مقالات، وأعمدة، وآراء

الفكرة الجهنمية.. في الترتيبات الأمنية

علي العبيد

في الأنباء أن القائد الشاب عبد الواحد محمد النور، نادى بحل كل المليشيات المسلحة كبوابة للدخول في حوش السلام، و هذا لعمري كلام كبير لا يصدر إلا من رجل كبير… رغم صعوبة  – إن لم تكن إستحالة – تحقيقه.

أنا.. ك (عنقالي سوداني)، أتساءل يومياً عن طبيعة الترتيبات الأمنية التي يتحدث عنها الجميع، و كيف ستفضي إلى خلق جيش واحد؟ و أسأل نفسي (سراً): من ذلك (الغبي) من قادة الحركات المسلحة الذي يرضى بتسريح جنوده الذين حاربوا معه كل تلك السنوات، ليجدوا أنفسهم في الشارع؟
وهؤلاء الجنود بطبيعة الحال (لا شغل لا  مشغلة)، و لا يجيدون إلا القتل، سواء كان للعدو أو الصديق، ليسوا نجارون و لا سباكون و لا حدادون و لا مزارعون، و بالطبع ليسوا مهندسون و لا  أطباء و لا مدرسون و لا محامون… يعني ليست لهم وسيلة لكسب العيش إلا (أخذ الأرواح)، و بالتالي إذا تم تسريحهم و أخذ البندقية منهم فسيفقدون (عِدة شغلهم) و بالتالي مصدر دخلهم الذي يعيشون عليه و يربون أبناءهم منه.
و هنا تكمن المعضلة:
فهؤلاء الناس إخوةُ لنا، و مواطنون صالحون، لهم الحق في الحياة الكريمة مثلنا، فماذا نحن فاعلون تجاههم بعد أن نسرّحهم من المليشيات؟ هل لدينا مواقع عمل لتستوعبهم ليعيشوا بكرامة بعد كل الجهد الذي بذلوه في قتال الطاغوت؟

في رأيي (غير المتواضع)، أن الخطوة الأولى هي أن نستوعبهم (كلهم، نعم كلهم) كجنود يلبسون الزي الرسمي للجيش، ونصبر عليهم لفترة ستة شهور نقوم خلالها (بتفكيكهم من تكتلاتهم)، و ذلك بتوزيعهم على حاميات الجيش المنتشرة في البلاد، يعني بتاع مالك عقّار يكون شغال مع بتاع مناوي و بتاع حميدتي، و بتاع الحلو يكون شغال مع بتاع الهادي أدريس و بتاع مناوي، و بتاع عبد الواحد يكون شغال مع بتاع حميدتي و بتاع عقار… و هكذا، و كلهم بزي واحد ضمن مجموعة من الجنود الرسميين، تحت إمرة ضباط رسميين يكون من أهم واجباتهم غسل أدمغتهم حتى ينسوا إسم الحركة التي كانوا يقاتلون ضمنها، بل حتى ينسوا إسم قائدهم السابق، و يصبح ولاؤهم للجيش فقط، ثم تُجرى لهم إختبارات كالتي تجرى لأفراد الجيش لنستوعب منهم من هو مؤهل ليكون ضمن الجيش النظامي، و من تبقى منهم نلحقهم بدورات فنية في الكهرباء و النجارة و الحدادة  و الميكانيكا، كل حسب رغبته، ليتخرج صنايعياً محترفاً ثم نسرحه بعد ذلك و نعطيه إعانة حتى يتدبر أمره، و في تلك الفترة يكون قد ذاب من إخترناه كعسكري في المؤسسة العسكرية الرئيسة التي تمثل البلاد، وخرج من تم تسريحه بمهنة تضمن له الحياة الكريمة التي يستحق…

خروج وعودة:

أرى في عبد الواحد محمد نور (جون قرنق) جديد و سأعطيه صوتي في الديمقراطية القادمة.
خروج نهائي:
إذا تم تسريح الأفراد غير المرغوب فيهم من الحركات المسلحة دون رضاهم و رميهم على قارعة الطريق، فابشروا بظهور حركة مسلحة جديدة كبيرة و قوية إسمها حركة المسرَّحين المتحدين … (حمم).. و تأملوا الإسم جيداً من الآن.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..