مقالات سياسية

مفاوضات السد الأثيوبي: خطوة بعيداً عن دائرة الخطر!

د. علي حمد ابراهيم

بعد مفاوضات شاقة استمرت لاكثر من عشرة ساعات ، لم تتمكن مصر والسودان من تليين الموقف الاثيوبى الرافض للمطالب المصرية التى دخلت بها الى اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث فى اجتماعهم العاشر الذى انعقد فى التاسع والعشرين من ديسمبر2015 .

ومعروف ان مصر دخلت الى قاعة المفاوضات وهى تحمل طلبا رئيسيا هو أن توقف اثيوبيا العمل فى بناء السد حتى يتم الاتفاق بين الدول الثلاث على كل الامور العالقة ، التى من اهمها تقليل حجم التخزين وراء بحيرة السد المقدر له حوالى الاربعة وسبعين مليار متر مكعب . واشتراك مصر فى ادارة السد. وتأخير موعد الشروع فى ملء السد بالمياه. كما هو متوقع رفضت اثيوبيا رفضا قاطعا المطالب المصرية التى ترى فيها تطفلا على السيادة المصرية.

اكتفى الوزراء خلال مفاوضاتهم المضنية بالممكن فى جدول مفاوضاتهم ورحلوا المستعصى من الاجندة الى اجتماعهم القادم الذى سيعقد فى فبرائر القادم . واتفقوا على استبدال بيت الخبرة الهولندى بيت خبرة فرنسى بسبب رفض بيت الخبرة الهولندى لبيئة العمل المقترحة. كذلك اتفق الوزراء على الالتزام بما جاء باعلان المبادئ الذى وقعه الرؤساء الثلاثة فى مارس الماضى . وكما هو واضح فان هذه مسائل اجرائية لم تكن لتشكل أى مأزق لسير التفاوض الكلى بين الدول الثلاث.

ولكن الجديد الذى خرج به المتفاوضون هو اللغة الدبلوماسية الناعمة التى عبروا بها عن مواقفهم التفاوضية فى المراحل القادمة ، لا سيما لغة المفاوض المصرى التى كانت تتسم بالتشدد والانفعال مثل الاصرار على القول بأن مصر لن تفرض فى قطرة ماء واحدة من حصتها التاريخية التى حددت لها فى اتفاقية عام 1959 . ومعلوم بالطبع ان اتفاقية عام 1959 غيبت عنها اثيوبيا.

مثلما غاب السودان الحر الذى فاوض نيابة عنه مستعمره البريطانى مع مستعمره الآخر المصرى. نعم ، تحدث المفاوض المصرى في هذه المفاوضات بمعقولية اكبر.

واختفت لغة الخطوط الحمراء و جاءت فى مكانها لغة الحرص على مصالح شعوب الدول الثلاث فى مؤشر ايجابى جديد . لقد كانت نتائج مفاوضات سد النهضة الاخيرة خطوة مهمة بعيدا عن دائرة الخطر.

تعليق واحد

  1. الأمور العظيمة والجسيمة لا ينفع فيها الا النفس الهادي الرزين – مشكلة مياه النيل التي لم يكن السودان أو أثيوبيا طرفا فيها تحتاج الى دبلوماسية النفس الطويل مع الحرص على مصلحة الأطراف ذات الصلة جميعها.
    ولا أظن أن الأمور الفنية سوف تكون صعبة على الحل – الحمد لله انتشر العلم هنا وهناك ولا أعتقد أن مشكلة سد النهضة سواء كانت من ناحية سعة السد أو الاحتمالات السيئة التي ربما تحدث تستصعب على الفنيين ولاسيما بعد أن فتح المولى عزّ وجا خزائن العلم والمعرفة لبني الانسان .
    المهم في الأمر عدم التسرّع والتشكك وحل الأمور بسياسة النفس البارد مع استصحاب التقنيات الحديثة واستشارة أكثر من طرف معني بالأمور الفنية وما أكثرهم .

  2. انت عامل دكتوراه من مصر ولا شنو كل كلامك مؤخر اسم السودان ومقدم مصر علية كل من يكتب اسم السودان وراء اي دولة في موضوع ما فانه ليست لديه وطنية

  3. وماذا في يد مصر والسودان من ورقة ضاغطة او كرت لتضغط به اثيوبيا ، اياديهم خلو من اى مركز قوة في الموقف التفاوضى

  4. يادكتور اتفاقيت 1959 ما دخل المستعمر البريطانى الا اذا كان ابراهيم عبود بريطانى ونحن ماعارفين الحقيقة دى ما اخبار تصريحات الرئيس حول حلايب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..