الاسلام السياسي .. من مربع الموت ..الى مدخل الحياة !ا

الاسلام السياسي .. من مربع الموت ..الى مدخل الحياة !
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
من التعليقات التي لفتت نظري ..حول التحول الدراماتيكي للاسلام السياسي على خلفية ثورات مصر وليبيا وانتخابات تونس..ما سمعته من أحد المحللين عبر احدى القنوات اللبنانية . اذ قال.
بعد أن فشل التكفيريون في بسط نفوذهم من خلال اسلوب الارهاب الذي سماه المتحدث بسياسة اليأس المفضي الى موت صاحبه بعد أن يأخذ معه ضحايا آخرين وان كانوا مسلمين .فقط الفرق في قناعاته هوّ وفقا لمن شحنوه .فانه ذاهب للجنة وضحاياه الى النار !
فان ذلك الدأب الذي مورس على مدي سنوات طوال مع استثناء فلسطين كحالة مقاومة .
في افغانستان والعراق والمغرب العربي ، لاسيما الجزائر التي اندلع فيها على اثر الغاء الانتخابات من طرف السلطات هناك رغم تقدم التيار الاسلامي فيها ، من منطلق أن العقلية التكفيرية تتخذ صندوق الاقتراع كالضرورة التي تبيح المنكر ومن ثم العودة الى القطع بتحريمه بعد انقضاء الوطر !
وقد دلل المتحدث على أن المستجدات التي أعقبت مقتل اسامة بن لادن و برود رد فعل الجماعات الاسلامية على ذلك الحدث وانكماش ذراع القاعدة من بعده ، والاختراقات التي طالت ربيباتها في افغانستان وباكستان ، على صعيد وعلى جانب متصل محاولات التيارات الاسلامية التماهي في مشهد الثورات العربية ، ونفض يدها عن سيف المواجهة والامساك برزنامة الجهاد المدني انسجاما في هيكلية الدولة المدنية ، التي تُرسي قواعدها الدستورية الوطنية والادارية والتنفيذية والاجتماعية ، والتي تقوم على مبدأ فصل السلطات وتحديد الاختصاصات ، ارادة الشعوب من خلال صناديق الاقتراع ، لا عقلية الاقصاء بالقوة التي تستند الى شرعية سماوية مزعومة تخص تيارا بعينه وتمّلكه الحق في فرض وصايته دون أن يكون للأخرين الا حق الانبطاح لسوطها متي ما رفضوا الاستماع بل والانصياع الى صوتها!
وعلى الرغم من أن توارد بعض المشاهد الماثلة على ارض الواقع مع خواطر الرجل .عطفا على نتيجة انتخابات تونس ، وتحركات حركة النهضة صاحبة الأغلبية فيها تلمسا لتحالفات لاتستثني حتي اليسار العلماني خروجا من مازق عدم خبرتها الكافية ودرايتها بادارة دفة الحكم . واشارة الى الطريقة التي انتخب بها ثوار ليبيا رغم غلبة اللحي في صفوفهم . رئيسا علمانيا للوزراء أقرب الى التكنوقراط . وليس قفزا فوق مواجهة رئيس الوزراء التركي اوردوغان لاسلامي مصر بان يتخذوا من علمانية الدولة نهجا ، اذ انه يرى أن فهمهم لها ليس مكتمل الصورة وهو لايخفي بالطبع التباهي بنهج بلاده الذي حقق لها نموا اقتصاديا وترابطا اجتماعيا وتواصلا خارجيا مذهلا يعكس بما لا يدع فرصة للشك صورة عدم التناقض . بين ا ثر الدين المعتدل في نهضة المجتمعات وسلطة الدولة المدنية الحديثة في بناء الاوطان .في سياق التداول الذي لايفسد لسباق الفعاليات المختلفة ودا ، طالما أن الكل يطرح بضاعته على طاولة خيارات الأمة.
