مقالات وآراء سياسية

منحة الموظفين وبرنامج سلعتي للحضر.

أسامة ضي النعيم محمد

خيرا فعل مجلس الوزراء بقراره منح موظفي الدولة مبلغ عشرة مليارات جنيه توزع بنسبة عادلة فيها تفضيل للمراتب الدنيا من السلم الوظيفي ، يلحقها بقرار المجلس الموقر برفع رأسمال برنامج سلعتي للوصول الي طيف أكبر من المستفيدين ، تجد مثل هذه القرارات الدعم والتشجيع مع ملاحظة جدير رفعها والوقوف عندها ، تصب منفعة تلك الاجراءات عند جزء من سكان الحضرالذين يتقاضون رواتبهم من الدولة ، ولا يستفيد منها حوالي ستين في المائة من الشعب السوداني الذين يعملون ويكسبون معاشهم من الكد في قطاع الزراعة والرعي.
ليتها تمددت وشملت منحا لبعض الولايات ، عشرة مليارات جنيه سوداني اخريات خلال موسم الزراعة الحاضر بيننا الان لإنشاء مزارع في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ودارفور ، تستزرع عبر جمعيات تعاونية أو ادارة السجون فقط لإنتاج وزراعة غالب قوت السكان في تلك المناطق من الذرة والسمسم والفول السوداني ، اسميها النظرة (الافندية) التي لا تضع أمامها خريطة سبل كسب العيش في السودان وانتشار السكان حول المهن ، ارضاء فئة سكان الحضر ونسبتهم حوالي 30% ، تخفض الصوت المعارض الذي يسير بالمظاهرات والاحتجاجات في شوارع العواصم والمدن ولكن تتقاصر القرارات ولا تصل لسد حاجة الاغلبية من سكان أهل السودان في مناطق الزراعة والرعي.
ونحن في موسم الهدي وتصدير الاضاحي حية الي السعودية ، هو برنامج يحتاج الي افراد قرارات عنوانها ترشيد ودعم اجراءات صادر الهدي ، تطعيم القطيع وفق اشتراطات السلطات السعودية ، تجهيز مواعين النقل البري الامنه والصحية من مناطق الرعي الي ميناء سواكن ثم التعاقد علي مواعين النقل البحري التي تتمتع بالاشتراطات و المتطلبات العالمية لنقل صادر الهدي لتفادي اعادة الشحنات ، تطعيم القطيع في مناطق الرعي يجب أن يكون مشمولا بخطة علي مدار العام وفق بروتوكول تطعيمات أمراض الحيوان ، ثم البحث الجاد لتثبيت مزارع دائمة في المناطق التي تتمتع بتواجد كثافة عالية للقطعان في دار الكبابيش والبطانة ابتداء كمثال .
التفكير (الافندي ) يسيطر علي النخبة ويقيد قراراتها في ارضاء سكان العاصمة وعواصم الولايات وغالبيتهم من فئة ذوي الرواتب المنتظمة ، في الجانب الاخر أو النسبة الاكبر من سكان السودان هم في سلم الدخول غير المنتظمة ، احتياجاتهم اليومية تسد من خلال تاجر القرية علي نظام ( الشيل ) أو ( الجرورة) الي حين الحصاد وربما كانت نتيجة تسليم الانتاج الزراعي بعد الحصاد دينا يرحل علي عاتق المزارع الي موسم تال ويكسب التاجر في المحصول الذي يبيعه بسعر يحقق له أرباحا طيبة .
برنامج سلعتي تمثل أداة توزيع السلعة والخدمة من المنتج الي المستهلك لتخفيض التكلفة ، ربطها مع الجمعيات التعاونية لخدمة مناطق الرعي والزراعة يرفع من فاعلية الاداتين ، تطوير أسلوب الجمعيات التعاونية بإنشاء وحدات متخصصة في البحث عن طرق التمويل للمزارع والراعي ليس وقفا علي سوق المال المحلي من بنوك وهيئات تسليف بل عبر شركات عالمية تعمل في مجال المزارع الكبيرة لتصدير الخضروات والفواكه لدول الخليج وبقية أقطار العالم ، جمعيات تعاونية تتخصص في امتلاك آليات الزراعة وتأجيرها للمزارعين أيضا لها ارتباطات محلية وعالمية لاستقطاب التقنيات والخبرات والتدريب ، جمعيات تعاونية تمتلك صوامع حفظ الغلال ومحالج قطن ، والربط بين برنامج سلعتي والجمعيات التعاونية علي هذا النسق فيه تقصير الظل بين الانتاج والتسويق .
من بين القرارات التي كنت أتوقعها هي اطلاق بنك السودان برامج الاسكان الشعبي عبر بنك الاسكان والبنوك التجارية ، يدعم مثل هذا المشروع رفع قدرة المجتمع علي الادخار حيث تتوجه صناديق التوفيرالخاصة بالمواطنين في الاحياء ومقار العمل الي سداد أقساط سلفيات المنازل وتحريك أسواق مواد البناء والعمالة المرتبطة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..