أخبار السودان

حوار الأذكياء!

ياسين حسن ياسين

استهل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596-1650م) مقاله عن المنهج بالقول: «إن العقل هو أكثر الأشياء عدلاً في توزعه بين الناس، إذ يعتقد كل فرد أن لديه منه ما يكفي». وعلى صحة هذا القول يمكننا أن نستدل بأن كل إنسان في هذه الأرض يعتقد نفسه أكثر ذكاءً من الآخرين. أما الأخوان المسلمون في السودان، فهم علاوة على يقينهم المطلق في صحة أرائهم ورجاحة عقولهم، فإنهم يعتقدون أن الله قد أناط بهم إقامة شرعه وحكمه في الأرض، ومن ثمّ يحظون بعناية إلهية لا تتوفر لغيرهم. فعلى الرغم من إدراكهم أن فترة حكمهم، التي تجاوزت ربع القرن، قد كانت بمثابة السرطان الذي لا يني ينتشر في جسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في السودان، لكنهم يصرون على علاج المرض بالمسكنات كما لو كان رضة بسيطة أو جرحاً سطحياً. لكن هيهات!

افتتح مؤتمر الحوار في العاشر من أكتوبر، وحشدت القنوات الفضائية السودانية أطقم مذيعيها ومصوريها لإقناع المشاهد بأن تغييرا عميقاً سوف يتمخض عنه المؤتمر. ويعني ذلك ضمنياً أن التغيير يمكن أن يتضمن قراراً جرئياً باستئصال السرطان من الجسد المريض. إلاّ أن هذا لا يعدو أن يكون حديث خرافة، من يؤمن بها ينبغي أن يراجع عقله مراراً تجنباً للوقوع في مزلق «الذهول عن المقاصد».

على كلٍ، بدأ المؤتمر وسيطرت عليه منذ الوهلة الأولى سيماء الإخفاق والخواء. وكان ذلك مؤلماً للإنقاذيين ألماً ممضاً، فيما كان أيضاً مدعاة لسخرية المعارضين. إذ أخفق المؤتمر في استقطاب نصاب مقبول من مشاركين يمثلون الأغلبية من بين معارضي حكومة الإنقاذ؛ كما اتسم بالخواء من جهة أن القيادات الحزبية – والتي منح كل منها ثلاث دقائق ليوجر فيها قضيته – لم تقل ما ينبغي قوله من كلمة حق في وجه سلطان جائز، وهكذا جاءت همهماتهم خاوية من كل معنى. فما معنى الحديث في تجمع يستهدف مستقبل الحكم في السودان دون التطرق إلى مسؤولية الإنقاذ عن التدهور الراهن في كافة مناحي حياتنا ودون الحديث عن منطق الإقصاء الذي تقوم عليه ايديولوجية الأخوان المسلمين وتغولها على الديمقراطية وممارستها لأبشع ضروب النفاق ومراكمتها لديون هائلة أرهقت الجيل الحالي وسترهق الأجيال التالية؟

باديء ذي بدء، وعقب أكثر من ربع قرن من حكم الإنقاذ، لا بد من التوقف عند سؤال أساسي يتعلق بمن يمثل من؟ لا يماري أحد في أن المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وجماعة الأخوان المسلمين يمثلون الإسلاموية التي أثملها حب السلطة والجاه، ويأتي في معيتها طابور طويل من نفعيين وسماسرة، سواء سماسرة دنيا المال والأعمال أو المضاربين على مراكز النفوذ وصفقات المناقصات الحكومية أو حتى سماسرة الإعلام. كما لا يماري عاقل في أن الشعب السوداني لا يجد من يمثله لا من جهة الأحزاب ولا من جهة النقابات ومنظمات المجتمع المدني، على الرغم من لجان الحوار المجتمعي التي شكلها البشير في سبتمبر 2014م وكان واضحاً أنه راعى في اختيارها مدى قرب المرشح من أجندة الإسلامويين ومدى قابليته لتمرير العناصر الحساسة من تلك الأجندة. كما لا يوجد من يمثل الحركات المسلحة التي تأخذ بتلابيب الإنقاذ وتكاد تحرمها ابتلاع ما بحلقها من سُحت.

