“جيبو لينا كافر”

قالو العرس الخواجية اهلو قالو ليهوالكافرة الكافرة. مشى بيها البلد سابها عند أبوه كم يوم. فطرتو ودلكت ليهو رجلينو ولبستو وفسحتو، لمن جا راجع قال لأبوهو أها الكافرة كيف؟ الأب قال لولدو والله الكافرة أمك دي! هسي والله احنا زاتنا الكافرة أمك دي. تكون قاعد مفلس ومآمن وحالتك بالبلا، وكهربتك قاطعة (دور القطعة على حلتكم) وتمسك جريدة تتسلى بيها وانت واقف في صف الغاز تقوم تلقى وزير بيسب فيك وفي أبوك الواقف بيهناك في صف العيش (شعب مستهلك وعاطل). وكلامو صاح. انت يا أستاذ وابوك الواقف في صف العيش الاتنين مستهلكين.. مبدأيا قاعدين تستهلكو في الغاز والعيش بتاع البلد. تاني شي انت جد عاطل، الموقفك في الصفوف دي شنو، انت ما عارف راتبك 2500 دولار؟ المدير قطلع في التلفزيون وقال كدة والله! فانت تجيب عيش ليه، وغاز ليه، أصلا طابخ ليها شنو؟ امشي اضرب الهوتدوغ دا ياخ! انا شخصيا لو عاطل وكمان راتبي 2500 دولار في الشهر، مش لو بقى صف عيش ولا غاز.. علي بالحرام صف الصلاة ما أقيف فيو. بمشي قدام بدفع رشوة واقيف إمام عديل كدة! (أصلا البلد شغالة كدة) اقيف وكمان افتي، فقه تحلل وفقه ضرورة وفقه زنقة وفقه لطش 90 مليار دولار من عائدات البترول ورفع الدعم منو. عادي فيها حاجة؟ ما أنا بقيت الإمام.. والإسلامي وال”منقذ”! كمان تحمدو ربكم انو عملنا ليكم زي 14 شارع منهم 3 كدة مافيهم حفر كبيرة النوع البيعوق عامود العربية داك، وتبوس يدك يا عاطل انت وهو عشان سوينا ليكم كم كبري كدة.. صح واحد أكلو الفار لكن الكعب العدم.

انا ما مستغرب من رفع المحروقات دا، اصلا تركب عربية ليه؟ الكلام دا انا والله قلتو زمان ومافي زول اشتغل بي، الناس دي تركب المواصلات وترتاح. والحكومة ماشاءالله موفرة للشعب ميدان جاكسون والمركزي والمحلي ومواقف كتيرة وكمان فيها طبليات وعصاير وستات شاي وصعوت وخدمات والله في أمريكا ما تتلقي. وبرضو ما مستغرب من رفع الدعم من القمح، دا عندو بدايل، ممكن الناس تاكل شوربة “الحمام طار”. نص بصلة في موية بتغلي.. تجيك الريحة حمام حمام. بس اختا الغاز عشان الصف طويل واختا الطماطم عشان الكيلو دق في خمسين جنيه. انا بس مستغرب من كلمة (رفع الدعم). كان نفسي اعرف هو أصلا كان في دعم؟ ولو كان في دعم هيرفعوهو وين اكتر من كدة، في راس الدولاب مثلا؟ يعني البنزين في السوق اصلا بكم، وانت بايعو لي بكم،وحاسبو لي بشنو، بالجالون ولا بالكيلو ولا بالميغابايت ولا بشنو؟ وهسي داير ترفعو يبقى كم؟ كدي جيب لينا الوزير دا ومعاهو كالكيوليتر واستاذ فلسفة ومنطق وطبيب صيدلاني، الاول يورينا كيف بنزيننا الغالي دا أصلا مدعوم.. طقطقها لينا بالكاكيوليتر، التاني يمنطق لينا الفهم الغريب دا والتالت يلحقني بحبة الضغط. ولا أقول ليك حبة الضغط دي سيبنا منها عشان انا اتذكرت انو واحد من القرارات الجديدة زيادة سعر الدوا بنسبة 40٪. يعني البيشتري حبة ضغط بعد دا ممكن يضغط على فطور اليوم البعدو. الوزنية الجديدة بقت (ما تاكل وما تمرض).

