استيقظوا ايها النائمون

عبدالرحيم محمد سليمان

استضافة قناة الحدث حميدتي عشية تنفيذ انقلابه الفاشل على الحكومة الانتقالية تستوضحه عن مصير قائد الجيش وضباط مجلس السيادة الانتقالي وقد بدا حميدتي من خلال المقابلة مزهوا بالانتصار وفى عينيه بريق وغموض ومعاني لم يلحظهم الا القليل ممن وضعوا اياديهم على قلوبهم هلعا من ان تؤول اليه مقاليد الامور وهو الرجل الجاهل الذى لايعرف القراءة والكتابة وليس بنبي ولا رسول اللهم الا ان سذج قومه يطلقون عليه لقب المؤسس وهو لقب ينطوي على ابعاد تفوت على فطنة الكثير من السودانين ممن يعقدون الامال على الديمقراطية ، واي ديمقراطية؟ تلك الديمقراطية الخاصة بالاحزاب السودانية التى تقوم على صياغة المجتمع على اسس رجعية جديدة محورها اعادة النظر فى التشريعات الاسلامية لانها ببساطة تحجر على المسلم ممارسة الديمقراطية الاصولية الصحيحة !! وبالعودة للموضوع فان البريق والغموض والمعاني التى كانت تتضارب فى عينيا حميدتي ليس كما فسرها الذين لاحظوها بالخباثة انما كانت تعبيرا صادقا عن “فجة الموت” اذ لم تمضي سويعات قلائل على انتهاء هذه المقابلة حتى اصيب حميدتي فى غارة جوية استهدفت موكبه فى محيط القصر الجمهوري ونقل على اثرها الى مستشفى الاطباء بشارع افريقيا حيث عجز الفريق الطبي الذى تم اجباره عن اسعافه فلاقى حتفه الذى سعى اليه بظلفه ، فتمت معاقبة الاطباء المسعفين باطلاق النار عليهم من فوهة بندقية ام 16، بعدها تم نقل الجثمان الى مستشفى شرق النيل وتم اختطاف عدد من الاطباء من منازلهم لاجراء عملية جراحية عاجلة للجثمان والسبب لان قادة المليشيا من ضمنهم عبدالرحيم دقلو كانوا رافضين تقبل حقيقة وفاة حميدتي وكانوا ينتظرون معجزة من السماء تدرا عنهم شماتة الجيش ، لكن كان قرار الفريق الطبي مؤكدا بشكل قاطع هلاك حميدتي وهو ما ادى الى اصابة عبدالرحيم دقلو باكتئاب حاد استدعى نقله للعلاج عند معالج روحاني بمنطقة الزرق بولاية شمال دارفور وهى ايضا الفترة التى اصدر فيها عبدالرحيم دقلو تعليماته لعناصر المليشيا بالتخريب للثأر لمقتل حميدتي!! .
فهذه هى الحقائق المجردة المرتبطة بمصير حميدتي وهى الحقائق التى تصر المليشيا على انكارها ولا ادري الى متى هذا الانكار الذى لايغني عن الحق شي غير انه يؤسس لاستمرار الحرب والتغير الديمغرافي الذى قطع شوط كبيرا فى ولاية وسط دارفور فى الاونة الاخيرة فقد استوطنت اكثر من (13200) اسرة ماهرية قادمة من مالي وتشاد فى مناطق (الجقمة الغربية) و(بندسي) و(قارسيلا) و (تريج) وشيدت هذه الاسر الفرقان والدوامر ، وتعتبر منطقة جقمة الغربية المطلة علي الحدود مع تشاد بوابة لدخول المستوطنين الجدد حيث تتم فى هذه المنطقة ادارتهم واستضافتهم وتسكينهم بواسطة قوات المليشيا المتمردة ويجري هذا التغير على قدم وساق على اساس ان حميدتي حي يرزق!! .

[email protected]