إن أغلب الأحزاب المشاركة في الحوار لا تمثل سوى مصالح ضيقة، وهي أحزاب تأتي محصلةً طبيعية لفترة حكم استبدادي انصب تركيزه على ترويع الناس تهميشاً واستعلاءً ثم قتلاً وإبادةً في دارفور وجنوب كردفان ودارفور وشرق السودان، ناهيك عن جنوبه السابق الذي فضّل الانفصال على الإذعان للتهميش والقتل. وقد سخرت الإنقاذ لهذه الغاية آلة حربية يسندها جهاز أمن، خصصت لكليهما أغلب موارد الدولة. لقد خيضت الحرب هنا وهناك، وواكبتها ممارسة أساليب دنيئة من شراء للذمم وقدح لنيران الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتشريد للشرفاء وتشتيتهم في مشارق الأرض ومغاربها، وكل ذلك تسهيلاً لسلاسة قياد البلد وحكمها تحت شعارات تعِد الجموع بسعادة الآخرة بينما تغدق على أصحابها من خيرات الدنيا ورغدها وعلى الفور.

واضح أن الإنقاذ تؤمل بأن يفضي الحوار الحالي، على علاته، إلى تحقيق مآرب عديدة:
أولاً، هي تتطلع لرفع العقوبات الأمريكية والغربية على السودان. وقد ألقت هذه العقوبات بتبعات جسيمة على معيشة السودانيين، بصرف النظر عن شعارات الإنقاذ الفضفاضة التي سيطرت على الساحة في مطلع تسعينات القرن الماضي. وبمقتضى تلك الشعارات وعد السودانيون بأن بلادهم ستصبح دولة عظمى وأن الفواتير الباهظة التي تدفع من أجل استيراد القمح والدقيق والمنتجات البترولية وكافة البضائع المستوردة الأخرى سوف تمزق إرباً وفي القريب.

وينعقد الأمل لدى الإنقاذيين بأن يستتبع إلغاء هذه العقوبات إنهاء كابوس المحكمة الجنائية الدولية وقرارها القاضي بتسليم الرئيس السوداني للتحقيق معه في ثلاث جرائم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد مكونات قبلية في دارفور (حسب المذكرة الثانية التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في 12 يوليو 2010م). ولا شك أن مذكرة المحكمة الدولية بإعتقال البشير، وهي الأولى من نوعها التي تطال رئيس دولة يمارس مهامه، تضع السودان في حرج شديد، كما وضعت دولة أفريقية عديدة في حرج لا يقل شدة، من ذلك تشاد في يوليو 2010م وكينيا في أغسطس 2010م وجيبوتي في مايو 2011م.. وأخيراً جنوب أفريقيا في يونيو الماضي.

تراهن حكومة الإنقاذ على تحقيق مبتغاها دون أن تقدم أية تضحيات تمس جوهر النظام خاصة فيما يتعلق بقدرته على تقييد الحريات العامة وحقه في تكبيل يد المعارضة السلمية واستنفار ميزانية الدولة من أجل الاستعداد العسكري لـ «صيف الحسم» في دارفور وجبال النوبة على وجه التحديد.

بالطبع ليس من المتوقع أن ترفع أميركا والدول الأوروبية العقوبات الاقتصادية المفروضة، كما لن ترفع المحكمة الجنائية قرارها بتسليم الرئيس السوداني. فهؤلاء جميعاً يعرفون الفرق بين التهويش الإعلامي والتغيير الجذري في أنظمة الحكم. ومن الأجدى للإنقاذ ألاّ تستغفل الأذكياء.

ثانياً، تأمل الحكومة في كسب الوقت وتهدئة الشارع في ظل تفاقم متسارع للتدهور الاقتصادي بسبب أوجه الخلل الهيكلي في الأداء الاقتصادي وتراجع الانتاجية وزيادة معدل التضخم الذي وصل إلى 41.9٪ حسب تقارير البنك المركزي. والحكومة إذ تسعى لكسب الوقت، إنما تراهن على حدوث معجزة من قبيل الاكتشاف الضخم المفاجيء للذهب أو للنفط أو حدوث اختراق في عمليات الاستجداء، بعد أن باءت بالفشل كافة محاولاتها لاستجداء دول الخليج العربية.

ثالثاً، تسعى الإنقاذ إلى إعادة الوئام بين الإسلاميين وجمع صفوفهم للتصدي بشراشة للعلمانية بهتافات أعلى دوياً مما يستطيعه المؤتمر الوطني وحده، خاصةً وقد تهلهلت صفوفه إلى درجة أذكرت رئيسه بشبح الإتحاد الإشتراكي ذي الشنة والرنة إبان حكم النميري. إن توحيد صفوف الإسلامويين من شأنه أن يعزز مكانة الإنقاذ إقليمياً ويتيح لها الزخم المعنوي لتحلم باستدامة حكمها للسودان لفترات قادمات.