أنا من هذا المنطلق، وبعد تفكير وتحليل عميق قدرت أحلل وافسر أبعاد المشكلة المتأصلة في حكومتنا الرشيدة. المشكلة مش في الفساد، أي حكومة فيها فساد، ومش في عدم الشبع، حكومتنا دي أصلا زي سمك الزينة، غبي وذاكرتو ما بتستمر أكتر من سبعة ثواني. كل سبعة ثواني بينسى انو أكل ويقوم يلهط تاني. ياكل لمن يموت. المشكلة برضو مش في الغباء، الفهم قسمة وفي ناس ببساطة ما اتقسم ليهم. أنا افتكر ان المشكلة كلها بتتمحور في الحمارة بفتح الحاء (من كلمة حمار). يعني انت ما ممكن تكون حرامي وفاسد ومطلع زيتنا وفوق دا كلو تجي ترمي ليك تصريح حمار. ياخي ألعبها صاح، قول 200-300، ياخي أنا معاك لحد ألف، لكن 2500 دي جات حامضة شوية. طيب القال احنا شعب مستهلك وعاطل. أول شي هو أصلا فضل حاجة يستهلكوها؟ قدر الفي دا ما ياهو عيش وشوية خدار، ديل ما ناكلهم مثلا؟ بعدين هل في يوم جيتو شحتو الشعب عشان ينتج قام أبا؟ يعني مثلا سويتو 120 مصنع وسبعطاشر مشروع زراعي و9 مشاريع تنموية و30 ناطحة سحاب وجيتو شحتو الشعب يشتغل فيهم وقالو “لأ”؟ انتج ليك شنو أنا؟ وانتجو وين بالزبط؟ المشروع الوحيد الوفرتوهو في البلد هو مشروع سجارة خدرة. جر نفس وانتج دخانا. يلا لمن تكون انت عندك اكتر من 800 ألف خريج انت ما قادر توفر ليهم وظايف في بلد جهامة وفيها موارد طبيعية ومساحات زي دي، ولمن تكون عندك اكتر من 90 مليار دولار في جيبك مستخسر وما قادر تعمل بيها مشروع واحد زي الناس للناس.. يبقى العاطل والما شايف شغلو منووو؟ ولمن التصريح الما مسئول يطلع من زول مسئول ممكن نقول عليهو تصريح شنو؟ “حمار”! والزول القالو يبقى زول شنو؟… ايوا صاح. أنا في رأيي انو الجنس دا ما كان يحرج نفسو كدة، كان اخير ليهو بس يقعد في الكرسي ويلعب بالموبايل ولا يخش واتساب ولا حاجة. هسي بيكون جاب الضحك والكلام لأولادو في المدرسة، هسي كان في داعي؟

الحمارة دي بتتجلى برضو في أحمر حالاتها لمن تفتح خبر وتقرا انو مثلا فخامة “المدير” بيتكلم ويقول أن “هناك عدداً من التحديات تواجه المجتمع في ظل المتغيرات المعاصرة، أهمها الارتقا ء بمنظومة القيم وتماسك النسيج الاجتماعي ومكونات الهوية السودانية”…. ياخي منظومة قيم صباحا؟ الناس في شنو وانت في شنو، كدي دقيقة! أنا غايتو لا بفهم في السياسة لا راسي بيقدر يستوعب الكلام الكبار بتاع النسيج دا، لكن الحاجة الوحيدة العارفها انو السودان محتاج ليهو حاجتين ويتصلح:
1- بسطونة: أو كونتينر كدة مستورد من الصين يكون فيهو كم ألف بسطونة وتتوزع على الشعب. لكن أهم حاجة عدد واحد بسطونة أصلية (النوع الملفوفة بسولوتيب أحمر ديك)، ويدوها لأعتى زول حايم. كل ما يجي مسئول يقول حاجة زي دي، صج يدوهو في ضهرو. مسئول اتحرش بموظفة، صج في ضهرو. وزيرة مسكو في عربيتها مخدرات .. صج، الجاب تقاوي فاسدة، الباع خط هيثرو، البيسرق المال العام، البيفاجأو الخريف كل سنة.. صج كلو واحد يدوهو في ضهرو. بالطريقة دي أي مسئول يفكر يعمل كفوة هيفكر مرة ومرتين وتجيهو صورة البسطونة وينسى مصيبتو الداير يعملها. كدة الما بيخاف من الله هيخاف من البسطونة!
2- كافر: هو مافي حاجة اسمها سياسة اسلامية ما نافعة، الاسلام دا نافع في اي زمن وفي اي حاجة ومع اي زول، لكن في حاجة اسمها سياسي مسلم ما نافع “بصلة” لا في السياسة لا في الاسلام. فأنا افتكر انو الما بيعرف يقول “ما بعرف” والغلبو يقول “الروب”، ما عيب، مالازم يكون الزول بيعرف أي شي. حكومتكم الاسلامية دي غلبتهم وغلبتنا، جيبو لينا كافر يحكمنا، جيبو لينا خواجة ولا انشالله الصيني دا.. انا الانتخابات الجاية هارشح الرئيس الصيني يحكمنا، عندو مليار وتلتمية كلهم ماكلين وشاربين وشغالين.. ماف زول فيهم واقف في صف عيش .. جد الكافرة امك دي!

ياسر الخضر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..