ربما قفزت الى ذهني الكثير من الأسئلة حيال مازق الجماعات الاسلامية الحاكمة عندنا في السودان وتلك الداعمة لها . بالدعوة والترويج أو بالفتوي وتهيج الخاطر الاسلامي في انسان السودان ؟
ولعل أكثر الاسئلة الحاحا هو . هل تدرك تلك الجماعات ومن يوالونها حقيقة فشل مشروعها ؟
ولعل اصدق أجابة لذلك السؤال ومن قراءتنا لواقع ورطة المحفل الحاكم تحديدا ، أن مسألة فشل المشروع برمته من نجاحها لم تعد هي العنصر الهام في أولوياتهم ، بل المهم هو كيفية عدم النزول من مركب الحكم وهذا يتجلى في اصرارهم وسط متاهات الحيرة في البحث عن تجديد مجاديف المركب المتهالك وان بدت أمامهم جبال الموج القادم نحوهم ، لتغرقهم في طوفانها .
اليوم ومن خلال جلسة مجلس الشورى القطرى قال أمير البلاد هناك ، ان الدورة القادمة للمجلس ستكون بناء على انتخابات عامة تجرى في منتصف عام2013 في بادرة لابد من تبنيها مبكرا من قبل قطر التي تعتبر معمدة الثورات وداعمتها والا قد تدور عليها سكين ملك الموت حينما يؤمر يوم الحشر بان يذوق الموت.
وقد قال الأمير صراحة أن التغيير الذي يأتي من داخل الانظمة الحاكمة سيجنبها بالتاكيد انتفاضة الشعوب التي لن تسكت بعد الآن حيال الضيم والظلم والتهميش !
والحقيقة أن اللمسات الديكورية للاصلاحات في واجهات و فترينات الحكم الامامية لم تعد هي الصيغة التي ترضي الشعوب وقد ملكت مشاعل الخروج من انفاق الشمولية التي أطبقت على رقابها بشتي الحجج .من قبيل الاسلام هو الحل أو الصمود في وجه العدو وما الى ذلك من الشعارات التي لم تعد تلمس كثيرا العلاج الحقيقي لامراض ومعاناة الآوطان والشعوب ، وهي باتت تدرك خواء تلك الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
فاما اصلاح حقيقي يشرك القوي الشعبية في القرار من خلال وعاء موسع شكلا ومضمونا ، يؤطر لمؤسسات دستورية منتخبة انتخابا حرا تقف عند خط بدايته أرجل كل الفعاليات على قدم وساق مع ما كان يسمي بالحزب الحاكم الأوحد . ويمتثل الجميع لحق من يصل الى نهاية خط سباقه، والا فان الشعوب تملك الخيار الآخر في ازاحة النظام وان كان الثمن غاليا فلا بأس من التضحيات الجسام .لان المعادلة اصبحت اما العيش بكرامة واما الموت ببسالة.
والله المستعان ..
وهو من وراء القصد..
موضوع جيد ومهم للنقاش الهادئ …
صدقني بتسارع الأحداث ربما أمير قطر نفسو ما يلحق القطر
يحمد لقطر إنو فيها تنمية كبيرة وعدد سكان قليل مما يسهل
(أو يخفي/يخفف) عدم عدالة توزيع الثروة …
لكن صدقني ايضا لقد اصبح مضمون الديمقراطية اكثر إقترانا
بمبدأ العدالة الإجتماعية ..
اليوم في العديد من المدن الأمريكية والأوربية إحتلال للميادين
ودعوة قوية لأن تنصف فئة ال 99% من عسف ال1% كما ينادى
بها الآن في أمريكا …
لم ارى ولم اسمع طيلة حياتي بإسلامي في السودان يدعو
للعدالة الإجتماعية ….
وفعلا لمن بقى ليهم الحكم صدق الكلام دا بحذافيرو …
ودي والله مشكلة حقيقية إنو إتجاه سياسي فاعل بالطريقة دي
ما يكون فيهو حتى رقشة دعوة لعدالة إجتماعية…
أوافقك أنّ تجربة رجب أوردوقان هي أفضل التجارب الإسلامية المعاصرة بأخذها لمقاصد الشرع بإطلاق الحريّات والرقابة الشعبية اللصيقة في ثوب عصري جيّد.
ولكن محاولتك الدائمة في تشويه صورة الإسلام بلصق التجارب الفاشلة هنا وهناك به بهدف إقناع الناس بالنظرية السياسية العكسية التي تجيد الإيماء (بأن إن كان هذا هو الفكر الإسلامي وهو فاشل كما ترون , فإن البديل هو الفكر االشيوعي الإشتراكي)هي غايات لن تدركها أبدا. ففشل التطبيق لا ولن يعني أبدا فشل الفكرة , هذا من جانب, ومن جانب آخر فشل الغير لا يعني أنّك ستكون ناجح!!
