الصحافية السودانية نعمة حاصدة الجوائز العالمية

ها هي الصحافية السودانية العالمية، نعمة الباقر، ابنة الزميلين الصحافيين المعروفين، الدكتور الباقر أحمد عبد الله، والأستاذة ابتسام عفان، تعيدني مجدداً للوقوف عند تجربتها الحافلة بالتميز والإبداع بالقناة العالمية الأمريكية cnn، فبالإضافة للجوائز العالمية العديدة التي نالتها سابقاً عن جدارة واستحقاق، ها هي تنال قبل أيام قلائل جائزة أخرى استحقت معها أن يطلق عليها الصحافية حاصدة الجوائز الصحفية العالمية، ولم تكن العالمية التي بلغتها نعمة بمستغربة عليها، فمنذ بدايات عملها الصحفي الأولي في صحيفة (الخرطوم) التي يملكها والدها؛ أظهرت نعمة ملكات ومقدرات مدهشة كانت تنبئ بمولد صحافية عالمية، فقد كانت نعمة مقدامة وشجاعة ومقتحمة منذ أن كانت مبتدئة هنا في الخرطوم كأي مبتدئ ومبتدئة لم تميز نفسها في صحيفة والدها لرغبتها القوية في أن تتعلم ومن بداية السلم، كانت تزرع شوارع العاصمة جيئة وذهاباً وهرولة وجرياً، تكون أينما يكون الحدث والخبر ووقتما يكون، وكذلك جالت وتجولت في صحارى دارفور ووديانها، وجاست خلال ديارها وحواكيرها ومعسكراتها قبل أن تصبح دارفور محط أنظار الإعلام العالمي، لم تتضجرأو تتكبر أو تتكدر أو تتحنكش، وهي خريجة أرقى الكليات البريطانية، فامتطت ظهور اللواري والجمال والحمير، بل وحتى الكاروات (جمع كارو)، لتصل إلى الواقعة والحدث أينما كان وفي أي موقع.
ثم من بعد هذه البداية المحلية المشرفة والناضجة مهنياً واحترافياً، انطلقت نعمة بذات العنفوان والإجادة والتميز إلى العالمية، بداية برويترز ومروراً بالقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني، لتلقي أخيراً بثقلها الإعلامي عالي المهنية والاحترافية في الــ”سي إن إن” إحدى أشهر وأبرز الفضائيات في العالم، وكان لنعمة – خلال هذه المسيرة، رغم قصرها – الكثير من التغطيات المتفردة في أكثر مناطق العالم التهاباً واضطراباً، ونالت عليها العديد من الجوائز مما لا تحتويه هذه العجالة، حيث لم تكن تكترث لشيء غير مهنتها ومهنيتها التي أعلتها فوق سلامتها الشخصية، بيد أنني لن أنسى أبداً ذلك المشهد الذي يدعو للإعجاب بها والإشفاق عليها في آن معاً، كان ذلك عندما كانت نعمة في تلك اللحظات المرعبة في قلب المعمعة بعاصمة أفريقيا الوسطى المضطربة والملتهبة بانقي، وهي تمسك بالمايك وتنقل على الهواء لكل العالم وقائع المأساة من بين لعلعة الرصاص ودوي الانفجارات والجثث المتناثرة هنا وهناك، كانت هنا في الخرطوم سيدة سودانية شاءت لها الظروف أن تشاهد هذا المشهد، كانت – كما يقول الراوي – تولول وتثكل بإشفاق كبير على نعمة وتصرخ صائحة ونائحة “يا يمة هوي.. سجمك.. أجري يا بت إندسي.. يا ناس.. قولوا لبت الناس دي ترمي الشي الفي إيدا دا وتجري? هسع يا إخواني العاصرا على دا كلو شنو؟ بري? دا والله موت عديل.. الله لأمك ولأبوك ولرويحتك وشبابك? يا ربي تحفظا.. دي بت منو؟.. الرسول كان ما كلمتوهم يلموا بتهم عليهم. هسه ديل ناس نصاح؟”? وختاماً لكلمتنا هذه في حق نعمة لن نزيد على قول تلك السيدة السودانية التي جزعت لها (يا ربي تحفظا).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هي فعلا ممتازةوتميزت بالشجاعة منذ ان كانت طالبة صغيرة بمدرسة اليونتي.الاه يحفظ ويبارك شبابها

  2. هي فعلا ممتازةوتميزت بالشجاعة منذ ان كانت طالبة صغيرة بمدرسة اليونتي.الاه يحفظ ويبارك شبابها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..