مقالات وآراء

سارق الذهب

عمر عبدالله محمد 
قصة قصيرة جدا
امرأة في منتصف العمر ممتلئة جمالا وطمأنينة وحكمة . تعمل بائعة للشاي في أسفل منحنى جبل عامر .
الزبائن من المنقبين عن الذهب (الدهابة) . يشترون أحيانا بالنقد وفي معظم الأحيان يشترون بالدين (بالجرورة).  لبائعة الشاي كراسة ، عليها اسماء وأرقام تلفونات الزبائن . صفحة لكل زبون ، يسجل عليها ، عدد الاكواب التي يتناولها.
يدفع الدهابة ما عليهم من مال ، بعد أن يبيعوا ما وجدوه من عروق الذهب.  احيان ا، بطول انتظارهم للحصول عليه .
لا تسألهم بائعة الشاي ، ولا ينسجون لها خيوط الاعذار؛ فهي تعرف ، وهم يعرفون.
في يوم ما ، وصلت قوة عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد ، طوقت الجبل وطردت كل الدهابة ومعهم بائعة الشاي ، بعد أن حطموا وداسوا ،  على اوانيها واغراضها.
رفعت بائعة الشاي رأسها نحو السماء والدموع تملأ عينيها ، وهي تتمتم بصوت خافض ؛
يا ربي ، أنت أعلم بحالي. ثم انصرفت ، تجر مأساتها.
في اليوم التالي ، هوت طائرة تمتلكها شركة فاغنر وهي محملة بسبائك الذهب ،  على الجبل .  صرع جميع ركابها واندقت أعناقهم ، بعد الاصطدام .. أما  سارق الذهب ، فقد وجدوا سبيكتين من الذهب مغروزة داخل شدقيه اخترقتا  لهاته فخرجتا  من الجانب الآخر. ما حدث لعينيه ،  فقد طارتا من محجريهما، وتعلقتا  باستار الجبل…

انتهت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..