أمام هذه المكاسب، لا يسعنا إلاّ أن نهنيء الإسلامويين على تحقيقهم لمآربهم من الحوار. لكننا، في الوقت ذاته، نطمئن الشعب السوداني بأن مثل هذه الثرثرة ستزيد من قوة قناعته بمدى الفشل الذي تتخبط فيه الإنقاذ ومن أن محاولاتها لإضفاء هالة من الشرعية على نظامها لن تجديها شيئا، فقد اتسع الفَتْقُ على الرَّاتِقِ، كما يقول المثل. إذ من المرجح أن يظل الاقتصاد في تدهور مستمر، الأمر الذي سيخرج مارد الشارع السوداني من قمقمه للقضاء على هذا الحكم وما اتسم به من متاجرة فاجرة بالدين، أستخدمت فيها عملة نقدية زائفة أطلق عليها التمكين في سوف النهار والفساد في سوق الليل! ولعل الأجدى للمعارضة، في الداخل والخارج، أن تتضافر لتحريك الشارع ووضع حد لهذا العبث الذي يسمونه حواراً.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (بالطبع ليس من المتوقع أن ترفع أميركا والدول الأوروبية العقوبات الاقتصادية المفروضة، كما لن ترفع المحكمة الجنائية قرارها بتسليم الرئيس السوداني. فهؤلاء جميعاً يعرفون الفرق بين التهويش الإعلامي والتغيير الجذري في أنظمة الحكم. ومن الأجدى للإنقاذ ألاّ تستغفل الأذكياء).للاسف المخابرات الامريكيه والغربيه ومعها الانقاذ والسيد الصادق والميرغنى أكملو الطبخه تماما سيظل الاسلاميون فى الحكم سيتدحرج البشير من على كرسى الرئاسه ولا يجد الشعب السودانى فرصته لمحاسه الخونه والقتله طوال ربع قرن-هذا هو الهبوط الناعم -امريكا سترفع العقوبات عن السودان -سبب السيناريو اعلاه هو خوف امريكا من الجماعات المتشدده وداعش فى ليبيا وشمال افريقيا وتخوم السودان وربما داخل السودان-الانقاذ تستخدم داعش والجماعت المرتبطه بها تخويفا لامريكا لانها اى الانقاذ هى الحاضنه الطبيعيه لكل جماعت العنف والهوس الدينى اى تملك مفاتيح الفوضى …..

  2. مقال ممتاز,
    الاسلامويين بيفتكروا انهم اذكى ناس فى السودان واجدرهم بحكم البلد وما عداهم عواليق ساكت وانهم يمتلكون الحكمة وفصل الخطاب فى كل شىء!!!
    لكن اتضح من خلال حكمهم انهم اجهل واغبى اهل السودان جاؤوا بعنف غير مسبوق ومعاملة سيئة لمعارضيهم وصلت حد التعذيب والشنق والقتل والتشريد من الخدمة وذلك للتمكين وتنفيذ مشروعهم باناس ينفذوا فقط وهاك يا صيف العبور الخ الخ لكسر شوكة التمرد وحل المشكلة بالقوة او حسب شروطهم ده مع الجنوبيين اما مع المعارضة الشمالية فهم لا يحترمونها بل يحتقرونها لانها لا تحمل السلاح المهم انتهوا الى اتفاق عواليق مع قرنق من وراء اهل السودان وبقوا يوزعوا المناصب والنقود على حركات دارفور واستجاب منى لكنه فى الآخر لقى نفسه قاعد ساكت ورجع للتمرد على الانقاذ المهم هم لا اذكياء ولا جديرين بحكم بلد زى السودان متعدد فى كل شىء وشعبه لا يحب الخضوع ونظريتهم التى اتت من كيزان مصر وغيرهم لا تصلح للسودان لان السودان غير مصر وغيرها من الدول العربية متنوع الاديان والثقافات والاعراق الخ الخ وبعد اكثر من ربع قرن لا حافظوا على وطن موحد مستقر او ينجحوا فى مشروعهم الفكرى والحضارى وبقوا يتكلموا مثل الدلاليات والمشاطات عن كبارى وسدود وطرق وبترول وذهب الخ الخ ونسوا ان الناس العظماء بيجافظوا على وحدةامة ووظن ويخلقوا فيه استقرار سياسى ودستورى بتراضى جميع مكونات الامة السودانية وبالتالى تداول سلمى للسلطة وتنمية مستدامة الخ الخ انهم اقل قامة من الاقزام وست انداية او راعى ضان او مزارع بسيط افضل منهم فى حكم السودان!

