أخبار السودان

تحركات إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة بين الخرطوم وجوبا.. واتجاه لعقد قمة رئاسية

لندن: مصطفى سري
بدأت تحركات إقليمية ودولية مكثفة بين الخرطوم وجوبا لاحتواء الأزمة بينهما لجهة وقف إنتاج وعبور نفط جنوب السودان عبر خطوط الأنابيب للتصدر على الموانئ السودانية، وبات في شبه المؤكد عقد لقاء قمة بنهاية الشهر الحالي بين الرئيسين السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور دولي لإنقاذ اتفاقات التعاون الموقعة في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين وجهت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور انتقادات لاذعة لمجلس السلم والأمن الأفريقي، واتهمته بالانحياز إلى جانب النظام السوداني.

وشكل الاتحاد الأفريقي مع هيئة التنمية الحكومية «إيقاد» فريق التحقق حول الاتهامات المتبادلة بين جوبا والخرطوم حول دعم الجماعات المتمردة، وفقا للمقترح الذي قدمه رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي إلى السودان وجنوب السودان بضمانات من الاتحاد الأفريقي والـ«إيقاد» لتنفيذه.

وبدأ الوسيط الأفريقي، ثابو مبيكي، التحرك في اتجاه عقد قمة بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت نهاية الشهر الحالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بدعم صيني روسي، لوضع حل نهائي لأزمة نفط الجنوب.

وقالت مصادر مطلعة في جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد الأفريقي، ودول الصين وبريطانيا والولايات المتحدة، بدأت تحركات واتصالات واسعة النطاق مع الخرطوم وجوبا لاحتواء الأزمة بينهما والضغط عليهما لاستمرار تدفق نفط جنوب السودان عبر خطوط الأنابيب للتصدر إلى الأسواق العالمية، والمهدد بالتوقف بقرار من الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية اتهامه لجوبا بدعم متمردي الجبهة الثورية الذين يعملون على إسقاط نظامه، غير أن حكومة جنوب السودان تنفي بشكل مستمر هذه الاتهامات. وأضافت المصادر أن مبيكي كان قد طلب في وقت سابق من البشير وسلفا كير عقد قمة بينهما في أواخر الشهر في أديس أبابا للوصول إلى حلول نهائية في الأزمة الناشبة بين البلدين.

وقد أبدى سلفا كير موافقته المبدئية على عقد اللقاء مع البشير، في حين لم تعلن الخرطوم موقفها النهائي من اللقاء. ويتوقع أن يناقش الرئيسان قضايا تنفيذ اتفاق التعاون بين البلدين ومسألة وقف تدفق النفط الجنوبي عبر السودان، إلى جانب المقترح الذي قدمه مبيكي للبلدين بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها بينهما والقاضي بإجراء استفتاء على سكان مشايخ «دينكا نقوك» الجنوبية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في حين رفضت الخرطوم المقترح.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السودانية قامت بتسليم الشركات العاملة في استخراج وتصدير النفط الجنوبي، وغالبيتها من الصين تشاركها شركات ماليزية والهند، إخطارات بأن تدفق النفط سيتوقف اعتبارا من السابع من أغسطس (آب) المقبل. كما قالت جوبا أنها تسلمت إخطارا رسميا من الخرطوم بذات المحتوى الأسبوع الماضي.

وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قد أصدر بيانا أول من أمس أكد فيه تمديد تفويض البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) لعام آخر، حاثا مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار مماثل لتمديد عمل البعثة، كما عبر عن قلقه إزاء الموقف الأمني المتدهور في دارفور بعد الاشتباكات المستمرة بين الحركات غير الموقعة على وثيقة سلام الدوحة وبين الحكومة السودانية وكذلك الاشتباكات العرقية والتي أدت إلى نزوح الآلاف من المدنيين، مناشدا الحركات الانضمام إلى عملية السلام من دون أي شروط مسبقة، وشدد على توفير الدعم الدولي من أجل التعافي الاقتصادي والتنمية في الإقليم وتخفيف ديون السودان.

لكن حركة العدل والمساواة المتمردة وجهت انتقادات لاذعة إلى المجلس حول بيانه بشأن تجديد مهمة البعثة، ووصفت البيان بالمتناقض لجهة أنه يؤكد أن حل مشكلة دارفور شرط مسبق للحل الشامل للمشكلة السودانية، وأن أهل الإقليم لا يطيقون انتظار الحل الشامل. وقالت الحركة إن المجلس طالب المجتمع الدولي بدعم وثيقة سلام الدوحة التي وقعتها الخرطوم مع أحد الفصائل في عام 2010.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. البترول عند العالم اهم من الشعوب ولذا يلعب
    الكيزان على هذا الوتر … سرقة السياسين فى العالم
    للشعوب الفقيرة بواسطة حكوماتها الفاسدة
    وادعاء حماية حقوق الانسان

