذا؟ هل بيعت الارض لمصر و لحقت حلايب ام هل تم بيعها للصين ام لدول الخليج ام خصصت لاسرائيل … كل الاحتمالات واردة في ومن يتولى الامر فيه المجرمون و القتلة و بائعي الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..