  3. اذا غشاك الترابي المنبت مرة وقال ليك الجنوبيين والنوبة كفار وجردك لحمل ابادة ضدهم ثم قال عليك فطيسة تكون غافل زمان
    واذا غشاك مرة تانية وقال ليك في دارفور انتو عرب وزرقة وعمل حروب قبلية غبية تكون انت موهوم فعلا
    اما اذا غشاك مرة ثالثة وقال ليك ناس الانقاذ ديل شماليين او من قبائل الشمال “الاصل” عشان يدور بيك تاني فوضى خلاقة لينهار كل السودان …بتكون فعلا انت غبي ومحدود الذكاء ومعقد
    الحركة الشعبية عالجت مشكلة التهميش في السودان باسس علمية ولم تحتقر احد او شخص او طائفة او مكون سوداني حقيقي …والجنوبيين كانو اذكياء وما معقدين رغم سكنهم في بيوت الخيش حول الخرطوم وقهرهم من مشوهين المركز عبر العصور..بالكشة والشرطة الشريرة …وانت يا المعقد ويا من تعاني من اضطرابات الهوية جابتك مجانية التعليم المركز وقعدت في فقاسة الترابي وبقيت عالة على الانصار والختمية اهلك في الهامش ومغرض وبليد وعاجز عن تحديد هويتك وفاقد البوصلة…وتروج لنسخة مضروبة من السودان الجديد..وتسبح وتقدس بحمد الترابي ومؤتمره الفشنك حتى الان …
    التشخيص لا زال
    مركز مشوه بسبب التركية السابقة والمصريين 1821وهامش طبيعي
    وبدل مؤتمر حوار مزيف يجمع فيه رجرجة المركز”الاخوان المسلمين” ومتسكعين الهامش وكل من لا يمثل الا نفسه
    الحلول لاستعادة السودان الاصل تندرج عبر اربعة محاور
    1- المحور السياسي: اعتماد مرجعية الحزب الحاكم فقط واعضائه وتفعيل كل الاتفاقيات الموقعة مع الهامش من 2005 الي 2015
    عبر اعضاء الحزب
    علي عثمان محمد طه-اتفاقية نيفاشا ودستور 2005
    د نافع علي نافع -اتفاقية مالك عقار 2011 المنطقتين
    د امين حسن عمر اتفاق الدوحة 2008 مع التجاني السيسي-دارفور
    2- المحور الامني : المؤسسة العكسرية السودانية التي ينتمي اليها عمر البشير وبكري حسن صالح “الجيش السوداني ” ودمج كل الفصائل المسلحة السودانية فيه دون قيد او شرط بعد الحل السياسي
    3- المحور الاقتصادي :استعادة الاقاليم والغاء الولايات وتشكيل حكومات اقليمية منتخبة وحاكم قاليم منتخب بدرجة نائب اول وميزانية منفصلة لكل اقليم احياء الاقاليم هو استعادة السودان
    4- المحور العدلي والقانوني: تفعيل المحكمة الدستورية العليا برفدها بقضاة سودانيين محترمين فعلا..لتقوم بوظيفتها في استعادة هيبة القانون وتفعيل القضاء وتنظيف الدستور من القوانين المعيبة واستخلااص دستور جديد من دستور 2005 يناسب دولة مدنية فدرالية ديموقراطية سودانية من ستة اقاليم …وينتهي هذا المسلسل الممل المكسيكي المدبلج وبطله المسن والمتشعبط الاممي د. حسن الترابي الممتد من 1964-2015

  4. بحساب الذكاء فان اكثر من 26 عام من حكم الاخوان المسلمين لا يمكن وصفهم ابدا بالاذكياء مهما يكن من امر واليكم بانهم فتتوا وحدة السودان وانفصل الجنوب حيث وقعوا ببلاهه وغباء متناهيين على اتفاقية نيفاشا المشئومه وليتهم احسنوا توقيعها حيث تم الحاق ثلاثة بروتوكولات بها هي اخطر من نيفاشا نفسها وكانت سببا في اندلاع حرب المنطقتين بجانب حرب دارفور التى دخلت عقدها الثاني
    عندما استلم الاخوان المسلمين الحكم كان سعر صرف الدولار يقل عن 12 جنيه وقد بلغ الان 10300 جنيه ومازال يترنح وقد تم تدمير مشروع الجزيره والسكه حديد وسودانير وسودان لاين ومورس الفساد بسبب سياسة التمكين البغيضه التى اتت باغبى خلق الله وفرضتهم على الخدمه المدنيه بالقوه
    نعم هم افسد خلق الله
    وليس لهم من الذكاء مثقال ذره
    فلا تعتقدوا ان المكر والخبث ذكاء