وعموما الإسلام وكسب التدين أينما حلّ يصبح قاعدة للشعوب ترتبط فيها أشواقهم وآمالهم بالله وباليوم الآخر لا ترضي بعده بالكفر والخلود إلي الأرض.
والشعوب الإسلامية لها من الذكاء ما إستعانت به في ربط علائقها بالله فلن تكون محتاجة لمن هموا مثلك حتى يخرجوا لهم كلّ يوم يصفونهم بالغباء وعدم معرفة حقوقهم وواجباتهم, وحقيقة من يستحق الوصف بالغباء هم من لا يعرفون أنّ لهم ربّ خلقهم وجعل الدنيا لهم دار إمتحان وعمل والآخرة دار خلود ومتاع.
حكّام الإنقاذ قيّدوا الحريّات في كثير من المواطن , وفسد الكثير منهم ولا حساب , وأستخفوا قومهم بما إستخف به فرعون قومه بعدم الرجوع إليهم في القرار , وأكثر من ذلك فعلوه !!! وأي سبب من تلك الأسباب منفرد أراه كافيا لإشعال الثورة في السودان. أفعالهم هذه تتنافي مع مقاصد الإسلام , فهم بذلك قد فشلوا في تطبيق طرحهم الذي قدموه لشعبهم , ولكن ….!!! البديل لهم لن يكون الشيوعي بأي حال من الأحوال ولا دعاة العنصرية والكره وشعارات الهامش , بل مسلمون آخرون من وسط هذا الشعب المؤمن يرفعون الدين شعارا ,ويطبقون مقاصده بإطلاق الحرّيات والعدل والإحتكام للقانون وإرتضاء الرقابة الشعبية على الأجهزة والأخذ بتوجيهاتها وتأطيرها بالقانون.
طرح راقي وجميل يا برقاوي،بحق انت مناره ويعجبني سحر بيانك "وقد ملكت مشاعل الخروج من انفاق الشموليه" .ودمت للسودان
( وهي بطبيعة فكرها ومنهجها الذي يقوم علي ايديولوجية دينية استعلائية، لايمكن أن تكون ديمقراطية، لأن فاقد الشئ لايعطيه،)
تشخيص سليم 100%
الحركات الاسلامية تحتاج لاعادة تربية .. في دراسة لحسان حتحوت صديق لحسن البنا في كتابة النقد الذاتي الصادر في يناير 1989 كتب فيه ( انه اذا قدر للحركات السلامية ان تحكم فانها ستكون دكتاتورية اسلامية وسيان عندي الدكتاتورية الاسلامية والدكتاjورية العلمانية ) وخلص الى ذلك بعد دراسة اشتملت على استبيان عن قناعات افراد التنظيم بتنفيذ الاوامر التي توكل اليهم .. كان رد اغلبيتهم ان لا مساحة للحوار مع قياداتهم وعليهم التنفيذ وان خالف ذلك قناعاتهم ..
اما اردوغان ليس له خيار ولا يتحرك بقناعات اسلامية رااسخة فهو تحت مراقبة العسكر والحكم عليه لا يكون الا بعد انفراده بالسلطة .. الناس ديل دايرين تربية من جديد
0912923816
شكرا أخي برقاوي على هذا السلسل المنساب هادئا كالرحيق ..وهذا التوازن في الطرح..
ولست أدرى عن أي شيوعية يتكلم الأخ ابو العفراء . فلم ترد اشارة من قريب أو بعيد اليها في المقال .. ولعمرى كاتبنا العزيز من مرتادى المسجد وليسس فيه ذرة من كفر أو نفاق وقد عرفناه سنين عددا من المتقديين الصفوف في عمل الخير .. وأحد رواد العمل االاجتماعي البارزين في اغترابه الطويل.. ولست أدرى ان كنت تعرفه شخصيا أم أنك بنيت تهجمك من خلال تحليلاته الرصينة .. مع أنك رجعت في آخر تعليقك واتفقت معه حول فشل مشروع الانقاذ . في تناقض واضح وعدم انسجام في سطور أفكارك ..عموما قراءة المقال مرة أخرى ربما تجعلك تغير رايك فيما كتب الرجل .. وللجميع فائق الاحترام.
