نعم، يا مولانا.. ولكن..!

عثمان ميرغني

لفت انتباهي ?مانشيت? الزميلة صحيفة ?المستقلة? اليوم، جاء فيه (أحمد هارون: عائدات هلال الأبيض أكبر من الصرف عليه).. وبلا حاجة إلى مراجعة كشوفات عائدات فريق ?هلال الأبيض? ومصروفاته أبصم بالعشرة على أن كلام والي شمال كردفان صحيح مئة في المئة.. لكن هناك ما هو أصح منه!.

صدقني يا سعادة والي شمال كردفان أن الذي تجهله الحكومة.. وهو سبب بلاء هذه الأمة وشقائها.. أن (عائدات إنسان السودان? أيضاً- أكبر من الصرف عليه).. فالأمر لا يتعلق بهلال الأبيض- وحده- بل بـ (إنسان السودان) كله.. كل جنيه يصرف عليه يرتد على البلاد بمئة ضعفه، لكن الحكومة تجهل أو تتجاهل ذلك.. وتظن أن ما تنفقه على الشعب من ماله.. مقطوع من لحم الحكومة!.

من قبل ميلاده، لو وجدت الأم رعاية صحية معقولة لوفرنا نصف الميزانية التي نصرفها على (التعقيدات) والمشاكل الصحية التي يتعرض لها المواليد والأمهات جراء نقص العناية.. فالأم السليمة تنجب طفلاً سليماً.. بل وشعباً كاملاً سليماً.

ولو وجد الطفل السوداني تعليماً جيداً لارتفعت القيمة المضافة للإنسان السوداني في كل المجالات والتخصصات.. فيرتفع الإنتاج.. ولقل عدد الفاقد التربوي، وتجنبنا كثيراً من مآسي الضياع في الشوارع، والمخدرات، وعالم الجريمة.

ولو أنفقنا على صحة البيئة والنظافة لتخلصنا من 90% من المرضى، الذين تنفق عليهم الدولة أضعاف ما كان ممكناً صرفه عليهم وهم أصحاء؛ حتى لا يمرضوا.. ولزاد العمر الإنتاجي للإنسان السوداني.. بما يفوق كثيراً كل ما يصرف عليه ليظل معافًى قادرا على العمل والإنتاج.

ولو أنفقنا على الحدائق والخضرة والجمال لأصبح إنسان السودان هادئاً لا يتوتر، ومنفتحاً على الحياة بما يرفع همة الإنتاج والعمل.. بأضعاف ما نصرفه!.

ولو أنفقنا على الفنون والآداب بكافة أشكالها من مسرح وسينما وتشكيل وإنتاج الكتب وغيرها لأنجبنا شعباً أكثر استنارة ووعياً قادرا على ريادة الأمم.. فيكون العائد أكبر من المنصرف.. وبكثير!.

لكن في المقابل- عندما تستحشر (تحوله إلى حشرة) الحكومة شعبها.. ولا تنظر إليهم إلا بمقدار ما يكف أذاهم عنها.. فتوفر لهم الخدمات من ماء وكهرباء وطعام وشوارع في المدن مظان الأذى السياسي?كالعاصمة الخرطوم- بقدر ما يكبح الحاجة للخروج إلى الشارع.. وتتغافل عنه في أي موقع تأمن أن لا تطالها فيه غوائل غضب الشعب.. فإن الحصيلة تصبح شعباً متربصا بالحكومة.. وحكومة لا هم لها إلا تقليم أظافره ونزع كرامته.

لو نظرت? يا مولانا? حولك في كل اتجاه لعلمت أن سبب انحطاطنا وفقرنا وتسولنا العالم الصدقات والإغاثات.. هو ضنّ الحكومة على الإنسان السوداني؛ ولأنها تستخسر أن تصرف عليه? خشية إملاق- بل وعلى النقيض تغدق الصرف في مهلكاته، وعلى رأسها الحروب الأهلية.

من المحزن أن الحكومة لا تحسب (الإنسان) في قائمة أصول الدولة.