  5. تمخض جمل الحوار فولد فأرا .هذا على مستوى الحوار والتحاور بين الحكومة والاحزاب الهلامية ..اما على مستوى المواطن فلا جديد يذكر سوى مزيد من المعاناة عليه..اما على مستوى المعارضة فلازالت غير قادرة على تحريك الشعب في ان يهب ويثور ويقتلع هذا النظام الباطش…. اذا ملخص الحكاية يظل الحال كما هو عليه او اسوأ ..

  6. أما الأخوان المسلمون في السودان، فهم علاوة على يقينهم المطلق في صحة أرائهم ورجاحة عقولهم، فإنهم يعتقدون أن الله قد أناط بهم إقامة شرعه وحكمه في الأرض، ومن ثمّ يحظون بعناية إلهية لا تتوفر لغيرهم.
    ما الفرق بينهم و الاسرائيليين …. كلهم شعب الله المختار

  7. لوأننا أعلنا على العالم أجمع وبعد أن نال السودان استقلاله فى أول يناير عام 1956 , إننا نود من جميع شركات العالم العاملة فى مجال الهدم والتخريب والتكسير والتحطيم و( التفجيخ ) , وكل الهيئات والمنظمات الهدامة والمخربة ابتداء من منظمة اليد السوداء إلى عصابات المافيا إلى العدميين والنهليست أن تتقدم لمناقصة أو عطاء عالمى وذلك لاستلام قطر كبير مترامى الأطراف مساحته مليون ميل مربع ، خيراته وفيرة وسعر كيلو اللحم بخمسة قروش ورطل السكر بقرش ونصف القرش والمطلوب ممن يقع عليه العطاء أن يحول هذا القطر ذا الخيرات الوفيرة إلى قطر يشكو لطوب الأرض من قلة الفئران بعد كانت تسرح وتمرح فى الوديان مع الغزلان . المطلوب من تلك الشركة أو الهيئة بحلول عام 2015م أن تحطم ذلك القطر وتحوله إلى أشلاء قطر يفكر جدياً فى الرجوع إلى عصر الدواب باعتماد الحمار , الوسيلة الأولى للنقل (شركة حماركو للنقل) لو طلبنا أن يتقدم أحد يأنس فى نفسه الكفاءة لما تقدم أحد لتلك المناقصة لأن الجميع سيعتقدون يومها عام 1956 أن هذا فوق طاقة البشر .. وإنه لن يكون فى مقدور أية هيئة عالمية أن تنفذ ذلك .. ولكن هناك عباقرة لهم كلام آخر وحديث آخر .
    فقد جاء فى كتاب تهالك التهالك ان التهور الذى أصاب السودان فى جميع المرافق الإدارية والحيتانية المعيشية والمماتية لم يحدث بين يوم وليلة فالبلاد خيرها وفير عميم يزيد على حاجتها وحاجة جيرانها إلا أن الجهد المتواصل والعمل الدءوب والعبقرية الفائقة لرجال أشاوس استغلوا كل ما فى وسعهم وما فى وسع غيرهم بدهاء وحنكة استطاعوا أن يجروا بسفينة البلاد نحو القاع ومعها آمال اهل السودان .ومن حبال صبر الأمة السودانية أقاموا مشانق لتطلعات هذا الجيل والأجيال القادمة .
    إن التدهور المعيشى العام والمعاناة االأسطورية التى ننعم بها الآن هى جهد رجال عرقوا لنجوع وسهروا لنسهر ونحن نكافح جيوش الباعوض والناموس وزوار الليل من اللصوص ومن لف لفهم . وانطلقت جحافل اللصوص وقطاع الطرق وممن أسموا أنفسهم تارة بالجبهة الكذا وتارة بالعدل والكذا يقتلون أهلهم وذويهم في سبيل نهب وسلب وإغتصاب.
    وأنا أشيد فيها بعبقرية أولئك النفر من الناس الذى عملوا منذ الاستقلال فأحالوا أمة شامخة ترتفع قامتها لتلامس قرص الشمس إلى أمة محدودبة الظهر , تبحث عن طعامها فى فجاج الأرض . وتتلقى الهزائم حتى من فريق مكاو الذى لا يعرف مرماه من الإصابات أقل من عشرة أهداف كاملة ولا يرضى بدون ذلك .
    فلله درهم .. فقد احتلوا أمكنتهم بجدارة فى تاريخ تهالك التهالك . و(قول يا لطيف والأمل ضعيف).

