العنصرية في أزمنة التحولات الكبري

د. مجتبي سعيد عرمان
“إن تقاليد كل الأجيال الميتة تجثم مثل الكابوس علي دماغ الأحياء/ فأعتقد أنه علينا كاحياء مواجهة العنصرية الكامنة في ميراث زائف تجاه الآخرين.” كارل ماركس
(1) العنصرية هي القضية الأكثر تعقيدا في مجتمعات الأمس واليوم. بالأمس القريب جدا، اجتمع مجلس حقوق الإنسان داخل الأمم لمناقشة قضية مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة وخاطبه شقيق جورج فلويد الذي راح شقيقه ضحية لعنصرية البوليس الأبيض الأمريكي. ويا للمفارقة الدولة التي تحاول نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان علي مستوي العالم يتم مناقشة قضية العنصرية الكامنة في مجتمعها داخل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وحتي لو لم يتم إدانتها وهي ذات إلمام بطرائق واحابيل أروقة الأمم المتحدة وكيفية الخروج من أي مأزق- زي الشعرة من العجين- كما يجري المثل ولكن الإجتماع في حد ذات ذو قيمة رمزية Symbolic value. علي الأقل ما عادت الولايات المتحدة الأمريكية هي النموذج الذي يحتذي به في نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
(2) بعيدا عن التعريفات التي تعج بها قواميس اللغة الإنجليزية والعربية وغيرها من مصادر المعرفة المختلفة في عالم اليوم لإيجاد تعريف شامل ومنضبط لمعني العنصرية، دعونا نتفق علي أنها هي الأفكار والمعتقدات التي تقلل من شأن فرد/مجموعة/ طائفة علي حساب المجموعات الاخري. المجتمع السوداني مثله مثل كثير من المجتمعات عاني وما زال يعاني من مسألة العنصرية التي تغوص عميقا في طبقات المجتمع، ويحتاج السودان في عصر التكنولوجيا وكشوفات علم النفس والفلسفة والآداب وجميع الفنون المعاصرة إلي أحداث قطيعة معرفية وتعافي إجتماعي لترك ماضي العنصرية البغيض خلفة وذلك من أجل التقدم ، والنهوض وقيام دولة أساسها المواطنة ولا تميز بين مواطنيها علي أساس الموقع الإجتماعي، والديني ، والاثني ، أو اللغوي.
(3) السودان ظل يرزح تحت الطغيان السياسي وعاني طوال تاريخه من الحروب الاهليه والجوع والاستغلال الإقتصادي. وأيضا عرف المجتمع السوداني الاسترقاق مثله مثل أي مجتمع، وكان يستخدم المسترقين لدواعي اقتصادية وإجتماعية، من الناحية الاقتصادية كان يستخدم الرقيق في الأعمال المنزلية والزراعية.
هنالك أيضا البنية الإقتصادية والثقافية التي كرست ثقافة الاستعلاء والنظرة الشوفونية للآخر ولم يكن هنالك تعليم حديث علي ضوء منهج عقلاني يعمل علي بث روح التسامح والتساكن بين جميع المكونات العرقية والثقافية في سودان ما بعد الاستقلال.
(4) السؤال الجوهري في موضوع العنصرية في المجتمع السوداني هو : ما الذي يجعل دعوات العنصرية علي المستوي الفردي تطل بوجها القبيح من جديد في مجتمع يدعي أنه من أكثر المجتمعات صلاة علي رسول الإسلام ودعوته التي تقوم علي عدم التفريق بين العربي والعجمي إلا بالتقوي؟ ومن وجهة نظري الشخصية، أقول أن التنشئة الإجتماعية أو ما يعرف ب Socialization تلعب دورا مؤثرا في تنشئة الفرد علي إحترام الآخرين وعدم التقليل من شأن الاخر المختلف. فمؤسسات مثل الأسرة / المدرسة تلعب ادوارا محورية في تنشئة الفرد علي إحترام الآخر المختلف في اللغة، والدين، واللون. ومن المحزن جدا أن المناهج التعليمية في بلادنا عملت علي تكريس النظرة الشوفينية، وإلا كيف يجد بيت المتنبي الذي يهجو فيه كافور الاخشيدي طريقه إلي المناهج المدرسية، فحين لم ينال المتنبي حظه من السلطة والميري قام بكتابة شعر يهجوه فيه ويمثل قمة العنصرية وتحقير الآخر والتي يقول فيه:
صار الخصي إمام
الابقين بها
فالحر مستعبد
والعبد معبود
لا تشتر العبد إلا
والعصا معه
إن العبيد لانجاس
مناكيد
فالمناهج الدراسة (School curriculum) في بلد مثل السودان يجب أن تعلي من قيمة التسامح وربطه بعملية التعدد الثقافي وعسكه في مناهج التاريخ لخلق جيل قادر علي التفاهم والعيش المشترك مع الآخرين.