التيار

تعليق واحد

  1. انه لسحر البيان .. فالليله يا عصمان بالحكمة وفصل الخطاب قطعت كل لسان..
    *بكل اسف ما ذكرته يتناقض تماما مع شعار “اعادة صياغة اهل السودان” .. تجهيلا..واعتلالا ..ولشانه فى دخيلة نفسه اقلالا وبين الامم انزالا ليزيده من ادعوا كذباان مجيئهم كان لآنقاذه .. بل زادوه خضوعا واذلالا !
    *الانقاذ وحدها لا تتحمل هذه الاوزار..الا توافقنى ان الشعب السودانى والذين اجلسهم على قمة حكوماته الدبموقراطية اسما فاقدة الاحساس بالمسؤوليه (اولى اساسيات ودعائم الديموقراطيه) منذ اكتوبر 1964 هم من “ايديهم اوكت وافواههم نفخت “ولا يلومون الا انفسهم على ما المّ بهم وبالبلاد من تدهور وخراب ودمار!
    *المؤسف ان السودان بعد ابريل 1985 افتقد الرجل الرشيد..كل السودانيين عادوا يغنّون على ليلاهم فرحا ب”البلا اللى عنوا له” بَلا راح وانجلى” وكل حزب رحع الى ضلاله القديم! قالوا ايه.. “ميثاق دفاع عن الديموقراطيه”..اقاموا له الاحتفالات التى ظنوها اعلى درجات الحفاظ عليها) ووصدق قائد احد احزابها “لو تخطّفتها الكلاب لما وجدت من يطردها”.. ولم يفطن اى منهم الى ما كان يضمره الرافضون التوقيع علي الميثاق!
    * وخرج رئيس البلاد من الباب الورانى حالما تم ابلاغه بالمارش العسكرى .. قال ايه.. لحد ما يعرف هوية الانقلاب!

  2. الانسان في نظر الحكومة مجرد آلة تنتج الضرائب و المكوس و الجبايات التي تملأ جيوب جماعة الحكومة … و حتى بذلك الفهم فهذه الآلة لا تقوم الحكومة بصيانتها و لا تزييتها لتعمل بكفاءة فتتعطل الآلة و تتوقف الجبايات … و ذلك حال مئات المصانع و المزارع و الاستثمارات ! الانسان ليس لديه قيمة عند حكومتنا و هو يمثل لديها عدو يجب قمعه و تحجيمه حتى لا ينقلب على الحكومة و حتى لا يطالب بحقوقه فتخسر الحكومة ما تنفقه على مواليها …
    الان دخلنا عهد الاقطاع حيث يملك النافذون كل شئ: السلطة و المال و الاستثمار و الاراضي و المصانع و التجارة .. و حيث الشعب مجرد شغيلة و عبيد عليهم ان يدفعوا الاتاوات لاسيادهم و لو اقتطعوها من لحومهم

  3. ايها العثمان
    كل يوم تكشف عن طلسك للحقائق وطالما اخترت طريق تقديم للنصح لحكومتكم فاختيارك وانت حر فيه ولكن عليك ان تعلم من اطلقت علية زورا لفظ مولانا هو من منع منظمات الاغاثة من اغاثة انسان السودان هو صاح باعلى صوته (امسح اكنس ماداير اسير) لمن؟لانسان السودان الذي سودت حكومتك الباطشة عبشة.
    وعليك ان تعلم ان قيمة انسان السودان هو كنس ومسح حكومة الحركات الاسلامية والزنادقة الذين يقدمون لهم النصح

  4. لا توجد دولة بالمعنى المعروف ولكن مليشيات تقف عند بوابات تقطع الطريق على المواطن وهو أضعف جزء فى الحلقة اخر الهم وأول الاستنذاف .حسبى الله ونعم الوكيل.

  5. امسح اكنس قشو اكسح ومتجيبو لي اعباء اداريه هذا كلام مولاك هرارون , وفي من ؟ في اهله العزل ! من ليس فيه خير في اهله …..ولك ان تتخيل هذا المجرم المطلوب من العداله الدوليه بجرم الاباده الجماعيه ورئيسه ورئيسك الطرطور الاهبل البشكير يتسلطون في رقاب العباد والبلاد وانت في اكثر من مقال تنادي الاهبل بسيادة الرئيس وهذا المجرم ب مولانا !!! تولاكم الخراب والبلاء تفووو عليكم كلكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..