  8. (بالطبع ليس من المتوقع أن ترفع أميركا والدول الأوروبية العقوبات الاقتصادية المفروضة، كما لن ترفع المحكمة الجنائية قرارها بتسليم الرئيس السوداني. فهؤلاء جميعاً يعرفون الفرق بين التهويش الإعلامي والتغيير الجذري في أنظمة الحكم. ومن الأجدى للإنقاذ ألاّ تستغفل الأذكياء).للاسف المخابرات الامريكيه والغربيه ومعها الانقاذ والسيد الصادق والميرغنى أكملو الطبخه تماما سيظل الاسلاميون فى الحكم سيتدحرج البشير من على كرسى الرئاسه ولا يجد الشعب السودانى فرصته لمحاسه الخونه والقتله طوال ربع قرن-هذا هو الهبوط الناعم -امريكا سترفع العقوبات عن السودان -سبب السيناريو اعلاه هو خوف امريكا من الجماعات المتشدده وداعش فى ليبيا وشمال افريقيا وتخوم السودان وربما داخل السودان-الانقاذ تستخدم داعش والجماعت المرتبطه بها تخويفا لامريكا لانها اى الانقاذ هى الحاضنه الطبيعيه لكل جماعت العنف والهوس الدينى اى تملك مفاتيح الفوضى …..

  9. مقال ممتاز,
    الاسلامويين بيفتكروا انهم اذكى ناس فى السودان واجدرهم بحكم البلد وما عداهم عواليق ساكت وانهم يمتلكون الحكمة وفصل الخطاب فى كل شىء!!!
    لكن اتضح من خلال حكمهم انهم اجهل واغبى اهل السودان جاؤوا بعنف غير مسبوق ومعاملة سيئة لمعارضيهم وصلت حد التعذيب والشنق والقتل والتشريد من الخدمة وذلك للتمكين وتنفيذ مشروعهم باناس ينفذوا فقط وهاك يا صيف العبور الخ الخ لكسر شوكة التمرد وحل المشكلة بالقوة او حسب شروطهم ده مع الجنوبيين اما مع المعارضة الشمالية فهم لا يحترمونها بل يحتقرونها لانها لا تحمل السلاح المهم انتهوا الى اتفاق عواليق مع قرنق من وراء اهل السودان وبقوا يوزعوا المناصب والنقود على حركات دارفور واستجاب منى لكنه فى الآخر لقى نفسه قاعد ساكت ورجع للتمرد على الانقاذ المهم هم لا اذكياء ولا جديرين بحكم بلد زى السودان متعدد فى كل شىء وشعبه لا يحب الخضوع ونظريتهم التى اتت من كيزان مصر وغيرهم لا تصلح للسودان لان السودان غير مصر وغيرها من الدول العربية متنوع الاديان والثقافات والاعراق الخ الخ وبعد اكثر من ربع قرن لا حافظوا على وطن موحد مستقر او ينجحوا فى مشروعهم الفكرى والحضارى وبقوا يتكلموا مثل الدلاليات والمشاطات عن كبارى وسدود وطرق وبترول وذهب الخ الخ ونسوا ان الناس العظماء بيجافظوا على وحدةامة ووظن ويخلقوا فيه استقرار سياسى ودستورى بتراضى جميع مكونات الامة السودانية وبالتالى تداول سلمى للسلطة وتنمية مستدامة الخ الخ انهم اقل قامة من الاقزام وست انداية او راعى ضان او مزارع بسيط افضل منهم فى حكم السودان!