(5) جاء في كتاب طبقات ود ضيف الله أن الشيخ حمد ود النحلان، وهو جد زعيم الجبهة الإسلامية القومية الذي قام بتحويل الحرب من حرب أهلية في الجنوب- سابقا- إلي حرب دينية، خاطب أحدهم حينما أراد قتله قائلا : ” اتقتلني يا عبد كازقيل؟!” وفسر محقق الطبقات يوسف فضل ذلك بقوله:” كازقيل موضع في كردفان، يقطنه عبيد لا سادة لهم، وهم أحط درجة في نظر رصفائهم المملوكين لسادة.””
زبدة القول، إن المؤسسات الرسمية والغير رسمية عملت على تكريس النظرة الاستعلائية للآخرين ، وتحديدا للمجموعات التي مورس ضدها الاسترقاق سواء من الخارج عن طريق الإستعمار كالغزو التركي للسودان أو الإنجليزي. بل حتي حين عمل المستعمر الإنجليزي علي إلغاء تجارة الرقيق، بالطبع ليس لأسباب إنسانية، وقف ضد هذا القرار زعماء الطوائف الدينية وبعض الساسة في ذاك الزمان الاغبر.
والأدهى والأمر وبالرغم من ما لعبه الغناء السوداني من شحذ للهمم وإثراء الوجدان، ولكننا نجد بعض الغناء الشعبي الذي لم يعرف معني إحترام الغير، وبل يعمد إلى تحقيره، أتذكر يوما ساقني القدر لمشاهدة فتاة شعبية وهي تتغني بمحاسن العريس الذي لم يترك شيئا وإلا فعله لعروسه- وهو قطع شك من أصحاب التمكين ومن زمن اللغف والهبر- فكلمات الأغنية المضرة بصحة الإنسان والحيوان معا ولا تصلح للاستهلاك الآدمي في عصر حقوق الإنسان تقول: ” فرش البيت حرير، ترقد عليه فرختنا.” بل حتي الراحل حمد الريح حينما أراد أن يتغني بما قام به رجال توتي في صد الفيضان تغني قائلا: ” عجبوني أولاد السراري.” والتسري كان معروفا في المجتمع الشمالي، ولكن بأن يتم ترديد هذه الأغنية في الإذاعة والتلفزيون فهذا شئ لا يبعث علي البهجة علي الإطلاق. وبالطبع نظام الجبهة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني من أكثر الأحزاب التي كرست لمسألة العنصرية في دولة ما بعد الإستعمار، كيف لا والديكتاتور البشير وحسبما منشور في فيديو للترابي وهو يحكي ما قاله له مولانا دفع الحاج يوسف حينما أرسله البشير للتاكد من وجود إبادة عرقية في دارفور أم لا؟ ذهب إلي دارفور وجاء إلي المشير وقال له ما معناه: ” وجدت ما يشيب له الولدان” فقال الطاغية:” الغرابية دي كان لقت ليها واحدا جعلي كدي رك….ها، ده شرف ولا اغتصاب.”!!!! وهذا حديث لا يصدر سوي من شخص يعاني أعراض باثولوجية دعك من رئيس لدولة.
وحسنا فعلت الثورة بردها الإعتبار لأهل دارفور وتوحيد الوجدان الوطني بشعارها الآسر : ”ياعنصري يا مغرور كل البلد دارفور”. وبالطبع القوانين التي تجرم العنصرية في بلد مثل مهمة ولكنها غير كافية، وعليه لا بد من هدم العالم القديم والبني الثقافية والسياسية التي تعمل علي تكريس النظرة العنصرية والاستعلائية. وهذا يتطلب مناهج مدرسية حديثة تعمل جنبا إلي جنب مع مؤسسات التنشئة الإجتماعية الاخري لتكريس قيم التسامح والتساكن بين جميع مكونات المجتمع السوداني وتحتفي بالتنوع الذي يزخر به المجتمع. والإعلام بالطبع يجب أن يتسم بالتعدد وعدم إشاعة التحيزات العنصرية الضيقة وتنميط الآخرين . والنكات التي يشتم منها روائح العنصرية يجب أن لا يروج لها، ولسنا في حاجة الي مقدمي برنامج علي شاكلة مقدمات البرامج في قناة (الجزيرة) أو (العربية الحدث). ونحن لسنا في حاجة لأناس من شفافية الأنوار وأخلاق الآلهة وإنما في حاجة إلي ترك الماضي المثقل بالعنصرية وميراث التجريح والتهميش .
الكتابات الانبطاحية دى هي التى ركبت هؤلاء الغزاة القادمين من دول وسط وغرب افريقيا زى دارفور داركوز وتشاد وغيرها فوق راسنا.
