جامعة المغتربين.. الإفلات من مأزق المعادلة

الخرطوم: تهاني عثمان: مازالت قضايا التعليم في كل دول العالم الثالث من اكثر القضايا الشائكة، وتزداد تعقيدا مع ارتفاع نسب الفقر والتخلف. ولعلَّ السودان من الدول التي لازالت تعاني تعقيدات عملية التعليم، وان كانت لثورة التعليم اهداف اثمرت واتت أكلها، لكن في المقابل كانت لها مسالب اظهرتها الايام.
ومن ضمن القضايا التي ظلت هاجسا للمغتربين قضية تعليم ابنائهم في السودان في المرحلة الجامعية، ونظام التعليم الجامعي في السودان المتمثل في معادلة الشهادات العربية وغير السودانية على وجه العموم بالشهادة السودانية، مما يؤدي الى تضييق فرص المنافسة الاكاديمية، الأمر الذي حدا بالكثير منهم الى الاتجاه الى نظام القبول الخاص داخل الجامعة، في وقت يتم فيه تسديد رسومهم بالدولار وبرسوم باهظة تفوق القدرات المادية لأغلب المغتربين، لتعوق قضية الرسوم استمرارية الدراسة لبعض الطلاب المغتربين.
فعمد جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، الى وضع حل جذري لقضية تعليم ابناء المغتربين عندما كون مطلع مايو من عام 2007م، فريقاً لتنفيذ جامعة المغتربين التي تمت إجازة مشروع قانونها عام 2009م، واستوفى كافة شروط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وكان من المقرر أن تبدأ الدراسة بالجامعة مع مطلع عام 2010م، وها هو أغسطس يشارف على الاطلال، وبدأت الأحاديث حول أسباب تأخر إعلان بدء الجامعة.
والآن اتجهنا الى جهاز تنظيم شؤون المغتربين لمعرفة ما ادى الى تأخير اعلان الجامعة. وداخل مباني الجامعة كان لنا لقاء مع أحد المصادر الذي فضل حجب اسمه قائلا: «ان المشكلة التي عطلت الجامعة عن الانطلاق في موعدها أنها جامعة لابناء المغتربين، وتستهدف ابناء المغتربين من حملة الشهادة غير السودانية، من الذين ظلوا يشكون ولسنوات طويلة من سياسات قبول ابنائهم بالجامعات السودانية في معادلة النسب التي تحرم الكثير من ابنائهم من الدراسة في كثير من الكليات التي يرغبون فيها، فيلجأون الى دراسة القبول الخاص، مما يجعلهم مصدر تمويل للجامعات. وقد يكون هذا من اسباب تعطيل اجراءات الجامعة. هذا بالاضافة الى ان جامعة المغتربين ولدت جامعة ولم تمر بمراحل الجامعات الخاصة التي تتطور عن كليات، لذا قد يكون كبر حجم المشروع ايضا له دور في تأخير اجراءاتها، من قبل وزارة التعليم العالي، حتى ان اجازة قانون الجامعة أخذ الكثير من الوقت، بالاضافة الى اجازة البرامج التعليمية».
وفي حديث «الصحافة» مع مدير الجامعة المكلف البروفسيور الطاهر محمد هارون، قال إن الجامعة قد تأخرت بالفعل عن البدء في الزمن الذي حدد لها مسبقا مع بداية العام الحالي، وان ذلك يرجع الى بعض الاجراءات والترتيبات الخاصة بوزارة التعليم العالي. اما الآن فمن المقرر ان تنضم جامعة المغتربين الى التقديم الثاني للجامعات لهذا العام، بعد ان اكتملت كافة التجهيزات والاعدادات المرتبطة بوزارة التعليم العالي، على أن تبدأ الدراسة فيها عبر أربعة برامج تعليمية هي الهندسة الالكترونية والطب والعلوم الادارية واللغة الانجليزية، على أن توسع الجامعة في برامجها التعليمية لتلحق برامج طب الاسنان والصيدلة قريبا، بالاضافة الى تخصصات الهندسة الاخرى، وتوسيع دراسات العلوم الادارية والاقتصادية واللغات. وعن وضع الجامعة التأسيسي الحالي، فقد اكتملت كافة تجهيزاتها الداخلية الخاصة بالمبنى والقاعات الدراسية والمعدات والمعامل والمكتبات والمراجع وكل المعينات العلمية الخاصة بعملية التعليم. وتم تكوين مجلس الامناء، ورفعت الاسماء الادارية من المسؤولين والعاملين الى الجهات العليا.
