احتجاج الصحفيين.. يكشف سوأة البعثة

لم أندهش لما نقل عن موقف الحجيج السودانيين في المشاعر المقدسة.. إثر حادث التدافع بمنى.. فهذا هو السلوك الطبيعي لأي إنسان طبيعي.. فما بالك إذا كان هذا الإنسان حاجا لبيت الله.. زاهدا في عرض الدنيا أصلا.. وهو هناك بين يدي الله.. يسعى للتقرب إليه.. فكيف به إذا قيض الله له سبيلا للتقرب بمنحتين إلهيتين كبيرتين.. الأولى أن أنجاه من الموت ومن الإصابة.. والثانية أن اصطفاه ليكون خادما لضيوف الرحمن الجرحى.. ساترا لضيوفه الموتى.. ثم أتاح له تطبيق الآية الكريمة من سورة الحشر (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).. أنا هنا أعني عموم حجاج السودان لا بعثة الحج والعمرة.. حيث ثبت أنها مشغولة بأمر آخر.. نفصله بعد حين.. ولكن.. وقبل ذلك.. فهذه الآية بعيدا عن الحج وتدافعه تذكرنا بأولئك القوم الذين اعتادوا على الحج إلى جنيف في مثل هذا الوقت من كل عام.. مؤكدين أن السودان.. الدولة الإسلامية.. متمسك بحقوق الإنسان.. وهم يكذبون.. ولو كانوا صادقين لكانوا قد تذكروا أن الإسلام لا يرى في حقوقهم تلك.. إلا ضربا من الأنانية وحب الذات.. ثم إن الإسلام يهتم بحقوق بدأ الغرب.. يا دوبك.. ينتبه لها ويبحث عن ترتيبات لها.. مثل حقوق الوالدين.. وحقوق الجار… الخ..!
الشاهد أنني قد وقفت مطولا عند رسالة جابت المواقع و.. القروبات.. حتى وقفت عندي.. ولم أقرر التعاطي معها إلا بعد أن أيقنت أن مطلقها أراد لها أن تصل.. وأن تعم القرى والحضر.. ويبدو.. بل أقول يقينا أن صاحبها قد دفع بها ردا على ما أثاره صحافيون قيل إنهم رافقوا بعثة الحج والعمرة بدعوة منها.. لتغطية أعمال البعثة من هناك.. وكما نقلنا عن بقية الحجاج.. فقد اشتكى أولئك الصحافيون من رداءة الخدمات.. إن لم يكن انعدامها.. ثم تحدثوا عن أنهم لم يجدوا طعاما.. ومشروعية شكوى الصحافيين من عدمها ليست موضوعنا الآن.. لأن المشروعية نفسها هنا قد تكون مرتبطة بمشروعية تلبية الدعوة نفسها.. وهذا كله مبحث آخر.. ولكن ما يعنينا الآن هو رد ذلك المسؤول على تلك الشكوى.. فالمنقول أن أحدهم اسمه عبد العزيز وهو رئيس البعثة الإعلامية حسب ما أفادت تلك المواقع.. قد دافع عن البعثة.. وانتقد موقف الصحفيين.. وهذا أيضا شأن يخصه.. فمهمته أصلا هي الدفاع عن البعثة.. أو التبرير لها إن تعذر الدفاع.. فالذي يهمنا هو ما قاله هذا العبد العزيز..!
قال.. إن البعثة قد سلمت كل صحافي.. حاج بالضرورة.. مبلغ ألف ريال وهو يغطي احتياجات أكله وشربه طوال فترة الحج.. فنتذكر فورا أن هذه البعثة نفسها والتي هي الوجه الآخر للحج والعمرة تلزم كل حاج أن يدفع ألفا وخمسمائة ريال مقابل الأكل والشرب طوال فترة الحج.. والحال كذلك فنحن أمام احتمالين لا ثالث لهما.. إما أن الحج والعمرة.. تنهب الحجاج خمسمائة ريال دون وجه حق.. والعياذ بالله.. أو أنها تظلم الصحافيين فتنقصهم خمسمائة ريال.. وأيضا.. العياذ بالله.. فأيهما يختار ناس الحج والعمرة.. والمدافعون عنهم..؟
اليوم التالي
حجاج جنيف أسوء من خلق الله فى الارض وخاصة لو كان من المتخصصين فى القانون لانهم يحاولون سلب المظلوم حق الشكوى والتقاضى وينكرون اشياء هى معلومة لديهم بالتفاصيل وكل ذلك يلصقونه بالاسلام ……..يا أخى ما تنصح قريبك دا لانه لا يعلم الى هاوية يقود السودان