تقدر ياعرمان الصغير تقول لي ايه ح يكون حل فتنة الكنابي الذين يريدوا ان يتملكوا اراضي الجزيرة او ابادتنا وقتلنا وطردنا منها
هؤلاء النازحيين الوافدين الذين جاؤا لنا بعد ان اهلكتهم مجاعة ١٩٨٤م هؤلاء الاغراب الاجانب الذين اكرمنا وفادتهم وسمحنا لهم بالسكن (مؤقتا) الان بيهددونا بالقتل
تقدر تورينا كيف يكون الحل لفتنة الكنابي هذه؟؟؟؟؟ ملحوظة عاوزين حل بتاع رجالة ما حل بتاع نسوان
يعنى ماتقول لى نملكهم الارض.
منتظرين الاجابة:
مقال رائع يعكس وعى بنائى ناقد وتخليق لمسار توعوى وسط الجماهي.
وصف د. جون قرنق العنصريه مرض والعنصرى مريض ومرضه محوره شعوره بالدونيه وذلك لان المركز العروبى لايعترف به كعربى ويعتبره عبد – ومن ثم يستخدم الاستعرابى السودانى المركب ماكينة عروبى الحيل الدفاعيه ويسقط عقدته على الاخر –السودانى الاصيل
______________________( Defense Mechanism- projection)
. ولعل من المفارقات الجوهريه ان السودانيين يمارسون العنصريه كنمط وممارسه حياتيه تتمظهر فى خطاب حياتى سوسيولجى مرجعيته التطبع الاجتماعى والتنشيئه الاجتماعية
(socialization and upbringing)
ومن ثم اصبح سلوك شظظ السودانيين –فانفصل جنوب السودان تحررا من العنصريه والتهميش. من المفارقات ان المثقفين والساسه والاعلاميين يمارسون العنصريه .
التاريخ السودانى تجاهل على عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ عنوتا كافراز عنصرى سقيم .
اجد مليون مبرر للغرب والامريكان فى ممارستهم للعنصريه وذلك لان ادبياتهم تتمحور حول سرديه ابناء نوح وكشف عورته- فهم لهم رؤيه من هو الانسان؟ وهل الاسود انسان؟
فالمعتقد الغربى من السرديات الدينيه ان السود ملعونيين بلعنه الاب نوح فلذلك صرنا سودا عبيدا وكسالى. هذا من المنظور التاسيسى للمعتقد لديهم. اما ناس قريعتى راحت ديل موضوعهم مستغرب ومستهجن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولعل العروبه العاربه والمستعربه جسدت العنصريه فى فتح مكه-عندما صعد بلال الكعبه وشرع فى الاذان –فقال قرشى من اهل مكه : الحمد لله الذى قبض روح ابى قبل ان يرى هذا الغراب الاسود تتطاء ارجله الكعبه. وقصه ابى ذر الغفارى ومعروفه . الى الان المركز العروبى فى الجزيره العربيه يعتبر السودانى عبد . وتلله لو لونك فاتح مثل صديقى عبدالله العركى –برضو عب الا ان تثبت عروبتك- هذه هى النظره ااتاصيليه —-
ولقد تحدث اليجا محمد و لويس فراخان زعيما ا مة الاسلام كيف ان تجسيد مفرده اسود تدل على معنى سالب من منظور الدال والمدلول
Black always collocates with negative sense from conceptual meaning, pragmatic meaning and social meaning perspective : black mail,black market, blacklist, black out., black box, black mood, black magic,black death. black sheep, black face, black hand and etc
ووصف الاستاذ محمود محمد طه العنصريه بانها غلط وان السودان بلد افريقى وعمله كافريقى اعظم من عمله كبلد عربى
ان الاوان ات يقف المد العنصرى بسلاح الفكر وان نصل الى الاعتراف بالاخر ونبذ دعوات عشارى العنصريه فى كتابه المسخ(الباذنقر) ورقض عنصريه إحسان فقيري مسئوله لا لقهر النساء ورفض السلوك السالب ضد العنصر الافريقى تحت مسمى تسعه طويله —ولعل المحامى الذى تلفظ بالعنصريه ومعه ابوبكر عبدالرازق فى جلسه اريحيه –تلفظ بما فى داخله كشمالى اسلاموعروبى يشكل بنيه الامتياز . واذا رجل القانون يمارس العنصريه الممنهجه فما حال المواطن المستقر العادى —–رحله الكفاح ضد المركز الاسلاموعروبى النخبوى الصفوى النيلى الغردونى تحتاج الى حكمه وحكمانيه وتفهم جدليه المستعرب والزرقه!!!!!!!!!!!!!!!
الكلام عن العنصرية ومحاولة الاستفادة منها سياسيا لن يذيدها الا اشتعالا وهي واحده من الموروثات التي يصعب تجاوزها دون تغيير الحال والذمان فمثلا موروثة ختان الاناث وهي لا ترتبط بلون او عرق ومع ذلك فشلنا في تجاوزها حتى الآن وقس على ذلك كثير من الموروثات وهي اكبر واخطر من العنصرية نفسها.