  10. اذا غشاك الترابي المنبت مرة وقال ليك الجنوبيين والنوبة كفار وجردك لحمل ابادة ضدهم ثم قال عليك فطيسة تكون غافل زمان
    واذا غشاك مرة تانية وقال ليك في دارفور انتو عرب وزرقة وعمل حروب قبلية غبية تكون انت موهوم فعلا
    اما اذا غشاك مرة ثالثة وقال ليك ناس الانقاذ ديل شماليين او من قبائل الشمال “الاصل” عشان يدور بيك تاني فوضى خلاقة لينهار كل السودان …بتكون فعلا انت غبي ومحدود الذكاء ومعقد
    الحركة الشعبية عالجت مشكلة التهميش في السودان باسس علمية ولم تحتقر احد او شخص او طائفة او مكون سوداني حقيقي …والجنوبيين كانو اذكياء وما معقدين رغم سكنهم في بيوت الخيش حول الخرطوم وقهرهم من مشوهين المركز عبر العصور..بالكشة والشرطة الشريرة …وانت يا المعقد ويا من تعاني من اضطرابات الهوية جابتك مجانية التعليم المركز وقعدت في فقاسة الترابي وبقيت عالة على الانصار والختمية اهلك في الهامش ومغرض وبليد وعاجز عن تحديد هويتك وفاقد البوصلة…وتروج لنسخة مضروبة من السودان الجديد..وتسبح وتقدس بحمد الترابي ومؤتمره الفشنك حتى الان …
    التشخيص لا زال
    مركز مشوه بسبب التركية السابقة والمصريين 1821وهامش طبيعي
    وبدل مؤتمر حوار مزيف يجمع فيه رجرجة المركز”الاخوان المسلمين” ومتسكعين الهامش وكل من لا يمثل الا نفسه
    الحلول لاستعادة السودان الاصل تندرج عبر اربعة محاور
    1- المحور السياسي: اعتماد مرجعية الحزب الحاكم فقط واعضائه وتفعيل كل الاتفاقيات الموقعة مع الهامش من 2005 الي 2015
    عبر اعضاء الحزب
    علي عثمان محمد طه-اتفاقية نيفاشا ودستور 2005
    د نافع علي نافع -اتفاقية مالك عقار 2011 المنطقتين
    د امين حسن عمر اتفاق الدوحة 2008 مع التجاني السيسي-دارفور
    2- المحور الامني : المؤسسة العكسرية السودانية التي ينتمي اليها عمر البشير وبكري حسن صالح “الجيش السوداني ” ودمج كل الفصائل المسلحة السودانية فيه دون قيد او شرط بعد الحل السياسي
    3- المحور الاقتصادي :استعادة الاقاليم والغاء الولايات وتشكيل حكومات اقليمية منتخبة وحاكم قاليم منتخب بدرجة نائب اول وميزانية منفصلة لكل اقليم احياء الاقاليم هو استعادة السودان
    4- المحور العدلي والقانوني: تفعيل المحكمة الدستورية العليا برفدها بقضاة سودانيين محترمين فعلا..لتقوم بوظيفتها في استعادة هيبة القانون وتفعيل القضاء وتنظيف الدستور من القوانين المعيبة واستخلااص دستور جديد من دستور 2005 يناسب دولة مدنية فدرالية ديموقراطية سودانية من ستة اقاليم …وينتهي هذا المسلسل الممل المكسيكي المدبلج وبطله المسن والمتشعبط الاممي د. حسن الترابي الممتد من 1964-2015

  11. بحساب الذكاء فان اكثر من 26 عام من حكم الاخوان المسلمين لا يمكن وصفهم ابدا بالاذكياء مهما يكن من امر واليكم بانهم فتتوا وحدة السودان وانفصل الجنوب حيث وقعوا ببلاهه وغباء متناهيين على اتفاقية نيفاشا المشئومه وليتهم احسنوا توقيعها حيث تم الحاق ثلاثة بروتوكولات بها هي اخطر من نيفاشا نفسها وكانت سببا في اندلاع حرب المنطقتين بجانب حرب دارفور التى دخلت عقدها الثاني
    عندما استلم الاخوان المسلمين الحكم كان سعر صرف الدولار يقل عن 12 جنيه وقد بلغ الان 10300 جنيه ومازال يترنح وقد تم تدمير مشروع الجزيره والسكه حديد وسودانير وسودان لاين ومورس الفساد بسبب سياسة التمكين البغيضه التى اتت باغبى خلق الله وفرضتهم على الخدمه المدنيه بالقوه
    نعم هم افسد خلق الله
    وليس لهم من الذكاء مثقال ذره
    فلا تعتقدوا ان المكر والخبث ذكاء

  12. تمخض جمل الحوار فولد فأرا .هذا على مستوى الحوار والتحاور بين الحكومة والاحزاب الهلامية ..اما على مستوى المواطن فلا جديد يذكر سوى مزيد من المعاناة عليه..اما على مستوى المعارضة فلازالت غير قادرة على تحريك الشعب في ان يهب ويثور ويقتلع هذا النظام الباطش…. اذا ملخص الحكاية يظل الحال كما هو عليه او اسوأ ..