  2. يجب أن نقول الحقيقة :::::::::
    لأنه أغرب دولتين في العالم كانو بالأمس القريب دولة واحدة وتحت سيادة واحدة وتفرقا الأخوان اليوم وأصبحا أعداد لبعضهم البعض … حقيقة أقول لا خير في البشير ولا خير في سلفا كير الذي كان نائبا لرئيس السودان الحالي .. ومن يقرأ ما يحصل اليوم بين ما يسمى الآن بدولة جنوب السودان ودولة السودان الأم يقول أن بين الرئيسين كبرياء فكل واحد منهما يريدان عدم الأنصياع للآخر في سبيل مصلحة شعبي البلدين الشقيقين .. فالبترول ثروة لشعب السودان في جنوبه وشماله ( الشعب الواحد !!!! ) ولكن كبرياء المسؤولين في دولة السودان ودولة الجنوب وعدم درايتهم وإهتمامهم لمصلحة البلدين السبب الأساسي لمشاكل الجنوب والشمال .. وكفا للبلدين اللعب على النار .. والأهم اليوم العلاقة الأخوية الصادقة المبنية على الاحترام المتبادل وان لا ينسوا الماضي الذي كان يجمعهم في قرار واحد وسلطة واحدة كفاكم حربا وكفاكم جهلا وظلما لشعب البلدين الشقيقين ..ولا تنسوا ان لصبر الشعوب حدود .. وانا اطلب من السيد سلفا كير
    والسيد باقان امون والسادة الاخوة اصحاب القرار في جنوب السودان ان يتجاهلوا الخلافات الشخصية الغير مسؤولة ويتحكموا العقل .. ويخلوا شعب الجنوب يشوف النور قبل فوات الاوان ولا تسيروا في الطرق الوعرة والازقة الضيقة .. وافسحوا المجال بالتراطي والتكاتف لمصلحة الشعوب . والله اكبر العزة لشعب البلدين الشقيقين ….

  3. الملك عبدالله اطي شعبة منحة مليار واربعمائة مليون عشان رمضان ونحنا زولنا المكلوجيدى شعبه قرن جعبة

  4. ﻻ أعتقد بأن دولة جنوب السودان هي تقدم الدعم لجبهة الثورية السودانية ، ﻻنه الحرب في دارفور كانت قائمة قبل قيام دولة جنوب السودان ، و لن يتم ايقاف الحرب في السودان اﻻ ان طريق التفاوض بين الحكومة السودانية و الجبهة الثورية السودانية مهما كانت شاقة و صعبة .

  5. سيكون هناك ضغط على الحكومة من المجتمع الدولي وتحديدا (الصين،روسيا،أمريكا) وسيتم فتح البلف!!! لقد تعودنا من الحكومة بأنها تتصرف عكس ما تريد وترغب !! وما بتمشي الا بالضغط (بالبونية والشلوت)!!! وبُكره سيادته ينكر بأنه لم يأمر بقفل البلف!!كما نكر (موضوع الحشرات)!!! وبعد بكره سيتم التفاوض مع الجبهة الثورية طوعا كان ام كرها!!! التغيير آت لا محالة ودوام الحال من المحال وياهو دا كلامي!!!!

  6. كان عليك يا ولد سيدي باشا أن توجه نصيحتك للأهبل البشير بدلاً من ساسة الجنوبفهناك اتفاق يتم تنفيذه الآن ولكن البشير يتهرب من حل مشاكله مع شعبه الثائر عليه في السودان ملقياً المسئولية على الجنوب ومن ثم يقرر بصورة طفولية قفل بلف النفط. ألا ترى الشمس في رابعة النهار أيها الأعمى. ثم إن المجتمع الاقليمي والدولي يتعامي عن هذه الحقيقة ولا يضرب على يد من يتعمد توتير الأوضاع بين البلدين ابتغاء اشعال النيران بين البلدين. هل قرر الجنوب قفل الحدود مع السودان أم أن الجنوب هو الذي يرفض تنفيذ الاتفاقية؟ أعقلوا أيها الناس يرحمكم الله!

  7. لماذا تدفع دولة جنوب السودان ثمن تعنت النظام الظالم الذي يحكم في الخرطوم والذي يصر على عدم التنازل عن حقوق الآخرين ان الحروب التي تستعر نيرانها سواء أكانت في دارفور او جنوب كردفان او النيل الازرق هي حروب من أجل مطالب عادلة لا ينكرها إلا مكابر وكان من واجب النظام ان يرضخ لهذه الحقوق منذ امد بعيد حتى يجنب البلد والمنطقه ويلات هذه الحروب دولة جنوب السودان ليست مسؤولة عن استمرار هذه الحروب وتطورها بل المسؤول الاول والاخير عن استمرار الحرب وتطورها هو النظام الذي لا يعترف بأن هناك مشكلة في الاساس فضلا عن ان يسعى في الحل .

  8. يجب اقتلاع الجبهة الثورية والموتمر الوطني والحركة الشعبية من خارطة السياسة السودانية هولاءالجنود تجار الحرب الجهلة يجب ان تقوم ثورة الشباب السوداني الاصيل الواعي لكل ضلالات السياسين تجار الدين والماركسية وتجار الديمقراطية من يعتقد ان الانسان السوداني لم يكتشف الحقائق فهو جاهل وساعة الحقيقة اتية لا محال ثورة شعبية حقيقة ليست لاصحاب الولاء لغير الوطن ارض النيلين ارض الحضارات ارض التاريخ مقبرة الخضارات الغازية

  9. لن يكون هناك قفل للبترول لان الحكومتين تابوا ودي الفرصة الاخيرة من قبل المستثمرين والخسائر حتكون على المدي القريب والمدي البعيد وربما يهدد نجاح دولة الجنوب وحتكون زي واحتمال اسواء من الصومال وكل المثقفين والجنرالات حيهاجروا وحيتركوا المواطن المغلوب اما عن الشمال فعايز ليهو عشر سنين عشان يحصل استقرار سياسي واقتصادي

  10. اﻻخ/فهامة لماما أمريكا بس ،
    الحرب اﻻهلية التى دارت رحاها في الجنوب بين جنوب السودان و شماله طيلة أربعة عقود الماضية ، لم يتم ايقافه اﻻ بعد عملية تفاوضية شاقة شاركت فيها أطراف كثيرة اقليمية و دولية حتى تكللت بتوقيع اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في 9/1/2005 .
    فالحرب لن تحل المشاكل في السودان مهما كانت قوة اﻵليات الحربية و الدعم الذي يتلقاه اﻷطراف المتصارعة على جثة الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..