وقال إن الجامعة وإن كان اسمها جامعة المغتربين، لكنها ليست حكرا على ابناء المغتربين فقط، بل خصصت الجامعة نسبة 60% من مقاعدها للطلاب من حملة الشهادة العربية، و40% لطلاب الداخل يتم قبولهم داخل الجامعة بنظام القبول الخاص، وان كانت الاهداف الربحية خارج اهداف الجامعة التي تم تأسيسها باعتبارها مؤسسة تعليمية تهدف لمعالجة مشكلات أبناء المغتربين في السودان، ومعالجة قضية معادلة الشهادة الوطنية، حيث يصعب عليهم التنافس مما حدا بهم الى الاتجاه الى الجامعات الخاصة او القبول الخاص داخل الجامعات الحكومية.. فمن الناحية الاكاديمية لا يجد ابناء المغتربين فرص منافسة اكاديمية عادلة، بالاضافة الى الرسوم الباهظة التي تفرض على طلاب الشهادة الاجنبية.
لذا خصصت جامعة المغتربين أسهم مشاركة مالية تطرح على المغتربين بقيمة «3.200» ريال، بما يعادل 1800 جنيه سوداني للمغترب، يتم على أساسها تخفيض رسوم أبناء المساهمين الطلاب بالجامعة بحسب قيمة الأسهم وما يحدده مجلس الامناء. وقصد من المساهمة استفادة اكبر عدد من المغتربين حتى من الناحية المادية في الارباح، وستطرح أسهم في الداخل في المستقبل القريب.
ومساهمة منها في معالجة بعض مشاكل المجتمع خصصت الجامعة مقاعد للمعوقين والمجاهدين، بعيدا عن الاهداف الاستثمارية، ومن اجل ابرازها بوصفها جامعة متميزة اكاديمية تخدم اهداف الحملة التعليمية، واردنا ان تكون مناهجها متطورة ومواكبة، فعمدنا الى الاستفادة من تجارب وخبرات المغتربين الذين أبدوا استعدادهم لدعم مشروعات الجامعة العلمية والتعامل معها لجعلها مؤسسة اكاديمية متميزة من خلال المناهج الحديثة. ومن ناحية اخرى ستكون الملاذ للعائدين من المغتربين المشاركين بأسهمهم المالية في الجامعة.
وعن الكيان القانوني يقول هارون إنها شركة مساهمة عامة أسسها جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج الذي يشارك فيها بنسبة 25% تابعة لشركة المغتربين للتعليم التقني والبحث العلمي، و60% من جمل أسهمها تابعة لشركة الآفاق، وبقية الأسهم موزعة على مجموعة من الشركاء.
وفي ختام حديثه أورد هارون أن الجامعة ستبدأ في مبنى مستأجر إلى أن يتم إنشاء مبنى المدينة الجامعية في مدينة الخوجلاب التي تمتلك الجامعة بها قطعة أرض بمساحة «82» فداناً لبناء جامعة المستقبل التي تتمثل في الجامعة بكل متطلباتها بما فيها الداخليات. وعن المستقبل قال إن الجامعة ستسعى الى التمدد في الولايات عبر إقامة بعض الفروع بالولايات، على أمل أن تعالج الجامعة كل قضايا تعليم أبناء المغتربين بالداخل.
ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى تأخير بداية الدراسة بالجامعة، اتجهنا إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باعتبارها الجهة المسؤولة عن متابعة وإجازة ومنح الجامعة قانونها وإجازتها بالصورة النهائية. ولكن وعلى مدى زمني تجاوز عشرة أيام لم نلتقِ أو نتمكن من الوصول إلى المصدر المسؤول الذي يمكن أن يجيب على تساؤلاتنا، فهل ستكون للوزارة اليد في تعطيل وتأجيل بداية انطلاقة الجامعة كما عطلت خطابنا في الالتقاء بالمسؤولين؟ وهل تكون لها مصلحة في ذلك من أجل دعم القبول الخاص بالجامعات لطلاب الشهادة العربية؟ أم أنها إجراءات روتينية تتعلق بإنشاء الجامعة؟ أسئلة مازلت أبحث لها عن إجابة تختص بوزارة التعليم العالي.

