حوار الوداع مع القائم بالأعمال الأمريكى

حوار الوداع مع القائم بالأعمال الأمريكى

محجوب عروة
[email protected]

على مدى ساعة ونيف جلسنا أمس مع السيد روبرت وايت هيد القائم بالأعمال الأمريكى داخل مبنى سفارته، كان حوارا صريحا لم يخلو من توجيه الأسئلة الصعبة والسهلة. بدأ السيد معجبا من طيبة وأريحية وتلقائية وتسامح الشعب السودانى حيث ذكر كيف أنه تلقى معاملة كريمة وسهلة عندما كان يعبر الكوبرى بمنطقة دنقلا فى احد زياراته.
عندما سألناه عن اتفاقية دارفور الأخيرة فى الدوحة بدا مشجعا لها بشدة ويعتقد أنه من الضرورى لحركات دارفور الأخرى الأنضمام اليها مستفيدة من هذه الفرصة للحل السياسى السلمى وابعادا للحلول العسكرية التى لم تجدى بين الشمال والجنوب كما حدث فى اتفاق نيفاشا التى أدت للسلام مؤكدا على أن الأهتمام واعطاء الأولوية للتنمية هى الحل الناجع لمشكلة دارفور وهذا لا يتحقق بطبيعة الحال الا بالحل السلمى وليس العسكرى .. وهنا وافقنى على ملاحظتى أنه من المفيد للسودانيين الحل السياسى الشامل بديلا عن الحلول المتجزئة لمشاكل السودان حتى يستقر ويزدهر ويحقق ممارسة ديمقراطية رشيدة ومستدامة.. ولم ينسى أن يقول أن الولايات المتحدة تشجع الحكومة على الأصلاح السياسى وعملية التحول الديمقراطى الأمر الذى يكرس مناخا أفضل وبناء الثقة.
السؤال الهام كان حول رؤية بلاده لتطبيع العلاقات مع الحكومة السودانية وماهى ملامح خريطة الطريق التى طرحتها الأدارة الأمريكية بخصوص ذلك، فأجاب بالقول أن أهم قضيتين تهم بلاده هى تلك الخريطة التى جاء بها السيد كيرى فى زيارته للسودان وتتعلق بقضيتى الأرهاب وتنفيذ اتفاقية السلام التى التزمت بها الحكومة فى نيفاشا وقال أنه يلاحظ أن الحكومة قد التزمت بتلك الأتفاقية بنسبة ثمانين بالمائة وبقيت بعض القضايا المعلقة مثل قضية أبيى والمشورة الشعبية فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان وقضية الحدود التى اعترف بأن ثمانين بالمائة قد تم الأتفاق عليها هذا غير القضايا الأخرى مثل المياه والديون والعملة واالبترول وغيرها ويعتقد أن خلق مناخ متعاون بين الطرفين يساعد كثيرا فى حلحلة الخلافات وتطبيع العلاقات وازدهارها اقتصاديا لمصلحة البلدين وأمريكا تشجع ذلك.
فى نهاية اللقاء ونحن نتبادل تحيات الوداع ذكرت له أن العلاقات بين السودان وأميركا تعرضت كثيرا منذ الأستقلال لتذبدب ولاحت فرصة لتطويرها عندما زار الرئيس الفريق عبود أمريكا عام 1961 بدعوة من الرئيس كنيدى الذى كان يرغب ? كما ذكر لى عمى اللواء عروة وزير التجارة والصناعة و الذى كان فى معيته ? أن يجعل من السودان آنذاك انموذجا للتطور الأقتصادى فى افريقيا ومن ثم لعلاقة متميزة بين البلدين حيث عرض على الرئيس عبود تشييد طريق الخرطوم بورتسودان وبتمويل طويل المدى بتكلفة عشرين مليون دولار فقط!! وكان السفير الأمريكى فى الخرطوم قد سعى كثيرا لأقناع الحكومة حينها للأستفادة من ذلك العرض السخى ولكن للأسف اعتذرت الحكومة بأن طريق بورتسودان كان وفق الخطة العشرية أولوية ثانية priority two ففشل المشروع حتى نفذه الرئيس نميرى لاحقا بتكلفة مليار دولار!!
ترى كم من الفرص ضاعت على السودان لأسباب كثيرة كما يقول لى دائما السيد ابراهيم منعم منصور الذى شهد وعاصر كثيرا من الفرص الضائعة وهو الوزير الأقتصادى الناجح.. وهل يتذكر الناس فشل مشروع محطة الأقمار الصناعية للوزير محمد عبد الجواد فى الستينات حينما اتفق الشيوعيون والأخوان المسلمون لمرة واحدة وحاربوا المشروع فى صحفهم بدعوى أن المحطة هى محطة تجسس أمريكية؟؟!! مثلما قال الشيوعيون فى طريق المعونة الأمريكية بالخرطوم بحرى أنه لهبوط الطائرات الأمريكية فى طريقها لضرب فيتنام؟؟!

تعليق واحد

  1. انتو يا آل عروة متغلغلين مع العساكر منذ عهد عبود ( وزير التجارة اللواءعروة )
    وفي عهد نميري أحد أفراد آل عروة ( الفاتح عروة ) كان في جهاز أمن النميري
    ولاحقا مع نظام عمر البشير ……..وبعد هذا تتحدث عن الديمقراطية في مقالاتك !!!

  2. الاستاذ عروة

    تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولك ما كسبتم

    دعونا من رمى اللوم على الحكومات البائدة وخلينا فى ناسك الحسى ديل وحاكمين

    فرص شنو!!! دى حكومة من ما جات قالت امريكا قد دنا عذابه على ان لاقيتها ضرابها! ما اراه هذا مجرد انبطاح! وخداع للمواطن البسيط الذى يصدق- انحن شذج لهذه الدرجة!

    قل حسنا- بتبصير الناس وتنوير العقول وكشف الحقائق ودحض الباطل وازهاقه- ولا خير فى كتابتكم ولا نجواكن اذا لم تفعلوها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..