
نعود لعنوان المقال حول الكلام عن الانتخابات كحل للازمة الذى اختلقها العسكر قائد الثورة المضادة ضد المدنية ، من غير الممكن اجراء انتخابات دون تحقيق شعارات او اهداف الثورة الثلاثة (حرية ، سلام ، عدالة) ، لا يمكن اجراء انتخابات فى ظل غياب الحريات التى اكدت غيابها الاعتقالات قبل وبعد الانقلاب لذى شمل كل وزراء الثورة وبعض الثوار الذين انتقدوا مماطلات العسكر الغير مستعد لتسليم المدنيين دورتهم لرئاسة مجلس السيادة ، فيما يتعلق بالسلام كمحور اساسى ومدخل لاستكمال بقية الامور اننا نرى اتفاق جوبا الخاص بقضية دارفور تعذر تنفيذ الترتيببات الامنية وهذا انعكس على اعادة تنشيط حركة المليشيات المستمرة فى حرق القرى والقتل والاغتصابات ضد المدنيين العزل واعادة مشهد المقابر الجماعية وغيرها من مظاهر غياب السلام الفعلى ،وزيد على ذلك الحركة الشعبية (كاودا) وحركة تحرير (عبدالواحد) وفصائل وحركات اخرى لم تدخل نادى السلام وكلها حركات مسلحة لا يمكن تجاوزها واجراء انتخابات بمعزلهم ، وكذلك هنالك اجراءت وترتيبات عدة يجب ان تسبق فكرة الانتخابات منها :
عودة النازحيين : #
مازال هنالك نازحيين في معسكرات النزوح في دار فور وتشاد وجنوب السودان لم يعودوا الى قراءهم التى دمرها مليشيات المشروع الحضارى . ولذلك لم يكن هنالك مفوضية للعودة الطوعية لتعويض واعادة توطين النازحيين وتوفير مناخ الاستقرار الكامل وامنهم
# مفوضية الانتخابات :
لا يوجد مفوضية انتخابات ولا مجلس تشريعى يقوم بتشريع قوانيين من ضمنها قانون تنظيم الانتخابات ونظام الحكم فى البلد (المؤتمر الدستورى)
: سلاح المليشيات #
النظام البائد سلح معظم قبائل السودان للقتال فيما بينهم ولذلك اصبح كمية من السلاح المنتشر في يد المواطنيين وخاصة في اقليمى (دارفور وجبال النوبة) وهذا السلاح يشكل مهدد اساسي لقيام انتخابات حرة نزيهة. ولذلك لابد من سلام دائم شامل واستكمال الترتيبات الامنية ووضع جداول زمنية لجمع كل السلاح المنتشر فى ربوع السودان حتى تتحقق مفهوم السلام الشامل .
: الاحصاء #
بعد عودة النازحيين الى قراهم الاصلية الامر يحتاح لأجراء احصاء كامل وشامل وبناءا علي هذا الاحصاء تقام الانتخابات وكذلك بموجبه تضع استراتيجيات التخطيط اللعمى السليم
كل هذه المطلوبات والترتيبات التى يجب ان تسبق الحديث عن اجراء الانتخابات وكذلك ذهنية انقلابات الجيش ضد الثورة مازالت مستمرة وحاضرة كمهدد لمعنى الحريات لقيام الانتخابات. ولذلك لا يمكن ان يكون هناك انتخابات فى غياب كل هذه الترتيبات الضرورية التى يجب ان تكون فى قائمة اولويات مراكز الفكر الاستراتيجى الوطنى الباحث عن حل ازمة البلاد ، وهذا لا يمكن ان يتم الا اذا كان في سلام حقيقى وحريات حقيقية وكل هذه الاجراءت على الاقل محتاجة لثلاثة او اربعة سنوات لاستكمال كل ماهو مطلوب والانتقال الى مرحلة الحديث عن الانتخابات ، وخلاف ذلك سيبقى الامر ان هنالك غرض اخر وراء كواليس فكرة الانتخابات المبكرة المطروحة من حلفاء الثورة المضادة لأعادة تعقيد معدلات الازمة فى الاتجاه المعاكس لأهداف الثورة التى قدمت شهداء من الشباب والكنداكات من اجل المدنية التى تحررهم من استبداد العسكر .