الصحافة

تعليق واحد

  1. المعوقين نعم – لكن مقاعد للمجاهدين – جامعات الحكومة ما كفتهم ، وبعدين الجهاد انتهي من توقيع اتفاقية السلام من خمسة سنوات ، يعني الجاهد و عمره عشر سنوات مفروض يكون دخل الجامعة ولا المقصود جهاد النفس ، الشعب السوداني كلوا مجاهد – لن نكون مساهمين فيها و لن نعلم ابناؤنا فيها . فلقد ظهرت الفوضي قبل ضربت البداية .

  2. لقد كتبت للأخ مدير الجامعة المكلف من هذا المنبر قبل بضعة اسابيع منبها إياه من الاستعجال لأنه ما أصاب السودان في مقتل غير استعجال مسئوليه في كلفتة المشاريع حتى تصادف عيد الانقاذ القادم وهاهو أكبر هرم تعليمي يمشي على نفس النسق إذا يا جماعة من الآن بدأنا نبتعد عن العلمية والمهنية. جرب أشرب شاي على نار هادئه وآخر على الغاز فاللون واحد والطعم مختلف.

    ثانيا ذكرر الأخ وهو مازال مفوض بأنه خصص بعض المقاعد للمجاهدين ويجب قبل أن يقول ذلك أن يعرف لنا من هو المجاهد أولا وهل هو مجاهد سابق أم مجاهد حالي أم مجاهد مدى الحياة وإذا اراد المجاهدين حقا فيجب أن تكون الجامعة مفتوحة لجميع الغبش الذين يكدون يومهم لتأمين وجبتين بائستين لإطفالهم.

    نحذر من الانجرار وراء هذه العناونين من اشكال المجاهدين والشهداء ويجب أن لا تنتهج الجامعة غير النهج العلمي والاكاديمي وإذا أراد مدير الجامعة أن يكرم بعض الجهات فيمكنه أن يساعدهم ماديا وأن يدفع لهم الرسوم الدراسية في أي جامعة أخرى من حر ماله ولكن هذه الجامعة يجب أن لا يدخلها إلا من هو مؤهل علميا وبموجب منافسة أكاديمية شريفة. لقد ولى زمان ود فلان وود علان وده ود شهيدو ده ود مجاهد كلنا مجاهدين في المنافي. نعم لمساعدة الفئات الضعيفة ولكن ليس على حساب اسم الجامعة. دعنا نبدأها جامعة محترمة قبل ما يجيك الرد سريعا من الجهات الأكاديمية الأجنبية

  3. أيها المغتربين الشرفاء أيها الآباء أيها المساهمين في هذه الجامعة أيها الطلاب النبلاء يجب قبل أن تدخلوا أو تلتحقوا بهذه الجامعة أن تكون هناك وقفة مع المدير المفوض (أكرر المفوض) أرفعوا أصواتكم عالية قاوموا أي شيء غير علمي وغير مهني من اليوم الأول. ويجب أن نبدأ بسؤال المدير المفوض أن يعرف لنا من هو المجاهة وما المقصود بالجهاد وهل هو فعلا مفوض بإن يوزع الفرص والمنح التعليمية في الجامعة بناء على تقديراته الشخصية؟؟؟

    أنا مساهم في هذه الجامعة من حر مالي وسوف أكون لوبي من الآن لمقاومة أي تصرف أو سلوك غير علمي وغير مهني في هذه الجامعة من تعيين حارس الباب لأعلى سلطة فيها. إذا تغاضيتم عن هذه المشكلة الآن فسوف ترون كيف ستتقول الحكومة والتنفيذيين والنافذين فيها على جهد عرقكم واغترابكم.

