
كنا نأمل التزام الأحزاب السياسية بقرار عدم المشاركة في حكومة الفترة الانتقالية وترك التهاف على السلطة والمناصب والتفرغ التام لبناء وتأهيل وتنظيم نفسها وتجديد العلاقة مع قواعدها الحزبية وتأهيل كواردها وتدربيها و الإستعداد الجاد والهادف للانتخابات التى تعقب الفترة الانتقالية وعدم إعادة تجارب ٦٤ و٨٥ ونيفاشا سلسلة الخيبات والنكبات السابقة التى كانت مدخل للحكم العسكري وفرصة للانقلابيين في الأحزاب والجيش.
لأن احزابنا السياسية خرجت من فترة ثبات وجمود طويلة بسبب دكتاتورية الإنقاذ الظالمة التى أوقفت النشاط الحزبي وصادرت دور وممتلكات الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية.
لكن النخب الحزبية السودانية دائمآ تخيب آمالنا وتتهافت على السلطة والمناصب ولا تستطيع مقاومة بريق ومغريات السلطة تضعف أمامها وتتنكر لعهودها ومواثيقها التى تعهدت بها للجماهير الشعبية تتصارع بشكل مخجل على كيكة السلطة الإنتقالية التى جاءت بدماء الشهداء الأبطال ومجاهدات وتضحيات شعبنا الصابر المقاتل الذي نازل وأسقط ثلاث دكتاتوريات وسلم السلطة للنخب الحزبية السودانية التى فشلت في المحافظة عليها وفشلت في الانتقال بها من الوضع الانتقالي إلى الإستقرار الديمقراطي والتدوال السلمي للسلطة بتلهفها وحبها المستمر للسلطة وعدم صبرها على الديمقراطية ومسار تطورها الطويل.
أتمنى النجاح لحكام الولايات المدنيين في المهام والواجبات العظيمة والكبيرة التى تنتظرهم.
وإن يمنحهم الله القوة و القدرة على تحقيق كامل أهداف وغايات الثورة في الولايات وترسيخ وتثبيت دعائم وركائز الحكم المدني في الولايات ، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،وتوفير الأمن وبسط هيبة الدولة وهذا يتطلب منهم خلع العباءة الحزبية وارتداء عباءة الوطن والشعب.
..
الثورة مستمرة ومنتصرة والنصر حليف شعبنا
المجد لجماهير شعبنا
المجد للشهداء
..
أحمد جلال
[email protected]