أعتقد أن الحركات الاسلامية …لا تملك حلولا لمشكلات الوطن العربي
لأنها تعاني من أزمة فكرية حتى على المستوى الاقتصادي لا تملك حلولا …
أما اسقاط تجربة حكومة أردوغان التركية الأخوانجية على الواقع العربي
ومحاولة استنساخ هذا النموذج التركي في الوطن العربي فمصيره الفشل ..
على الأخوان المسلمين أن يتخلوا عن ممارسة السياسة فيكفي تجاربهم
الفاشلة في السودان …..
وتحية تقدير لك دكتورة / أم أحمد
ليس من الضروري أن يتحد الفهم للقراء حول موضوع واحد , وقد يعرض الكاتب موضوعا فيه جوانب تقرأ في السطور وأخري بينها, وقد يفهم القاري أحيانا معني لم يقصده الكاتب بتا. وصدق من قال:
يغني المغني وكل يبكي على ليلاه
وعن تعارض أفكاري:
فإن كنت لا أتفق مع برقاوي في طريقة طرحه السياسي ولا أتفق مع حكومة الإنقاذ في طريقة إدارة حكمها, فإن كان في هذا تعارض فمرحبا بفكري المتعارض.
ولماذا تفترضين أن كلّ من يعارض طريقة حكم الإنقاذ لابد أن يتفق مع برقاوي في طرحه المعارض؟؟
وعموما أحسست بفهمي أن الطريقة التي يعرض بها برقاوي إجتهادات الحركات الإسلامية العالمية والمحلّية وفشلها في هذه الإجتهادات الطريقته هذه فيها إيحاء بفشل الفكر الإسلامي في العموم وفشل مقاصد الشرع وعدم تناسبها وعصرنا الحالي, وهو ما يطابق تماما الفهم الشيوعي الذي يعمل جاهدا لإثبات ذلك بغرض قبول البديل له وهو فكرهم الشيوعي.
قد أكون مخطئا في فهمي لكتابات برقاوي.
وتقديري لعوامل البيئة والزمان وأثرها الغالب على التطبيق في تجارب الحركات الإسلامية المختلفة تقديري لذلك عظيم جدا. فمعظم هذه الحركات نشأت في مجتمعات طبقية يسود فيها الحكّام على حساب عبودية الأفراد, وظلم الحاكم فيها غير منكر من الآخرين فهو المالك المختار الذي لا يسئل عمّا يفعل.
ومثال على ذلك حكومة الإنقاذ عندما جاءت بعرض فيه مقاصد الشرع ومعينات التدين أقبل عليها معظم الناس بأشواقهم واموالهم ودمائهم وأرواحهم, ولمّا ثبت التطبيق مخالفتهم لمقاصد الشرع وخاصة أعظمها على الإطلاق وهو الحريّة التامة التامة والتي بسلبها ينتفي التكليف تماما , ولا يدانيها في عظم المقصد إلا العقل. فذهاب الحرية أو العقل يعني في الإسلام سقوط التكليف. فحكّام الإنقاذ تركوا مقاصد الدين جانبا وأخذوا دولتهم بفهم المجتمع الأهلي الذي فيه الأب والكبير والعمدة أناس فوق اللوائح والقوانين والنقد (لا يسئل عمّا يفعل وهمّ يسئلون) شاركوا المولي في بعض صفاته فنزع الله حبّ الناس لهم وأبدلها سخطا وغضبا.
وما أريد قوله أن فشل الإنقاذ هنا, وفشل الحكومة الإسلامية في إيران, وفشل حزب الله في لبنان , وفشل طالبان والقاعدة في أفغانستان واليمن. وأيضا لو فشل حزب النهضة في تونس وفشل التطبيق الفعلي والأشواق في الحركات الإسلامية التي تقود الثورات في مصر واليمن وسوريا وغيرها. كلّ ذلك لا ولن يعني أبدا فشل الإسلام. وفي حربنا لكل هولاء وسعينا لتغيرهم يجب ربط الفشل بمن صنعه لا بالفكر الذي قال أنّه سيتبعه .
أرجوا أن أكون قد توفقت في طرح فكرتي .