    إذا كان هذا المدير يريد أن يدير هذه المؤسسة بهذا الشكل من الآن فسوف يدرس أبناءكم فيها وسوف يتخرجون وسوف تكتشفون أن هناك العديد من الخريجين فيها لم يدخلوها بمؤهل علمي وسوف يواجه أبنائكم بعدم الاعتراف الدولي والأقليمي.

    نرجو من مدير الجامعة وهو أكيد أكاديمي أن يسعفنا بتعريف المجاهد فقد تكون أنت أو أنا أو أحدنا من المجاهدين لنستفيد من هذه المنحة التي وعدنا بها المدير المفوض

  4. زبدة الكلام شنو ؟؟؟؟

    في قبول السنة دي ولا ما في ؟؟؟

    افتونا يا اساطين التعليم العالي ؟؟؟؟

    وبعدين نغمة المجاهدين دي نشاز وسخيفة ؟؟؟

    قاعدين تتضحكو علي عقولنا لغاية متين ؟؟؟؟

    من حقنا كمؤسسين ان يكون لنا راي في القبول ؟؟؟

    وبعدين المشي من الرياض و مسك الجهاز عمل اضان الحامل طرشا ؟؟؟

    عاملها كلها استقبالات ومؤتمرات مغتربين لا تسمن ولا تغني ؟؟؟

    الليلة مقابلة السيدة الاولي وبكرة مع السيدة التانية والله يعين المغتربين ؟؟؟؟

  5. المجاهدين – الدبابين – خلاص الجنوب راح في خبر كان – تاني وين الجهاد ودارفور دار اسلام لن تكون الحرب فيها جهادا ، بل قتالا بين حكومة وحركات .
    والسلام وقع مع الجنوبيين من سنوات و لا يوجد مجاهد حسب مواصفات الحكومة اي مقاتل في الجنوب في سن التعليم الجامعي حاليا فكلهم كبار و تخرجوا .
    اذا فعلا هناك نية ان تكون جامعة المغتربين مؤسسة اكاديمية محترمة فابعدوها عن هذه الخزعبلات التي دمرت اعرق جامعتنا .
    او خلونا نلحق باقي الاولاد اخوانهم في ماليزيا و الهند و باكستان – مشكلتنا و مصيبتنا البنات – ربنا يعينهن عليكم وعلي جامعاتكم .

  6. اي مغترببين يا عالم اختشوا شويه بس يعني نجيب اولادنا من بره السودان عشان يغرموهم ويرجعوهم لينا ؟ هاهاهاهاهاه…….!!!!!!!

  7. هي اسمها جامعة المغتربين وليس جامعة المجاهدين والدبابين والانتهازيين ، اعمل شئ مرة واحده بضمير وزى ما قال المثل الجواب باين من عنوانه – و يا جامعة المغتربين عليك السلام من البداية

  8. يا اخوانا الناس دي في حالة جهاد طوالي بس لغاية اسه ما قالو لينا بجاهدو وين ،جاهد يا مجاهد الغف يا كوز

  9. الجامعة جامعة مغتربين ساهمو فيها بحر مالهم وهو مال حلال الحشر المجاهدين فى الجامعة دى شنو ما تودوهم جامعة جوبا اجاهدو الكفار كل الماتو فى الجنوب انا اعتبرو انتحار وبعضهم حوادث قتل مسؤلين منهم الكيزان الكبار اصحاب الكروش الكبيرة الذين يزنو لهولاء المغفلين ناس هبى هبى رياح الجنة وبعدين هب عليهم حر جهنم وبعدين الماتو فى الجنوب ديل لو رجعو من الموت حا يجاهدو فى الكيزان الكبار

  10. و هل هنالك مجاهدون أكثر من المغتربين و أبنائهم؟ أما الجهاد الفكري و الجهاد في النساء و ما ملكت ايمانهم و العربات و البيوت الفاخرة و الوظائف (السيادية)، فهذه متروكة للجماعة (الطيبين) و (خلوهم يمشوا غادي غادي).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..