  13. أما الأخوان المسلمون في السودان، فهم علاوة على يقينهم المطلق في صحة أرائهم ورجاحة عقولهم، فإنهم يعتقدون أن الله قد أناط بهم إقامة شرعه وحكمه في الأرض، ومن ثمّ يحظون بعناية إلهية لا تتوفر لغيرهم.
    ما الفرق بينهم و الاسرائيليين …. كلهم شعب الله المختار

  14. لوأننا أعلنا على العالم أجمع وبعد أن نال السودان استقلاله فى أول يناير عام 1956 , إننا نود من جميع شركات العالم العاملة فى مجال الهدم والتخريب والتكسير والتحطيم و( التفجيخ ) , وكل الهيئات والمنظمات الهدامة والمخربة ابتداء من منظمة اليد السوداء إلى عصابات المافيا إلى العدميين والنهليست أن تتقدم لمناقصة أو عطاء عالمى وذلك لاستلام قطر كبير مترامى الأطراف مساحته مليون ميل مربع ، خيراته وفيرة وسعر كيلو اللحم بخمسة قروش ورطل السكر بقرش ونصف القرش والمطلوب ممن يقع عليه العطاء أن يحول هذا القطر ذا الخيرات الوفيرة إلى قطر يشكو لطوب الأرض من قلة الفئران بعد كانت تسرح وتمرح فى الوديان مع الغزلان . المطلوب من تلك الشركة أو الهيئة بحلول عام 2015م أن تحطم ذلك القطر وتحوله إلى أشلاء قطر يفكر جدياً فى الرجوع إلى عصر الدواب باعتماد الحمار , الوسيلة الأولى للنقل (شركة حماركو للنقل) لو طلبنا أن يتقدم أحد يأنس فى نفسه الكفاءة لما تقدم أحد لتلك المناقصة لأن الجميع سيعتقدون يومها عام 1956 أن هذا فوق طاقة البشر .. وإنه لن يكون فى مقدور أية هيئة عالمية أن تنفذ ذلك .. ولكن هناك عباقرة لهم كلام آخر وحديث آخر .
    فقد جاء فى كتاب تهالك التهالك ان التهور الذى أصاب السودان فى جميع المرافق الإدارية والحيتانية المعيشية والمماتية لم يحدث بين يوم وليلة فالبلاد خيرها وفير عميم يزيد على حاجتها وحاجة جيرانها إلا أن الجهد المتواصل والعمل الدءوب والعبقرية الفائقة لرجال أشاوس استغلوا كل ما فى وسعهم وما فى وسع غيرهم بدهاء وحنكة استطاعوا أن يجروا بسفينة البلاد نحو القاع ومعها آمال اهل السودان .ومن حبال صبر الأمة السودانية أقاموا مشانق لتطلعات هذا الجيل والأجيال القادمة .
    إن التدهور المعيشى العام والمعاناة االأسطورية التى ننعم بها الآن هى جهد رجال عرقوا لنجوع وسهروا لنسهر ونحن نكافح جيوش الباعوض والناموس وزوار الليل من اللصوص ومن لف لفهم . وانطلقت جحافل اللصوص وقطاع الطرق وممن أسموا أنفسهم تارة بالجبهة الكذا وتارة بالعدل والكذا يقتلون أهلهم وذويهم في سبيل نهب وسلب وإغتصاب.
    وأنا أشيد فيها بعبقرية أولئك النفر من الناس الذى عملوا منذ الاستقلال فأحالوا أمة شامخة ترتفع قامتها لتلامس قرص الشمس إلى أمة محدودبة الظهر , تبحث عن طعامها فى فجاج الأرض . وتتلقى الهزائم حتى من فريق مكاو الذى لا يعرف مرماه من الإصابات أقل من عشرة أهداف كاملة ولا يرضى بدون ذلك .
    فلله درهم .. فقد احتلوا أمكنتهم بجدارة فى تاريخ تهالك التهالك . و(قول يا لطيف والأمل ضعيف).

  15. الحوار الغلب شيخو…
    هذا حوار بين (الحوار) المشير… وشيخو الترابي المغلوب على امره..؟؟!.. ولا يخص الشعب السوداني من بعيد او قريب….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..