نهاية عهد الإسلاميين وبداية عهد جديد

هيثم الطيب عبدالرحيم
أصبحت في حيرة من أمري هل أسر أو أحزن لما جری مؤخراً. لکن بناء علی النظرية التفاؤلية أری أنّ ما حدث خطوة جيّدة في سبيل استبعاد النظام السابق من العودة مرّة أخری تحت مسمی آخر، ولکن من أجل أن يتحقق هذا الأمر فعلی الشعب السوداني التعاون مع المجلس العسکري في بناء سودان جديد خال من مکونات النظام السابق. هذا الأمر لا يتحقق إلا بتفکیک ما یسمی المؤتمر الوطني و عدم السماح له مرّة أخری بالعودة للساحة السياسية تحت أي مسمی کان، ليس المؤتمر الوطني فقط بل المؤتمر الشعبي أيضاً، وکل من یتبنی فکر الترابي والإخوان المسلمین الذين عاثوا في السودان فساداً وظلموا ما ظلموا وقهروا ما قهروا. فما ذنب الشعب السوداني حتی یتحملهم مرّة أخری. یجب محاکمة کل من ارتکب جريمة في العهد السابق فلا يجب أن يفلت المجرم بجريمته فتتوق له نفسه في ارتکاب جريمة أخری، کما يجب انتزاع کل ما امتلکوه من غیر حق، وإعادة الأموال إلی الشعب السوداني، ولا ننسی هنا مطالبة المجتمع الدولي بإغلاق کل حساباتهم سواء کانت في مالیزيا أو غيرها من الدول.
لابد أن يثبت المجلس العسكري حسن نواياه للشعب السوداني وأن تكون تحركاته قوية تتناسب ومتطلباته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. ما أقصده من الشعب السوداني ليس حزب الأمة أو الأحزاب الأخری التي لم تکن لها أي أثر إيجابي علی الشعب السوداني في الفترة السابقة، بالأخص الصادق المهدي الذي كان له أكثر من وجه، فتارة كان مع البشير وتارة ضده. ما أقصده من الشعب السوداني هو الجيل الجديد من الشباب الذي يعي حقوقه جيّداً، ولا يسمح لأي جهة سياسية بأن تسرق الثورة منه.
أخشی أن يتغلغل الإسلاميون مرّة أخری بأفاعيلهم کما فعلوا ذلك من قبل بعد أن إنتصرت الثورة علی جعفر نميري فأثاروا الشعب السوداني آنذاك علی الديمقراطية وعادوا في ثوب البشير، لکنني أعلم أنّ الجيل الجديد الواعي لن يسمح لهم بذلك بتاتاً